مقدمات نشرات الأخبار المسائية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 23/8/2020

 

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

سواد لف بلدة كفتون، بوداع مشوب بالحزن والغضب للضحايا الثلاثة، مع إلقاء القبض على أحد المشتبه بهم في مخيم البداوي، تزامنا مع أحداث أمنية متفرقة أودت بحياة أبرياء في الساعات الماضية جعلت الأمن أولوية.

ولبنان لم يندمل جرحه بعد بضحايا نكبة المرفأ، والتي لم تظهر التحقيقات حتى الآن خيوطا تحد من سيل الأسئلة عن السفينة وحمولتها، والجهة أو الجهات التي أدخلتها، والتي استفادت من موادها التي لم تنفجر، كما عن الجهة التي فجرت ما تبقى منها، وإن كان من جهة عملت على استخدامها كفتيل لزلزال هز كل بيت لبناني بوجع الخسارة والفقدان، وهز الاقتصاد اللبناني المنهار أصلا بما يصعب تعويضه، وجعل ما يفوق السبعين بالمئة من اللبنانيين يقارب خط الفقر.

الوقت داهم في نظر المواطنين الذين يترقبون شفافية في التحقيقات، تكون بحجم المآسي التي خلفها الانفجار وبتداعياته المزلزلة، وهو وقت داهم في الروزنامة الحكومية أيضا، مع اقتراب عودة الرئيس الفرنسي مطلع أيلول لمواكبة ولادة الحكومة، وإيجاد صيغ داخلية تتيح تعزيز الاستقرار واطلاق الاصلاحات. وأوحى قول الرئيس بري أن يدا واحدة تصفق وليس فقط لا تصفق، بأن عثرات تحول دون تسريع المشاورات الممهدة للاستشارات الملزمة.

وغدا ينطلق مسار الانتخابات الفرعية لثمانية مقاعد، برفع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مرسوما إلى رئيسي الجمهورية والحكومة، يحتاج أيضا لتوقيع وزير المالية، ليتم تحديد موعد اجرائها المرجح أواخر أيلول، قبل الثالث عشر من تشرين الأول، أي خلال مهلة الشهرين القانونية التي تصبح نافذة من تاريخ قبولها وصدورها في الجريدة الرسمية، متضمنة قبول استقالة النواب الموزعين على ستة أقضية.

ويشهد لبنان مزيدا من الزيارات التضامنية، بوصول وزير الدفاع الايطالي لورينسو غوريني، للاطلاع على الأوضاع وتنسيق عمليات الإغاثة. كما يصل يوم الأربعاء وزير خارجية كندا Francois-Philippe Champagne.

وفي خطوة ترسم مسارا دوليا جديدا لتكريس منحى التطبيع مع العدو الإسرائيلي، يزور وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو غدا فلسطين المحتلة، على أن ينتقل الثلاثاء إلى الامارات العربية المتحدة.

وسط كل ذلك، البلاد تعيش رهاب تفشي وباء كورونا، مع تفاقم عداد المصابين، وتفاوت الفئات العمرية للوفيات، ما يستوجب المزيد من الحذر، فما هي خطة وزارة الصحة للتعاطي مع تململ قطاعات انتاجية من الإقفال التام؟.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”

رغم جدية المساعي على الخط الحكومي، فإن المشاورات ظلت تراوح مكانها بحيث لم يسجل أي اختراق من شأنه الدفع بهذا الملف.

في هذا الشأن، نقل موقع “الإنتشار” عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله: بذلت كل ما في وسعي بما يخص تشكيل الحكومة، لكن تبين أن يدا واحدة تصفق ولا تصفق. وأضاف: أنا أنتظر الآن ما سيفعله غيري بهذا الشأن.

وكانت مصادر متابعة للاتصالات، قد أشارت إلى وجود توجه لدى عين التينة لإطفاء المحركات على المستوى الحكومي، في حال بقي الجمود مستحكما ولم يحصل أي تقدم في ظل ظروف ضاغطة ووقت داهم واستحقاقات لا تنتظر.

