خطاب تصعيدي لنصرالله


إذا كان وزير الخارجية الإيرانية قد رسم أمام المسؤولين اللبنانيين حدود المسموح وغير المسموح في مقاربة تداعيات انفجار المرفأ رافضاً إجراء تحقيق دولي بمسببات الانفجار والمسؤولين عنه، مشدداً في الوقت عينه على إمكانية الاستعانة فقط بمساهمة إيرانية في التحقيقات، أطل نصرالله ليلاً في ذكرى “انتصار تموز” ليوجّه خطاباً تصعيدياً مدججاً برسائل تحذيرية مباشرة وغير مباشرة برسم من يعنيهم الأمر داخلياً وخارجياً، بدءاً من تأكيده على ديمومة سلاح المقاومة باعتبارها “شرطاً وجودياً” وضامناً للاستقرار والهدوء في البلد، مروراً بتهديده كل من يحاول إسقاط العهد العوني والمجلس النيابي بملاقاة مصير مشابه لسيناريو 7 أيار 2008 عبر دعوته جمهوره إلى المحافظة على غضبهم لأنه قد يحتاجه “يوماً ما”، وصولاً إلى فرض شروطه الحكومية على القوى السياسية التي دعاها إلى “عدم تضييع الوقت” في الحديث عن حكومة حيادية والشروع فوراً إلى تأليف حكومة “محمية سياسياً” سواءً كانت “حكومة وحدة وطنية أو ذات أوسع تمثيل سياسي ممكن”… ومن يرفض هذا الموضوع ما عليه سوى “الخروج من الحياة السياسية” في البلد.