افتتاحيات الصحف

افتتاحيات الصحف ليوم السبت 5 أيلول 2020

صحيفة النهار

 

انطلاق مفاوضات التأليف : الالتزامات تحت الرقابة الفرنسية

اختفت تماماً أمس السياسة واستحقاقاتها وكل ما يتصل بيوميات الثرثرة الرسمية والسياسية، لانه كان يوم مرور شهر كامل على إحدى أسوأ الكوارث التي ضربت بيروت في الرابع من آب. مشاهد مفعمة بالتأثر الشديد لم يكن اقلها اضاءة حقل من ستة الاف شمعة قرب موقع الانفجار في مرفأ بيروت بعدد جرحى الانفجار المزلزل الذي حصل في السادسة والدقيقة السابعة من مساء الثلثاء 4 آب ناهيك عن نشاطات أخرى مختلفة أحيت الذكرى في الساعة نفسها. تجمدت بيروت كلها بمناطقها وشوارعها وأحيائها في دقيقة حزن عارمة وسط قرع أجراس الكنائس ورفع آذان المساجد تحية لأكثر من 190 شهيدا سقطوا في ذاك اليوم المشؤوم بما اختصر مآلا دراماتيكيا ضرب لبنان كله بعاصفة كارثة لم تتضح حتى الساعة ظروفها الكاملة بعد رغم مهلة الخمسة أيام التي حددها العهد ومجلس وزراء الحكومة المستقيلة، قبل ان تستقيل، لكشف وقائع الكارثة الجنائية بكل معايير الجريمة التي ترتد أولا وأخيرا على اهل السلطة أولا ومن ثم الأجهزة والسلطات الأمنية والإدارية الأخرى. ومع ان التحقيق القضائي يستمر مع المحقق العدلي ومع توقيفات عدة حصلت فان ذلك لا يحجب التداعيات المخيفة للكارثة التي بدا احياء ذكرى مرور الشهر الأول عليها امس كأنه استعادة كاملة وثقيلة وشديدة الاسى لكل ما مر على لبنان منذ لحظة الانفجار المزلزل حتى البارحة. واما التطور اللافت الذي واكب احياء الذكرى الشهرية الأولى للانفجار فكانت في إنشداد الرأي العام الداخلي لليوم الثاني الى اعمال البحث بين الأنقاض في مبنى مدمر في حي مار مخايل التي يتولاها فريق إغاثة وبحث تشيلي على فرضية وجود نبض بشري اثار احتمال وجود شخص ناج بين الأنقاض على رغم صعوبة ان يكون هذا الاحتمال واقعيا. ومع ذلك عكس استمرار الفريق التشيلي في البحث الحجم الذي اتخذته هذه القضية في ظل الانفعالات الشديدة التي اثارتها الكارثة بحيث ضجت الساحة التعبيرية والإعلامية بإدانة السلطة اللبنانية مقارنة بتفاني الفريق التشيلي ومضيه في البحث ولو ان رئيس الفريق اعلن مساء عدم التوصل بعد الى أي نتيجة حاسمة رافضا أي استنتاج سلبي او إيجابي قبل انتهاء اعمال البحث.

 

مفاوضات التأليف

 

وسط هذه الأجواء بدا مشهد استحقاق تشكيل الحكومة الجديدة امس جامدا اقله في الظاهر بحيث لم تسجل علناً أي تحركات للرئيس المكلف مصطفى أديب او أي تحركات أخرى سياسية. ولكن المعلومات التي توافرت في هذا السياق لا تعكس واقعيا أي جمود بل تشير الى ان الاتصالات والمشاورات جارية بعيدا عن الأضواء بين اديب ومعظم القوى التي ايدت تكليفه .

 

وبعيداً من الاضواء بدأت مفاوضات تأليف الحكومة، بعدما تشاور رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف بشكلها ومهماتها.

 

وتشير المعطيات القليلة المتوافرة الى ان عدد اعضاء الحكومة قد يكون عشرين وزيراً اي بين ما كان يفضله رئيس الجمهورية ٢٤ وما كان يفضله الرئيس المكلّف ١٤ وزيراً من اجل ان يتمكن كل وزير من التفرغ لوزارته وما تحتاجه من ورشة اصلاحات مطلوبة من هذه الحكومة.

 

وتشير المصادر الى ان مسألة التوقيع الشيعي والاحتفاظ بوزارة المال للطائفة الشيعية لن يثير مشكلة وقد يتم التفاهم عليه بين الثنائي الشيعي ورئيس “التيار الوطني الحر” انطلاقاً من مبدأ الميثاقية. كذلك لن تشكل المداورة عقدة بحيث يسمي رئيس الجمهورية ثلاثة اسماء مقبولة في وزارات الخارجية والعدل والطاقة، وتبقى الحقائب السيادية والاساسية على توزيعها الحالي.

 

وعلم ان الرئيس المكلّف لم يحسم رأيه بعد بتوزير مسيسين فيما تلقى نصيحة بأخذ رأي رؤساء الكتل في تسمية ممثليهم نظراً لكون الحكومة تحتاج الى ثقة الكتل النيابية.

 

وأفادت مصادر أخرى مواكبة للاتصالات الجارية “النهار” ان ثمة اتجاها لدى الرئيس المكلف الى تسريع تشكيل الحكومة ضمن فترة قصيرة قياسية. وعلى ضرورة التريث في تحديد أي مواعيد غير ثابتة في هذا الصدد فان المصادر نفسها تلفت الى مناخ عام مختلف تماما هذه المرة في مجريات تشكيل الحكومة الجديدة، وطبعا يعود الكثير من مسبباته الى الرعاية الفرنسية الضاغطة باستمرار للدفع نحو استعجال تأليف الحكومة والشروع في تنفيذ الاجندة الطارئة لمهماتها والتي توافق عليها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع القيادات السياسية اللبنانية في اجتماع قصر الصنوبر. ومع ذلك فان الأيام القليلة المقبلة ستشكل الاختبار والمحك الحاسمين لالتزام القوى السياسية ما تعهدته سواء في لقاءاتها مع ماكرون او في الاستشارات النيابية التي اجراها الرئيس المكلف لجهة تسهيل الولادة الحكومية والدفع نحو استعجالها كما لجهة تأليف حكومة اختصاصيين. وتكشف المصادر ان ثمة مسائل لم تبت تماما وبشكل حاسم بعد من شأنها ان تبقي باب المفاجآت قائما بمعنى تأخير الاتفاق على التركيبة الحكومية قبل بت هذه المسائل ومنها توزيع الحقائب السيادية والخدماتية وما اذا كان الجميع سيوافقون على اسقاط حصرية الحقائب لبعض الافرقاء كحقيبة المال للفريق الشيعي والطاقة للتيار الوطني الحر . ثم ان ثمة شكوكا حيال امكان تحفظ أطراف مثل “حزب الله” على حصر الحكومة باختصاصيين غير سياسيين وغير حزبيين وما اذا كان ذلك سيؤدي الى استيلاد مواقف مقابلة من أطراف آخرين بما يهدد مسعى الرئيس المكلف الى تأليف حكومة اختصاصيين صرفة .

 

وطبقا لما كانت أوردته “النهار” قبل يومين افادت وكالة رويترز نقلا عن مصادر لبنانية ان المدير العام لجهاز المخابرات الفرنسية السفير الفرنسي السابق في لبنان برنار إيمييه انضم الى الجهود لدفع لبنان لتشكيل حكومة جديدة واجراء الإصلاحات. وقال ثلاثة مسؤولين لبنانيين ان ايمييه على اتصال بمسؤولين لبنانيين في شأن القضايا التي نوقشت خلال زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون الأخيرة لبيروت . وردا على سؤال عما اذا كان ايمييه يلعب دورا في هذا الشأن قالت الرئاسة الفرنسية ان “الرئيس يقوم بالمتابعة وكل شخص داخل الدولة يقوم بعمله وسيقوم وزير الخارجية باجراء الاتصالات اللازمة أيضا. واكد مسؤول لبناني ان ايمييه يتابع جميع الملفات التي قدمها ماكرون في زيارته الأخيرة ولذا فهو على اتصال بالعديد من المسؤولين اللبنانيين من مختلف الأطياف السياسية ويحثهم على الإسراع في تنفيذ الإصلاحات.

 

الرسالة البابوية

 

في غضون ذلك برزت مواقف امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين موفدا من البابا فرنسيس الى لبنان تزامنا مع يوم الصلاة والصوم العالمي الذي اعلنه البابا من اجل لبنان . ونقل الكاردينال بارولين خلال محطات تجوله بين بعبدا وبكركي ومنطقة الكرنتينا “رسالة تضامن من قداسة البابا فرنسيس الى الشعب اللبناني بجميع فئاته في هذا الظرف الأليم الذي يجتازه بعد الانفجار الأليم الذي هز العاصمة بيروت “. وشدد على ان ” للبنان مكانة خاصة لدى الكرسي الرسولي وهو موضع عناية واهتمام نظرا الى ما يمثله من قيمة ونموذج للعيش معا بجميع أبنائه مسيحيين ومسلمين “. وكرر ان “لبنان ليس وحيدا ابدا في الظرف الأليم الذي يجتازه مشددا على “ثبات الكرسي الرسولي في الوقوف الى جانب لبنان لانه وطن جدير بالحياة والبقاء”.

