لا تكليف قريباً والحريري لن يبقى صامتا


زادت الشكوك وتفاقمت في الساعات الأخيرة حيال آفاق الاستحقاق الحكومي خصوصا مع غياب أي مؤشرات جدية حتى الان حيال الاجراء الدستوري البديهي الذي يفترض ان يلي استقالة الحكومة وهو تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف تأليف الحكومة الجديدة .

واذا كان التباطؤ سمة الموقف من جهة رئاسة الجمهورية بحجج لا تقنع أحدا وتكشف إمعان الحكم في السعي الى تكريس عرف غير دستوري يتجاوز عبره صلاحيات رئاسة الحكومة كما صلاحيات مجلس النواب نفسه فان المثير للغرابة اكثر هو سكوت وصمت معظم المراجع والقوى السياسية على هذا التجاوز الدستوري بما ينذر بتداعيات وخيمة . ثم ان انعدام الأفق حيال الاستحقاق الحكومي فيما العد العكسي يقترب من نهاية آب وحلول الأول من أيلول الموعد المنتظر لزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الثانية في اقل من شهر يضع الحكم وحلفاءه والقوى السياسية الأخرى أيضا امام محك حساس جدا سيتحملون من خلال تبعات أي تأثيرات سلبية على هذه الزيارة سواء ثبت موعدها ام لا باعتبار ان القاصي والداني يدرك حجم الضرر الكبير الذي يمكن ان ينجم الان عن التسبب باي غضب فرنسي جديد فيما فرنسا لم توفر أي مجال لإغاثة لبنان ودعمه ومساعدته على تجاوز كارثة الانفجار الا وقدمتها . ولذا اكدت مراجع سياسية واسعة الاطلاع ما كانت أوردته النهار امس من ان زيارة ماكرون باتت المحور الأساسي الذي سيتركز عليه الجهد السياسي في الأيام الطالعة تجنبا لنكسة خطيرة يمكن ان تنشأ في حال تسببت التعقيدات السياسية والعرقلة والمناورات باحتمال عدول الرئيس الفرنسي عن الزيارة في اللحظة الأخيرة .
في أي حال لم تعكس صورة الواقع السياسي في الساعات الأخيرة أي ملامح إيجابية او مشجعة على دفع الاستحقاق الحكومي قدما . فإلى جانب المماطلة المتمادية في تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة تفاقمت خلف الكواليس تباينات اضافية حيال تسمية الرئيس المكلف . فاذا كان موضوع التكليف المحتمل للرئيس سعد الحريري والذي اندفع به الرئيس نبيه بري منذ أيام اصطدم الجمعة الماضي في اجتماع عين التينة برفض “التيار الوطني الحر” فان الساعات الأخيرة شهدت تفاعلات سلبية وراء الكواليس حول موقفي كل من الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية من رفضهما أيضا لتكليف الحريري بما يجعلهما في نقطة تقاطع مع التيار الوطني الحر ولو لاهداف وأجندات مختلفة بين الأطراف الثلاثة . ومن غير المستبعد انتطرأ مواقف وتطورات في اليومين المقبلين وسط مؤشرات عن ان الرئيس الحريري لن يبقى صامتا حيال كلما يتردد في شأن تكليفه وان موقفا على جانب كبير من الأهمية سيترك تداعيات بارزة قد يطلقه قبل منتصفالأسبوع الطالع .