استحقاقات كورونا تستمر هي الأخرى ضاغطة على اللبنانيين، وسط سباق محموم بين الارتفاع الصاروخي لعدد الإصابات وإجراءات التعبئة العامة في هذه المرحلة. فهل يربح لبنان هذه الجولة، أم يرفع الراية البيضاء أمام الفيروس المتوحش، في ظل حالات تفلت وعدم التزام ظهر أحد مشاهدها الفاقعة اليوم في سوق صبرا- الرحاب؟.

فيروس الانفلات الأمني سجل في الساعات القليلة الماضية، حوادث متنقلة أخطرها الجريمة التي شهدتها بلدة كفتون التي شيعت شهداءها الثلاثة اليوم. وفي جديد هذه الجريمة، تسلم قوى الأمن مشتبها به من القوة المشتركة الفلسطينية في مخيم البداوي، وسط استمرار التساؤلات حول المنفذين والمرامي والأهداف.

على مستوى آخر من الجانب الأمني، تصدت المقاومة للخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، وأسقطت طائرة معادية مسيرة بالقرب من بلدة عيتا الشعب.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

لم يبق في اللغة ما يكفي لوصف حجم اللامسؤولية في مواجهة كورونا، وإفراغ قرار الإقفال العام وتحويله إلى ما يشبه المزحة.

في المشهد، بلديات تركت وحيدة للتصدي، فيما الجهات الأخرى المعنية بفرض الإقفال تبدو كأنها تغض الطرف عن شوارع ومواطنين مخالفين وأكثر من ذلك. فكيف سيصدق المواطنون الخائفون على صحتهم أن احدا من هؤلاء لم ير أسواقا مفتوحة على مصراعيها، وفيها آلاف المتسوقين، بل أمواج بشرية من دون وقاية ولا تباعد، كما كانت الحال اليوم في سوق صبرا الشعبي.

ما الذي يحصل هنا؟ أهو فرض للاستسلام أمام العجز، أم تهامل وتهاون وتقصد لفتح الساحة الصحية والطبية على المجهول بأسلوب غير مقدر للعواقب؟.

حتما، لبنان غير قادر على تحمل تكاليف ما يجري. ونسأل: ألا يكفي تسجيل أكثر من ستمئة إصابة يوميا ليعي البعض حجم الخطر؟، وهل من الضروري أن نسجل ألفا أو ألفين وأكثر من عشرين وفاة في اليوم، ليعترف المتعالون على الطب والصحة والكيمياء والفيزياء بأن كورونا فيروس حقيقي قاتل عابر للأرض، وقد لا تنفع معه جرعة واحدة من اللقاح مستقبلا، إن توافرت لقاحات فعالة؟.

على اللبنانيين المتخلين عن مسؤولياتهم، بل المتجرئين على ارتكاب الأذى، أن يعوا أنهم ليسوا أبطالا خارقين أمام جسيم قاتل لا يرى إلا بأدق المجاهر، ولا أن بلدهم حالة استثنائية في تحمل تداعيات كورونا، بل هو أكثرها عرضة للضرر نظرا لأزماته المتراكمة.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”

مجرمون كثر وقع لبنان تحت رحمتهم في الحرب، وتوزعوا على جميع المناطق والطوائف والمذاهب. جميعهم رفعوا شعارات جميلة، لكن جميعهم قتلوا ونهبوا وكانت لهم ولاءات خارجية متعددة، وفي المحصلة جميعهم صاروا يوضاس، الذي سلم لبنان.

غير أن المفارقة، أن يوضاس الذي سلم السيد المسيح قبل ألفي عام تقريبا، أدرك هول الجريمة، فشنق نفسه. أما يوضاس الذي سلم لبنان قبل ثلاثين عاما، تناسل سياسيا، وأصبح عابرا للانقسامات التقليدية في لبنان، فتكاثر في معظم مؤسسات الدولة وإداراتها وأجهزتها، مزينا نموه فيها، كما في زمن الحرب، بأجمل العناوين، حتى تحول إلى منظومة إجرامية تضرب جذورها عميقا في الفساد، وتترامى أطراف غصونها بعيدا في الاقتصاد والمال وحتى الإعلام.