***********************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

أديب متمسّك بالتشكيلة المصغّرة… و”الفيتو” العوني يتربّص بالأسماء

“نبض” التأليف يخفت… “عادت حليمة”!

 

ما كان يدور همساً في كواليس التأليف حول وجود “نقزة” وريبة من احتمال عودة ذهنية العرقلة إلى تسيّد المشهد الحكومي، جاهر به أمس عدد من المواكبين لعملية مشاورات التشكيل مستغربين بروز طروحات ومطالب خارجة عن سياق التعهدات التي قطعها بعض المسؤولين أمام الراعي الفرنسي. فبعدما تسارع “نبض التكليف” تحت وطأة وهرة الرئيس إيمانويل ماكرون ووهج زيارته الميدانية للبنان، سرعان ما عاد “نبض التأليف” ليخفت تحت أنقاض المطالب والشروط الرئاسية والسياسية، حتى يكاد البحث عن جديد المعطيات المتصلة بعملية التأليف يحتاج إلى كلب تشيلي آخر على نسق “فلاش” يعيد الأمل بوجود ومضات ضمير قابل للحياة لدى المسؤولين، لكن على ما يبدو “عادت حليمة لعادتها القديمة” وعادت معها “الذهنية نفسها والنهج نفسه” في التعاطي مع استحقاقات تشكيل الحكومات، وفق ما عبّرت مصادر سياسية مطلعة على سير الأمور حكومياً، معربةً عن أسفها لكون “البعض لا يزال يرى الأمور من منظار مصالحه الضيقة رغم أنّ البلد وصل إلى مرحلة مفصلية بلغ معها اللبنانيون منعطفاً مصيرياً حتى أصبحوا حرفياً لا مجازياً أمام قضية حياة أو موت”.

 

وأوضحت المصادر لـ”نداء الوطن” أنّ “الرئيس المكلف مصطفى أديب لا يزال على اندفاعته وعلى الخطوط العريضة التي رسمها لتصور تشكيلته الوزارية، غير أنّ عراقيل مقنَّعة عدة بدأت بالظهور تباعاً غداة إقلاع طائرة الرئيس الفرنسي من بيروت، لا سيما لناحية محاولة فرملة جنوحه نحو ولادة تشكيلة اختصاصية مصغرة منزهة عن أي وصمة تسييس أو محاصصة”، موجهةً صراحةً إصبع الاتهام إلى “أطراف لطالما عرقلوا وأخّروا تشكيل الحكومات من أجل تسميات وحصص وحقائب، لا سيما منهم رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي تبدو بصماته جلية خلف إلحاح الرئاسة الأولى على مطالب معينة تطال شكل التشكيلة الحكومية وجوهر تركيبتها”.

 

وفي هذا المجال، تكشف المصادر أنّ أديب الذي زار قصر بعبدا على عجل أمس الأول لبلورة آلية تسريع الولادة الحكومية “سمع كلاماً لا يوحي بالاستعجال في التأليف، لا بل تفاجأ بأداء يرفض بعض طروحاته ويفرض عليه طروحات مقابلة”، مشيرةً إلى أنّ “عون رفض على سبيل المثال تشكيل حكومة مصغّرة وأعاد على مسامع الرئيس المكلف تكرار ما كان باسيل قد طالب به حرفياً من على منبر استشارات “عين التينة” لناحية ضرورة أن يكون لكل حقيبة وزير وعدم دمج عدة حقائب بوزارة واحدة”. أما في موضوع “المداورة” فلفتت المصادر إلى أنّ “إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على حقيبة المالية أثار حفيظة باسيل فخرج حينها بنظرية المداورة لكي تُسحب هذه الحقيبة من يد الثنائي الشيعي رداً على قبولهم بسحب حقيبة الطاقة من يده”.

 

إلى ذلك، برز خلال الساعات الأخيرة ما نقلته مصادر نيابية لـ”نداء الوطن” عن اتجاه رئيس الجمهورية نحو التلويح بحق “الفيتو” على أي إسم يطرحه الرئيس المكلف في تشكيلته الوزارية من دون رضى عوني، كاشفةً في هذا الإطار عن “إعداد دوائر بعبدا بالتنسيق مع رئيس التيار الوطني مجموعة من الأسماء المطلوب توزيرها على قاعدة وجوب أن يكون رئيس الجمهورية شريكاً في عملية التسميات مع الرئيس المكلف ربطاً بتلازم توقيعيهما دستورياً على مرسوم التأليف”.

 

وإذ ترى المصادر النيابية أنّ “مهمة الرئيس المكلف لن تكون سهلة على ما يبدو إذا لم يتجدد الضغط من الخارج” مرجّحةً أن يبدأ “رنين هواتف” بعض المسؤولين اللبنانيين باتصالات واردة من باريس إذا ما استمرت العرقلة بعد انقضاء أسبوع على التكليف، تؤكد أوساط مطلعة على أجواء الرئيس المكلف في المقابل أنه “عازم على تجاوز العقبات التي برزت خلال الساعات الأخيرة”، لافتةً إلى أنه يواصل مشاوراته الرئاسية والسياسية بإسناد فرنسي مباشر “ولا يزال يبحث في السير الذاتية التي وردته عن شخصيات اختصاصية تتماشى في كفاءاتها مع تصوره لتشكيلته المرتقبة”، مع التشديد على أنه لا يزال يميل إلى أن تكون تشكيلة مصغّرة “باعتبارها أقدر على الحركة والإنجاز بعيداً عن الحكومات الفضفاضة التي تخدم بتركيبتها الموسّعة فكرة المحاصصات السياسية أكثر من كونها تخدم مهمة الإصلاح”.

 

 

***********************************

عقوبات أميركية على شخصيات لبنانية ستصدر الأسبوع المقبل

شينكر أبلغ القرار لنواب مستقيلين التقاهم في بكفيا

محمد شقير

أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر، أن رزمة جديدة من العقوبات الأميركية ستصدر في الأسبوع المقبل. وقال إن واشنطن لا تميز بين جناحي «حزب الله» العسكري والمدني، ورأى أن لا مبرر لمثل هذا التمييز؛ لأنهما يتبعان قيادة واحدة، كما أن الحزب يتدخل في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية، ويرعى مجموعات تعمل لزعزعة الاستقرار فيها، ويشكل الذراع الأمنية والعسكرية لإيران.

موقف شينكر هذا نقله عنه عدد من النواب المستقيلين من البرلمان، كان قد التقاهم في مقر «حزب الكتائب» في بكفيا، وهم: مروان حمادة، وسامي الجميل، وهنري حلو، وبولا يعقوبيان، ونعمت أفرام، ونديم الجميل، وإلياس حنكش، وغاب عن اللقاء ميشال معوض لوجوده خارج البلاد.

وتجنب شينكر كما نقل عنه النواب المستقيلون لـ«الشرق الأوسط» الدخول في تفاصيل هذه العقوبات، وما إذا كانت تشمل أسماء جديدة من «حزب الله» أو حلفاء له أو جمعيات ومؤسسات تابعة للحزب.

ومع أن بعض الحضور أصر على طرح مجموعة من الأسئلة ذات الصلة برزمة العقوبات، فإن شينكر جدد قوله بأنها «ستصدر، وانتظروا الأسبوع المقبل لمعرفة كل التفاصيل، وإن كان عدد الأشخاص المشمولين بها ليس بكبير».

ولفت شينكر إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب على تفاهم مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أن يطلق مبادرته لإنقاذ لبنان، وقال إن تفاهمهما يوفر كل دعم لخريطة الطريق الفرنسية التي تبناها جميع من التقاهم الرئيس الفرنسي في زيارته الثانية لبيروت.

وشدد شينكر كما نقل عنه الذين التقاهم في بكفيا على أن الأولوية تبقى للإصلاحات ومكافحة الفساد، ومن دون تحقيقهما فلن يتمكن لبنان من الحصول على مساعدات مالية واقتصادية تؤدي إلى انتشاله من الهاوية التي يوجد فيها الآن.

واعتبر أن المبادرة الفرنسية ما هي إلا خريطة طريق لحل مرحلي ينطلق من تحقيق الإصلاحات المالية والإدارية، على أن يأتي لاحقاً البحث في الإصلاحات السياسية.

وفسر بعض من التقاهم شينكر إصراره على حصر لقاءاته بقائد الجيش العماد جوزف عون والنواب المستقيلين وممثلين عن المجتمع المدني، بأنه أراد أن يقطع الطريق على من يحاول التذرع بأن اجتماعاته بأركان الدولة وبأطراف معنية بتأليف الحكومة الجديدة أدت إلى تأخير ولادتها، بسبب تدخله في عملية التأليف.

ناهيك أن شينكر ليس في وارد تعويم هذا الفريق أو ذاك مع بدء المشاورات لتشكيل الحكومة، وبالتالي غابت مثل هذه اللقاءات عن جدول أعماله، ولم تشمل أركان الدولة ولا أسماء في الحكومة الراحلة.

