افتتاحيات الصحف

افتتاحيات الصحف ليوم الثلاثاء 8 أيلول 2020

صحيفة النهار

 

موافقة شيعية على المداورة ولا تسميات سياسية

على رغم الستار الكثيف من الكتمان الذي يغلف مجريات الاتصالات والمشاورات لتأليف الحكومة الجديدة والتي يبدو ان الرئيس المكلف مصطفى أديب يحرص على إبقائها في منأى عن الاستنزاف الإعلامي اليومي ولعبة حرق الأسماء، بدأت تتجمع معطيات جدية في شأن الأسبوع الثاني والنهائي من “مهلة ماكرون” لانجاز تشكيل الحكومة بما يفترض معه توقع الولادة الحكومية في نهاية الأسبوع الحالي او مطلع الأسبوع الطالع على ابعد تقدير، ذلك ان البارز في ما تسرب لـ”النهار” من معطيات عن مناخ استحقاق تشكيل الحكومة يتمثل في ان مهلة الأسبوعين التي اتفق عليها بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والقيادات السياسية والحزبية اللبنانية في قصر الصنوبر تفترض ولادة الحكومة ما بين 16 و20 أيلول الحالي كحد اقصى الامر الذي يضفي على العد العكسي الجاري لانجاز استحقاق التأليف جدية استثنائية لم يسبق ان جرت عملية تشكيل حكومة في ظل مهلة مماثلة لها وبهذا الالتزام السياسي شبه الجماعي اقله امام الرئيس الفرنسي. وتبعا لذلك ترجح المعطيات المتوافرة لـ”النهار” ان يضع الرئيس المكلف تصوره الأول لتركيبته خلال الساعات المقبلة وان يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لاطلاعه عليه. وبات في حكم المؤكد تقريبا ان الرئيس المكلف الذي لم يقتنع بتركيبة حكومية موسعة من 22 او 24 وزيرا كما اقترح عليه الرئيس عون في لقائهما السابق يتجه الى وضع تصوره من 14 وزيرا لاختصاصيين غير حزبيين وغير منتمين سياسيا الى أي جهات ويعتمد اختيارهم على معيار الاختصاص والكفاءة. وفي المعلومات أيضا ان أديب يتولى الاتصالات اللازمة بالمرشحين المحتملين لتولي حقائب وزارية من داخل لبنان وخارجه أيضا تبعا للاختصاصات وأصحاب الكفايات. ومن النماذج على محاولات استقطاب أصحاب كفاءات عالية ان البروفسور جمال الأيوبي رئيس مركز الجراحة النسائية وطفل الأنبوب في جامعة باريس المعروف أيضا بنشاطه البارز مع الإدارة الفرنسية في تقديم الدعم الصحي والطبي والاستشفائي الى لبنان تلقى اتصالات من الرئيس المكلف في مجال اقتراح انضمامه الى الحكومة العتيدة ولكنه اعتذر متعهدا المضي بلا كلل في توفير كل مجالات الدعم للقطاع الصحي والاستفائي في لبنان. كما ان أديب يبدو حريصا على استكمال فريق اختصاصيين منسجم ومتماسك ما لم تخترق الحسابات السياسية او بعضها خطته. وتفيد معلومات في هذا الصدد بان أديب يراهن على ان يلاقيه الافرقاء كما وعدوا بالتسهيلات لتأليف فريق عمل منتج ومنسجم ولكن اذا تعذر عليه تشكيل هذا الفريق الوزاري بسبب قيود او شروط فانه سيعتذر عن تأليف الحكومة . ويبدو كما توافرت معلومات لـ”النهار” ان ثمة معطيات برزت في الساعات الأخيرة تشير الى امكان قبول الثنائي الشيعي باعتماد المداورة في الحقائب بما يعني قبوله بذهاب وزارة المال الى غير وزير شيعي وذلك لقطع الطريق على أي فريق اخر للتمسك باي حقيبة كما ان الأحزاب والقوى السياسية لن تسمي مرشحين. وتشير هذه المعطيات الى ان “حزب الله” يبدي حرصا شديدا على عدم اغضاب الجانب الفرنسي اذ يبدي الحزب ارتياحا كبيرا لوساطة ماكرون.

 

وبرز في سياق المواقف السياسية من استحقاق التأليف تحذير رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مساء امس من تأخير تشكيل الحكومة اذ وصف مجددا مبادرة الرئيس ماكرون بانها “آخر فرصة انقاذية للبنان بعد كارثة تدمير الأشرفية ومار مخايل والمرفأ “. وقال عقب استقباله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في كليمنصو “اذا غرقنا في التفاصيل الوزارية يبقى المرفأ مدمرا ومار مخايل والاشرفية وغيرها مدمرة وقد يغرق لبنان في المزيد من التأزم الاقتصادي”.

 

التدقيق الجنائي

 

الى ذلك بدا اللقاء الذي عقده امس الرئيس عون مع وزير المال في حكومة تصريف الاعمال غازي وزني بمثابة وضع حد سريع للتداعيات السلبية التي كان ينذر بها الخلاف بين القصر ووزير المال حول عملية التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان. وقد استغرق هذا اللقاء الذي عقد بناء على طلب رئيس الجمهورية ساعة ونصف ساعة في حضور الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير وخصص للبحث في الخلافات حول العقد مع شركة “الفاريس ومارشال ” للتدقيق الجنائي . واعلن وزني على اثره ان ” العقد الذي تم توقيعه اصبح ساري المفعول وان كان ثمة تعديلات عليه فتناقش مع الشركة لاحقا”.

 

اعفاء بدري ضاهر

 

في سياق آخر علم ان رئيس الجمهورية لم يوقع بعد مرسوما وقعه رئيس حكومة تصريف الاعمال حسن دياب ووزير المال غازي وزني باعفاء المدير العام للجمارك بدري فؤاد ضاهر من مهماته. وقد أحيل المرسوم الى القصر ليقترن بتوقيع رئيس الجمهورية. واستند مشروع المرسوم الى قرار مجلس الوزراء في 10 آب الماضي الذي يتضمن وضع جميع الموظفين من الفئة الأولى الذين تقرر او سيتقرر توقيفهم بسبب الانفجار في مرفأ بيروت في تصرف رئيس مجلس الوزراء بعد إعفائهم من وظائفهم. وأفادت معلومات ان المحقق العدلي فادي صوان أبقى ضاهر موقوفا في سجن الريحانية لدى الشرطة العسكرية ولم يتم نقله الى سجن مديرية الجمارك .

 

على صعيد امني دارت اشتباكات مسلحة ليل امس في منطقة الطريق الجديدة بين جماعات متفلتة مما أدى الى سقوط قتيل وجريحين نقلوا الى مستشفى المقاصد . وضرب الجيش طوقا امنيا حول امكنة الاشتباكات وبدأ بمطاردة مطلوبين.

 

**********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

عون لم يوقّع مرسوم إقالة ضاهر… و”بوادر لفلفة” لانفجار المرفأ

باسيل يلوّح بمقاطعة الحكومة: “عليّ وعلى الثنائي”!

 

سكونٌ يصمّ الآذان سياسياً وحكومياً، وصراخ الناس يتعالى داخل “طائرة” تهوي بسرعات قياسية نحو الارتطام الكبير بأرض التفليسة، بينما المتحكّمون بقمرة القيادة يتعامون عن كل المؤشرات الاجتماعية والصحية والاقتصادية والحياتية المنذرة بفقدان السيطرة على الوضع وسط تسارع الخطى الآيلة إلى تجفيف منابع الدعم عن السلع الحيوية وجفاف خراطيم البنزين في المحطات وتناقص مخزون الأدوية في المستودعات. فإذا كان من لعنة القدر ونكد الدهر أن توكل مهمة الإنقاذ إلى أرباب الإفساد، لا بد بالتالي من أن يستمر اللبنانيون أسرى ذهنية حكام يائسين بائسين لا يزالون ينقبون تحت أنقاض الهيكل عن أدوار مفقودة وحصص موعودة حتى الرمق الأخير.

 

وليس بعيداً عن هذه الذهنية، تدور المعطيات المتصلة بملف التأليف، لتبرز بين الحين والآخر معضلة تمثيل هذا الفريق أو ذاك، مباشرةً أو مواربةً في تشكيلة مصطفى أديب، والجديد القديم الذي يعود إلى الواجهة مع كل توليفة حكومية مسألة الحصة التمثيلية التي سينالها “التيار الوطني الحر” في الحكومة لا سيما وأنّ إقصاء “التيار” عن حقيبة الطاقة كان له الوطأة الأقسى على رئيسه جبران باسيل، فسعى إلى قلب طاولة المعادلة على الحلفاء عبر طرح فكرة المداورة في الحقائب، لكن بعدما خاب رهانه على إمكانية إقصاء “حركة أمل” عن وزارة المالية أسوةً بسحب بساط الطاقة من تحت أقدامه، يبدو باسيل متجهاً إلى شهر سيف “المقاطعة” والتلويح به في مواجهة حكومة أديب على قاعدة: “عليّ وعلى الثنائي الشيعي” فإما ندخل معاً الحكومة بحصص موازية أو نسحب الغطاء المسيحي عنكم!

