ظريف يفتح النار على باريس


لا تبدو المساعي الدولية لكف يد ايران عن لبنان وحكومته، حتى اللحظة، ستنجح. فجواب طهران السلبي ظهر بوضوح اليوم على لسان وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف في لبنان، والذي قال “لبنان بحكومته وشعبه مؤهل لتقرير مصيره ومستقبله”، قبل ان يفتح النار على المبادرة الفرنسية، بقوله “لبنان حكومة وشعبا وحده من يقرر في شأن الحكومة ويجب الا يستغل احد الظروف لفرض املاءاته على لبنان واعتقد ان ليس انسانيا ان يستغل المرء هذا الوضع المأسوي لفرض املاءاته على لبنان”.

كان يمكن للرجل ان يقول “ان احدا لا يتدخل في الشأن اللبناني وان ايران ستتعاون مع الجهود الدولية لتأمين انتقال سياسي سلس في بيروت”، لكنه لم يفعل. وما قاله يعني ان ايران لا ترفض فقط المبادرة الفرنسية بل وترى فيها استغلالا لمأساة اللبنانيين. وفي الترجمة السياسية لما قاله، فإنه يشير الى ان ايران ستكرر- كما سبق وفعلت في أكثر من محطة سابقة- القول “ان لحزب الله ان يقرر ما هو الانسب في هذه المرحلة وانها تدعم ما يراه مناسبا”، وهذا يعني ايضا وايضا انها لن تتدخل لديه لتليين موقفه ولا لاقناعه بخفض سقفه وشروطه الحكومية وتسهيل التأليف.
وفي وقت يفترض ان تساعد الكلمة التي يلقيها عصرا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى انتصار تموز، في تلمّس توجّهات الحزب الحكومية، فإن المصادر تخشى ان يكون تصلّب الايرانيين في مقابل تصلّب الغرب وابرزهم اميركا.. أحبط الجهود التوفيقية الفرنسية باكرا وأدخل لبنان في نفق مظلم طويل..