القوات في مواجهة عدو جديد بعد السوري والعونية


وضع الاحتلال السوري كل ثقله بين عامي 1990 و2005 لتشويه فكرة الأحزاب داخل البيئة المسيحية، لأن الأحزاب الكبرى تشكل خطرا عليه، فيما الشخصيات المستقلة حتى لو اختلف معها “ما بتشيل الزير من البير”.

وقبل الاحتلال السوري وبعده اعتمدت الحالة العونية الخطاب العدائي للأحزاب، وليس بالصدفة رفضت الانتظام وطال معها هذا المسار، بل لكونها أرادت التعبير عن نفسها بانها تختصر المجتمع، وعمدت الى محاولة تدمير كل ما يحتوي هذا المجتمع من الكنيسة إلى الأحزاب.
وقد نجح نسبيا في إيجاد نوع من شرخ بين البيئة المسيحية والأحزاب، قبل ان تستعيد هذه الأحزاب روحها مع خروج الجيش السوري من لبنان، وشكلت الانتخابات النيابية الأخيرة تتويجا للمسار الحزبي الذي استقطب معظم الرأي العام الذي وصل إلى قناعة بان التغيير لا يمكن حصوله سوى من خلال المجموعات الكبرى والمنظمة.
ولأن هناك من يريد فرطعة المجتمع وإبقاء البيئة المسيحية ضعيفة، ولأن هناك من لديه أحلام سلطوية، والحلم حق، ولكن المشكلة في ان من يحلم انه بلا مبادئ ولا قيم ولا ثوابت ولا مسلمات، فاستغل هذا البعض ثورة الناس وانتفاضتها في محاولة لضرب الأحزاب وتحديدا القوات اللبنانية لأنها ظلّت متماسكة وتقدمّت على التيار الوطني الحر واستقطبت الناس المنتفضة بفعل ممارستها الشفافة ووضوحها السياسي.
ومع أفول الاحتلال السوري والعونية السياسية يطلّ عدو جديد من الطينة نفسها ويحمل الهدف نفسه محاولة تشويه صورة القوات وضربها، وهذا العدو هو مزيج من تحالف بعض الحراك السلطوي والاستغلالي، مع بعض الإعلام الفارغ والمنتفخ والذي يعتقد ان الدنيا تدور من حوله، ولكن مصير هذا العدو سيكون كمصير من سبقه ولسبب بسيط لأنه يفتقد للحق والقيم والأخلاق.