إما أن تسير بما هو مفروض، أو أن تنفى ويزج بأنصارك في السجون، حيث يعانون أشد أشكال الاضطهاد. تلك كانت المعادلة التي حكمت لبنان بين عامي 1990 و2005. أما اليوم، وبعد إنجاز التحرير واستعادة الميثاق والمناصفة والشراكة من بين أنياب أيتام الوصاية، وأرباب الاستئثار والإلغاء، يبدو أن ثمة من يسعى في الليل والنهار، وفوق الطاولة وتحتها، إلى تكريس معادلة من نوع آخر: فعام 2020، إما أن تصبح جزءا من المنظومة المجرمة، أو أن تفترسك المنظومة، فتغتالك سياسيا بتمهل، أو بضرية تشاؤها قاضية، وتمنن النفس بمستقبل قريب تسترجع فيه ما استعيد منها بقوة الحق، وقدرة الشعب.

هذا هو بالذات ما يرتكب يوميا، في السياسة والإعلام وعلى مواقع التواصل، سواء من أغبياء أو من عملاء.

غير أن أولئك الذين لم يتعلموا من التجارب، والذين يسعون إلى تكرارها، غير آبهين بالعواقب، فاتهم أن الزمن تحول، وأن المعطيات مختلفة، وأن ما كان ممكنا بالأمس، صار من سابع المستحيلات اليوم.

فالأرض يمكن احتلالها لكن إلى حين، والأحزاب يمكن ضربها لكن لوقت، والأشخاص يمكن تشويه صورتهم وسمعتهم لكن لفترة. أما الشعب الحي، فإلحاق الهزيمة به، مجرد وهم. والدليل، الثالث عشر من تشرين الأول 1990 وحرب تموز 2006.

ففي مواجهة الحديد والنار، النصر هو دائما للشعب، سواء بعد خمسة عشر عاما، أو خلال ثلاثة وثلاثين يوما. ومن هزم الحديد والنار، لن تتغلب عليه تركيبات إعلامية، وتلفيقات عبر مواقع التواصل، برعاية مافيات موروثة من زمن الحرب المشؤومة، إلى أيام المنظومة الملعونة.

******************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

“التيار الوطني الحر” يعلن مقاطعة الـMTV إلى أن تعود إلى القواعد الأخلاقية والوطنية، والمهنية والمناقبية الإعلامية، بعدما تخطت الخطوط الحمر أخلاقيا وقيميا وباتت أداة للهجوم على رئيس الجمهورية و”التيار”، إلى آخر المضبطة التي تتغرغر بها الأحزاب الشمولية والدكتاتوريات عندما يقترب أوان سقوطها.

أقبح ما في هذا الكلام أن “التيار” يتكلم عن الضوابط الأخلاقية التي فقدها ويتكلم عن الخطوط الحمر، وقد امتهن مؤسسه وولي عهده رسم الخطوط الحمر ومحوها بحسب أهوائهما وتبعا لمصالحهما، حتى أوصلا “التيار” إلى أسفل الدركات، وحولا لبنان إلى دولة فاشلة، من كثرة ما فرطا بمصالحه السياسية والسيادية والديبلوماسية والمالية والاقتصادية.

لقد كان الجنرال مع السيادة ومع إخراج سوريا من لبنان، وكانت ال”أم تي في” الرافعة والمنبر. تراجع الجنرال عن هذا المبدأ، وظلت ال”أم تي في” رافعة الخط السيادي والمنبر. كان الجنرال مع الجيش في مواجهة سلاح ميليشيا “حزب الله” المؤتمر بأوامر الملالي، وكانت ال”أم تي في” مع هذا التوجه السيادي والرافعة والمنبر، تراجع الجنرال عن هذا المبدأ وتحالف مع السلاح غير الشرعي، وظلت ال”أم تي في” رافعة الخط السيادي والمنبر. لقد نادى “التيار” ومؤسسه بالإصلاح والتغيير، والقضاء النزيه ومحاربة الفساد والإقتصاص من سارقي المال العام، وكانت ال”أم تي في” الرافعة والمنبر، تراجع الرئيس و”التيار” عن هذه المبادىء وتحالفا مع الفاسدين وعطلا القضاء، وظلت ال”أم تي في” رافعة الإصلاح والمنبر.

