مقدمات نشرات الأخبار المسائية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 29/8/2020

 

 

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

أقل من ثمان وأربعين ساعة تفصلنا عن الاستشارات النيابية الاثنين في قصر بعبدا، توصلا إلى تسمية الشخص الذي سيكلف تأليف الحكومة الجديدة.

معظم الأفرقاء السياسيين يلعبون عند شرفة الرئيس الفرنسي الآتي لبيروت مساء الاثنين، في زيارته الثانية خلال ثلاثة أسابيع. لكنهم أيضا يلعبون على شفير مظلل بضبابية المواقف وغموضها، بالنسبة إلى الشخص الذي يمكن أن يسمى في الاستشارات الملزمة.

وإذ بدأ العد العكسي الزمني، فإن الساعات المقبلة ستشهد اتصالات كثيفة، علما أن “بيت الوسط” يبقى محورا للاتصالات المتتابعة، في وقت لم يعلن رؤساء الحكومات السابقين في اجتماعهم الجمعة عن اسم مرشحهم لرئاسة الحكومة، وأوساط الرئيس الحريري كررت أن كتلة “المستقبل” ستعطي التسمية في الاستشارات، وأن كل الأسماء التي يحكى عنها تكهنات.

ومن هنا تبرز أهمية الاشارة إلى أن دوائر قصر بعبدا وضعت كتلة “المستقبل” النيابية، كأول موعد على مستوى الكتل في قائمة مواعيد استشارات الاثنين، وبالتالي فإن الاسم الذي ستسميه كتلة “المستقبل” كخيار، ستسميه أو تعتمده بعدها مجمل الكتل النيابية، إذا اعتبرنا أن هناك ضمن السياق تأييدا فرنسيا مبدئيا لاسم سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وتأييد “حزب الله” وحركة “أمل” للحريري حتى الآن.

لكن الضبابية القائمة واحتمالات طرح كتلة “المستقبل” اسما آخر، ومسار الاتصالات حتى فجر الاثنين المقبل، تجعل عناصر الترقب عالية وشديدة، إلى حين انسياب الاستشارات النيابية من التاسعة صباح الاثنين إلى الثانية بعيد الظهر.

في أي حال، استشارات الاثنين طابعها برلماني لبناني دستوري، إنما أيضا ذات نكهة فرنسية ماكرونية، فهي ستجري قبيل ساعات قليلة من وصول الرئيس الفرنسي إلى لبنان للمشاركة في إحياء مئوية لبنان الكبير.

وغداة زيارة ماكرون، يحط في لبنان مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر في الثاني من أيلول، وسيحض على تأليف حكومة تلبي مطالب اللبنانيين وتنفذ الاصلاحات، ويلتقي ممثلين عن الحراك والانتفاضة، ويحث القادة اللبنانيين على تنفيذ إصلاحات تستجيب لرغبة اللبنانيين في الشفافية والمساءلة وحكومة خالية من الفساد، بحسب بيان السفارة الأميركية.

إذن، عشية الاستشارات النيابية الملزمة، تتكثف الاتصالات للاتفاق على اسم الرئيس المكلف، في ظل تأكيد أن لا تأجيل لموعد الاستشارات الاثنين.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”

تزدحم مفكرة الأسبوع الطالع بالمحطات المهمة التي من شأنها توضيح مسارات واتجاهات المشهد السياسي اللبناني، ولاسيما في ما يتعلق بالملف الحكومي.

طلائع تلك المحطات، مع الاستشارات النيابية الملزمة التي تجري الاثنين في قصر بعبدا. وما إن تنجز هذه الاستشارات، حتى يطل رئيس مجلس النواب ورئيس حركة “أمل” نبيه بري، في كلمة متلفزة يوجهها إلى اللبنانيين لمناسبة ذكرى جريمة إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه.

وفي مساء اليوم نفسه، يحط الرئيس إيمانويل ماكرون في لبنان، حيث يقوم الثلاثاء بنشاط مكثف. وما يكاد الرئيس الفرنسي يودع اللبنانيين، حتى يغط في بيروت مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شنكر.

وفي الوقت الذي يحل به كل من الأميركي والفرنسي ضيفا على لبنان، تكون الاستشارات النيابية قد انقشعت غيمتها، فيتبين خيطها الأبيض من خيطها الأسود، بما يؤسس لحسم الاسم الذي سيكلف بتشكيل الحكومة. وهنا تظل الأنظار منصبة على “بيت الوسط” لسبر أغوار التوجه النهائي للرئيس سعد الحريري.

