افتتاحيات الصحف

افتتاحيات الصحف ليوم السبت 15 آب 2020

 

افتتاحية صحيفة النهار

الاحتدام إلى الذروة: حكومة “قادرة” برئاسة الحريري؟

عكس المشهد الداخلي في لبنان امس مفارقة مذهلة تمثلت في فراغ سياسي ورسمي لبناني كان من علاماته الفارقة ان أي مؤشر لم يبرز بعد لتحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة الجديدة، والمرجح ان تتأخر لفترة غير قصيرة، في مقابل احتدام بارز للغاية لحركة الموفدين والمسؤولين الديبلوماسيين التي استعادت عبرها بيروت وجها غالبا ما تشهده في عز الازمات. ذلك انه بعد نحو عشرة أيام من انفجار مرفأ بيروت بدت الحركة الديبلوماسية الكثيفة التي استقطبها كأنها تجاوزت تداعيات الانفجار الى الابعد، ولو ان التحركات الأمنية والعسكرية على هامش الحركة الديبلوماسية لا تقل أهمية بدلالاتها خصوصا من خلال مشاركة محققين فرنسيين واميركيين في التحقيقات الجارية في الانفجار كما في وصول قطعة حربية فرنسية كبيرة هي حاملة طوافات امس الى مرفأ بيروت. ومع ذلك اكتسبت الحركة الديبلوماسية المحمومة ابعادا مثيرة لاهتمام الأوساط الداخلية والخارجية اذ بدا واضحا ان كلا من الولايات المتحدة وفرنسا تتوليان تحركا على جانب واسع من التنسيق حيال الاستحقاقات الداهمة في لبنان بما فيها الاستحقاق الحكومي، فيما لم تتأخر ايران عن اثبات حضورها ولفت الأنظار الى مواقفها للدلالة على نفوذها وعدم اسقاطه من كل ما يحضر من سيناريوات للمرحلة المقبلة. هذا المشهد برز في الحضور الديبلوماسي الثلاثي الأميركي والفرنسي والإيراني امس في بيروت من خلال جولات كل من وكيل وزارة الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل في اليوم الثاني من زيارته لبيروت ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي. ويمكن القول ان تحرك هيل بعد إجرائه سلسلة من اللقاءات الكثيفة والمتعاقبة مع المسؤولين الرسميين والسياسيين والتي يستكملها اليوم قبل مغادرته الى قبرص ابرزت في حصيلتها ملامح الموقف الأميركي من الاستحقاق الحكومي بما يعكس تشددا غير مسبوق حيال الازمات الإصلاح التي باتت الممر الأول والاساسي لاي دعم دولي او غطاء دولي للحكومة خصوصا بعد انفجار المرفأ. ففي المعلومات التي توافرت لـ”النهار” من مصادر جهات عدة شاركت في اللقاءات مع هيل ان التحرك الأميركي يأتي استكمالا لتحرك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وان الكثير من الطروحات الأميركية والفرنسية تكاد تصبح موحدة حيال النظرة الى المعالجات اللازمة للوضع في لبنان سياسيا واقتصاديا وماليا واجتماعيا. وتكشف هذه المصادر ان هيل لم يتحدث امام الذين التقاهم عن حكومة وحدة وطنية بل أوحى ان بلاده لا تؤيد إعادة تجربة هذا النوع من الحكومات، بل شدد على ان ما يحتاج اليه لبنان بقوة هو حكومة مستقلة تضم أشخاصا خبراء ومحترفين وذوي تأثير حقيقي في القطاعات التي يتولونها، كما شدد على نقطة جوهرية هي ان ترضي الحكومة اللبنانيين والشارع المنتفض كما الراي العام الخارجي لتتمكن من الحصول على الدعمين الداخلي والخارجي الضروريين.وتفيد المعلومات ان هيل ابدى انطباعات إيجابية حيال تكليف الرئيس سعد الحريري شرط تشكيل حكومة بهذه المواصفات وعدم تكرار التجارب الحكومية السابقة. وكشفت ان المفارقة برزت لدى تلمس هيل من الحريري لدى اجتماعهما امس في بيت الوسط تشددا مماثلا لدى الحريري في عدم القبول بتكليفه ما لم يضمن مواصفات حكومة قوية ومستقلة وقادرة فعلا على اجتراح حلول للازمات المصيرية التي تحاصر البلاد. وقالت المصادر ان هيل لم يأت في لقاءاته العديدة على اشتراط عدم مشاركة “حزب الله ” في الحكومة المقبلة لانه كان يردد ضرورة ان تكون الحكومة من المستقلين أي من خارج الأحزاب ولو بدعم من القوى الداخلية. وبدا لافتا ان هيل لم يلتق الوزير السابق جبران باسيل في ما فسره مصدر سياسي معني بان باسيل اخرج من القيادات السياسية اللبنانية المعترف بها دوليا.