وتجنب شينكر التعليق على قول عدد من النواب المستقيلين، ومن بينهم مروان حمادة، بأنهم يخشون من أن تكون الحكومة الجديدة رديفة لسابقتها؛ خصوصاً أن الجميع ينتظرون تشكيل حكومة لن تكون على شاكلة حكومة الرئيس حسان دياب وتعمل لإنقاذ البلد.

وتطرق إلى الأزمة الاقتصادية والمالية، وقال إن لبنان يمر في أزمة غير مسبوقة، وأنه في حاجة إلى مساعدات مالية مشروطة بإقرار خطة الطريق الفرنسية، على أن تتجاوز الدفعة الأولى 4 مليارات دولار.

وأكد شينكر أنه عائد إلى بيروت قبل نهاية هذا الشهر، للبحث في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في ظل تعذر الوصول إلى تسوية، وقال إنه كان يتمنى أن يُدرج اقتراح البطريرك الماروني بشارة الراعي بدعوته للحياد الناشط كبند في خريطة الطريق الفرنسية.

وأبدى تفهمه لعدم إدراج مطلب الدعوة لإجراء انتخابات نيابية مبكرة في الورقة الفرنسية، وقال إن هذه الدعوة تبقى مثالية وليست واقعية، ونحن نلتقي مع ماكرون في هذا الخصوص، نظراً لوجود عوائق دستورية تحول دون إنجازها قبل موعدها؛ لأن المعبر للوصول إليها يواجه صعوبة ما دامت أكثرية النواب لا يوافقون على التقدم باستقالاتهم التي تدفع باتجاه حل البرلمان، وعندها توجه الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة. ولفت شينكر إلى أن التأزم الذي يمر فيه لبنان لا يسمح بربط مصير إنقاذه بما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، وقال إن من يراهن على تبدل الموقف الأميركي في حال وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، سيكتشف أن رهانه ليس في محله؛ لأن الثوابت السياسية الأميركية لا تتبدل؛ خصوصاً بالنسبة إلى التمدد الإيراني في المنطقة والموقف من «حزب الله».

 

***********************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

ولادة الحكومة مرهونة بالحصص.. ومحاولات لإشراك الرافضين

 

مرّ شهر على الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، وصورة ما خلّفه من شهداء وجرحى ومفقودين ودمار، في اكثر من ربع العاصمة، هي الواضحة فقط، فيما الغموض ما زال يكتنف الانفجار وأسبابه الحقيقية، التي كان يُفترض ان يكشف عنها التحقيق الجاري، ويصارح الناس بها، لكنه لم يفعل بعد. وهذا ما يرسم اكثر من علامة استفهام حول سرّ هذا الغموض المريب، وما اذا كان خلف الأكمة ما خلفها، او انّه لم يتوصل الى شيء حتى الآن، وهنا تكمن الفاجعة الافظع من الانفجار نفسه.

اذا كان التحقيق العدلي منصّباً على بعض الجوانب الادارية وتوقيفات لبعض الموظفين الحاليين والسابقين، والمرشح لأن يستمر لفترة زمنية طويلة، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا لا يوضع المواطنون في حقيقة التحقيقات الجارية وما بلغه هذا التحقيق؟ في موازاة سؤال آخر يتمحور حول المنكوبين من الانفجار، وكيفية التعويض على المتضررين، وخصوصاً انّ آلافاً من الوحدات السكنية اما مهدّمة بالكامل، واما لم تعد صالحة للسكن واصبحت آيلة للسقوط، واما متضرّرة بشكل هائل، فضلاً عن كيفية ايواء من اصبحوا بلا بيوت؟ وهذا بالتأكيد واجب السلطة، التي ثبت انّها الغائب الأكبر عن هذه الكارثة وما اصاب الناس، ما خلا اجتماعات من باب رفع العتب لمتابعة الاغاثة والمساعدات في المنطقة المنكوبة من بيروت.

 

الى ذلك، وفيما استمر الفريق التشيلي في عملياته في المبنى المهدّم في مار مخايل، بحثاً عن ناجين تحت انقاضه، بناء على النبض الذي تمّ استشعاره في الساعات الاخيرة، مضى امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في جولاته على المتضررين من الانفجار، وكان له لقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اكّد خلاله «أنّ الكرسي الرسولي يعطي اهمية كبيرة للبنان، مشدّداً على أنّ لبنان ليس وحيداً وهناك دعم دولي لاعادة اعمار بيروت بعد الانفجار». وقال: «كما قال البابا يوحنا بولس الثاني «لبنان رسالة» ولبنان يجب أن يحافظ على مكوناته».

 

من جهته، قال عون للكاردينال بارولين: «بعد مرور شهر على كارثة المرفأ نذكر الشهداء الذين سقطوا والجرحى الذين أصيبوا والناس الذين خسروا أرزاقهم. ونؤكّد انّ العدالة ستُطبّق على كل متسبب او مهمل، وهذا من حق اللبنانيين الذين وحّدتهم الكارثة وجمعهم الألم».

 

وحمّل الرئيس عون بارولين امتنانه للبابا فرنسيس على مبادرته بالدعوة الى اعتبار اليوم ( امس الجمعة) يوم صلاة وصوم عالمي من أجل لبنان.

 

يُشار هنا الى انّ الصلوات والقداديس رُفعت امس وقُرعت اجراس الكنائس، وكذلك رُفعت الصلوات والآذان في العديد من المساجد، استجابة لدعوة البابا فرنسيس، كذلك أُطلقت صفارات سيارات الاسعاف والاطفاء والدفاع المدني، وتمّ الوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء، وادّى الجيش اللبناني التحية لارواحهم. كذلك سُجّلت وقفات شعبية تضامنية في ذكرى مرور شهر على الانفجار.

 

التأليف والتزام الأطراف

سياسياً، انقضى يوم جديد من مهلة الاسبوعين التي التزم بها الاطراف السياسيون بتشكيل الحكومة خلالها، مع وعد قطعوه للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بتسهيل تأليفها، وعدم وضع أي شروط تعطيلية مسبقة، او اي عراقيل من اي نوع تؤخّر هذا التأليف.

 

الحضور الفرنسي في لبنان لم ينتهِ مع مغادرة الرئيس ماكرون بيروت، بل انّ باريس، وربطاً بهذا الالتزام، يبدو انّها تلحق بالسياسيين الى باب الدار. فلقد غادر ماكرون بيروت بعد يومه اللبناني الطويل، بما فيه من جهود ومحاولات لإلباس اللبنانيين ثوب المسؤولية والانتماء الى بلدهم للشراكة في انقاذه، الّا انّ الهاتف الفرنسي بقي شغّالاً مع بعض المقرات الرسمية. وفيه تأكيد فرنسي متكرّر على الوفاء بما ألزمت به الاطراف نفسها في التعجيل في ولادة الحكومة.

 

وفي الكلام الفرنسي المتكرّر، وكما تؤكّد مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، «حذر واضح من المماطلة، ومن ان يخنث السياسيون في ما وعدوا الالتزام به، وحثّ على التعجيل، ذلك انّ فترة الاسبوعين التي حُدّدت كسقف زمني لولادة الحكومة، وإن كانت فترة معقولة، الّا انّها تبدو طويلة، طالما انّ كل الاطراف عبّرت عن استعدادها لتقديم اقصى الايجابيات والتسهيلات. وفحوى الكلام الفرنسي المتجدّد، أن ليس هناك ما يدعو الى اي تأخير، او الى اي تباطؤ، وباريس تأمل أن تبصر حكومة مصطفى اديب النور خلال ايام قليلة جدا».

 

ايام حاسمة

وربطاً بالاستعجال الفرنسي لتأليف الحكومة، اكّدت مصادر مسؤولة من قلب «الحاضنة السياسية الجديدة» التي كلفت الدكتور مصطفى اديب تشكيل الحكومة، «اننا امام ايام حاسمة، وانّ المشاورات انطلقت على مختلف الخطوط السياسية، لإنضاج تأليف الحكومة، ضمن سقف زمني يفترض الّا يتجاوز نهاية الاسبوع المقبل».

 

وقالت المصادر لـ«الجمهورية»: «ان النتائج الاولية لهذه المشاورات يمكن اعتبارها ايجابية، الّا انّها ليست نهائية حتى الآن، فما زلنا في بداية الطريق الذي يدرك الجميع انّه طريق قصير جداً، ومحكومون بالوصول خلاله الى حكومة في غضون ايام».

 

وكشفت المصادر، انّ خريطة المشاورات متوزعة على خطوط عدة:

الخط الأول، بين ثنائي حركة «امل» و«حزب الله» و»التيار الوطني الحر»، حيث تجري هذه المشاورات بوتيرة عالية وبلقاءات متتالية بين المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، والمعاون السياسي للامين العام لـ»حزب الله» الحاج حسين خليل ورئيس التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل. والمطلعون على اجواء هذه المشاورات يقاربونها بإيجابية ملحوظة، مع تأكيد الالتزام بتقديم كل التسهيلات والإسهام الفاعل في ولادة ميسّرة للحكومة.