 

ولأنّ الأسبوع الجاري سيشهد إنضاج الطبخة الحكومية العتيدة، توقعت مصادر مواكبة لمشاورات التأليف لـ”نداء الوطن” أن يزيد منسوب الحماوة والضغوط خلال الأيام المقبلة على الرئيس المكلف “لتحصيل ما يُمكن تحصيله منه على مستوى تمثيل المكونات السياسية في تشكيلته على اعتبار أنّ تعطيل التأليف خيار غير متاح فرنسياً ولعبة استنزاف الوقت غير قابلة للحياة خارج نطاق مهلة الـ15 يوماً التي حددها الرئيس إيمانويل ماكرون”، مؤكدةً أنّه “خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة ستتبلور الكثير من التوجهات في ضوء ما سيخلص إليه اجتماع قصر بعبدا المرتقب بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف”، وسط ترجيح أن يسبق أو يلي هذا الاجتماع “لقاء مفصلي” بين الرئيس المكلف وباسيل يحدد الأخير بموجب نتائجه اتجاه الأمور على صعيد “الارتباط أو فك الارتباط” بينه وبين حكومة أديب في حال عدم الأخذ بالحد الأدنى من مطالبه الوزارية.

 

وبينما حسم معظم الأطراف الداعمة للتكليف توجهاتهم إزاء التأليف، سواءً بعدم المشاركة كـ”المستقبل” و”الاشتراكي” أو بالمشاركة كثنائي “حزب الله” و”حركة أمل” تحت ستار “ميثاقية التوقيع الثالث” في وزارة المالية، كشفت المصادر أنّ الوزير السابق علي حسن خليل أبلغ الرئيس المكلف صراحةً بأنّ الثنائي الشيعي يعتبر “وزارة المال خارج أي مفهوم للمداورة ولا مجال للتراجع عن ذلك”، لافتةً إلى أنّ “ما عزز هذا الموقف هو ما استُشف من الاتصالات الفرنسية المواكبة لعملية التأليف بأنّ باريس لا تعارض هذا الأمر لرغبتها بأن تحظى حكومة أديب بغطاء سياسي لمهمتها الإصلاحية لا سيما على مستوى التعاون المطلوب بينها وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري لإقرار القوانين والمراسيم ذات الصلة بهذه المهمة”.

 

من ناحيتها، تؤكد مصادر التقت الرئيس المكلف لـ”نداء الوطن” أنه يرى الأمور متجهة نحو خواتيم إيجابية ضمن سقف المهلة الفرنسية الممنوحة للتأليف، كاشفةً أنه “سيواصل هذا الأسبوع عملية استمزاج الآراء دون حسم أي من توجهاته، لا في الشكل ولا في تقسيم الحقائب والمداورة، على أن يضع ما يراه مناسباً من تعديلات على تصوره الأولي لحكومته تمهيداً لبلوغ مرحلة إسقاط الأسماء على الحقائب الأسبوع المقبل قبيل زيارته بعبدا حاملاً تشكيلته النهائية”.

 

أما في جديد تحقيقات انفجار المرفأ، فلاحظت مصادر مواكبة للملف “بوادر لفلفة للقضية” من خلال ما أثير خلال الساعات الأخيرة عن عدم إقدام رئيس الجمهورية على توقيع مرسوم إعفاء المدير العام للجمارك بدري ضاهر من مهامه الوظيفية ووضعه في تصرف رئيس مجلس الوزراء، رغم أنّ المرسوم حاز على كل التواقيع اللازمة من رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ووزير المال غازي وزني. وبرز في السياق عينه، ما كشفه مساءً الإعلامي المتخصص في قناة “الجديد” رياض قبيسي عن إحالة ضاهر إلى التوقيف في أحد “مكاتب” إدارة الجمارك رغم أنّ الجمارك لا تملك سجوناً مخصصة للتوقيفات، معتبراً أنّ هذه الخطوة تأتي في إطار التمهيد لتبرئة ضاهر بضغط عوني من دون أن يستبعد عودته “محمولاً على الأكف” إلى المرفأ. كذلك كشف ان مسؤولين أمنيين آخرين موقوفين نقلوا الى “سجون” اختاروا ان تكون في المؤسسات التي يتبعون لها!

 

**********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

 

شارع لسليماني في مدخل بيروت

عون يناور للاحتفاظ بـ«الطاقة»… ومشروع حكومة نهاية الأسبوع

 

بيروت: محمد شقير

قالت مصادر سياسية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى أديب ينصرف حالياً إلى إعداد مشروع تشكيلة وزارية يتوقع أن يحملها معه قبل نهاية الأسبوع إلى بعبدا للتشاور بشأنها مع رئيس الجمهورية ميشال عون.

 

وأوضحت المصادر أن عون يتحمل مسؤولية حيال تأخير تشكيل الحكومة الجديدة، لأن ما يهمه تعويم رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل من خلال حجز العدد الأكبر من الحقائب الخاصة بالمسيحيين لأشخاص ينتمون إليه مباشرة، على أن تكون وزارة الطاقة من حصته، وأن عون يلوح من خلال مطالبته بالداخلية والمالية، بأن لا قرار نهائياً لديه بأن ينتزع المالية من الشيعة، شرط أن يوافقوا على إعادة الطاقة إلى حضن «التيار الوطني».

 

من ناحية ثانية، واصلت بلدية الغبيري التي يسيطر عليها «حزب الله» تسمية شوارع تابعة لها في ضاحية بيروت الجنوبية، بأسماء شخصيات إيرانية وتابعين لها. فبعد تسميتها شارعاً باسم الخميني وآخر باسم عماد مغنية، تفاجأ اللبنانيون أمس (الاثنين) بتسميتها باسم قاسم سليماني شارعاً بين طريق المطار القديم والأوتوستراد الجديد.

 

وقال النائب المستقيل من البرلمان مروان حمادة، في تصريح، «لا عجب في أن تبادر بلدية الغبيري أسوة بالمؤسسات التي وضع (حزب الله) يده عليها، إلى تسمية القتلة والمجرمين وأصحاب السوابق في الإرهاب، وفي اغتيال الأفراد والشعوب، لتزيين شوارع على حساب بؤس ناسها، وتدمير ما تبقى من سمعة لبنان وعلاقاته الحضارية والأخوية مع أشقائه العرب والعالم».

 

وأضاف حمادة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه مرحلة، على جميع الأحوال، «ستمرّ، ولن يُكتب لها الاستمرار والبقاء، بعد أن لفظها شعب لبنان من قلب معاناته وإفلاسه وجوعه».

 

 

**********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

حكومة الإختصاصيين تتقدّم.. وأديب وضع المسودة والمداورة في الحقائب الأساسية

كل الأجواء المحيطة بحركة تأليف الحكومة، تؤشر الى انّ المبادرة الفرنسية ضاغطة، الى اقصى الحدود، على كل المعنيين بالملف الحكومي، والقاسم المشترك في ما بينهم، هو ولادة حكومة مصطفى اديب، قبل يوم الاثنين المقبل، الذي تنتهي فيه مهلة الاسبوعين التي التزم بها التكليف، لتأليف الحكومة خلالها.

 

ما خلا لقاء الرئيس المكلّف مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، والمعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله» الحاج حسين خليل، بناءً على طلبهما، حيث وضعاه بصورة موقفهما الايجابي والمتعاون في تشكيل الحكومة، فإنّ الرئيس المكلّف يقنّن من لقاءاته السياسية الى اضيق الحدود، إذ انّه في عملية انضاج حكومته التي بدأها، يسلك مساراً مختلفاً عن كل مسارات التأليف السابقة، ويعتمد لعبة «الاوراق المستورة»، حتى لا تتكرّر معه المطبّات التي كانت تعيق تأليف الحكومات السابقة، مرتكزاً على اساس وضعه مسبقاً لتقوم عليه حكومته؛ حكومة مصغّرة من 14 وزيراً، بوجوه وزارية جديدة يختارها، وتتمتع بالكفاءة والخبرة والاختصاص، مع مداورة في الوزارات.

بحسب الاجواء المحيطة بحركة التأليف، فإنّ نتيجة الاسبوع الاول من مهلة اسبوعي تأليف حكومة المبادرة الفرنسية، خلصت الى انّ مسودة حكومية قد تكون جاهزة خلال اليومين المقبلين، على ان يحملها الرئيس المكلّف الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي سبق له ان اتفق مع اديب خلال لقائهما في القصر الجمهوري الخميس الماضي، على ان يطلعه على المسودة الحكومية التي سيضعها، قبل أن يلتزم بشيء حولها مع أي طرف.