من جهة أخرى، يتوجه رئيس الجمهورية ميشال عون يوم غد بكلمة إلى اللبنانيين، لمناسبة مئوية لبنان الكبير، على أن يليها حوار تلفزيوني.

بعيدا من كل ذلك، تجاوز لبنان قطوع تجديد ولاية قوات اليونفيل، خلال جلسة افتراضية لمجلس الأمن الدولي، الذي خفض عديد هذه القوات بشكل طفيف لا يؤخر ولا يقدم.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

من جيش الدمى إلى جيش الروبوت، استحالت القوة العسكرية المتبجحة عند الحدود. هو الجيش الذي كان لا يقهر، وبات لا ينظر إليه حتى من مستوطنيه إلا خائفا يترقب. يتستر بروبوتات ليقدمها أهدافا للمقاومة، مطورا محاولات التمويه بالدمى المزروعة في آلياته العسكرية قبل عام، مع يقينه أن القصاص آت.

هو ليس فخر الصناعة الاسرائيلية ما عرضه عند الحدود، بل فخر الإنجاز اللبناني الذي صنعته المقاومة في أذهان هؤلاء. هي حقائق بقوتها أبلغ من أي رد، مع التأكيد أن الرد آت لا محال.

حال ستحفر بلا أدنى شك في الهيبة الصهيونية، وستزيد اللبنانيين عزة وعزيمة. أما بعض الروبوتات اللبنانية فقد ترى نفسها غير معنية، بل قد يرى بعضها أنه مضطر للدفاع عن الاسرائيليين مع إعلان مشغلهم، أي أحد الروبوتات الأميركية في المنطقة- الامارات- عن الغاء قانون مقاطعة تل أبيب.

عند الحدود الشرقية، إصابة أربعة جنود من الجيش اللبناني في بلدة ينطا- قضاء راشيا بقنبلة مهربين للذخيرة، فلمن كانت تهرب صناديق الرصاص تلك؟، وإلى أين؟.

في الأمم المتحدة ألغيت كل العنتريات وأوراق الضغط والتلويح بالفيتويات الأميركية، وتم التمديد لقوات اليونيفل العاملة في الجنوب اللبناني، من دون أن يتمكنوا من التعديل في المهام، فاستعاضوا بالتهويل، وإيهام بتقليص في العديد من خمسة عشر ألف جندي إلى ثلاثة عشر ألفا، علما أن الموجود منهم في لبنان لم يكن يتعدى الأحد عشر ألفا على الدوام.

في القلوب السياسية غير المؤتلفة لا جديد حكوميا إلى الآن، سوى أن الاستشارات النيابية في موعدها، رغم عدم رسو سفن التسمية على بر بعد.

استشارات مسبوقة غدا بمحطتين: كلمة للأمين العام ل”حزب الله” سماحة السيد حسن نصرالله عند الحادية عشرة صباحا، بمناسبة عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام، وكلمة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند الثامنة والنصف مساء، بمناسبة مئوية لبنان الكبير.

أما كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري، فإلى ما بعد الاستشارات، حيث سيخاطب اللبنانيين عند الثالثة من بعد ظهر الاثنين، بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”

قبل يومين من موعد الاستشارات النيابية الملزمة، التي يفترض أن ينتج عنها اسم يكلف تشكيل الحكومة الجديدة، بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، الشريك في توقيع مرسوم التأليف، والكتل النيابية التي يفترض أن تمنح الحكومة الثقة، التمنيات والتخيلات والإشاعات تتقدم على الوقائع والحقائق والمعلومات.

سياسي يرمي اسما من هنا، وصحيفة تتداول اسما من هناك، ومواقع الكترونية تتبنى اسما من هنالك، فيما مواقع التواصل وأصحاب حساباتها يتناقلون ويروجون ويسوقون “عالعمياني”.

في كل الأحوال، الأهم من شخص رئيس الحكومة وحتى من أعضائها، أن يكون اللبنانيون على موعد مع حكومة فاعلة ومنتجة وقادرة على القيام بالمطلوب المعروف، ليس فقط لإخراج البلاد من أزمتها الراهنة، بل لتحقيق الإصلاحات الجذرية التي طالما نادى بها رئيس الجمهورية وناضل في سبيلها، من قصر بعبدا وقبله من الرابية، وقبل الاثنين خلال سنوات المنفى الطويلة والقتال الأطول من أجل لبنان.