كان الرئيس أبا لمناضلي “التيار” الشرفاء أثناء غيابه في فرنسا، وكانت ال”أم تي في” الرافعة والحاضنة والمنبر، تخلى الرئيس عن أبوته لهؤلاء الشرفاء لدى عودته فأقصى المناضلين الحقيقيين واستبدلهم بالمتزلفين والطارئين الذين خدموا في بلاط سوريا، وظلت ال”أم تي في” وستظل رافعتهم والمنبر. إدعى الرئيس وتياره أنهما بإسم الشعب جاءا إلى السلطة وأطلقا اسم “قصر الشعب” على القصر الجمهوري، وأعطت ال”أم تي في” كل الفرص لهذه التجربة وكانت الرافعة والمنبر، تخلى الرئيس و”التيار”، كما فعل ويفعل معظم المسترئسين الموارنة، عن الشعب وطوقا “قصر الشعب” بالجنود والأسلاك الشائكة، وظلت ال”أم تي في” صوت الناس والرافعة والمنبر، وهي متمسكة برسالتها هذه إلى أن ينتصر الشعب ويستعيد ازدهاره وبحبوحته وتتحقق السيادة.

ولا ننسى في هذه العجالة، فقط لأن “التيار” تنكر وتناسى وكذب، بأن ال”أم تي في” كسرت أواسط التسعينات، كل محرمات الاحتلال والمنظومة الأمنية وتجاهلت كل التهديدات وذهبت إلى الجنرال في المنفى الباريسي مرة واثنتين وثلاث، فنقلت صوته الذي كان ممنوعا في لبنان، إلى محبيه ومناصريه، وظلت تغطي مناضليه إلى أن أقفلتها سلطة الاحتلال وقضاؤها.

ولا ننسى إن تناسى “التيار”، أن ضيق الصدر وعدم تحمل الصوت الحر كيف دفعا الجنرال إلى طرد مندوبة ال”أم تي في” من الرابية، وقلنا إن الأمور ستتغير عندما يصل “بي الكل” إلى بعبدا، لكن الأمور لم تتغير، وها هو تياره يلجأ إلى مقاطعتنا بعدما فشل في إقناع القضاء بإقفال ال”أم تي في” وسجن رئيس مجلس إدارتها.

وبعد، لماذا كل هذا الحقد ونكران الجميل؟، لأن المطلوب ألا نتحدث عن فساد دولتهم وفشلها في كل المجالات، كما هو مطلوب مثلا، ألا نتحدث عن انفجار 4 آب ولا عن مسؤولية الدولة، من رأسها إلى قاعدتها، عن الإهمال الذي تسبب بقتل المئات وجرح الآلاف وتدمير نصف العاصمة، وأن نسوق ربما بأن الرئيس وباسيل “ما كان معن خبر”.

في النهاية، نقول: قاطعنا أيها “التيار”، لأنك بذلك تساعدنا على التخفيف من ثقل أخبارك عن الناس الذين تكفيهم الكورونا والأزمات القاتلة التي أوقعتهم وشركاؤك فيها. والنصيحة بأن تقاطع كل الإعلام، فيكون لبنان بذلك قد بدأ أولى الخطوات للخروج من مصائبه ولو نفسيا. فالرأي العام إن أخفى عنكم المستشارون، لم يعد يطيق رؤيتكم بعدما أوصلتم البلد إلى الحضيض، لم يعد يطيق أن يرى كيف تمتهن كرامة بلده أمام الرؤساء الأجانب والموفدين العرب والدوليين.

قاطعنا أيها “التيار” وامنعنا من دخول القصر الجمهوري إن شئت، علما بأنه ملك الشعب، لكننا لن نغير مبادئنا ولن نخذل ناسنا كما غيرت مبادئك وخذلت ناسك وكل الناس.

