ماذا يريد الجيش في عيده؟


لا يريد الجيش في عيده تبريكات وتهانئ، ولا يتطلع افراده في عيدهم الـ75 الى مواقف واطروحات سياسية تتغنى بإنجازاته وتضحياته وبطولاته التي حمت الوطن على مرّ السنين والعقود.
في الاول من آب هذا العام بالذات واكثر من اي يوم مضى ، يطمح حامي الوطن والارض والسيادة والاستقلال الى صيانة حقوقه وعدم تضحية السياسيين به كما يضحون بالشعب في سبيل انانياتهم ومصالحهم العابرة للحدود. هذا الجيش الذي قُطعت عنه لقمة العيش واستُكترت عليه قطعة اللحمة في وجباته اليومية لم يعد قادرا، كما اخوانه في الوطن، على الصمود في وجه عواصف الازمات المعيشية العاتية التي دفعت وما زالت، كثيرين الى الانتحار بعدما قضى اليأس على امالهم بالعيش الكريم في بلد يُذل ابناؤه كل يوم .
ان الجيش لا يريد الا ابعاد السياسة بـإرهاصاتها عنه، ليتجلى في بطولاته ويصون الوطن، وهو القادر والقدير.

هذا الجيش يناشد المسؤولين في عيده اطلاق يده على طول البلاد وعرضها وحصر السلاح به وحده ليصبح خط الدفاع الاول والاخير .
ان جيش الوطن لمُستحقٌ واكثر… فهل من يُقدِّر، ام سيبقى يدفع كل يوم ثمن اخطاء واخفاقات المنظومة السياسية وفسادها، في الميدان، فيوضع في مواجهة اهله وناسه ومن يثورون من اجل حقوقهم وحقوقه المهدورة، عوض الاضطلاع بمهامه الاساسية على الحدود؟