ونشير في هذا الاطار، إلى أن الرئيس العماد ميشال عون يوجه في تمام الثامنة والنصف من مساء غد الأحد، رسالة إلى اللبنانيين لمناسبة مئوية لبنان الكبير، تليها مقابلة يجريها معه الإعلامي ريكاردو كرم من وحي المناسبة، على أن يتطرق خلالها أيضا إلى ملفات الساعة.

وفي غضون ذلك تتوالى التحضيرات لاستقبال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في زيارته الثانية للبنان خلال أقل من شهر، وسط تعويل داخلي على الدفع الدولي في سبيل مساعدة لبنان على تجاوز مرحلة قد تكون من الأكثر صعوبة في تاريخ لبنان الكبير.

وفي هذا الاطار، قررت الهيئة السياسية ل”التيار الوطني الحر” اعتماد مبادرة وطنية إصلاحية، اقتصادية وسياسية، شاملة ومتكاملة لتكون على مستوى ذكرى مئوية لبنان الكبير، على أن تتقدم بها ‏إلى رئيس الجمهورية وضيف لبنان الرئيس الفرنسي وتعلنها لكل اللبنانيين.

وفيما أعلن حزب “القوات”، على لسان أكثر من نائب، عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، يتأرجح الموقف “الاشتراكي”. أما بالنسبة إلى ثنائي “حزب الله”- حركة “أمل”، فالأنظار شاخصة إلى كلمتي السيد حسن نصرالله اليوم وغدا في ذكرى عاشوراء، وإلى موقف الرئيس نبيه بري الاثنين في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه.

أما تيار “المستقبل” وتجمع رؤساء الحكومات السابقين، فيكشفان موقفيهما من التسمية فجر الاثنين، على ما أعلن اليوم رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة.

******************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

لبنان وفرنسا أمام الفرصة الأخيرة لإحداث خرق في الجدار المسدود. الساعات الثماني والأربعون المقبلة حاسمة ودقيقة، والإثنين يوم الإستحقاق الكبير، فإذا بدأ اليوم بتسمية شخصية من قبل المكون السياسي السني الأبرز، أي تيار “المستقبل”، وإذا لاقى الإسم قبولا عند قوى السلطة وسمته أيضا، فيكون الضغط الدولي، وتحديدا الفرنسي، نجح في تحقيق خطوة إلى الأمام. أما إذا فشلت العملية برمتها وانتهت الستشارات من دون تكليف شخصية يرضى عنها الرئيس الحريري ورؤساء الوزراء السابقون، فإن البلد يتجه إلى مأزق.

من هنا تستمر الاتصالات على خط “بيت الوسط”، لإقناع الرئيس الحريري بتزكية اسم في استشارات الإثنين. والحركة الأساسية يقوم بها المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل. وعلم في هذا الإطار أن الحريري، ورغم الضغط الذي يمارسه بري، كان يفضل عدم تسمية أحد، ويتلاقى في موقفه هذا مع موقفي “الحزب التقدمي الإشتراكي” و”القوات اللبنانية”. لكن ما قاله الرئيس السنيورة قبل قليل، في حديث صحافي، يوحي أنه سيكون هناك اسم، وأن القوى السنية الأساسية ستعلنه فجر الإثنين. فمن يكون الرئيس المكلف العتيد؟.

حسب المعلومات، الخيار سيكون شماليا هذه المرة، ويتأرجح بين ثلاثة أسماء هي: ريا الحسن، رشيد درباس، أو سمير الجسر. علما أن آخر المعلومات تشير إلى أن حظوظ الحسن تتقدم على حظوظ درباس والجسر، حتى الآن على الأقل.

على أي حال، قوى السلطة تبدو مربكة. فهي أمام ثلاثة خيارات أحلاها مر. الخيار الأول أن تسلم بعدم التدخل في تشكيل الحكومة وأن ترضى بتشكيل حكومة من المستقلين. وهو أمر شددت عليه الرئاسة الفرنسية بإعلانها أن الوقت حان لتنحي الأحزاب السياسية اللبنانية، ولو موقتا، وضمان تشكيل حكومة تعمل على التغيير. الخيار الثاني أن يستمر تصريف الأعمال حتى إشعار آخر. أما الخيار الثالث فأن تقرر قوى السلطة مرة أخرى استعادة تجربة حكومية شبيهة بحكومة حسان دياب، وهو أمر مستبعد لأن الظروف مختلفة.