في السابق، وفي واقعة فاجرة مماثلة ارتكبتها في حقنا، قلنا لك إن الـ mtv يمكنها أن تحيا من دون الطلة البهية لنوابك ووزرائك ومسؤوليك على شاشتها، والآن نحدث هذه المقولة ونزيد، بأن التياريين االمخلصين ومعظم اللبنانيين يطالبون بهذا الشيء ويريدونه، فلبنان الذي خبركم جيدا يستحق أن يتنفس السيادة والكرامة والازدهار. كفاه ذلا وكفاكم وقاحة واستقواء بالسواعد المستأجرة والأقلام. قليلا من الأدب.. لا أحد يخافكم، خوفنا منكم على لبنان. لبنان أجمل بلاكم.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

فيما تدور السياسة الداخلية في حلقة مفرغة، وكأن أحدا من السياسيين لم يتعلم شيئا من دروس 17 تشرين وكارثة المرفأ، وفي وقت تضيع الأفكار بين طرح التوافق على التأليف قبل التكليف، ومطالبة رئيس الجمهورية بالدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة للتكليف قبل التأليف، وبين الشروط والشروط المضادة المرتبطة باسم رئيس الحكومة العتيد، يفقد لبنان مزيدا من الوقت الذهبي، للحد من الانهيار المالي والاقتصادي وصولا حتى إلى ما بات يهدد أمنه الغذائي، لا سيما بعد ما تردد عن إعلان المصرف المركزي عزمه على وقف دعم المواد الأولية بعد 3 أشهر من آب الحالي.

للصعود من القعر، لبنان بحاجة إلى اقتراض مليارات الدولارات، وباب الاقتراض لن يفتح إلا عبر صندوق النقد الدولي، وللصندوق شروط إصلاحية واضحة تمهد الطريق لعودة العمل على برنامج الإنقاذ. أولى هذه الشروط،التدقيق الجنائي في المصرف المركزي، يليها حل ملف الكهرباء، وضع قانون ال”كابيتال كونترول”، إعادة درس موازنة العام 2020، وصولا إلى توحيد سعر الصرف.

كل هذه الشروط، يمكن وصفها بالضرورية ولكن غير الكافية. وعلى الرغم من كل ذلك، لم يخط لبنان حتى الساعة أي خطوة فعلية، توحي بوجود إرادة حقيقية للالتزام بالإصلاح، باستثناء المعلومات التي حصلت عليها الـLBCI. تقول هذه المعلومات، إن وزير المال غازي وزني، سيوقع في الساعات المقبلة، عقد التدقيق الجنائي في المصرف المركزي، ما قد يرسل إشارات إيجابية عن التزام الشفافية التي يطالب بها الغرب ولا سيما فرنسا، تمهيدا لتوسعة التدقيق، ليشمل إلى “المركزي”، كل الإدارات والمؤسسات الرسمية، حيث علامات الاستفهام عن صرف الأموال.

تزامنا، علمت الـLBCI أن الغرب وبمقدار تمسكه بالإصلاحات، متمسك بخطة الإنعاش الاقتصادي، التي وضعتها حكومة الرئيس حسان دياب، بالتعاون مع شركة “لازارد”، التي عاد مفاوضوها إلى لبنان في الرابع من آب، يوم انفجار المرفأ، ليغادروا فورا بعده، ويعودوا مبدئيا اليوم.

عودة فريق “لازارد”، تعني عمليا معاودة المفاوضات بين الحكومة و”لازارد” من جهة، والمصرف المركزي وجمعية المصارف من جهة أخرى، تمهيدا لإعادة البحث مع صندوق النقد الدولي في برنامج الإنقاذ المالي.

في ظل كل هذه المعطيات، ترف الوقت لم يعد لصالحنا، لا ماديا ولا اقتصاديا، والبلاد التي لم تشف من هول كارثة مرفأ بيروت، تلقت صفعة ثانية، هي ضربة كفتون، التي شيعت شبانها اليوم، وسط تواصل التحقيقات الأمنية التي أدت إلى إمساك شعبة المعلومات بطرف خيوط القتلة، أصحاب السوابق الإرهابية.

البلد على كف عفريت، فحادثة كفتون جاءت بعد ساعات من حادثة اللوبية، ووسط معلومات عن أجواء أمنية ضاغطة في أكثر من منطقة بقاعية.