 

الصلاحيات

ويبدو جلياً في المنحى الذي يسلكه الرئيس المكلّف، أنّه يتجنّب الدخول علناً في ما كان يسمّى بازار الحصص والحقائب والاسماء، مع القوى السياسية، التي كان التجاذب والخلافات تتسبب في إطالة أمد التأليف لفترات طويلة تمتد على اشهر عدة، بل هو ينطلق في حركة التأليف هذه المرة، استناداً الى ما له من صلاحيات دستورية في عملية التأليف، التي يتشارك فيها حصراً مع رئيس الجمهورية دون غيره في تحديد معايير التشكيل وشكل الحكومة، وبالتالي اصدار مراسيمها، وممارسة هذه الصلاحيات، معززاً بدعم واضح وتشجيع من المرجعيات السنّية السياسية والدينية، التي تدفع بكل قوة الى ممارسة هذه الصلاحيات، ومعززاً أيضاً بزخم المبادرة الفرنسية الضاغطة على كل الاطراف من دون استثناء اي منها.

 

شكل الحكومة

على انّ المسودة الحكومية، في حال وضعت خلال اليومين المقبلين كما هو مرجح، فإنّ عرضها على رئيس الجمهورية، ليس نهاية المطاف، ولا يعني انّ مراسيم تشكيل الحكومة ستصدر فوراً، ذلك انّ نقطة تباين اساسية تبدو جلية في موقف الرئيسين حيال شكل الحكومة. فرئيس الجمهورية سبق له ان حدّد رغبته بحكومة موسعة من 24 وزيراً، لكل حقيبة اساسية وزير، وذلك لكي يكون للوزير المعني الوقت الكافي للاهتمام بالوزارة وملفاتها، لا ان تُسند للوزير حقيبتان. فيما يفضّل الرئيس المكلّف حكومة مصغّرة من 14 وزيراً. علماً انّ مواكبين لحركة التأليف يستبعدون ان يشكّل شكل الحكومة نقطة خلاف جوهرية، ذلك انّ المخرج لهذه العقدة غير المستعصية، يتأمّن في الوصول الى صيغة وسطية بين الامرين.

 

ماذا يريد اديب؟

يضاف الى ذلك، انّ التشكيلة المقترحة في مسودة اديب، وقبل بلوغ مرحلة اصدار المراسيم، ينبغي ان تُناقَش بالوزراء المقترحين فيها، والحقائب المسندة اليهم، مع القوى السياسية والبرلمانية التي سمّته لتشكيل الحكومة، التي تعتبر ان ليس من المعقول ان يشكّل حكومته بمعزل عن هذه القوى التي ستمنح حكومته الثقة في مجلس النواب. فضلاً عن انّ الاسماء الوزارية لا تُطرح اساساً من العدم، او تُفرض فرضاً، بل بالتشاور معها حول هذه المسألة الجوهرية، وخصوصاً ما يتصل بالوزراء ومواصفاتهم، وما اذا كانوا مؤهلين فعلاً لهذا الموقع.

واللافت في هذا السياق، انّ غالبية هذه القوى التي سمّت اديب، وبعد مرور اسبوع من مهلة الاسبوعين، ليست على علم او بيّنة مما لدى الرئيس المكلّف، او مما يريده، او الأسس التي سيبني عليها حكومته. فما يرد اليها في هذا المجال، ليس اكثر من روايات وتحليلات وافتراضات سياسية وصحافية، ما خلا بعض قليل جداً، تسنّى له الاطلاع من اديب على اوراقه المستورة، فلاحظ انّ الصيغة الحكومية التي يريدها، هي نفسها الصيغة التي ارادها الرئيس سعد الحريري، وسبق ان نادى بها مراراً بعد استقالته بعد انطلاق انتفاضة 17 تشرين الاول 2019، اي حكومة اختصاصيين بلا سياسيين، تعمل بلا اي معوقات او مطبّات أو محاولات تعطيل. واستنتج المطلعون على الاوراق المستورة، من ذلك، أنّ دوراً ما، مباشراً او غير مباشر، للرئيس الحريري في حركة التأليف التي بدأها الرئيس المكلّف.

وتبعاً ذلك، تشير المعلومات الى انّ القوى السياسية التي سمّت اديب، تنتظر ما سيطرحه عليها، وخصوصاً انّ اللقاء بينه وبين الخليلين قبل نهاية الاسبوع الماضي كان عمومياً ولم يدخل في التفاصيل، ومن هنا تمّ التوافق بينهما معه على استمرار التواصل، فيما لم يحصل اي تواصل مباشر بين اديب وبين سائر القوى، وعلى وجه التحديد وليد جنبلاط، الذي يبدو انّه قد حسم موقفه نهائياً بعدم المشاركة في الحكومة، وكذلك «التيار الوطني الحر»، اذ لا اديب طلب اللقاء مع رئيسه النائب جبران باسيل، ولا باسيل طلب اللقاء من جهته، علما انّ مصادر التيار كشفت لـ»الجمهورية»، بأنّه إن لم يطلب الرئيس المكلّف اللقاء للتشاور، فإنّ باسيل من جهته ليس في وارد ان يبادر الى طلب لقاء مع اديب.

 

نوع الحكومة

حتى الآن، يمكن الجزم بأنّ نوع الحكومة لم يُحسم بعد، إذ ما زالت تركيبتها متأرجحة بين رغبة رئيس الحكومة المكلّف وقناعته بحكومة اختصاصيين وفريق عمل متجانس، وبين رغبة اطراف سياسية بحكومة تكنوسياسية اكثريتها من الاختصاصيين واصحاب الخبرة والكفاءة، مع اقلية محدودة جداً من السياسيين، وهذا ما يُطالب به رئيس الجمهورية والثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر.

الّا انّ كفة الاختيار بين هذين الامرين، وكما تقول مصادر معنية بالملف الحكومي لـ«الجمهورية»، قد تميل الى التسليم بحكومة اختصاصيين متفاهم عليها بين الجميع.

وقالت المصادر: «انّ التزام الاطراف جميعهم بالمبادرة الفرنسية وانجاحها، والتعجيل في تشكيلها، يضاف اليه الضغط الخارجي الكبير، وتحديداً من قِبل الفرنسيين للتعجيل بالحكومة، يُضعف اي احتمال لأي اشتباك حول شكل الحكومة، او اي اصرار على اشراك سياسيين فيها. وبما انّ التوجّه العام لدى مختلف القوى السياسية هو تجنّب الدخول في عملية شدّ الحبال، كما كان يحصل من قبل حول الحكومة بشكلها وتركيبتها واسماء وزرائها وتوزيعة حقائبها، فعلى قاعدة التسهيل، من غير المستبعد التسليم بالذهاب بسلاسة الى حكومة اختصاصيين بالكامل، مؤيّدة بغطاء سياسي من خارجها، ممتد على كل القوى التي سمّت اديب لرئاسة الحكومة.

وتخالف المصادر ما يُقال عن انّه في الذهاب الى حكومة اختصاصيين، كسراً لأي طرف، او انّ هذه الحكومة هي حكومة تكنوقراط تشبه بشكل او بآخر حكومة حسان دياب بتركيبتها. ذلك انّ جملة وقائع تثبت عكس ذلك:

اولاً، انّ حكومة الاختصاصيين، إن تمّ التوافق على الذهاب اليها، لن تكون شبيهة بحكومة حساب دياب، وبطاقمها الوزاري الضعيف فيها، وبافتقادها للحضانة السياسية الواسعة لها.

ثانياً، انّ لدى الحكومة الجديدة، برنامجاً واضحاً، وكل الاطراف السياسية مؤيّدة مسبقاً لهذا البرنامج، وملتزمة برعايته وحمايته وتنفيذه كما حدّدته المبادرة الفرنسية. ومع هذا التأييد الواسع لا يعود مهماً ان تضمّ سياسيين في تشكيلتها. فهذا تفصيل بسيط يمكن تجاوزه بسهوله، وبالتالي لن يشكّل عقدة في طريق ولادة الحكومة.

ثالثاً، انّ وضع الحكومة الجديدة مختلف كلياً عن الحكومة السابقة، فهي متمتعة سلفاً بثقة واسعة في مجلس النواب، تؤمّنها الاكثرية النيابية الموصوفة التي سمّت اديب، خلافاً للحكومة السابقة التي كانت مقيّدة ومحكومة لأكثرية حرجة في مجلس النواب أمّنت لها ثقة على المنخار، وكانت عرضة للاهتزاز في اي لحظة. ذلك انّ استقالة وزير واحد (مسمّى من قوى سياسية او حزبية) منها كانت كافية لسقوطها، اذا ما طُلِب التصويت على الثقة بها.