هذا في الشق المحلي. أما في الشق الخارجي، فإن معظم المعلومات تتقاطع على ترجيح أن لا حكومة قبل اتضاح هوية الرئيس الأميركي المقبل، أي في مطلع تشرين الثاني المقبل. فإيران لن تفرط بورقة لبنان في الوقت الأميركي الضائع، وتريد استخدامها عندما تجلس إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، وهو أمر لن يحصل إلا بعد الانتخابات الرئاسية اأميركية. وهذا يعني أن الضغط سيتواصل على لبنان، ما يعني تفاقم الأزمات المالية والاقتصادية.

فماذا سيحصل الاثنين؟، هل سيكون هناك رئيس حكومة مكلف يشارك في استقبال ماكرون الثلثاء، فيستعيد البلد أنفاسه ولو بالحد الأدنى، أم أننا سنكون أمام خيبة أمل أخرى، وأمام مرحلة جديدة مليئة بالمطبات والعثرات؟. الجواب لم يعد بعيدا، فلننتظر.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

من اليوم وحتى الاثنين المقبل، في حلول الساعة العاشرة والثلث صباحا تقريبا، تتضح صورة تكليف رئيس الحكومة الجديد، بموجب الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية ميشال عون.

موعد العاشرة والثلث مع كتلة “المستقبل” مفصلي، لأن قبله، يكون العماد عون استمع إلى تسمية الرؤساء ميقاتي الحريري وسلام لرئيس الحكومة العتيد، وبعده يكون رئيس الجمهورية علم الاسم أو تيقن بأن القوى السنية الفاعلة لن تسمي أي رئيس حكومة مقبل.

حتى الآن، لا وضوح في الرؤيا، والسيناريوهات تضيق، علما أن الله قد يخلق في الساعات المقبلة من اليوم حتى الاثنين، ما قبل التاسعة صباحا، موعد انطلاق الاستشارات الملزمة، ما لا تعلمون، لا سيما وأن الرئيس السنيورة أعلن أن تسمية الكتل السنية الوازنة ستعلن الاثنين فجرا.

أكثر المتفائلين يتحدث عن تسمية الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة، أو على الأقل تسميته والكتل السنية الوازنة، شخصية تتسلم هذه المهمة وتكون شريكة فعلية في الحل غير مستفزة لا سيما للثنائي الشيعي.

هؤلاء المتفائلون يستندون في كلامهم الى واقعتين: الأولى وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بعد ساعات على انتهاء الاستشارات، إلى بيروت. مع كل ما يشكل ذلك من ضغط على السياسيين الذين تركهم ماكرون منذ شهر وأمامهم مهمة مطلوب تنفيذها. أما الواقعة الثانية، فهي الزامية التسمية لأن “اللعب انتهى ولأن كل خطأ سيدفع ثمنه مرتكبه” من اليوم وصاعدا، يقول هؤلاء.

مقابل المتفائلين الذين يعتبرون أنه وبحلول الاثنين بعد الظهر، سيكون للبنان رئيس حكومة مكلف يتولى رئاسة حكومة ممكن تسميتها انتقالية أو حكومة مهمة، هناك متشائمون. هؤلاء يتخوفون من أن تخلص الاستشارات إلى تسمية بأصوات هزيلة لأي اسم يحصد العدد الأكبر من الأصوات، ما قد يدفع رئيس الجمهورية إلى الدعوة لجولة ثانية من الاستشارات.

أو أسوأ، يقول المتشائمون، أن تخلص الاستشارات إلى عدم تسمية رئيس عتيد للحكومة، فيفتح حينها باب العرقلة على مصراعيه، ومعه باب التفاوض على عقد جديد يؤدي الى مؤتمر تأسيسي، يريده البعض ويتخوف منه البعض الآخر.

في كل الأحوال، صاحب الدعوة إلى العقد الجديد الرئيس الفرنسي، وقبل ساعات من عودته إلى لبنان، تحدث اليوم عن الشرق الأوسط وإعادة تنظيمه، وفق نماذج سيادية تعتمد التعددية أو إعلان فشل الغرب نتيجة بروز نماذج سيطرة عرقية أو طائفية أو عشائرية في المنطقة، وأعطى نموذج لبنان التعددي أمثولة.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

“رجع أيلول” وإيمانويل ماكرون يعود على متنه مباشرة إلى مقر إقامة لبنان الحلم، إلى وطن عاش في أغنية وأقام في صوت، وهو إذ قال في الشارع ما أراد قوله، فإنه هذه المرة أطلق مواقف استباقية حدد فيها خريطة طريق العودة.