هكذا يختصر واقعنا، وأنتم “خليكون بدائرتكم المفرغة”.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

… وصوب الشرق أبحرت السفينة. وهذه العبارة التي كانت على متن كتاب “النبي” لجبران، عادت بعد مئة عام إلى مرفأ بيروت، لكن على صورة مدمرة. وعلى ظهر سفينة الموت تنبت كل يوم رواية جديدة، تلقي اللوم ثم تتدارى خلف الحصانات. وآخر ما روي عنها أنها وصلت إلى بيروت بناء على طلب جبران باسيل في أثناء تسلمه وزارة الطاقة، لنقل معدات تتعلق بالمسح الزلزالي إلى ميناء العقبة في الأردن. وهذه المعلومات وقعت بين أيدي المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات لدى سيره في ملف جريمة المرفأ.

رد “التيار” لم يتأخر، واضعا الأمر في إطار الحملات الإعلامية لضرب صورة رئيسه وتجديد عملية الاغتيال السياسي، وأبرز كتابين من وزارة الطاقة إلى المديرية العامة للجمارك، يطلبان تسهيل الإدخال الموقت لآليات ومعدات المسح الزلزالي الثنائي الأبعاد لصالح وكيل شركة “سبكتروم” في لبنان.

ولتبيان الخيوط الفاصلة، سيكون معنا خلال هذه النشرة الزميل رضوان مرتضى، للكشف أيضا عن مستجدات التحقيق في قضية المرفأ، وإفادات الموقوفين والمراسلات بين الوزراء وتوزيع المسؤوليات.

وبالمهام السريعة وتحديد المسؤوليات عن جريمة كفتون في الكورة، كانت شعبة المعلومات تصل إلى الفاعلين في أقل من أربع وعشرين ساعة، إذ دهمت قوة من الشعبة منزلا في مخيم البداوي بالتنسيق مع عناصر من القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة، وقامت بتوقيف مشتبه فيه. وتزامنا كانت بلدة كفتون و”الحزب السوري القومي الاجتماعي” يشيعان شهداءهم فادي سركيس، وجورج سركيس وعلاء فارس، حيث جالت نعوشهم في أحياء البلدة، وبعد الوداع الأخير، تليت الصلاة على أرواح شهداء الواجب.

وفي مراسم التشييع السياسية، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري دفن مساعيه على خط التأليف الحكومي مرحليا. وقال: “أنا أنتظر الآن ما سيفعله غيري في هذا الشأن”، لاعبا على اليد التي تصفق ولا تصفق، لكن محتوى العبارة الأصح هو أن “الصفقة” الحكومية العابرة فوق الدستور، مصيرها “الكف”، لأنها تتخطى رئاسة الحكومة وتقتطع من دورها، وتسجل لرئيس الجمهورية ارتكابه خطأ دستوريا يحاكم عليه في اختزال المؤسسات وإخضاعه تأليف الحكومة لجوقة مشاورات تسبق الاستشارات الملزمة.

ولن يصدقكم أحد بأنكم تبحثون عن حكومة وحدة وطنية، لأن المساعي الجارية من قبلكم تفيد بتحصيل حكومة وحدة سياسية ضد الوطنية. وعلى هذا المنحى، فإن الرئيس سعد الحريري بدا محقا في موقفه من عدم زيارة بعبدا إلا خلال الاستشارات الملزمة، وهو بذلك نزع فتيل الصفقة من يد عون وبري، والطرفان يبحثان عن حكومة إنقاذ للذات الرئاسية. أما عناوين الإصلاح فلم يعثر على أي ملامح لها لتاريخه، فيما اصبح تصنيفنا على لوائح المؤسسات المالية من فئة “جرصة -“.

والآتي يبدو أنه فعلا أعظم لناحية ما ذكرته وكالة “رويترز” عن فقدان الدعم بعد ثلاثة أشهر. ووفق معلومات “الجديد” فإن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أخطر رئاستي الجمهورية والحكومة ووزير المال، أن لديه تسعة عشر مليارا وستمئة مليون دولار، لكن هناك سبعة عشر مليارا ونصف المليار من هذه الأموال عائدة للمصارف وبالتالي للمودعين، وعليه لا يتبقى لدى مصرف لبنان سوى مليارين ومئة مليون دولار فقط لدعم المواد الأساسية من محروقات وقمح وأدوية.

=====================