 

طريق التأليف

على انّ الواضح في المسار الذي يسلكه التأليف، هو عدم بروز اي معوقات حتى الآن قد تعيقه، ذلك انّ الرئيس المكلّف لم تبدر عنه اي اشارة الى وجود معوّقات، بل على العكس، فإنّ الاجواء القريبة منه تعكس انّه يلمس تسهيلات، وهو ما اكّدت عليه مختلف الاطراف. فالثنائي الشيعي، وكما تؤكّد مصادره لـ»الجمهورية»، اكّد على تعاطيه الايجابي الى اقصى الحدود، وعدم وجود اي شروط لديه، والتعجيل بالحكومة اليوم قبل الغد، وبتركيبة نوعيّة وبكفاءات بحجم المرحلة، تتولّى عملية الإنقاذ واجراء الاصلاحات المطلوبة لإخراج البلد من ازمته. فضلاً عن انّ الرئيس نبيه بري معني بنجاح المبادرة الفرنسية لما تشكّله من فرصة اخيرة للانقاذ.

وربطاً بالإيجابية الكلية التي أبداها الثنائي الشيعي، استبعد مواكبون لحركة التأليف التي بدأها الرئيس المكلّف، أن تُقابل هذه الايجابية بسلبية، أو أن تأتي التشكيلة الحكومية المرتقبة من دون التفاهم معهما، او تقترن بأفكار او طروحات مستفزة لهما، سواء في ما يتعلق بأسماء الوزراء الشيعة، او ما يتعلق بالحقائب الوزارية التي ستًسند اليهم.

والأمر نفسه، كما يقول هؤلاء المواكبون، ينطبق على سائر القوى التي تقارب تأليف الحكومة بإيجابية ملحوظة. مع الاشارة هنا الى انّ التيار الوطني الحر، وكما تؤكّد اوساطه لـ»الجمهورية»، لن يشكّل اي عقبة في طريق تشكيل الحكومة، بل على العكس، لا توجد لديه اي شروط، بل هو اتخذ قراراً بتسهيل التأليف واعتماد الحدّ الاعلى من الليونة لتحقيق هذا الأمر في اسرع وقت ممكن.

ولفتت الاوساط، الى انّه من خلفية التسهيل لا التعطيل، فإنّ كل الاحتمالات واردة لدى التيار، ومن بينها احتمال عدم مشاركته في الحكومة، ولكن ليس من موقع معارضة الحكومة الجديدة، بل انّ التيار، وحتى ولو كان خارج الحكومة، سيمنحها الثقة في مجلس النواب.

 

ماذا عن الحقائب

الى ذلك، وفيما تتوالى الدعوات الى الرئيس المكلّف الى اعتماد الواقعية في التأليف، وان يقدّم تشكيلة حكومية معدّة بميزان الذهب، يراعي التركيبة الداخلية وتوازناتها، تؤكّد اجواء الرئيس المكلّف انّ اولويته وضع حكومة متجانسة، تعبّر عن الجميع، ومحدّدة مهمتها بهدف وحيد؛ هو انقاذ لبنان، ولا تشكّل استفزازاً لأيّ طرف، حتى لأولئك الذين لم يسمّوه في استشارات التكليف، او الذين قرّروا عدم المشاركة في الحكومة برغم انّهم سمّوا اديب في استشارات التكليف، بمعنى، ان يعتبر كل الأطراف السياسيين، وكذلك اطراف الحراك المدني، انفسهم موجودين في هذه الحكومة، وممثلين بكل واحد من الكفاءات والاختصاصيين من اصحاب الخبرة والتجربة والسمعة الطيبة الذين ستضمنهم.

وبحسب معلومات «الجمهورية»، انّ موضوع الحقائب سيكون امام خلطة جديدة لهذه الحقائب، مختلفة بصورة كبيرة جداً عمّا كان معتمداً في الحكومات السابقة. حيث يبدو انّ الوزارات السيادية الأربع قد تبقى على حالها؛ (المالية للشيعة، الداخلية للسنّة، الخارجية للموارنة، الدفاع للروم الارثوذكس). واما الخلطة الجديدة فتشمل ما تُسمّى الوزارات الأساسية، وعلى وجه الخصوص الطاقة، والاتصالات، والأشغال، والعدل، والصحة، والشؤون الاجتماعية، والتربية، والاقتصاد، والعمل.

وفي هذا السياق، تؤكّد معلومات «الجمهورية»، انّ التيار الوطني الحر، وحتى ولو شارك في الحكومة بشخصيات يسمّيها، بات في جو محسوم بأنّ وزارة الطاقة لن تكون من حصّته. وقد تيقن من ذلك من المبادرة الفرنسية نفسها التي جاء مضمونها لينسف ما سعى اليه التيار طيلة توليه الوزارة، ولاسيما في ما خصّ خطة الكهرباء ومعمل سلعاتا.

ثم انّ التيار، وكما يقول مقرّبون منه، انّه «وبعدما فُرِّغت الطاقة من بعض مضامينها الاساسية مثل الغاء سلعاتا وغيره، وتعيين الهيئة الناظمة للكهرباء قبل تعديل القانون، صار من الافضل له الّا تكون الطاقة معه، او بشخصية يسمّيها، ذلك انّ بقاءها معه بالشكل الذي اصبحت او ستصبح عليه، سيشكّل كسرة كبيرة له».

ويلفت هؤلاء، الى انّه «طالما انّ التيار لم يدخل في لعبة الاسماء، وقراره في الاصل هو عدم الدخول في الاسماء، فلن يشكّل فارقاً لديه أيًّا يكون على رأس هذه الوزارة او غيرها من الوزارات».

 

متى الولادة؟

كل المؤشرات المحيطة بعملية التأليف، توحي بأنّ الحكومة على نار حامية، وانّ الولادة مسألة ايام قليلة جداً، اي قبل نهاية الاسبوع الجاري. وانّ الرئيس المكلّف اصبح في نهاية وضع اللمسات الاخيرة على مسودة هذه الحكومة. وفي هذا السياق، يقول مرجع سياسي معني بحركة التأليف: «دخلنا فعلاً في اسبوع الحسم الحكومي ضمن مهلة الاسبوعين التي حدّدها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وما استطيع ان اقوله هو انّ الجميع قالوا انّهم متعاونون وايجابيون، كما انّ ثمة معطيات ايجابية داخلية كثيرة، اضافة الى القوة التي تتمتع بها المبادرة الفرنسية، تجعلني على يقين من انّ ولادة الحكومة ستكون سريعة جداً، على ان يبدأ مسار الثقة وبدء العمل اعتباراً من الأسبوع المقبل».

ورداً على سؤال عمّا اذا كانت هناك خشية من دخول الشياطين في بعض تفاصيل التأليف، قال المرجع: «في الاساس يجب الابقاء على مساحة حذر ولو ضيّقة، حتى تظهر صورة الحكومة، ولكن كما هو مؤكّد، فإنّ المبادرة الفرنسية، ملزمة، ولا مفرّ منها ولا بديل عنها، والجميع يدركون ذلك، والفرنسيون يتابعوننا عن كثب، بالتالي لن يكون في مقدور اي شياطين الدخول في اي تفصيل لتعطيلها، ذلك انّ المبادرة طردت شياطين التفاصيل فور اعلانها».

ولكن ماذا في حال لم تتشكّل الحكومة هذا الاسبوع؟ يقول المرجع نفسه: «كل الاطراف تعهّدت للرئيس ماكرون بإنجاز ولادة الحكومة خلال اسبوعين، وليس من مصلحة أي طرف أن يخلّ بهذا التعهّد، وكل الاطراف مأزومة ومدركة ان لا جدوى من اي مماحكة او مماطلة او تباطؤ، ومدركة بالدرجة الاولى، انّ عرقلة او تعطيل هذا المسار معناه دخولنا جميعاً مع البلد في وضع غير محمود. ويقيني وقناعتي بأننا لن نصل الى هذا الوضع، وخصوصاً انّ المبادرة الفرنسية تسير بالشكل المرسوم لها».

 

زوبعة في فنجان

انتهت الاشكالية التي أثيرت حول طبيعة العقد الموقّع مع شركة Alvarez لاجراء تدقيق جنائي في مصرف لبنان. وتبيّن عقب زيارة توضيحية قام بها وزير المالية غازي وزني الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انّها زوبعة في فنجان.

وأوضح وزني عقب اللقاء، أنّ «التدقيق الجنائي هو عنوان من عناوين الإصلاح الأساسية، وسوف ينسحب على كافة ادارات الدولة ومؤسساتها وصناديقها».

أضاف: «العقد مع شركة Alvarez وُقّع وأصبح ساري المفعول، وإن كان ثمّة تعديلات عليه فتُناقش مع الشركة لاحقاً».

 

خلاف وزيرين

في غضون ذلك، أبت الحكومة المستقيلة التي تصرّف الاعمال سوى أن «تودّع» بمشهد خلافي يعكس قصر النظر، وغياب مايسترو حقيقي يقود السفينة. وقد خرج الخلاف بين وزير الاقتصاد راوول نعمة ووزير الزراعة عباس مرتضى الى العلن، في شأن قضية دعم الاعلاف الحيوانية. والمفارقة انّ الوزيرين يدّعيان، كل من جهته، انّه يتمسك بموقفه حفاظاً على حقوق الناس، وعلى لقمة عيشهم.