وقالت أوساط بارزة لـ”النهار” ان الحديث بين هيل ورئيس الجمهورية تناول “حكومة تحكم” أي تكون قادرة على إعادة انتاج النظام الاقتصادي للبنان وتنفيذ خطة إصلاحية وان تكون منتجة وفاعلة فلا تكتفي بالوعود في بيانها الوزاري وتتولى رفع خسائر الانفجار وتنظيم المساعدات. وشدد هيل على حكومة تنال ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي. واكد الرئيس عون لهيل انه ماض في الإصلاح الى اليوم الأخير وان على الحكومة المقبلة ان تكون منسجمة وان تمضي بخطة إصلاحية سياسية واقتصادية ومالية. وعرض لهيل ان التحقيق جار في الانفجار وليس في مسبباته فقط وصولا الى إظهار الحقائق ومحاسبة المسؤولين. ورحب بالمساعدة الأميركية والفرنسية وغيرها بما يسرع التحقيق.

“لا للوعود الفارغة”

وشملت جولة هيل امس ترافقه السفيرة دوروثي شيا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب والرئيس سعد الحريري وزار بعد الظهر بكركي والتقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي موضحا انه ناقش معه المساعدات الإنسانية والأوضاع الراهنة في لبنان. وأجمل هيل على الأثر حصيلة الاجتماعات التي عقدها فقال “شدّدت على الحاجة الملحّة، التي اسمعها من الشعب اللبناني، للاستجابة لمطالبه من خلال تبني أجندة إصلاح واسعة النطاق والانتشار.أصبح من الواضح، من خلال يومي هذا، أنني أرى أنه هناك حاجة إلى قدر كبير من العمل لتحقيق الأهداف والغايات التي دافع عنها الشعب اللبناني منذ فترة طويلة، جهد متضافر لاقتلاع الفساد، والقيام بالإصلاحات المالية والاقتصادية. والعمل على التغيير في المؤسسات اللبنانية، قضايا، كبسط سيطرة الدولة على الموانئ والحدود، وإصلاح شبكة الكهرباء، والبحث من جديد في شبكة الأمان الاجتماعي. إن دفع المسار الى الامام لا يمكن، بالطبع، أن يتمّ إلا من خلال اللبنانيين. إن أميركا والمجتمع الدولي يعملان على تقديم الدعم الإنساني للشعب اللبناني من أجل تلبية الاحتياجات الملحّة. إنما، على المدى الطويل، لا يمكننا قبول المزيد من الوعود الفارغة والمزيد من الحكم غير الفعال. إنني أستمع إلى مطالب حول إصلاح حقيقي يتسم بالشفافية والمساءلة. إن أميركا مستعدّة لدعم حكومة لبنانية تعكس إرادة الشعب وتستجيب لها، وتلتزم بصدق وتعمل من أجل تغيير حقيقي”.

ومساء زار هيل ترافقه شيا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو وتناولا العشاء الى مائدته.