 

الخط الثاني، بين عين التينة وبيت الوسط. وبحسب مصادر واسعة الاطلاع، فإنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري، اكثر من متحمّس لمشاركة تيار المستقبل تحديداً في حكومة مصطفى اديب، لا أن يكون شريكاً فقط في تسميته في استشارات التكليف، بل شريك بفاعلية في التأليف وفي الحكومة، وبالتالي التشارك مع سائر الاطراف في تنفيذ برنامج الاصلاحات الانقاذية للبنان.

 

وتشير المصادر، الى انّه على الرغم من اعلان الرئيس سعد الحريري بأنّه لن يشارك في الحكومة لا عبر تيار «المستقبل» ولا عبر شخصيات يسمّيها، فإنّ رئيس المجلس يرى انّ المرحلة تتطلب تعاون الجميع من دون استثناء، وبالتالي هو لا يعتبر انّ باب مشاركة الحريري مقفل، وهذا ما يفترض ان تحسمه المشاورات بينه شخصياً وبين الحريري، او عبر معاونه السياسي النائب علي حسن خليل.

 

الخط الثالث، مع المرجعيات السنّية السياسية والدينية، ومن بينها رؤساء الحكومات السابقون، وذلك سعياً لترجمة غطائها للرئيس المكلّف وحكومته التي يسعى الى تشكيلها، وثمة توجّه بشكل خاص نحو الرئيس نجيب ميقاتي بالنظر الى «علاقة القربى السياسية وغير السياسية» التي تجمعه بالرئيس المكلّف، سعياً لمشاركته في الحكومة، سواء عبر كتلته النيابية مباشرة، او عبر اسماء يسمّيهم من خارجها.

 

الخط الرابع، مع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، حيث تؤكّد مصادر على صلة بخريطة المشاورات، انّ للرئيس نبيه بري دوراً قد يلعبه مع جنبلاط، في محاولة لإقناعه بالمشاركة في الحكومة، برغم ما سبق واعلنه «اللقاء الديموقراطي» خلال استشارات التكليف لجهة عدم المشاركة في حكومة اديب.

 

شكل الحكومة

بحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ المشاورات تنصّب حالياً على حسم شكل الحكومة، بين ان تكون حكومة تكنوسياسية من غالبية وزراء اختصاصيين، مع عدد محدود وغير مستفز من السياسيّين، يشكّلون الدعامة السياسية للحكومة، وحصانتها ومنصّة الدفاع عنها وحمايتها في المحطات الصعبة. وبين ان تكون حكومة اختصاصيين تسمّي وزراءها الاطراف السياسية، على ان تشكّل الحاضنة السياسية التي سمّت الدكتور مصطفى اديب لرئاسة الحكومة، الحاضنة السياسية الواسعة لها وحصانتها من خارجها.

 

وتشير المعلومات، الى انّ كلا الخيارين غير مستبعدين حتى الآن. ويقول مرجع سياسي معني بحركة المشاورات لـ»الجمهورية»، انّ كلا الخيارين يحققان الهدف، ولن يكون هذا الامر محل خلاف.

 

ورداً على سؤال عمّا اذا كان اعتماد صيغة حكومة اختصاصيين يشكّل استنساخاً لحكومة حسان دياب، قال المرجع: «مع كل الاحترام للحكومة السابقة ووزرائها، فقد كانت تجربة جعلتنا نستفيد منها الى اقصى الحدود، وخصوصاً لناحية اختيار الوزراء واختصاصاتهم وكفاءاتهم».

 

اضاف: «ثم انّ الحكومة الجاري العمل على تأليفها، فحتى لو شُكّلت من اختصاصيين وبلا سياسيين، لن تكون مستنسخة عن حكومة حسان دياب، ذلك انّ حكومة دياب احدى نقاط ضعفها الاساسية، انّها كانت حكومة لون واحد، وكانت مؤيّدة من حاضنة سياسية ثلاثية؛ التيار الوطني الحر، وحركة امل، و«حزب الله» مع بعض الحلفاء، فيما السنّة بمستوياتهم السياسية والدينية بشكل عام كانوا ضدّها، وكذلك قوى سياسية في لبنان كانوا ضدّها، فضلاً عن انّها كانت شبه معزولة دولياً. اما مع الحكومة الجاري تشكيلها، فإنّ الوضع مختلف جذرياً، ذلك انّ الحاضنة السياسية لهذه الحكومة واسعة، يُضاف الى ذلك تمتعها بالغطاء السنّي الكامل، السياسي والديني، وهنا تكمن اهم اسباب قوّتها، اضافة الى الحاضنة الدولية لها، التي تشكّل فرنسا بالتفاهم مع الولايات المتحدة الاميركية، نقطة الارتكاز فيها».

 

حجم الحكومة

وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ المشاورات تتمحور حول هدف اساس، هو تقديم صيغة حكومية تحظى بالمقبولية الداخلية، وتنسجم بشكل كلي مع متطلبات المبادرة الفرنسية. ومن هنا، فإنّ ثلاث صيغ حكومية طُرحت على بساط البحث: حكومة واسعة ثلاثينية، حكومة متوسطة 20 وزيراً، وحكومة مصغّرة من 18 وزيراً. الّا انّ التوجّه الغالب كما توحي اجواء المشاورات، هو نحو حكومة متوسطة على شاكلة الحكومة السابقة، مع إصرار على اشراك سياسيين فيها. الّا انّ هذا الأمر لم يُحسم نهائياً بعد، في انتظار مشاورات مباشرة بين اطراف الحاضنة الجديدة والرئيس المكلّف، الذي يُتوقع ان يكون له لقاء قريب مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري. علماً انّ خط التواصل مفتوح بينه وبين النائب علي حسن خليل.

 

تركيبة الحكومة

اما في ما خصّ تركيبة الحكومة، فبحسب مصادر المعلومات، فإنّ الاولوية هي لحكومة بوجوه جديدة، بحيث لا تضمّ في صفوفها اياً من الوجوه الوزارية السابقة. كما انّ المشاركة في هذه الحكومة مفتوحة بالدرجة الاولى على مختلف القوى الحاضنة للتكليف.

 

وتؤكّد المصادر، أنّ «حزب الله» ليس مستثنى من هذه المشاركة، على الرغم من كل الدعوات التي تدعو الى استبعاده، وآخرها من الاميركيين الذين عبّروا بشكل واضح، وفق ما نقلت «العربية» عن المتحدثة بإسم الخارجية الاميركية، عن انّ واشنطن لا تريد ان يكون «حزب الله» ضمن الحكومة الجديدة.

 

وقالت مصادر سياسية معنية بحركة المشاورات، انّه بمعزل عن الكلام المنسوب الى المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الاميركية، فإننا لم نتبلغ من الاميركيين لا مباشرة او مواربة، اي كلام من هذا النوع، بل على العكس، فإنّ الاميركيين يدعون الى الاسراع في تشكيل حكومة تنفّذ اصلاحات وتحقق متطلبات الشعب اللبناني. وهذا ما سمعناه مباشرة من وكيل وزارة الخارجية الاميركية دايفيد هيل، الذي قال صراحة، انّ بلاده تعايشت في السابق مع حكومات كان «حزب الله» شريكاً فيها بوجوه حزبية، وكذلك لمسناه من الموقف الاخير لوزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو، حينما قال انّ الوضع في لبنان غير مقبول، وينبغي ان تكون هناك حكومة تقوم بالاصلاحات الحقيقية لإحداث التغيير، من دون ان يشير الى اي شرط – كإبعاد الحزب عن الحكومة – من شأنه ان يتعارض مع المبادرة الفرنسية، والتي قال بومبيو، انّ بلاده على تواصل دائم مع الفرنسيّين حيال لبنان.

 

وبحسب المصادر، انّ الفرنسيين اكّدوا انّ مبادرتهم تجاه لبنان منسقة مع الاميركيين، وبالتالي اي اشتراطات من اي نوع، مثل محاولة ابعاد اي طرف عن الحكومة سواء «حزب الله»، هي اشتراطات في وجه المبادرة الفرنسية التي تدعو، من موقع التفهّم الكامل للتركيبة اللبنانية وتوازناتها، الى شراكة كل القوى اللبنانية بما فيها «حزب الله» في عملية الانقاذ.

 

وتلفت المصادر، الى انّ اي اشتراطات من هذا النوع، ولاسيما لجهة وضع «فيتو» على مشاركة الحزب في الحكومة، لا تساهم في التعجيل بتشكيل الحكومة، بل تعقّد الامور. إذ كلما جرت الاشارة لمثل هذه الشروط بصورة صريحة او مواربة من قِبل الاميركيين المعروف موقفهم من الحزب، او من قِبل غيرهم، تجعل «حزب الله» متصلباً اكثر ومصرًّا على شراكته في الحكومة اكثر فأكثر. وهذا ما تؤكّد عليه اجواء «حزب الله». ولا ينفصل موقف الحزب هنا عن موقف حلفائه في حركة امل والتيار الوطني الحر.

 

الأحجام والحقائب

وفيما تؤكّد اجواء المشاورات على انّ الهدف هو تأمين فريق عمل حكومي متجانس، وهو ما يؤكّد عليه الجميع، وفي مقدّمهم الرئيس المكلّف مصطفى اديب، الّا أنّ مسألتين اساسيتين تواجهان عملية تأليف الحكومة:

 

الاولى تتعلق بأحجام القوى التي ستتمثل في الحكومة، وخصوصاً انّ التيار الوطني الحر تحديداً، يؤكّد على شراكة توازي حجمه النيابي والتمثيلي، الى جانب حصّة رئيس الجمهورية.