وبعدما قرّر نعمة وقف الدعم للاعلاف، وارسل كتاباً الى مصرف لبنان بذلك، ردّ وزير الزراعة امس بكتب مضادة الى كل من رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب ووزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال راوول نعمة وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، طلب بموجبها «التزام آلية دعم السلع المتعلقة بالإنتاج الزراعي والحيواني والتشدّد بتطبيقها حفاظاً على حقوق المواطنين وتحقيقاً للمصلحة العامة ومنع هدر المال العام».

وفي السياق، اتهم مرتضى في حديث مع «الجمهورية»، وزير الاقتصاد بعدم الشفافية، لأنّه لم ينشر، كما وعد، على موقع الوزارة كل ما سيدخل الى لبنان على شكل دعم، مع اسم المستورد وكمية البضاعة والسعر المتوقع. لكن للأسف نستغرب انّ الوزير لم ينشر اسم المستورد ولا البضاعة ولا الكميات ولا السعر.

واتهم مرتضى وزير الاقتصاد بأنّه «ينوي السماح باستيراد الدجاج المجلّد، لذلك افتعل هذه الأزمة لإعادة ادخال كارتيلات معينة الى الساحة، علماً انني منعت ذلك حماية للقطاعات الانتاجية و12 الف عائلة تعتاش من هذا القطاع».

في المقابل، ترى مصادر في وزارة الاقتصاد، انّ لقرارها الخاص بوقف الدعم عن المنتجات الحيوانية والزراعية اسباباً عدة، لكن الابرز جاء رداً على تشكيل كارتيلات زراعية لا يمكن ردعها سوى بفتح باب الاستيراد الكفيل بخفض الاسعار تلقائياً. وذكّرت المصادر، بأنّ وزير الاقتصاد سبق وطلب من وزير الزراعة العمل سوياً على اعداد دراسة يتمّ على اساسها تحديد الاسعار، على غرار التعاون الذي حصل بين وزارتي الصناعة والاقتصاد لتحديد اسعار الزجاج والالمينيوم، الّا انّ هذه الفكرة لم تلق اهتماماً من وزارة الزراعة. وبين الوزيرين، يبدو انّ المواطن سيدفع الثمن ارتفاعاً اضافياً في الدواجن ومشتقات الحليب على أنواعها.

 

قتيل وجرحى

على الصعيد الأمني، دارت ليل أمس اشتباكات مسلّحة في محلّة طريق الجديدة بين أنصار تيار «المستقبل» وآخرين من أنصار بهاء الحريري، وأفيد عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى. وفيما ناشَد أهالي المحلّة القوى العسكرية والأمنية التدخل لوقف الاشتباكات، سَيّر الجيش دوريات راجلة ومؤللة، وظلّت تُسمَع رشقات نارية حتى ما بعد منتصف الليل في ظلّ توتر شديد لَفّ المنطقة. وأفيد أنّ الجيش أعاد فتح طريق الكولا التي كانت قد أقفلت نتيجة الإشتباكات.

 

**********************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

«التباعد الحكومي» يهدّد التأليف.. ويفتح باب الإنهيارات!

إحتواء خلاف «التدقيق الجنائي» وتصعيد بين «التيار» ومعراب وتطويق اشتباك الطريق الجديدة

 

تمضي أيام «مهلة ماكرون»، اليوم تلو الآخر، ويمضي الذين بيدهم «الحل والعقد» يتنازعون على نقاط، من المؤكد انه في ظل الانهيارات الخطيرة التي تحيط بالوضع الاقتصادي، لا يكون لها تأثير، وهم، بالطبع، غير آبهين، لا الى المخاطر المحدقة باضاعة فرصة دعم لبنان مالياً واقتصادياً، وعلى مستوى المشاريع، ليتمكن من التقاط انفاسه، ووقف الانهيار كحد أدنى مطلوب في وقت تتكاثر فيه الأزمات، مع التحضيرات الجارية لانطلاق العام الدراسي الجديد، وعلى وقع أزمة دواء، حذّرت منها نقابة الصيادلة، مع أزمة محروقات تلوح في الأجواء، إذا ما رفع الدعم عن المحروقات والطحين والدواء من قِبل مصرف لبنان.

 

وهكذا يتضح ان التباعد الحكومي، يُهدّد البلد، بما هو أكثر من الانهيارات الماثلة على صعد عدّة.

 

وعشية توجه الرئيس المكلف مصطفى أديب إلى بعبدا، في غضون الـ24 ساعة المقبلة، إذا ما توفّر لديه، ما يستدعي الزيارة، كما كان متفقاً عليه، عادت أوساط قريبة من بعبدا إلى النغمة إياها، التي عادة، ما ترافق تشكيل الحكومات، والنغمة تجمع بين بديهيات دستورية وسياسية، ومواقف على طريقة الأمر لي:

 

1 – الطبخة الحكومية لم تنضج بعد، ورئيس الجمهورية ينتظر تُصوّر الرئيس المكلف، لإبداء رأيه.

 

2 – التشكيلة لا ترى النور، ما لم تحظ على موافقة رئيسي الجمهورية والحكومة.

 

3 – ما نفي سابقاً، تؤكد عليه مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» من أن الرئيس عون ميال الى حكومة غير مصغرة كي يكون لكل وزير حقيبة، والرئيس المكلف يدرس هذا لأن تجربة حقيبتين لوزير واحد لم تكن منتجة كثيرا.

 

ولفتت المصادر الى ان لا اسماء حسمت كما ان موضوع الفيتو في ما خص بعض الأسماء المتداولة عار من الصحة لان الرجلين لم يدخلا بعد في الاسماء. وقالت ان ما يطرحه الرئيس المكلف على الرئيس عون يبحث وفق الاصول المتعارف عليها.

 

4 – حتى ان «حكومة اختصاصيين» التي يفضلها الرئيس المكلف، لم تحظ تماماً، بموافقة رئيس الجمهورية.

 

5 – تفضل أوساط بعبدا التفاهم على الأسماء، في سياق البحث عن الحقائب والتوزيعات.

 

6 – اما المداورة، فوفقا لهذه الأوساط، تكون شاملة بين كل الوزارات والطوائف، أو لا تكون.

 

وفيما راوحت الأمور مكانها بالنسبة لاتصالات تشكيل الحكومة، وسط تضارب في المعلومات عن لقاء مرتقب بين الرئيسين عون واديب خلال اليومين المقبلين، لم يسجل عمليا على خط الاتصالات سوى لقاء بين رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وعضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور لم يرشح شيء عنه. فيما ذكرت بعض المعلومات غير المؤكدة ان الجانب الفرنسي اجرى اتصالات ببعض القوى السياسية اللبنانية من اجل حثّها على تسهيل وتسريع تشكيل الحكومة تضم شخصيات من الاختصاصيين، لضمان منح الثقة النيابية لها.

 

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تغريدة عبر «تويتر»، عن تواصله مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والتباحث في عدّة أمور، منها الوضع في لبنان.

 

وفي إطار التضامن مع لبنان، يصل الى بيروت اليوم رئيس الوزراء الإيطالي جيوزيبي كونتي في زيارة رسمية تستمر يومين، يلتقي خلالها رئيس الجمهورية في بداية لقاءاته الرسمية، وعدداً من المسؤولين الكبار، قبل ان يتفقّد الكتيبة الإيطالية العاملة ضمن القوات الدولية «اليونيفيل» في الجنوب، والتي تتولى ايطاليا قيادتها. كذلك سيتفقّد مرفأ بيروت، حيث رست احدى البواخر الإيطالية التي نقلت مساعدات ضخمة ومتطورة لاطفائية بيروت واخرى طبية واستشفائية وادوية ومساعدات غذائية مختلفة.

 

وتخوف النائب السابق وليد جنبلاط بعد لقائه رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» إسماعيل هنية من تداعيات الوضع الاقتصادي، وقال: مصير لبنان الاقتصادي على المحك، ان لم تنجز الحكومة في أقرب وقت.

 

احتواء خلاف التدقيق

 

وفي خطوة، لاحتواء الخلاف الناشب بين الرئاستين الأولى والثانية، زار وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني قصر بعبدا، وعقد اجتماعا مع الرئيس عون بحضور مستشاريه، خصص وفقا للمعلومات الرسمية، للبحث في موضوع العقد مع شركة «الفاريس ومارسال» للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، وذلك لتوضيح بعض الملابسات التي حصلت بعد توقيع العقد.

 

بعد اللقاء أكّد وزني على ان هذا التدقيق الجنائي هو عنوان أساسي من عناوين الاصلاح، سوف ينسحب على كافة وزارات الدولة وادارتها ومؤسساتها وصناديقها.

 

لقد تمّ توقيع العقد مع شركة «Alvarez» وأصبح ساري المفعول، وأن كان ثمة تعديلات عليه فتناقش مع الشركة لاحقا.