ظريف

في المقابل كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال جولته على المسؤولين اللبنانيين يوجه سهام الانتقادات الى التحركات الفرنسية والأميركية فاعتبر ان “لبنان وحده حكومة وشعبا من يقرر في شأن الحكومة ويجب الا يستغل احد الظروف لفرض إملاءاته على لبنان وليس إنسانيا ان يستغل المرء هذا الوضع المأسوي لفرض إملاءاته”. وقال ان لبنان “كبلد مستقل يجب ان يضطلع بالتحقيقات في حادث المرفأ “. وإذ أشار الى ان الدول الأوروبية تقوم بمبادرات كثيرة قال ان “الإدارة الأميركية اثبتت انها اعجز من فهم حقيقة الوضع في المنطقة ولبنان وفلسطين”.

نصرالله

واكتمل مشهد اليوم الطويل من التزاحم الديبلوماسي والسياسي مساء بكلمة الأمين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله الذي اطل للمرة الأولى على الاستحقاق الحكومي معلنا انه يطالب “بحكومة قوية وقادرة ومحمية سياسيا وموقفنا التقليدي هو المطالبة بحكومة وحدة وطنية او ذات تمثيل واسع وان تكون مؤلفة من سياسيين واختصاصيين”. واعتبر ان “الحديث عن حكومة حيادية هو تضييع للوقت” متسائلا “ماذا يعني حكومة حيادية في لبنان ؟ فنحن لا نؤمن بوجود حياديين في لبنان كي يتم تشكيل حكومة حيادية “. واتهم بدوره “قوى سياسية لبنانية بانها عملت على اسقاط الدولة ووضعها على حافة حرب أهلية”. وقال انه اذا اثبت التحقيق اللبناني ان إسرائيل لها علاقة بانفجار مرفأ بيروت “فان حزب الله لا يمكن ان يسكت على جريمة بهذا الحجم”.

*************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

رسالة واشنطن إلى “العهد”: لا مزيد من الوعود الفارغة والحكم غير الفعّال

“غارة” إيرانية على بوارج المرفأ… ونصرالله يضع الإصبع على “الزناد”!

بعدما استشعر خطراً وجودياً على مشروعه في لبنان، وتلمّس مفاعيل هزات ارتدادية لزلزال المرفأ على أرضية منظومة الحكم التي أرساها في البلد، شمّر محور الممانعة بالأمس عن سواعده واستنفر رافعاته الإقليمية والمحلية لاستنهاض ركائز هذه المنظومة وانتشال قوائمها الرئاسية والسياسية من تحت أنقاض “العنبر رقم 12″، فكانت الرسالة تهديداً صريحاً للداخل والخارج: “لبنان ساقط عسكرياً في يدنا فلا تلعبوا بالنار”. أقله هذا ما استشفته مصادر ديبلوماسية سواءً من “الغارة” التي شنتها طهران على البوارج الأجنبية الراسية في مرفأ بيروت من خلال اعتبار وزير خارجيتها محمد جواد ظريف بأنها تشكل “تهديداً للمقاومة”، أو من خلال كلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي بدا بمثابة “وضع الإصبع على الزناد” في مواجهة الداخل والخارج مهدداً بتفجير “صاعق الغضب” لإعادة بسط سطوة الحزب دون منازع على المشهد اللبناني، مؤكدةً لـ”نداء الوطن” أنّ ما شهدناه بالأمس هو “رسالة تهويل ضد تدويل الملف اللبناني مفادها بأنّ إيران مستعدة لهدم الهيكل فوق رؤوس الجميع في لبنان إذا ما أفضى التدخل الأجنبي إلى تهديد نفوذها فيه”.