 

الثانية، تتعلق بتوزيع الحقائب الوزارية، وهنا يبرز رفض التيار الوطني الحر ان يُحاط وحده بشروط، كمثل استبعاده عن حقائب وزارية معينة وتحديداً وزارة الطاقة، او بشروط القصد منها فقط استهداف التيار، فهذا المنحى مرفوض. بل هو يقبل بشروط تسري على الجميع. ومن هنا جاءت دعوة رئيسه جبران باسيل الى المداورة في الوزارات.

 

وفي هذا السياق، يبرز ايضاً اصرار الرئيس نبيه بري على انّ ابقاء وزارة المالية اساساً في الحصّة الشيعية في الحكومة، وهذا الاصرار ليس إصراراً سياسياً، بل هو إصرار مبدئي، لأنّه جرى التأكيد على هذا الأمر في الطائف، وتمّ القفز عليه في بعض المحطات، قبل ان يُعاد الأمر الى مساره الصحيح في الحكومات الاخيرة. الّا انّ بعض المصادر لم يستبعد ان يحصل تطوّر ما حيال هذا الامر، ربطاً بإعلان الرئيس بري عن انّه سيكون متجاوباً جداً، اكان في تأليف الحكومة، او في جعل المجلس النيابي ورشة عمل داعمة للحكومة وعلى جهوزية تامة لاقرار ما تطلبه من مشاريع تخدم ورشة الاصلاح الموعود.

 

جميعهم محشورون

الى ذلك، لفتت مصادر معنية بملف تأليف الحكومة لـ«الجمهورية»، انّ الرئيس المكلّف، وبناء على التجاوب الذي لمسه من مختلف الاطراف، حدّد لنفسه مساحة زمنية محدودة جدًا، يضع خلالها مسودة حكومته لعرضها على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في غضون ايام قليلة. على ان تأتي ضمن العنوان الذي حدّده «حكومة عمل منسجمة».

 

وبحسب المصادر، فإنّ الرئيس المكلّف منفتح على الجميع، ولن يخطو اي خطوة استفزازية لأي طرف، بل انّ التوافق هو الاساس، باعتباره يشكّل عامل التحصين لحكومته، بما يمكنها من تنفيذ مهمتها الاصلاحية والانقاذية الموكلة اليها بالسهولة والسرعة التي يريدها.

 

واذا كان الرئيس المكلّف لم يُقابل حتى الآن بمواقف متصلبة على مسار التأليف، فإنّ المصادر عينها تلفت الى انّ كل الاطراف محشورة بسقف مهلة الاسبوعين التي يُفترض ان تتشكّل الحكومة خلالها، ومحشورة ايضاً بسقف التزاماتها التي قطعتها امام الرئيس الفرنسي، وبالتالي كل الاطراف، ولتحقيق ولادة سريعة للحكومة، محكومة بتقديم تنازلات وعدم تكرار لغة الشروط المتبادلة، والتي لطالما تسببت بتأخير تشكيل الحكومات لاشهر عدة، فيما وضع لبنان لا يحتمل التأخير ولو لبضعة ايام بعد مهلة الاسبوعين.

 

تحدّيات تنتظر أديب

مع ظهور بوادر أزمة محروقات قد يشهدها البلد بدءاً من مطلع الاسبوع المقبل، برزت في المقابل واحدة من التحدّيات الكبرى التي ستواجه الحكومة الجديدة عندما سترى النور. ومن خلال حيثيات أزمة المحروقات المرتبطة بإجراءات ادارية لها علاقة بشح الدولار، وقرار مصرف لبنان ممارسة رقابة اضافية على الاستيراد المدعوم، تمهيداً لالغاء هذا الدعم قريباً، يتبيّن انّ «حكومة المهمات» ستصطدم فور تشكيلها بأزمة داهمة وخطيرة. والسؤال، ما هي الاجراءات التي ستتخذها حكومة الأديب للتعامل مع مسألة نضوب احتياطي المركزي ووقف الدعم؟ هل تسمح بذلك، وتجازف بتعميم الفقر، حتى حدود المجاعة، على شريحة واسعة من اللبنانيين؟ واذا قررت مواصلة الدعم، هل تجازف بإنفاق ما تبقّى من احتياطي الودائع في مصرف لبنان؟

 

في عودة الى أزمة المحروقات، بدا المشهد متناقضاً، اذ في حين أكّد مستوردون عدم فتح اعتمادات، بما يعني ان لا قدرةعلى تأمين حاجة السوق، قال مستوردون آخرون، ان لا أزمة فعلية، وانّ البعض يبالغ في اشاعة الهلع. هذا التناقض قد يكون عائداً الى صيف وشتاء فوق سطح واحد. وقد تبيّن في أزمة المحروقات السابقة، انّ بعض الشركات نضبت احتياطاتها بسبب عدم قدرتها على فتح اعتمادات، في حين واصلت شركات أخرى تزويد السوق بالمحروقات، ولم تكن تشعر بوجود أزمة! وليس مستبعداً ان يكون المشهد في الاسبوع المقبل شبيهاً بهذا التوصيف.

 

 

***********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

شهداء المرفأ في شعلة «الوفاء لبيروت».. والتشكيلة أمام عون الأربعاء

الإليزيه يتابع يومياً تطوّر المشاورات.. وموفد البابا: لبنان ليس وحده

 

الساعة السادسة، وسبع دقائق من مساء أمس 4 أيلول، وقفت بيروت دقيقة صمت على أرواح شهداء انفجار المرفأ بالتوقيت نفسه من يوم 4 آب الماضي.

 

وهناك، قرب الاهراءات أنار قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون الشعلة، بعد وضع اكليل على النصب التذكاري تخليداً لذكرى هؤلاء الشهداء باسم «وفاء بيروت».

 

بالتزامن، نظمت مسيرة شموع، ومضت المدينة المنكوبة تروي حكايا جديدة عن 191 شخصاً ذهبوا ضحايا الإهمال واللامسؤولية، فضلا عمّا يزيد عن 6000 جريح، بينما كان عمال الانقاذ يعملون ليل نهار، بحثاً عن ناجٍ محتمل، تحت أنقاض مبنى مدمر يما يشبه «المعجزة» دون جدوى بعد…

 

وعلى وقع الترقب والانتظار، وانهماك الرئيس المكلف في اعداد تصوراته وأوراقه، لكل ما هو متعلق بـ«حكومة الاخصائيين» المتروك أم اخراجها إلى النور، للاتصالات من وراء الكواليس، والغرف المغلقة، انضم أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، إلى الشخصيات الدولية والعربية التي زارت بيروت، متفقدة ومتضامنة، فتفقد الاحياء المنكوبة والمرفأ، مؤكداً ان «لبنان ليس وحده»، مكرراً كلام البابا فرانسيس ان لبنان يواجه «خطراً شديداً»، ويحب عدم التخلي عنه، داعياً اللبنانيين إلى «ايجاد القوة والطاقة اللازمتين للبدء من جديد».

 

حكومياً، انصرف الرئيس المكلف الدكتور مصطفى اديب الى ترتيب اوراقه واولوياته لتشكيل الحكومة، وبات يعمل بهدوء وتكتم لأقرب المقربين إليه.

 

وحسب معلومات «اللواء» «الاولوية عنده هي لتشكيل الحكومة قبل اي امر آخر». ولكن حسب بعض المعلومات فإنه اتفق مع الرئيس ميشال عون في لقائهما الاخير على فسحة قليلة ومعقولة لا طويلة من الوقت لتقييم الامور والخروج بالصيغة الحكومية المقبولة، بعدما اعلن عون تفضيله حكومة موسعة قليلاً لا مصغرة (بين 20 و24 وزيراً)، «لأن تجربة الحقيبتين لوزير واحد لم تكن ناجحة في الحكومة السابقة».

 

وذكرت بعض المعلومات غير المؤكدة ان اديب التقى امس الاول، معاون الرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل والحاج حسين الخليل المعاون السياسي للسيد حسن نصر الله، للبحث في شكل الحكومة وتوزيع الحقائب على الطوائف قبل الخوض في الاسماء التي تبقى حتى نهاية الاتصالات والتوصل الى الشكل والحقائب.

 

وحسب المعلومات ايضاً، يفترض ان يخرج الرئيس المكلف بصيغته حول شكل الحكومة الاسبوع المقبل، وهي حسب المتفق عليه حكومة اختصاصيين لاتكنوقراط وفق قاعدة فصل النيابة عن الوزارة، بمعنى ان تكون لديهم خلفيات سياسية بينما التكنوقراط لا خلفيات سياسية لديهم. كما ان الاسماء التي يتم تسريبها غير اكيدة لأن المرحلة لم تصل بعد الى اختيار الاسماء، بل الاولوية لعدد الوزراء وعناوين برنامج الحكومة الاصلاحي وتحديد الخطوات المطلوبة لتنفيذ ما سبق وتقرر على هذا الصعيد من إصدار مراسيم. عدا تحديد اولويات العمل في الملفات الخدماتية والاقتصادية والمالية.