 

اما اللجنة التي سوف اشكلها لمتابعة عمل التدقيق، فسوف تضم في عدادها هيئة التشريع والاستشارات ممثلة برئيستها.

 

وعلمت «اللواء» ان وزير المال تعهد بأن تكون هيئة تشريع الاستشارات ممثلة برئيستها القاضية جويل فواز في اللجنة الثلاثية الواردة في العقد كما ان وزير المال بات يُدرك ان هذه التجربة لا يمكن ان تكون ناقصة لأنها ستنسحب على سائر وزارات وادارات ومؤسسات وصناديق الدولة وادرك ان ثمة تعديلات يمكن ان تتفاوض الدولة اللبنانية والشركة بشأنها.

 

سجال «الوطني – القوات»

 

وسط تداعيات «الجمود»، تجدد السجال الخلافي الحاد بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، فرد التيار على كلام جعجع أمس الأوّل، في احتفال «شهداء القوات» في معراب، وجاء في الرد: أطلق جعجع من ان شعار الاحتفال باقين، لكن خطابَه يذكرنا بأفعال «قايين». فقد نسي الشهداء، لا بل ان معظم شهداء المقاومة سقطوا على يديه، والأسماء معروفة، وقد وصلت به الوقاحة ان يَذكر من ضمن الشهداء من هم ضحايا غدرِه.

 

واضاف بيان التيار: ‏لم يكن هذا الرجل مرة بنَاءً ولم تصدر عنه البارحة، كما في كل مرة، فكرةٌ إيجابية واحدة، ولم يقدِم حلا واحدا ، ولم يقترح مشروعا لا في الاقتصاد ولا في المال ولا في النقد، وهو الذي انتزع الخوات من جيوبنا ليبني منها قصرا ويشتري العقارات… ولا في الشأن الحياتي، وهو الذي امتهن إنتزاعَ حياةِ الناس وإغتيالَ قادتهم. ولا في البيئة وهو الذي زَرعت ميليشياتُه النفايات السامة في جبالنا منذ سنوات. وختم البيان: لم يكن همُ جعجع يوما تقديمَ مشروع واحد بل محاربة مشاريع التيار وصولا إلى حد التآمر على العهد لاسقاطه في لحظة احتجاز رئيس الحكومة السابق سعد الحريري… وآخر ممارساته ضربُ الاستقرار ‏وتخويفْ الناس عن طريق نشر الرعب وأعمال التخريب والترهيب بين البترون والشفروليه تحت ذريعة المشاركة في الثورة.

 

أزمة لا أزمة محروقات

 

وعلى خط حياتي، افيد ان بعض محطات البنزين في الجنوب توقفت عن تسليم المادة لنفاذ المخزون لديها، واعتذرت وكالة «الأمانة» عن «عدم امكانية تلبية طلبات المواطنين من مادتي البنزين والمازوت في بعض محطاتها، لنفاذ مخزونها وعدم استلامها كميات المحروقات المطلوبة». فيما اعلن نقيب اصحاب محطات المحروقات في لبنان سامي البراكس ان «أزمة شح مادة البنزين التي يمر بها قطاع المحروقات تعبر عما ستؤول اليه الاوضاع في المستقبل في حال تم تنفيذ رفع دعم المحروقات كما ابلغ مصرف لبنان السلطة التنفيذية منذ مدة».

 

وقال في بيان: نتفهم صعوبة ايجاد حل لموضوع نفاد احتياطي البنك المركزي بالدولار الاميركي وتأثيره على كامل استيراد لبنان، ولذلك نطالب المسؤولين بالإسراع في تشكيل حكومة انقاذ فعلية ودعمها من قبل الجميع لتقوم بالاصلاحات اللازمة المطلوبة من المجتمع الدولي كشرط لفك القيود عن الاموال التي يمكن تمويلنا بها من الخارج، لان هذا الحل هو الامل الوحيد المتاح لنا اليوم. وإلى حينه نطالب المصرف المركزي بالموافقة فوراً على تأمين اعتمادات باخرة أو اثنتين ليتم تفريغها لتفادي ازمة خانقة، والعمل بسرعة على جدولة استيراد المحروقات لغاية وضوح مصير الدعم بصورة نهائية، خصوصاً أن وزارة الطاقة والمياه قد سلمت ادارة مصرف لبنان كافة المعلومات المطلوبة، كما اكد لنا وزير الطاقة والمياه ريمون غجر.

 

وفي المجال الزراعي، وفي ما يعكس انفراجا قريبا على محور تصدير الانتاج اللبناني الزراعي، طلب الرئيس عون من ملك الأردن عبدالله بن الحسين في اتصال هاتفي التدخل لتسهيل مرور الشاحنات اللبنانية على معبر جابر الأردني، وابدى الملك عبدالله تجاوبا واعطى توجيهاته لذلك.

 

إقالة بدري ضاهر

 

وفي تطوّر يتصل بالتحقيقات الجارية في انفجار مرفق بيروت، وقع كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب والوزير وزني مرسوم إقالة مدير عام الجمارك بدري ضاهر، الذي ما يزال موقوفا على ذمة التحقيق، ووضعه بتصرف رئيس مجلس الوزراء، بانتظار توقيعه من قبل الرئيس عون، ليأخذ طريقة إلى النشر في الجريدة الرسمية، ويصبح نافذاً.

 

اشتباك «الكاراج»

 

امنياً، وقع ليلاً، اشتباك مسلح في منطقة كاراج درويش في الطريق الجديدة، وسمعت أصوات رشقات رشاشة.

 

وانتشر مسلحون على سطوح المنازل، وقطعت طريق الكولا- بسبب عمليات القنص.

 

ونقل عن مصادر أمنية ان الاشكال يأتي استكمالاً لاشكال وقع أمس الأوّل بين أفراد من ال الكرومبي وآخرين من آل الشيشانية.

 

وتدخل الجيش اللبناني لفض الاشكال، وقام بعمليات دهم في المنطقة.

 

20826

 

صحياً، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 400 إصابة جديدة، مما رفع العدد الإجمالي للاصابات إلى 20826 إضافة إلى 9 وفيات.

 

 

**********************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

«جمود» حكومي بانتظار «مفاجآت» اديب : لا تفاوض على الحقائب او الاسماء

«ارتياب» في بعبدا وباريس تسعى «لولادة» المسودة الاولى قبل نهاية الاسبوع

شينكر في بيروت قبل الانتخابات الرئاسية لتمرير «الترسيم» .. وسد بسري صيني؟

ابراهيم ناصرالدين

 

وسط تخبط حكومي في ملف السلع المدعومة في ظل خلاف واضح بين وزارتي الصناعة والزراعة على مقاربة الملف، يدفع ثمنها المواطن بسبب جشع التجار وغياب المحاسبة، وفيما تغيب الكهرباء دون تعليل الاسباب عن معظم المناطق، وتلوح في الافق ازمة محروقات، انقضى الاسبوع الاول من مهلة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ولا شيء يوحي حتى الان بوجود تقدم في تشكيل الحكومة، «فالجمود» سيد الموقف في ظل احجام رئيس الحكومة المكلف مصطفى اديب عن محاورة القوى السياسية التي سمته في الاستشارات النيابية غير الملزمة حول الحقائب واسماء الوزراء، وحتى مساء امس لم يكن قد تراجع عن موقفه السابق المتمسك بحكومة الـ 14 وزيرا على الرغم من ابلاغه من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون عدم موافقته على ذلك، مع الاصرار على «المداورة» في الوزارات، لكن الاكثر «اثارة» في عملية التاليف الجارية يبقى اصرار الرئيس المكلف على التمسك «بصلاحياته»، مستغلا وهج المبادرة الفرنسية، وهو يصر على توزيع الوزارات، كما يراه مناسبا، وتسمية الوزراء للحقائب دون استشارة القوى السياسية التي قد يمنحها في وقت لاحق خيار الاختيار بين عدد من الاسماء المقترحة من قبله… فهل ينجح في تمرير حكومة دون التشاور المسبق مع «الاغلبية»؟ ام ان رهانه سيصطدم «بجدار» الواقعية السياسية ولعبة «المصالح» العقيمة التي ستؤدي الى تضييع الفرصة الفرنسية؟ وهل ستسمح باريس في اجهاض احد رهانات رئيسها الشخصية في «المتوسط»؟

 

حالة انتظار

 

هذا الاسئلة ستتبلور اجوبتها خلال الايام المقبلة، وفي هذا الوقت، تعيش الاطراف السياسية المعنية بالتاليف حالة من «الانتظار» ريثما ينتهي اديب من «خلطته» الحكومية «ليبنى على الشيء مقتضاه»، وبراي اوساط محسوبة على الرئاسة الاولى فان الرئيس المكلف «فهمان القصة غلط»، لان التسهيل المطلوب من القوى السياسية لا يعني تهميشها والتعامل معها على انها غير موجودة، فرئيس الجمهورية ليس «باش كاتب» عند أحد ولن تمر اي حكومة دون توقيعه، كما ان الحكومة لن تبصر النور دون دعم «الاغلبية» النيابية، ومن غير المفهوم راهنا لماذا يصعب اديب الامور على نفسه؟ اما الرهان على الوقت لفرض تشكيلة حكومية غير «منطقية» فهو رهان في غير مكانه لان المبادرة الفرنسية لا تقوم على اساس الغاء الصفة التمثيلية للقوى السياسية، وانما تهدف الى تشكيل حكومة منسجمة مع الوقائع اللبنانية تقوم بمهمة اصلاحية عبر وزراء غير «استفزازيين» واصحاب كفاءة، لكن ليسوا من «عالم آخر»، او مفروضين عبر املآت غير معروفة «المصدر»..

