ماذا تقول المعارضة السورية عن انفجار بيروت؟


ما زال انفجار مرفأ بيروت الكارثي الذي تسبب بدمار هائل في المدينه اضافة لسقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى يتصدر واجهة الاحداث المحلية والعالمية، مع تواتر ورود معلومات اضافية وتفاصيل جديدة تنشرها تباعا وسائل الاعلام.

واليوم، حصل موقع “جنوبية” من مصدر في المعارضة السورية على رواية مختلفة حول مصدر الأمونيوم والجهة المستفيدة هذه تفاصيلها. في العام ٢٠١٣، عندما وصلت قوات الثورة السورية إلى أبواب قصر المهاجرين وكاد بشار الأسد أن يسقط، أنجزت عصابة الأسد بقيادة رامي مخلوف اتفاقاً سياسياً مع الإسرائيليين والأمريكيين وافق فيه الأسد أولاً على ضم الجولان نهائياً إلى إسرائيل – وهذا ما حدث لاحقاً – وثانياً الإستمرار بوقف إطلاق النار على الجبهة السورية إلى ما لا نهاية ..

بالمقابل، حصل الأسد على تعهّد إسرائيلي – أمريكي بإبقائه في الحكم وهذا تجلّى بإيعاز أمريكي مباشر لحلفائها في الخليج (السعودية، الإمارات، وقطر) بوقف أي دعم للثوار حتى ولو كان مواد غذائية، وبموجب هذا الإتفاق كلّفت الولايات المتحدة روسيا بمهمة إنقاذ الأسد ودحر الثوار عسكرياً.
الدور الروسي
الروس من جهتهم وافقوا على هذا الإتفاق وأخذوا حصّتهم منه كانت قواعد بحرية وجوية دائمة وتقاسم للنفوذ مع أمريكا في سوريا. كي تقوم روسيا بهذه المهمة، أرسلت روسيا سفينتين بحريتين كبيرتين محملتين بآلاف الأطنان من مادة نترات الأمونيوم وتمّ شحنهما وتوجّهتا الأولى إلى مرفأ اللاذقية والثانية إلى مرفأ بيروت باعتبارهما نقاط خلفية بعيدتين عن يد الثوار السوريين، وسبب إرسال هذه السفينتين هو اقتصادي بحت، إذ أنّ روسيا لا تستطيع تحمّل كلفة صواريخ الطائرات المطلوب إلقائها لدحر الثوار واستعاضت عن ذلك بخبرة عسكرية قديمة استعملت في الحرب العالمية الثانية وهي البراميل المتفجرة. وإذا أخذنا بالإعتبار أنّ ثمن صاروخ الطائرة لا يقل عن ١٠٠ الف دولار، فإنّ شحنة مثل شحنة بيروت ثمنها لا يزيد عن مليوني دولار كأقصى حد باستطاعتها تجهيز مئات آلاف البراميل مما يُخفف الكلفة المالية بشكل كبير جداً عن القوات الروسية في معاركها ضد الثوار. وقد جرى إنشاء ٤ مصانع للبراميل المتفجرة، الأول في منطقة جبلة، والثاني قرب اللاذقية، واثنين قرب دمشق.
نيترات الأمونيوم هُربت الى سوريا
في مرفأ بيروت، إنفجر حوالي ٣٠٠ طن من نترات الأمونيوم، أما باقي الكمية فقد سُحبت من عنبر رقم ١٢على دفعات إلى سوريا بواسطة عناصر حزب الله والمتعاونين معه من النظام الأمني اللبناني – السوري. أما قول الرئيس تمام سلام الذي ترأّس الحكومة زمن الفراغ الرئاسي، فهو صحيح تماماً ولم يكن يعلم بوجودها وسبب ذلك أنّ شحنها وتخزينها واستعمالها كان مهمّة عسكرية على مستوى عالي من السرية لا يجرؤ حتى من يعلم بها أن يُعلنها، حيث شكّلت الفوضى السياسية العارمة في لبنان آنذاك التغطية اللازمة لهذه العملية فضلاً عن أنّ القوى الدولية التي تعلم بها كأمريكا وإسرائيل كانت موافقة على دخولها تنفيذاً للإتفاق السياسي الذي ذكرناه سابقاً. لم تكن السفينة متوجّهة أصلاً إلى موزنبيق بل إلى لبنان وتم تحميل الباخرتين من القاعدة البحرية الروسية على البحر الأسود في جورجيا، وقبطان السفينة والعاملون عليها من الأوكرانيين الموالين لروسيا ما هم في الحقيقة إلا عسكريون في البحرية الروسية قاموا بمهمة عسكرية بحتة وهي إيصال الشحنتين إلى بيروت واللاذقية.
لماذا بقيت الكمية التي انفجرت في مرفأ بيروت ؟
الجدير بالذكر، أنّ “مركز البحوث الصناعي اللبناني” أشار في تقريره بعد فحص عينات نترات الأمونيوم الموجودة في المرفأ أن نسبة الأزوت (النيتروجين) فيها تبلغ ٣٤.٧% في حين أنّ المسموح به للقطاع الزراعي هو نسبة ٩% فقط .. لكن هذا الأمر ليس مفاجئاً، فالروس استقصدوا عندما أرسلوا هذه النوعية أن تُستعمل لصناعة البراميل المتفجرة وليس لأعمال زراعية، وهذا يُفسر بوضوح سبب النسبة العالية من الأزوت التي وُجدت فيها. أخيراً، لماذا بقيت الكمية التي انفجرت في مرفأ بيروت ؟

الجواب أنّ هذه الكمية لم تُستخدَم بسبب هزيمة الثوار ووقف إطلاق النار وعدم الحاجة لتصنيع مزيداً من البراميل في السنتين الماضيتين نظراً لتوقّف الحرب في سوريا بشكلٍ كبير، فبقيت في مرفأ بيروت على أمل استخدامها لاحقاً إذا ما دعت الضرورة.
ما هو سبب التفجير ؟
سببان لا ثالث لهما: إما عرضي بسبب الإهمال في التخزين نظراً لطول المُدة، أو أنّ إسرائيل وبعد أن أُنجز الإتفاق بين الأطراف في سوريا أرادت تفجير هذه الكمية الباقية كي لا يستخدمها حزب الله أو حتى الجيش اللبناني، وذلك بموافقة روسية .. والسبب الثاني هو الأرجح بنسبة كبيرة.