وإذا كان وزير الخارجية الإيرانية قد رسم أمام المسؤولين اللبنانيين حدود المسموح وغير المسموح في مقاربة تداعيات انفجار المرفأ رافضاً إجراء تحقيق دولي بمسببات الانفجار والمسؤولين عنه، مشدداً في الوقت عينه على إمكانية الاستعانة فقط بمساهمة إيرانية في التحقيقات، أطل نصرالله ليلاً في ذكرى “انتصار تموز” ليوجّه خطاباً تصعيدياً مدججاً برسائل تحذيرية مباشرة وغير مباشرة برسم من يعنيهم الأمر داخلياً وخارجياً، بدءاً من تأكيده على ديمومة سلاح المقاومة باعتبارها “شرطاً وجودياً” وضامناً للاستقرار والهدوء في البلد، مروراً بتهديده كل من يحاول إسقاط العهد العوني والمجلس النيابي بملاقاة مصير مشابه لسيناريو 7 أيار 2008 عبر دعوته جمهوره إلى المحافظة على غضبهم لأنه قد يحتاجه “يوماً ما”، وصولاً إلى فرض شروطه الحكومية على القوى السياسية التي دعاها إلى “عدم تضييع الوقت” في الحديث عن حكومة حيادية والشروع فوراً إلى تأليف حكومة “محمية سياسياً” سواءً كانت “حكومة وحدة وطنية أو ذات أوسع تمثيل سياسي ممكن”… ومن يرفض هذا الموضوع ما عليه سوى “الخروج من الحياة السياسية” في البلد.

أما على المقلب الآخر من المشهد، فأن يغادر وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل قصر بعبدا من دون الادلاء بأي تصريح وألا يلتقي رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، فذلك بحد ذاته رسالة أميركية إلى العهد العوني بأنّ “أوان الاختيار قد حان بين الشرعية واللاشرعية في لبنان” وفق تعبير مصادر لبنانية مواكبة لزيارة هيل، موضحةً لـ”نداء الوطن” أنّ حرص المسؤول الأميركي على التصريح من بكركي وليس من بعبدا “يؤكد أنّ واشنطن باتت تعتبر أنّ الموقع المسيحي الأول في البلد الذي يحاكي هواجس المسيحيين ويجسد حقيقة موقفهم هو في الصرح البطريركي من خلال نداءات البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي المتكررة لاستعادة هوية لبنان وتحريرها من قيود المحاور والصراعات الخارجية”.

ولفتت المصادر في هذا المجال إلى أنّ تشديد هيل على أنّ واشنطن لم تعد تقبل “بالمزيد من الوعود الفارغة بعد اليوم والمزيد من الحكم غير الفعال” بدا من خلاله “عون وباسيل أكثر المعنيين به بوصفهما الجهة التي تمثل الحكم والتي لطالما تحدثت أمام المجتمع الدولي وفي كواليس اللقاءات الديبلوماسية مع الأميركيين عن وعود إصلاحية وشعارات سيادية سرعان ما تبيّن أنّ تطبيقاتها أتت مغايرة على أرض الواقع، حيث ساد وتعزز أكثر فأكثر نهج الفساد في الدولة وتسارعت وتيرة بسط “حزب الله” سطوته على مفاصل المؤسسات الرسمية خلال العهد العوني”، مشيرةً إلى أنّ الإدارة الأميركية ومعها المجتمع الدولي باتت في مرحلة “تقييم الأفعال وليس الأقوال وتنتظر ترجمات عملية سريعة للإصلاح والتغيير الحقيقي في إدارة الدولة دون مزيد من المناورات والشعارات”، وتوقعت من هذا المنطلق “أن تتبلور الرسالة الأميركية بوضوح أكبر اليوم خلال اللقاء الذي سيجمع المسؤول الأميركي بمجموعات من المجتمع المدني والناشطين لناحية التشديد على ضرورة إحداث التغيير الجاد الذي يستجيب مطالب الشعب اللبناني”.