 

مواكبة فرنسية دون تدخل ؟

 

وتجزم اوساط مطلعة بان الفرنسيين لم يتدخلوا بعد بهدف تليين مواقف الافرقاء السياسيين، ليس لانهم لا يواكبون التاليف، بل لان رئيس الحكومة لم يقدم بعد اي شيء كي يقبل او يرفض، لكنه يحاول في الشكل ادخال عرف جديد محفوف بالمخاطر في ظروف صعبة للغاية، واذا ما صدقت المعلومات حول رغبة اديب في تقديم اولى المسودات الحكومية يوم غد الاربعاء لرئيس الجمهورية، فان الزخم الفرنسي سيواكبه لمحاولة تعبيد «الطريق» امامه، خصوصا ان ايمانويل بون، وبرنار ايمييه، يتواصلان مع اديب ويحثانه على الاستعجال في تقديم رؤيته قبل نهاية الاسبوع كي تكون الهوامش متاحة لتدوير الزوايا اذا ما تعثرت الامور، كي لا تصاب المبادرة الفرنسية باولى نكساتها اذا ما تجاوز التاليف مهلة الاسبوعين، فيما تشير المعلومات الى رغبة من بعض الاطراف في الداخل وخصوصا رؤوساء الحكومات السابقين «لحشر» قوى الاغلبية النيابية بالوقت وتضييق هامش المناورة لديها، عبر تاجيل المسودة الاولى الى نهاية الاسبوع…؟

 

لا مساومة ..؟

 

ومع دخول المهلة الفرنسية اليوم الاول من الاسبوع الثاني، لا لقاءات علنية للرئيس المكلف، ولا موعد محدد بعد في قصر بعبدا، وسط معلومات بان اديب بات لديه تصور اولي لحكومة من 14 وزيرا، لم يعرضه بعد على احد، وهو يروج عبر مقربين منه بانه ليس في وارد تغيير موقفه، ولن يسمح باي مساومة تدخله في بازار سياسي حول الحقائب والاسماء، وهو بالتالي غير متمسك بتكليفه اذا لم تسهل القوى السياسية مهمته..

 

«التيار الازرق»

 

من جهته لا يزال تيار المستقبل «بمنأى» عن عملية التشكيل، ورئيس الحكومة سعد الحريري لا يرغب في التورط كثيرا في «المستنقع» الحكومي عبر محسوبين على «التيار الازرق»، وهو يرضيه خروج الاخرين من الحكومة عبر الترويج لحكومة اختصاصيين مستقلين مع علمه باستحالة حصول ذلك، لكنه يرى انه قام بما عليه وما قدمه من «تنازل» للرئيس الفرنسي عبر تبنيه تسمية اديب اكثر من كاف، برأيه، اما مهمة الضغط للتاليف فيتركها للفرنسيين، على الرغم من انه لن يتوانى عن اعلان مواقفه بصراحة اذا ما رضخ الرئيس المكلف للضغوط وعادت «حليمة» في «ميرنا الشالوحي» «لعادتها القديمة»..

 

«الثنائي الشيعي»

 

في هذا الوقت، لا يزال «الثنائي الشيعي» في ترقب لما ستؤول اليه التشكيلة «مسودة التشكيلة» الحكومية، على الرغم من ان اللقاء الاخير بين «الخليلين» واديب الاسبوع الماضي لم يكن منتجا، وفضل الرئيس المكلف «قضاء حوائجه بالكتمان»، لكن «عين التينة» «وحارة حريك» لا تزالان عن موقفهما بالتعامل بايجابية مع المبادرة الفرنسية، ما دامت تراعي التوازنات الداخلية، وتمنع البلاد من الانهيار، بعدما حسم الرئيس ماكرون ملفين اساسيين يتعلقان بالانتخابات المبكرة، وملف «السلاح»، وثمة انتظار لما سيحمله اديب الى القصر الجمهوري..

 

«التيار البرتقالي»

 

من جهتها، تشير اوساط التيار الوطني الحر الى ان اي لقاء لم يعقد بين اديب ورئيس التيار النائب جبران باسيل منذ الاستشارات النيابية، وثمة انتظار لتصوره الاولي حول الحكومة، وحتى الان لم يتخذ اي قرار حول جدوى المشاركة من عدمها، وحتى الان لم يتبلور بعد ماذا يعني اديب بتشكيل حكومة اختصاصين، وسيكون هناك موقف واضح بعدما تتضح «الصورة»، فهل سنكون امام اختصاصيين مسيسين، او مجرد تكنوقراط غير ملمين بالواقع السياسي..؟

 

عودة شينكر قريبة ؟

 

في هذا الوقت، لن يغيب الدبلوماسي الاميركي ديفيد شينكر عن بيروت كثيرا، ووفقا لمعلومات ديبلوماسية، فان المبعوث الاميركي عائد بعد ثلاثة اسابيع على ابعد تقدير لانجاز مهمة ترسيم الحدود البحرية والبرية الجنوبية، بعدما وصلت الامور الى خواتيمها وكان بالامكان انجازها في الزيارة الاخيرة، لكن الاجندة الاميركية مبرمجة على مواعيد الانتخابات الرئاسية، حيث سيعمد الرئيس دونالد ترامب الى استغلال «الانجاز» في حملته الانتخابية، وقد ارجأ موعد انهاء الملف كي لا يتزامن مع «صخب» التطبيع بين الامارات واسرائيل، وهو يرغب بان يقدمه كانجاز خارجي مستقل يريح اسرائيل، وفقا لاعتقاده، في ظل حراجة موقفه الداخلي.. وهذا ما يفسرعدم رغبة شينكر في لقاء اي مسؤول لبناني رسمي، وتاجيله تقديم جواب حاسم على ما تم انجازه في التفاوض مع الرئيس نبيه بري..

 

سد بسري «صيني»؟

 

في هذا الوقت تبدو وزارة الطاقة مصرة على المضي قدما بمشروع سد بسري بعدما الغى البنك الدولي قراره صرف 244 مليون دولار للمشروع، ووفقا لمعلومات «الديار» بدأ الوزير ريمون غجر العمل على فتح قنوات اتصال مع مسؤولي البنك الدولي في محاولة اخيرة لاقناعهم بالعدول عن قرارهم، وبالتوازي مع بدأ العمل على مسار جديد يعوض انسحاب البنك الدولي من المشروع من خلال اتصالات مع السفارة الصينية في بيروت لاقناع بكين بالدخول على خط التمويل اما حكوميا او عبر شركات خاصة، وقد تضمن الملف المرسل الى السفارة الصينية القانون الصادر عن المجلس النيابي عام 2015 فضلا عن دراسات بيئية تؤكد جدوى المشروع…

 

«التيار» يرد بعنف

 

وبعد ساعات من «الصمت» رد التيار الوطني الحر بعنف على كلام رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في ذكرى شهداء القوات، واتهمه «بالاصرار على نكء الجراح وإثارة الغرائز ومواصلة نهجه لعرقلة الرئيس ميشال عون ومنعه من أن ينجز في رئاسة الجمهورية… واشار «التيار» الى ان جعجع تآمر على العهد لاسقاطه في لحظة احتجاز رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري، وهو الذي انتزع الخوّات من جيوبنا ليبني منها قصرا ويشتري العقارات، ولا في الشأن الحياتي وهو الذي إمتهن إنتزاع حياة الناس واغتيال قادتهم، ولا في البيئة وهو الذي زرعتْ ميليشياته النفايات السامة في جبالنا منذ سنوات. كان خطابه خاوياً من أي طرح وممتلئاً تحريضاً وافتراءات؛ امّا طبعه الميليشياوي فيغلب قدرته على التطبّع مع السلام. لم يخرج من ماضيه بل بقي أسير زنزانة الحقد، يرفض أيّ مصالحة بين اللبنانيين، ولو استطاع أن يخرّبها جميعها لما قصّر. يزعجه «تفاهم مار مخايل» لانه قرّب اللبنانيين من بعضهم، ويندم على المصالحة بين المسيحيين لأنّها لم تلبِّ رغبته بالاستيلاء على السلطة.. وختم التيار بالقول : «عبارة واحدة تختصر سلوك هذا الرجل هي «شهوة الرئاسة» لكننا نقول له انّ من كان مثله، ومن صدرت بحقّه احكامٌ مبرمة من المجلس العدلي باغتيال زعماء وقادة ومسؤولين سياسيين، مكانه معروف وهو لا يمكن أن يصل الى رأس الدولة» …

