الفريق الحاكم مني بهزيمة مدوية ولن يتمكن من الخروج من دوامتها


للمرة الاولى منذ تسلمها مقاليد الحكم، تبدو السلطة السياسية في موقع الخاسر المُستسلم للمشيئة الشعبية والدولية، ولو جزئيا.

فالخسارة التي مُنيت بها جراء سياساتها التي افقدت البلاد كل مقومات الصمود واغرقتها في المزيد من الوحول، معطوفة على هول كارثة انفجار المرفأ الذي وجه اقوى صفعة يمكن ان تتلقاها بتحميلها دم نحو مئتي لبناني عدا عن تدمير العاصمة بفعل اهمالها او تورطها لا فرق، والى ان تُثبت التحقيقات هوية “المجرمين” الفعليين، لا يمكن الا ان تضعها في موقع المُنكفئ ، ولو حاولت الظهور بمظهر من علاقة له بما حصل.
منذ 17 تشرين الاول 2019 حينما اجبرت الثورة الشعبية الحكومة على الاستقالة حتى 4 آب 2020 الذي ضحت به بحكومة حسان دياب لمصلحة درء خطر الانتخابات النيابية المبكرة والاستقالة الرئاسية التي يطالب بها الشعب، تبدّلت المعطيات وانقلبت المقاييس لدى المنظومة الحاكمة. ما كان متاحا بعد 17 تشرين حينما استقال الرئيس سعد الحريري نزولا عند رغبة الثوار، فسارع فريق 8 اذار الى تشكيل حكومته تحت ستار المستقلين الاختصاصيين لم يعد واردا بعد 4 آب، لا بل بات مستحيلا. الجرم اكبر والتداعيات كارثية عليه والاتهامات تطاله في عقر داره. صحيح ان المنظومة المتهمة بالفساد تكتلت واعادت تجميع صفوفها في مواجهة الرغبة الشعبية لاطاحتها بالكامل فأطلقت مواقف تؤكد التسهيل والتعاون لتشكيل حكومة، بيد ان اعادة انتاج حكومة على غرار “مواجهة التحديات” بات ضربا من الخيال. ومسار التحكم بأمرة القيادة لم يعد خيارا واردا. الوارد الوحيد هو التسليم بتشكيل حكومة تخرج لبنان من الانهيار لا تأثير لحزب الله ولا للتيار الوطني الحر ولا لحركة امل او اي من الحلفاء فيها، حتى ان قدرة التأثير في تسمية وزير طاقة او مالية او غيره ستكون معدومة. فهذا الفريق الخاسر والراسب في امتحان ادارة البلاد على المستويات كافة، لا بد ان يسلم بخسارته، ويتخلى اقله راهنا عن سياسة المكابرة التي لطالما تمسك بها، موظفا فترة المشاورات التي تسبق الاستشارات النيابية الملزمة لتشكيل الحكومة من اجل تبريد الغليان الشعبي والنقمة العارمة ضده حتى من داخل اهل البيت المجروح. فالمرحلة تتطلب حكومة انقاذ جدي عنوانها اصلاحي بامتياز بدءا من الكهرباء الى التهريب عبر المعابر وضبط الحدود، وكل ما دون ذلك من دون جدوى.
وقد الحقت المرحلة الجديدة التي تلت انفجار المرفأ بالفريق الحاكم هزيمة مدوية، لن يتمكن مهما اطلق من مواقف من الخروج من دوامتها، وهو ما سيحاول فعله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته مساء بعد غد الجمعة.
التبريرات لن تنفع والمواقف لن تعيد الشعبية المتهاوية والثقة المندثرة. عيون اللبنانيين على المجتمع الدولي الذي يرون فيه خشبة خلاصهم الاخيرة، بعدما ابلغ حكام لبنان ان ادارتهم انتهت ووقتهم نفد. جوهر اللعبة تغير والمرحلة المقبلة ستكشف حجم الانقلاب السياسي.