 

وكشفت مصادر سياسية ان عملية تشكيل الحكومة الجديدة تجري بعيدا من الضوضاء السياسي والاعلامي وهي تسير في طريقها المرسوم, لافتة الى ان اتصالات ومشاورات جانبية تواكب هذه العملية لتسهيل ولادة الحكومة العتيدة بسرعة لكي تتولى القيام بالمهمات الجسيمة المنوطة بها ولا سيما المباشرة باعادة إعمار ماتهدم نتيجة الانفجار المروع في مرفأ بيروت والمباشرة بمعالجة الازمة الماليةوالاقتصاديةالضاغطة…

 

واذ توقعت أن تنجز التشكيلة الحكومية في الوقت الطبيعي المرسوم لها، لم تنف حصول مواكبة فرنسية حثيثة لتذليل ما يمكن ان يستجد من عوائق وعقبات أمام عملية التشكيل. وكشفت أن التركيز ينصب الان على رسم الإطار العام للحكومة العتيدة وتركيبتها وتوزيع الحقائب على ان يتم بعد ذلك انتقاء الوزراء وتحديد الحقائب التي سيتولونها، مؤكدا ان أسماء معظم الوزراء اصبحت ضمن إطار الإختيار النهائي.

 

واستدركت مصادر مطلعة ان موضوع المداورة لا يزال موضع بحث واذا كانت مداورة يجب ان تكون شاملة فلا مداورة جزئية.

 

وافادت ان  طرح الميثاقية في التوقيع الرابع لدى الطائفة الشيعية  لا يزال قيد البحث مشيرة الى انه تم الخروج من المألوف في تأليف الحكومات لأن هناك حاجة لحكومة متجانسة بكل المعايير والخيارات مفتوحة.

 

ورأت انه من المهم السير نحو الهدف والا نكون اسرى لبعض المعادلات التي قد لا تروق للشعب وتطلعاته وللمجتمع الدولي الحاضن وهناك مجتمع دولي تقوده فرنسا للأصلاح ولولوج صندوق النقد الدولي ولولوج برنامج مؤتمر «سيدر» وبالتالي الحلول الكبرى التي ينتظرها لبنان ولتأمين حماية لأستقراره الداخلي على مشارف الحلول الكبرى في المنطقة.

 

ولم تستبعد ان يحمل الرئيس المكلف تشكيلته إلى بعبدا الأربعاء المقبل.

 

وعلمت «اللواء» ان فريقا فرنسيا يواكب يوميا الاتصالات، ممثلا بالمستشار السياسي للرئيس ماكرون «لوبون» ومدير المخابرات الفرنسية برنار ايميه.

 

دوكان: مهمة جديدة

 

إلى ذلك، أعلن مراسل صحيفة «لوموند» الفرنسية في الشرق الأوسط بينجامان بارت عبر «تويتر» أن الديبلوماسي الفرنسي بيار دوكان الذي كان مكلفا متابعة تنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر» في بيروت، عين مسؤولا عن متابعة تنسيق الدعم الدولي للبنان، ما يعني توسيع إطار مهمته تجاه لبنان، في خطوة لا يمكن فصلها عن الضغط الذي يمارسه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اتجاه حل سياسي وانقاذ اقتصادي للبنان بعد انفجار المرفأ.

 

بارولين

 

سياسياً، حضر أمين دولة الفاتيكان الكاردينال بارولين بقوة في المشهد السياسي، بعد مغادرة ديفيد شنكر، الذي لم يلتقِ السياسيين فزار الموفد البابوي البطريرك الماروني وقبل ذلك، زار بعبدا حيث اكد رئيس الجمهورية انه، «بعد مرور شهر على الكارثة التي حلت بلبنان نتيجة انفجار المرفأ، يلبي لبنان نداء الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس لاحياء يوم صلاة وصوم، فنذكر أرواح الشهداء الذين سقطوا والجرحى الذين أصيبوا والمواطنين الذين فقدوا ذويهم واحباءهم وارزاقهم، ونشدد على ان التحقيقات مستمرة والعدالة ستطبق على كل متسبب او مهمل، وهذا حق اللبنانيين الذين وحدتهم الكارثة وجمعهم الامل».

 

ونقل بارولين رسالة من البابا فرنسيس إلى الرئيس عون ان «لبنان في مئوية وجوده الأولى كدولة اعطى نموذجا يحتذى كصيغة تجمع المسيحيين والمسلمين وتتطلب الكثير من التوازن بين الاختلافات والتنوع، على الرغم من العديد من الازمات التي اجتازها، لكن شعبه وجد دائما في نفسه مصادر قوته للخروج منها والسير قدما. واليوم الرجاء الجديد الذي ينبع من لبنان هو امر واقعي وليس مجرد تمنيات لعبور هذه المرحلة». وشدد على ان «دور الكرسي الرسولي هو الثبات في الوقوف الى جانبكم كما كان على الدوام تجاه لبنان لأنه وطن جدير بالحياة والبقاء، لما فيه خيره وخير منطقة الشرق الأوسط والعالم، فعالم اليوم بحاجة الى نموذج ورجال يشهدون انه بالامكان العيش معا، وهو امر بات ضروريا وملّحا لا سيما بعد سقوط جدار برلين،. وقال: «انتم كشعب لبناني، مسيحيين ومسلمين، تعطون هذه الرسالة للعالم، لأنكم انتم تجسدونها، من دون الدخول في صراعات المنطقة والعالم، وأن لبنان ليس وحده، والعالم إلى جانبه».

 

على صعيد رسم الحدود البحرية نقل شنكر الذي زار لبنان إن إسرائيل ترفض المقترحات اللبنانية بشأن ترسيم الحدود البحرية، قائلاً إن الإطار التفاوضي حصلت عليه تغييرات في إشارة إلى الشروط اللبنانية، وهذه التغييرات لم تحصل بعد على موافقة إسرائيلية.

 

ويخوض لبنان نزاعاً مع إسرائيل على مثلث في البحر المتوسط تبلغ مساحته نحو 860 كيلومتراً مربعاً، ويُقسِّم تلك المنطقة إلى بلوكات عدة، أحدها البلوك النفطي رقم 9، وهي منطقة غنية بالنفط والغاز اكتُشفَت مخزوناتها من الطاقة عام 2009. وقد رفض لبنان في عام 2012 مقترحاً أميركياً يقوم على منح لبنان 360 كيلومتراً مربعاً من مياهه لإسرائيل، مقابل حصوله على ثلثي المنطقة الاقتصادية.

 

رفع الانقاذ

 

واستمرت ليلاً عمليات رفع الأنقاض، وقال المسؤول عن فريق الانقاذ التشيلي: النَفَس الذي رصدناه، كان بطيئاً، وعلى عمق ثلاثة أمتار تحت الركام، ونعمل على فتح 3 قنوات، ولا يمكن التأكيد حتى اللحظة، وأن كان هناك من شخص على قيد الحياة.

 

وأشار إلى ان «الكلب الذي كان يرافقهم اشتم رائحة كأن شخصاً كان موجوداً تحت الأنقاض، فكانت خطوة الكلب هي الأولى، ثم استعمال الكاميرا الحرارية لسماع نبضات القلب.

 

اضاف: ان الخبراء الذين يرافقوننا اكتشفوا ان أحداً يتنفس من تحت الأنقاض، وهذا يستدعي فتح 3 انفاق على عمق 3 أمتار توصل إلى مكان هذا الشخص.

 

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني ان الفرق المختصة، واصلت عمليات مسح الاضرار، وقد شملت حوالى 5600 وحدة سكنية متضررة جرّاء انفجار المرفأ، في كورنيش النهر- مار مخايل- الجميزة- الصيفي- الكرنتينا، على ان تتواصل عمليات مسح المباني السكنية في بقية المناطق المتضررة..

 

وما زاد الطين بلّة، الإعلان عن كشف أربع حاويات تحمل نحو أربعة اطنان من نيترات الامونيوم، كانت موضوعة، قرب المدخل رقم 9 في المرفأ، مما فاقم من حجم العبث بحياة النّاس والمرافق فضلا عن الاستهتار..

 

على صعيد المساعدات، أعلنت أمس «مؤسسة فرنسا» أنها جمعت أكثر من مليوني يورو كمساعدات للبنان خلال آب وستقدمها من خلال توزيع بطاقات مصرفية وتجديد مساكن ومساعدات للتجار. وقالت كارين مو رئيسة قسم الطوارئ في المؤسسة «تأثرنا كثيرا بتضامن الفرنسيين»، مؤكدة أن نداء التبرع أطلق في الخامس من آب.

 

وقالت كارين «نحن نعيش عاما مليئا بعدم اليقين في ظل أزمة صحية واقتصادية» بسبب وباء كوفيد-19 وأن شهر آب يتوافق مع «فترة ركود». ودعت مو إلى مواصلة التبرع.

 

وستقوم المؤسسة التي تدعم الجمعيات المحلية بشكل مباشر بتمويل المساعدات الاجتماعية والنفسية ولا سيما من خلال توزيع البطاقات المصرفية على الأسر التي تعاني من صعوبات في ثلاثة أحياء.