ومن جمهورية انطلياس العظمى، يدخل ماكرون لبنان الكبير بمئوية بلغت سن اليأس ولفظت أنفاسها الأخيرة على رصيف المرفأ. رئاسة الجمهورية ستحيي ذكراها بكلمة توجهها إلى اللبنانيين، ومحركات التكليف توقفت في انتظار ما ستحمله كلمة الأحد من مواقف.

ما رشح من لقاء “بيت الوسط” الرباعي، أن لا اسم حتى اللحظة، لكن الاسم سيكون جاهزا ليل الأحد، وسيبقى في غلاف سري لغاية في نفس رؤساء الحكومات إلى أن يفرج عنه صباح الاثنين. وفجر جرود الرؤساء أعلنه الرئيس فؤاد السنيورة ل”المدن”، وقال إن الاسم سيتمتع بالثقة المطلوبة محليا وخارجيا.

واحتجاز اسم رئيس الحكومة المقبل في الصندوق، لا يختلف عن حجز الاستشارات من قبل رئيس الجمهورية. تارة يريد نادي الرؤساء الدفاع عن الطائف بأن الاستشارات وحدها تحدد الاسم وليس التشاور السياسي المسبق. وتارة أخرى يعطون أنفسهم الحق في التسمية بمعزل عن الاستشارات النيابية، والكل يلغي أدوار الكل.

وبعد اثنين التشاور الملزم، وظهور المارد الذي سيتولى المهمة الصعبة، تعود جريمة المرفأ ومستجداتها القضائية إلى صلب المتابعة. وفي آخر مستجداتها: ما صنع الحداد، وستتناول التحقيقات الحدادين الثلاثة ومدى ارتباط أحدهم بالأصولية، والضباط الستة المؤتمنين على أمن المرفأ، ومعهم استدعاء وزير الأشغال السابق غازي زعيتر للاستماع إليه في القضية. وكي لا يقع ظلم ذوي القربى، فإن المدعي العام التمييزي غسان عويدات سينأى بنفسه عن التحقيق مع الصهر، على أن يتولى القاضي غسان الخوري المهمة المستحيلة.

تعددت مفاتيح الكارثة والعنبر واحد، وكان الانفجار بوابة دخول الكبار على خط الأزمة اللبنانية. قضاء على المرفأ، ورئيس حكومة غير مكشوف الملامح، وحرب اسماء ترمى في السوق الحكومية السوداء، ومعظمها للحرق قبل الاثنين. وفي ربع الساعة الأخير، حدد رئيس الجمهورية موعد الاستشارات النيابية، كي لا يستقبل الضيف الفرنسي بسلة فاضية.

وحالما يودع لبنان الرئيس الفرنسي، يستقبل ديفيد شنكر نائب وزير الخارجية الأميركي الذي أعلن أنه سيحض المسؤولين اللبنانيين على تنفيذ إصلاحات تستجيب لرغبة الشعب في الشفافية والمساءلة، وفي حكومة خالية من الفساد.

ولغة التوبيخ والحض مرفقة بالإنذار الاخير، كانت أيضا تسبق وصول ماكرون الذي دق ناقوس الخطر وحذر من حرب أهلية، وقال إذا تخلينا عن لبنان في المنطقة، وإذا تركناه بطريقة ما في أيدي قوى إقليمية فاسدة، فستندلع حرب أهلية وسيؤدي ذلك إلى تقويض الهوية اللبنانية.

كلام ماكرون تقاطع وموقفا لوزير خارجيته قال فيه إن الخطر اليوم هو اختفاء لبنان. أما مندوب الأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، فقد حذا حذو فرنسا وقال إن آخر ما يحتاج إليه لبنان هو فتنة طائفية. ليتلاقى وموقف الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الداعي إلى بناء دولة لا تكون مستغلة من أحد.

الغرب يتحدث باسم الشعب، والمسؤولون حائرون بين الحريري ومن يسميه الحريري، والنتيجة واحدة فالحريري أو ظله هو أسوأ الحلول في دولة محكومة من فاسدين بشهادة مصدقة عالميا.

 

=====================