*************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

هيل: المساعدات للبنان مرتبطة بتشكيل حكومة حيادية

لوّح بعقوبات جديدة وأكد التطابق مع مبادرة ماكرون

محمد شقير

حذر وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل من التداعيات السلبية المترتبة على التفريط بالاهتمام الدولي بلبنان الذي تجلى في تقديم مساعدات إنسانية فورية للذين تضرروا من النكبة التي حلت بلبنان من جراء الانفجار المدمر الذي أصاب بيروت، داعياً إلى الإفادة من الفرصة التي توافرت له وتوظيفها للنهوض من أزماته المالية والاقتصادية وهذا لن يتحقق – كما نقل عنه عدد من النواب الذين التقوه فور وصوله إلى بيروت – ما لم تشكل حكومة حيادية مستقلة من التكنوقراط.

وأكد الذين التقوه لـ«الشرق الأوسط» أن الكارثة التي ألحقها الانفجار في بيروت أعادت الاهتمام الدولي بلبنان، وقالوا إن المساعدات الاقتصادية والمالية مرتبطة بتشكيل حكومة حيادية – بحسب قوله – وإنما يجب أن لا تكون على شاكلة حكومة حسان دياب التي اضطرت للاستقالة من دون أن تخطو أي خطوة لفتح الباب أمام المفاوضات الجدية مع صندوق النقد الدولي للحصول على مساعدات لدعم خطة التعافي المالي. ولاحظ الذين التقوا هيل من نواب حاليين وسابقين وشخصيات سياسية، أن ما طرحه هيل يتطابق كلياً مع الأفكار التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خلال زيارته لبيروت، وقالوا إنه نُقل عن الأخير بأنه لم يطرح تشكيل حكومة وحدة وطنية وإنما طرح قيام حكومة حيادية مستقلة تستجيب لطروحات الشعب اللبناني في تحقيق الإصلاح والتغيير.

وأوضح هؤلاء أن هيل أبلغهم بأن ما قصده ماكرون بدعوته للتفاهم على عقد سياسي جديد، لا يتناول اتفاق الطائف أو تعديله، وإنما هناك ضرورة ملحة للتفاهم على جميع القضايا المطروحة لتسهيل الطريق أمام حكومة مستقلة لتلبية تطلعات الشعب اللبناني.

وأكدوا أنهم لم يلمسوا من خلال الحوار مع هيل، وجود أي تنافس مع المبادرة التي أطلقها ماكرون من بيروت، لا بل إنه شدد على التطابق، وصولاً إلى توفير كل الدعم لها. وكشفوا أنه شدد على ضرورة استكمال تطبيق اتفاق الطائف بإنشاء مجلس شيوخ وبوضع قانون انتخاب جديد وتحقيق اللامركزية الإدارية على أن يتلازم مع تنقية ما طُبق منه من الشوائب.

ولفت هؤلاء إلى أن هيل شدد على تجنب الخوض في مغامرة تعيد الوضع إلى المربع الأول، وذلك في حال أصر البعض على استنساخ الصيغ التي اتبعت في السابق لتشكيل الحكومات، ونقلوا عنه قوله إن إبقاء القديم على قدمه سيحرم لبنان الإفادة من الفرصة التي أُتيحت له من خلال عودة الاهتمام الدولي به، وهذا ما يسمح له أيضاً بإعادته إلى الخريطة الدولية بعد أن تراجع منسوب الاهتمام به.

ورأى هيل – بحسب هؤلاء – أن مجرد التفكير بتعويم الصيغ السابقة التي كانت معتمدة لتشكيل الحكومات سيدفع المجتمع الدولي إلى حجب المساعدات المالية والاقتصادية التي من دونها سيتدحرج نحو قعر الهاوية.

واعتبر أن هذه الصيغ لم تعد قابلة للحياة أو التسويق لدى الحراك الشعبي وهيئات المجتمع المدني، وأيضاً المجتمع الدولي الذي ينظر إليها من دون تردد على أن هذه الصيغ لم تعد ذات فعالية وأن وعودها فارغة من أي مضمون، مؤكداً أن على القوى السياسية أن توفر الدعم لتشكيل حكومة حيادية إفساحاً في المجال أمام منحها فرصة لإنقاذ البلد.