 

أما المجال الثاني فهو الإسكان مع إعادة تأهيل مساكن لـ500 أسرة في حي النبعة ومقرات جمعية وثلاث مكتبات عامة في الباشورة والجعيتاوي.

 

والمجال الثالث هو برنامج دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتجار ومساعدة حوالى 30 شركة سياحية لإنعاش النشاط الاقتصادي.

 

وعلى صعيد التحقيقات الجارية على الصعيد العدلي نقلت MTV ان المحقق العدلي في انفجار المرفأ فادي صوان استمع إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب.

 

وأكدت ان القاضي صوان سأل دياب عن سبب عدم القيام بالزيارة التي كان ينوي القيام بها الى العنبر رقم 12 وكان قد أبلغ رئيس جهاز أمن الدولة اللواء طوني صليبا بذلك، خاصة وأن اللواء صليبا نزل الى المرفأ وانتظره في ذلك النهار.

 

فكان جواب دياب أن ضابطا يعمل معه في السراي الحكومي كان قد نزل قبل بيوم الى المرفأ وكشف وقال له انها أسمدة، فقال له ان لا داعٍ للنزول.

 

وخُتمت الافادة بأن دياب كان قد وضع الموضوع على جدول أعمال المجلس الاعلى للدفاع ثم سحبه بعدما اعتبرها اسمدة، فطلب من اللواء محمود أسمر ان يسحبها عن جدول اعمال المجلس الاعلى للدفاع.

 

ونفذ حشد من الناشطين في مجموعات الحراك وقفة امام مصرف لبنان بعنوان: «عندما نموت سنرفع على الاكتف» تحية لروح الناشط عبد الكريم عباس الذي وجد مقتولاً قبل يومين في الكوستا برافا.

 

واضيئت الشموع، ورددت شعارات للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي، وسط إجراءات أمنية قضت بقطع الطرقات، وتعزيز حضورها في مكان الاعتصام.

 

على صعيد آخر، وفي الذكرى الثالثة لمعركة «فجر الجرود» وتكريماً للشهداء الذين سقطوا خلال المعركة وأولئك الذين استشهدوا على يد تنظيم داعش الإرهابي، دشّن قائد الجيش العماد جوزيف عون نصباً تذكارياً يحمل أسماءهم في ساحة بلدة رأس بعلبك بحضور ذوي الشهداء وفاعليات من البلدة والمنطقة. وألقى العماد عون كلمةً في المناسبة، قال فيها «يعاني وطننا منذ تشرين الماضي أزمات متلاحقة بدءاً من الاحتجاجات الشعبية مروراً بالوضع الاقتصادي المتدهور وانتشار وباء الكورونا، وصولاً إلى انفجار مرفأ بيروت الكارثي.. لا شكّ في أنّ شعبنا يتملّكه الحزن والغضب، وهو محقٌّ. فالخيبات المتتالية أفقدته الثقة، لكنّه بالمقابل شعب عصامي ومحبّ للحياة، وسينهض من جديد، على أمل أن يستعيد ثقته بوطنه فهو يستحقّ منا كل تضحية وإخلاص ووفاء.

 

19480

 

صحياً، سجلت وزارة الصحة 527 إصابة بفايروس كورونا، و4 حالات وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع عدد المصابين بالوباء من 21 شباط لتاريخه إلى 19480 حالة.

 

 

 

***********************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

مسار تشكيل الحكومة انطلق: بين 14 و20 وزيراً من اختصاصيين بنكهة سياسية

زيارة شينكر استعراضية… والاشراف الفرنسي لحث الجميع على تقديم تنازلات

نور نعمة

المشاورات الجدية لتشكيل حكومة، بدأت امس، وكل المؤشرات تشير الى حكومة مصغرة بوزراء اختصاصيين بنكهة سياسية كيلا تتكرر تجربة حكومة حسان دياب، انما في الوقت ذاته لا خلاصات نهائية وواضحة بعد في ملف الحكومة.

 

مسار تشكيل الحكومة انطلق، والاشراف الفرنسي على تشكيل الحكومة سيدفع بالجميع الى تقديم تنازلات، وهذا سيؤدي الى ولادة الحكومة خلال 15 يوماً كما حدد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارته لبيروت. اضف الى ذلك، الدعم الدولي والاقليمي الى جانب الاتصالات الفرنسية – الايرانية يزيل الشكوك حول عرقلة الحكومة، ويؤكد ان لا عقبات ستؤخر تشكيل الحكومة المرتقبة. وهذا ما دعت اليه كتلة الوفاء للمقاومة لتسهيل امور الرئيس المكلف مصطفى اديب ومبادرات الاصدقاء.

 

اما التطور اللافت ،على الساحة السياسية اللبنانية فهو دخول مصر لحلحة الاوضاع في لبنان وتكثيف الجهود المصرية لمساندة المبادرة الفرنسية من اجل انجاح التسوية في لبنان. ذلك ان مصر لها علاقات وطيدة مع السعودية وقد اقنعت الرياض بان الاستقرار السياسي والاقتصادي والامني في لبنان يصب في مصلحة المملكة العربية السعودية نظرا لتمادي النفوذ التركي في لبنان. وفي هذا السياق، الخصومة السياسية لتركيا تجمع مصر وفرنسا والسعودية، وبالتالي التنسيق بين هذه الدول يترجم على ارض الواقع بوضع حد للتغلغل التركي في السياسة اللبنانية.

 

بموازاة ذلك، اجرى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف اتصالات مع مسؤولين لبنانيين واجتمع مع النائب السابق امل ابو زيد ممثلا رئيس الجمهورية وجورج شعبان مستشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري كما التقى ايضاً حليم ابو فخر الدين مستشار الوزير وليد جنبلاط. وحض بوغدانوف هؤلاء الشخصيات على الدخول في التسوية في لبنان. يشار الى ان الجهد الروسي جاء بعد اتصال الرئيس ماكرون بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.

 

الداخل اللبناني: اربع عقبات امام تشكيل الحكومة

 

تتوقع اوساط واسعة الاطلاع في تحالف 8 آذار ان يشهد الاربعاء المقبل، كأقصى تقدير، اول مسوّدة لتشكيلة رسمية قد يصار الى اعتمادها بعد التوافق حولها، مع تأكيد ان القوى الفاعلة في الاكثرية النيابية ولا سيما حزب الله ستسمي ممثليها. وفي هذا السياق، لا يستبعد ان يمثل شخصيات من المجتمع المدني الذين يندرجون ضمن فلك المبادرة الفرنسية في الحكومة المقبلة.

 

من جهة اخرى، تقول اوساط سياسية ان الرئيس نبيه بري جدد مطالبته بوزارة المالية وهذه هي العقدة الاولى، حيث شدد بري ان هذا الامر ميثاقي لجهة حصول الشيعة على توقيع القرارات والمراسيم معلنا انه متمسك بوزارة المالية. وتأكيدا على ذلك، ان وزارات المال اعطيت للشيعة استنادا الى روح التوازن الطائفي. ومن هنا، تكرست في الحكومات الاخيرة، والمسألة هي مبدئية اكثر من انها مسألة تمسك بوزارة المال. ويذكر ان النائب جبران باسيل بعد انتهاء المشاورات مع الرئيس المكلف عندما طالب بالمداورة، رد النائب ايوب حميد عليه لاحقاً عبر القول ان الميثاقية هامة في الوزارات السيادية والمقصود الحفاظ على التوقيع الثالث في البلد وان يبقى في يد الطائفة الشيعية. اما عن المداورة، فقد اعتبرت اوساط سياسية ان المداورة لا ينص عليها الدستور بل هو طرح سياسي فقط.

 

في المقابل، اعتبرت مصادر مطلعة ان التمسك بوزارة المالية بحجة انه امر ميثاقي، هو هرطقة دستورية، وكانت عرفاً وهي ليست موجودة في الدستور.

 

بموازاة ذلك، قالت مصادر وزارية لـ«الديار» ان الرئيس عون يميل الى طرح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بمبدأ المداورة، فلا تكون بعض الوزارات حكراً على فريق واحد او حزب معين. واشارت الى ان مبدأ المداورة يضفي جواً من الانصاف والعدالة ويعزز الديموقراطية بدلا من تدجين المؤسسات والوزارات للافرقاء ذاتها. وهنا، هل يتحول تمسك بري بوزارة المالية في حين يحبذ عون المداورة الى عقبة اساسية امام تشكيل الحكومة؟

 

العقدة الثانية: خلال اللقاء الذي جرى بين الرئيس عون والرئيس المكلف اديب ، ظهر تباين واضح بين الرئيسين، فالرئيس عون يريد حكومة تكنوسياسية مؤلفة من 24 وزيرا بينما يريد الرئيس المكلف تشكيل حكومة اختصاصيين من 14 وزيرا. من جهة الرئيس عون، يفضل حكومة من 24 وزيراً بهدف اعطاء لكل وزير حقيبة وزارية، ما يؤدي الى انتظام العمل بشكل افضل في حين سيكون ضغط العمل هائلاً على حكومة من 14 وزيراً، خاصة في ظل الازمة الاقتصادية والمالية والامنية والمعيشية التي يشهدها لبنان.