 

العودة الى المدارس

 

وفيما سجلت وزارة الصحة 400 اصابة جديدة بـ «كورونا»، و9 حالات وفاة خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، قرر وزير التربية طارق المجذوب، بدء العام الدراسي في 28 من الشهر الجاري، وفقا للطريقة «المدمجة»، مع التزام الاجراءات الصحية المناسبة، وسيعتمد استثنائيا في الثانويات والمدارس الرسمية تقسيم الشعب الى مجموعتين في الفصل الاول من العام الدراسي، وريثما تعود الاوضاع الصحية الى طبيعتها، تضم كل منهما 50 % من عدد تلامذة الصف الاجمالي، بما لا يزيد عن 18 تلميذا في المجموعة الواحدة وبما يضمن التباعد الاجتماعي اللازم، على ان تحضر المجموعة الاولى طوال ايام الاسبوع وتليها المجموعة الثانية في الاسبوع التالي، وعلى ان تتابع المجموعة الاولى التعليم عن بعد اثناء وجود المجموعة الثانية في المدرسة وبالعكس، مع الحفاظ على الدوام الرسمي للمعلمين والأساتذة دون زيادة، أما بالنسبة إلى سيناريو التعلم المدمج للمدارس الخاصة، فتختار كل مدرسة السيناريو الذي يراعي خصوصيتها. واستثنائيا لهذه السنة تقلص المناهج الى النصف تقريبا في صفوف التعليم العام. وستنشر قريبا على صفحات المركز التربوي للبحوث والإنماء..

 

انفجار المرفأ

 

وفي ملف انفجار المرفأ، تابع المحقق العدلي القاضي فادي صوان، تحقيقاته في الملف، واستمع امس الى افادات اربعة شهود، على ان يستمع اليوم الى عدد من الشهود ايضا، كما رد القاضي صوان طلبات تخلية سبيل ثلاثة موقوفين في الملف وقرر ابقاءهم قيد التوقيف…

 

 

**********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

الرئيس المكلّف: حكومة مصغّرة من اختصاصيين وإلاّ..

 

لا شيء في الافق السياسي اللبناني يؤشر الى ما يمكن ان يطمئن اللبنانيين الفاقدي الامل بغدهم في وطنهم واحتمال انتشاله من الهاوية. كل المعطيات والمواقف تصب في خانة السيىء والاسوأ والاكثر سوءا. سياسيون «كذبة» انتظروا الرئيس الفرنسي «المنقذ» ايمانويل ماكرون ليدير ظهره فينقضّوا على وعود قطعوها بتشكيل حكومة سريعا وتقديم كافة التسهيلات، راحوا يضعون عصي مماحكاتهم في دواليب الرئيس المكلف الذي لا يبدو حتى الساعة في وارد التساهل معهم، واسهل خياراته، اعادة ورقة التكليف لاصحابها وليتحملوا المسؤولية. سياسيون غير مهتمين بأبناء الوطن المشردين في شوارع عاصمة تسبب اهمالهم بانفجارها، يقحمون دولتهم في محاور الممانعة والمقاومة لمن يمدون لها يد العون والمساعدات غير آبهين بالنتائج الكارثية. انتظروا افول نجم ماكرون في بيروت ليشرّعوا ابوابهم لرموز مصنفة في القاموس الدولي «ارهابية» ويسموا شوارع العاصمة الجريحة بأسمائهم، ويسحبوا صفة «النأي بالنفس» المطلوبة بإلحاح كشرط للانقاذ عن لبنان. انها دولة الفشل وانعدام الامل والهرولة نحو السقوط.

 

حراك بطيء

 

في اليوم الاول من الاسبوع الثاني على تكليف الرئيس مصطفى اديب، والذي يفترض، وفق التفاهم اللبناني – الفرنسي، أن تبصر في خواتيمه الحكومة العتيدة النور، اذ اتفق على التشكيل خلال 15 يوما، تحرّكت المياه ببطء في المستنقع الحكومي، علما ان اي لقاءات علنية للرئيس المكلف لم تسجل… فعلى هذا الخط، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور.

 

لقاء مرتقب؟

 

وفي حين تضاربت المعلومات بين من اشار الى اجتماع مرتقب بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف في الساعات الـ48 المقبلة يضع خلاله اديب الرئيس عون في جو التصور الاولي الذي لديه للحكومة العتيدة ومن اعتبر ان لا موعد مع رئيس الحكومة المكلف حتى الان على رغم وجود تصور حكومي جاهز يتناقش فيه مع الاطراف الذين يلتقيهم، افادت اوساط متابعة ان اديب عازم على تقديم تشكيلته المصغرة التي تضم فريق عمل متجانسا قادرا على احداث تغيير جذري في طريقة العمل الحكومي، والا فإنه ليس في وارد تغيير تصوره ولا الدخول في مساومات وبازارات سياسية.

 

انتهاك النأي

 

والى الخشية من عقبات بدأت تفرض نفسها على طريق اديب، منها رفض المداورة في الحقائب وتمسك الثنائي الشيعي بالمالية، واصرار رئيس الجمهورية على حكومة موسّعة من اختصاصيين مسيّسين، في مقابل تفضيل أديب حكومة مصغّرة، برز مطب من نوع آخر، تمثل في خرق قوي تعرضت له سياسة النأي بالنفس، علما ان العرب وحتى باريس، وواشنطن، يتمسّكون بها كشرط لمساعدة الحكومة المقبلة، يضاف الى الاصلاحات.

 

فبعد رفع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، من بيروت في الساعات الماضية، الصوت ضد واشنطن والخليجيين منتقدا تطبيعهم مع تل ابيب، ، عمدت بلدية الغبيري منذ ساعات، في قلب الضاحية الجنوبية للبنان، معقل حزب الله، إلى إطلاق اسم «الحاج قاسم سليماني» على أحد شوارعها، وهو قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الذي اغتيل في عملية عسكرية أميركية في 3 كانون الثاني 2020، في العراق.

 

وكانت زيارة هنية اثارت غضباً في لبنان، خصوصا تهديده اسرائيل واعتباره أن «المقاومة في غزة تمتلك صواريخ لتدك بها تل أبيب وما بعد تل أبيب»، إضافة الى استقبال هنية في مخيم عين الحلوة في ظل انتشار لعناصر مسلحة.

 

وصدرت مواقف منتقدة لهنية للقاء سيدة الجبل وعدد من نواب القوات اللبنانية ، وتوجه الوزير السابق اشرف ريفي الى هنية بالقول: لبنان وطن مستقل وليس مسرحا لإيران، والفلسطينيون الذين تيقنوا من درس الحرب، إستخلصوا عبر قيادتهم الوطنية، خطورة تجيير قضيتهم، للمتاجرين في محور الممانعة الذين أمعنوا قتلا بالفلسطينيين في مخيمات الشتات ومنها مخيم اليرموك».

 

اضاف: «نقول لك: فلسطين في قلوبنا، لكن لسنا مستعدين للقبول بالمؤامرات والمغامرات التي ألحقت بقضية فلسطين الأذى، والتي مست بسيادة لبنان».

 

وسجل امس اشتعال سجال كلامي حاد بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على خلفية خطاب سمير جعجع يوم الاحد، فاعتبر التيار ان هذا الخطاب ان خطابه خاوياً من أي طرح وممتلئاً تحريضاً وافتراءات؛ امّا طبعه الميليشياوي فيغلب قدرته عل التطبّع مع السلام. لم يخرج من ماضيه بل بقي أسير زنزانة الحقد، يرفض أيّ مصالحة بين اللبنانيين، ولو إستطاع أن يخرّبها جميعها لما قصّر. يزعجه ‏تفاهم مار مخايل ‏لانه قرّب اللبنانيين من بعضهم، ويندم على المصالحة بين المسيحيين لأنّها لم تلبِّ رغبته بالاستيلاء على السلطة».

 

عون ووزني

 

الى ذلك، بحث رئيس الجمهورية، مع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني في موضوع عقد التدقيق المالي الجنائي. وقال وزني بعد اللقاء: التدقيق الجنائي هو عنوان من عناوين الإصلاح الأساسية، وسوف ينسحب على ادارات الدولة ومؤسساتها وصناديقها كافة. وأضاف «وُقّع العقد مع شركة Alvarez وأصبح ساري المفعول، وإن كانت ثمّة تعديلات عليه فتُناقش مع الشركة لاحقاً». وتابع «هيئة التشريع والاستشارات ممثلةً برئيستها، ستكون عضواً في اللجنة التي سأشكلّها لمتابعة عمل التدقيق».

 

كونتي

 

على صعيد آخر، بعد زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ومساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر لبنان، يصل الى بيروت اليوم رئيس الوزراء الإيطالي جيوزيبي كونتي في زيارة رسمية تستمر يومين.