لكن هيل – كما يقول الذين التقوه – لم يسمح لنفسه بالتدخل في لعبة الأسماء أكانت تتعلق بالمرشحين لتولي رئاسة الحكومة أو بالشخصيات المرشحة لدخول الحكومة، وإن كان شدد على تحييد لبنان في موقف لافت لدعم ما طرحه البطريرك الماروني بشارة الراعي في هذا الشأن.

وفي المقابل، كشف هؤلاء أن هيل لمح إلى إمكانية فرض عقوبات على عدد من الشخصيات اللبنانية الحليفة لـ«حزب الله»، وقال إنها ما زالت مطروحة، لكنه لم يدخل في الأسماء لأنه ليس في وارد أن يستبق إمكانية صدور اللائحة عن السلطات الأميركية المعنية بها.

كما تطرق هيل إلى استعداد واشنطن لتجديد وساطتها بين بيروت وتل أبيب للوصول إلى تسوية تتعلق بترسيم الحدود البحرية بين البلدين على قاعدة التوصل إلى تفاهم لحل النقاط المختلف عليها، وهذا ما ناقشه في اجتماعه برئيس المجلس النيابي نبيه بري لاعتقاده بأنه يبدي انفتاحاً لحل هذه المشكلة، خصوصا أن رئيس الجمهورية ميشال عون كان طلب من الرئيس الأميركي دونالد ترمب التدخل في هذا المجال

*************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

المجتمع الدولي يملأ فراغ السلطة والملف الـــحكومي ينتظر مفاجأة

مرّت عشرة أيام على الكارثة التي دمّرت مدينة بيروت، والسلطة منقسمة في ما بينها حول مَن يتولّى التحقيق في جريمة المرفأ، إلى أن قررت الحكومة أخيراً تحويل هذه الجريمة إلى المجلس العدلي، في حين إنشغل المسؤولون باستقبال موفدين دوليّين أتوا للبحث في الوضع السياسي العام وإمكان الإختراق في جدار الملف الحكومي للتوصل إلى حكومة حيادية تثق بها غالبية الشعب اللبناني، ومنهم مَن أتى للمساعدة الإنسانية والكشف على الأضرار، وتأمين المواد اللازمة للبناء وإعادة ترميم المنازل المتضررة.

حتى الآن يراهن المنكوبون على بلوغ التحقيق الحقيقة المرجوّة لهذه الجريمة التي أصبحت في عهدة المجلس العدلي، حيث تسلّم المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان ادّعاء النائب العام لدى المجلس العدلي القاضي غسان عويدات مع محاضر التحقيقات الاولية، وباشَر في دراستها تمهيداً للبدء بإجراء استجواباته الاثنين المقبل.

وشملت ورقة الطلب التي أعدّها القاضي عويدات، الادعاء على 25 شخصاً في جريمة انفجار مرفأ بيروت بينهم 19 موقوفاً، أبرزهم مدير مرفأ بيروت المهندس حسن قريطم، مدير عام الجمارك بدري ضاهر والمدير العام السابق للجمارك شفيق مرعي، وعلى كل من يُظهره التحقيق فاعلاً أو شريكاً أو متدخلاً أو مقصّراً، بجرائم الإهمال والتقصير والتسبّب بوفاة أكثر من 177 شخصاً، وجرح الآلاف وإصابة عدد كبير من الجرحى بأضرار وأعطال وتشوهات جسدية وحالات عجز دائمة، إضافة إلى تدمير مرفأ بيروت ومنشآته بالكامل، ومنازل المواطنين وممتلكات عامة وخاصة، وطلب استجواب هؤلاء وإصدار مذكرات التوقيف اللازمة بحقهم سنداً لمواد الادعاء ولمعطيات التحقيق.

الخبراء

على انّ التعويل الاساس للمنكوبين من انفجار المرفأ ليس على السلطة ووعدها بكشف الحقائق في غضون ايام معدودة ولم تفعل، بل على ما سيستخلصه الخبراء الفرنسيون والاتراك والروس، والذين سينضم اليهم بعد ظهر غد الأحد فريق من مكتب التحقيقات الفيدرالية «اف بي آي»، من استنتاجات ودلائل من مسرح الكارثة.