 

واشارت مصادر مقربة من قصر بعبدا الى ان الرئيس عون والرئيس المكلف مصطفى اديب يعملان على تسريع ولادة الحكومة التي حددا اولياتها وهي: تطبيق الاصلاحات وتنفيذ الاجراءات لمكافحة الفساد الى جانب التدقيق المالي في مصرف لبنان. وتابعت هذه المصادر ان التشاور بين الرئيسين جاري ومتواصل من اجل تذليل العقبات والتوصل الى صيغة جامعة للحكومة.

 

العقدة الثالثة: فهي اصرار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عدم رغبته بالمشاركة في الحكومة المقبلة وقد ابلغ الجميع بذلك رغم انه اعلن تأييده للمبادرة الفرنسية ووجه رسائل ايجابية لحزب الله وفي الوقت ذاته غمز من قناة الجهود الاميركية بانه اذا ما التقانا مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر فهذا «ليس بأخر الدنيا».

 

العقدة الرابعة: هي كيفية التوزيع الطائفي في الحكومة ومن هي الجهة التي ستسمي الوزراء الاختصاصيين. فهل يا ترى ستكون الكتل النيابية المسؤولة عن اختيار الوزراء؟ اذا حصل ذلك، فالحكومة مهددة طيلة ولايتها لان الكتل النيابية قادرة على سحب وزرائها ساعة تشاء.

 

ولكن في الوقت ذاته ، تقول المعلومات ان هذه العقد طبيعية وسيتم تجاوزها بالحوار والتلاقي على مصلحة الوطن بما ان الامور تدهورت بشكل مخيف بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 اب الماضي.

 

ملف المرفأ: شهر على زلزال انفجار مرفأ بيروت

 

من جهة ثانية، تؤكد اوساط قضائية متابعة لملف التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت وبعد مرور شهر على الفاجعة تركز على المسؤوليات المتعددة لكل من اهمل متابعة ملف نترات الامونيوم وصولاً الى سوء التخزين والتأخر في اتخاذ قرار اطفاء الحريق ومتابعة ما يجري بجدية.

 

في المقابل ترى اوساط سياسية لـ«الديار» ان الضغط الاعلامي والشعبي والمجتمع المدني يركز على عدم حصر المسؤولية باهمال وظيفي لضباط وامنيين وموظفين مدنيين في المرفأ بل يجب ان يطال كل وزراء الاشغال والنقل ورؤساء الحكومات وكل المسؤولين الذين كانوا يعلمون بالامونيوم ولم يحركوا ساكناً.

 

وتلفت الى ان الاستماع الى الرئيس حسان دياب في السراي كشاهد يفتح الباب امام الاستماع لشهادة كل المسؤولين السياسيين عن المرفأ.

 

«القوات اللبنانية»: نأمل ان يتلقف الرئيس المكلف المبادرة الفرنسية ايجاباً

 

حول مقاربة القوات اللبنانية ببرودة للمبادرة الفرنسي، الباردة، قالت مصادر قواتية ان الدكتور سمير جعجع تعامل بصراحة تامة مع الرئيس الفرنسي موضحا له ان المسالة لا تتعلق بالمبادرة الفرنسية بل بالمنظومة الحاكمة. وقال جعجع للرئيس ماكرون ان لديه شكوك كبيرة بهذه الطبقة الحاكمة على الرغم من التدخل الفرنسي لان هذه المنظومة الممسكة بمفاصل السلطة في لبنان لن تسمح باي تغيير او اصلاح فعلي. و هذا الموقف القواتي ناتج من تجربة مُرّة وطويلة مع هذا الفريق حيث برهنت كل الظروف سواء في الحكومات المتعاقبة او في الحكومة الاخيرة ان هذا الفريق يستمد قوته من خلال فساده ورفضه للاصلاح واعتماده على الزبائنية ورفض التشكيلات القضائية، ورفض قانون آلية التعيينات ومسائل اخرى. وتابعت المصادر ان حكومة حسان دياب هي خير دليل، على ان موقف القوات من السلطة الحاكمة كان صائبا حيث ان الاخيرة هي التي عطلت حكومة دياب من التفاوض فعليا مع صندوق النقد الدولي والتوصل الى نتيجة جدية الى جانب عدم اتخاذ خطوات عملية تضع حداً للانهيار المالي. بناء على ذلك، شددت المصادر ان حزب القوات لا يمكن ان يغير موقفه بين ليلة وضحاها مع كامل التقدير للمبادرة الفرنسية وللجهود التي يبذلها الرئيس الفرنسي لتحسين الوضع اللبناني. وتابعت ان القوات متمسكة بموقفها حتى اثبات العكس وتأمل طبعا ان تتواصل الضغوط على هذا الفريق من اجل ان يكف عن التدخل المباشر من اجل تمكين الحكومة بالقيام بعملها. ومن هذا المنطلق تطرح القوات ولا تزال تطالب باجراء انتخابات نيابية مبكرة من اجل تغيير هذه الاكثرية لان بقائها يعني انعدام الامل بأي تغيير حقيقي وجذري في اصلاح البلد.

 

وحول تعاطي القوات مع الحكومة المرتقبة، اكدت المصادر القواتية ان حزبها سيتعامل على غرار ما فعله مع حكومة حسان دياب حيث اعطت القوات الحكومة الاخيرة الفرصة لاثبات نفسها ولكن حكومة دياب فشلت فشلا ذريعا. وعليه، اشارت المصادر القواتية ان الحزب اليوم سيكون في موقع المراقب للحكومة المرتقبة اولا من ناحية التاليف والمداورة في الوزارات وان لا يكون هنالك اي محاصصة في تسمية الوزراء وان الرئيس المكلف هو من اختار الوزراء ولاحقا ما هو بيانها الوزاري وبرنامجها الانقاذي.

 

زيارة شينكر استطلاعية واستعراضية!

 

تؤكد اوساط ديبلوماسية في بيروت لـ«الديار» ان زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد شينكر كانت استعراضية واستطلاعية ولم يرد منها سوى تأكيد الحضور الاميركي في لبنان والتنسيق مع الفرنسيين في المبادرة الحكومية. وتعمد شينكر عدم لقاء اي من السياسيين اللبنانيين لمنع التشويش على المبادرة الفرنسية ولعدم امتلاك قرار اميركي حاسم في ملف الحدود البحرية او التصعيد مع «حزب الله» والعقوبات وكل ما يتردد ليس الا فقاعات اعلامية!

 

وفهم وفق الاوساط من شينكر، ان كل الامور مرهونة بتأليف حكومة اديب وكيفية تعاطيها مع الملفات من الحدود الى الملف الاقتصادي والمالي ولم يكن حاسماً او مركزاً على اي ملف وان لقاءه قوى من حراك في 17 تشرين الاول والنواب المستقلين ليس الا من باب تأكيد «شد العصب» الدعم الاميركي النظري للثورة.

 

ويتردد ان شينكر التقى الرئيس المكلف مصطفى اديب خارج الاضواء ولكن لم يتسنى لـ«الديار» تأكيد او نفي الخبر من اوساط الرئيس المكلف او حتى من الاميركيين في بيروت.

 

وفي زيارة شينكر لبيروت ولقائه بعض الثوار ، قالت مصادر سياسية ان ذلك كان متوقعا اما ذهاب النواب المستقيلين مؤخرا من البرلمان للقاء شينكر اثار الدهشة عند الرأي العام من ناحية ان اكثرية النواب المستقيلين ادعوا ان قرارهم حر في حين ذهبوا لشينكر ليعلموا منه ما عليهم فعله.

 

 

***********************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

وقفة ودقيقة صمت على أرواح شهداء المرفأ

 

تخليدا لذكرى ضحايا انفجار المرفأ، ولمناسبة مرور شهر على الكارثة ، دشن قائد الجيش العماد جوزاف عون نصب «وفاء لبيروت» في المرفأ بحضور عدد من عائلات الضحايا والمصابين.

 

وفي هذا الاطار ايضا أقام عدد من رجال الدين المسلمين والمسيحيين «تجمع صلاة ودعاء»، قرب إهراءات القمح المدمرة في مرفأ بيروت، عن ارواح ضحايا الانفجار وتضامنا مع الجرحى والمنكوبين الذين فقدوا منازلهم، وذلك لمناسبة مرور شهر على الحادثة، في حضور حشد من المواطنين الذين شاركوا في الصلاة والدعاء رافعين الاعلام اللبنانية وصور عدد من الضحايا.

 

وركزت الكلمات على اهمية «الدماء التي سقطت والتي تمثل اناسا ابرياء، وان بيروت الجريحة بحاجة الى تضافر جهود ابنائها لرفع آثار النكبة عنها». واملت ان «تزول كل المحن عن لبنان وشعبه»، ودعت الى «وحدة الشعب اللبناني وان يلهم الله مسؤوليه ما فيه مصلحة الوطن وناسه».

 

تزامنا قرعت أجراس الكنائس ورفع الاذان عند السادسة وسبع دقائق وقدم الجيش التحية للذين سقطوا في ذكرى مرور شهر على انفجار مرفأ بيروت.

 

كما وقف المواطنون في بيروت ومختلف المناطق دقيقة صمت، تضامنا مع الجرحى والمنكوبين الذين فقدوا احباءهم ومنازلهم.