وبحسب المعلومات، فإنّ خبراء التحقيق الاجانب يركزون في تحقيقاتهم على مجموعة أمور:

أولاً، مسار سفينة نيترات الامونيوم، وكيف وصلت الى بيروت؟ ولماذا وصلت؟ ومن أوصلها؟ وكذلك لماذا تم إفراغها؟

ثانياً، كيف تم تخزين هذه المواد؟ وهل روعِيت معايير السلامة والحماية التي تتطلّبها مثل هذه المواد الخطيرة؟ وهل تمّ تخزينها وحدها، أم انّ مواد أخرى قد خزّنت معها؟ ومن أوعَز بتخزين هذه المواد؟ ولماذا؟

ثالثاً، فرضية التفجير غير المقصود الناجم عن إهمال وسوء ادارة وتقدير.

رابعاً، فرضية التفجير المقصود بعامل داخلي. ومن هنا يُجري المحققون عمليات تنقيب عن أدلة وقرائن، ولا سيما بعض الآثار لمواد متفجرة غير نيترات الامونيوم. (مصادر مواكبة للتحقيق تشير الى انّ هذا التحقيق يسير بتقنية وسريّة مطلقة، وخبراء التحقيق الاجانب لم يوحوا حتى الآن بأنهم وصلوا الى ما يؤكّد فرضية التفجير المقصود من الداخل).

خامساً، فرضية التفجير المقصود بعامل خارجي، بصاروخ او ما شابه. ومن هنا، تتحدث المصادر عن استعانة فريق المحققين الاجانب بصور جوية لمسرح الجريمة، قبل الانفجار، وأثناءه، وبعده. ولم يكشف التحقيق حتى الآن ما اذا كان قد وصل الى خيوط تؤكد هذه الفرضية او تنفيها، علماً انّ هناك حديثاً عن تقرير شبه نهائي، أعدّته دوائر عسكرية ومخابراتية أوروبية، بالاستناد الى صوَر جوّية ثابتة ومتحرّكة لموقع الانفجار، تستبعد فرضية العامل الخارجية بنسبة تزيد عن 90 في المئة.

زحمة موفدين

يأتي ذلك، في وقت يشهد لبنان زحمة موفدين دوليين إليه. وبرزت في هذا السياق زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية السفير دايفيد هيل، الذي أجرى محادثات مع كبار المسؤولين اضافة الى الرئيس سعد الحريري، مؤكداً «وقوف الولايات المتحدة الأميركية الى جانب لبنان واللبنانيين في المحنة التي يواجهونها»، ولافتاً الى انّ «واشنطن لن تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي بل ستتعاون مع السلطات اللبنانية ومع الأصدقاء والحلفاء في المنطقة لمساعدة لبنان وشعبه، الذي يجب الاصغاء إليه والسهر على تحقيق تطلعاته»، وشدّد في الوقت نفسه على أهمية تحقيق الإصلاحات في البلاد والمضي في مكافحة الفساد، معتبراً انّ ذلك يفتح الباب أمام تحرير أموال مؤتمر «سيدر» والتعاون مع صندوق النقد الدولي، لأنّ ذلك ما يحتاجه لبنان حالياً.

الترسيم

وكان لافتاً للانتباه انّ ملف ترسيم الحدود، جرى التداول فيه حصراً بين هيل ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث أكد المسؤول الاميركي للرئيس بري «على التقدم الحاصل على مسار ترسيم الحدود البحرية، وانه فرصة يحتاجها لبنان كما المنطقة». وفي هذا الاطار الايجابي تحدثت معلومات عن زيارة قريبة للمسؤول الاميركي عن ملف الترسيم دايفيد شينكر الى بيروت.

وفي الجانب الآخر من النقاش شرح الرئيس بري للسفير هيل «رؤيته للاصلاح المنشود وما سبق أن عرضه في جلسة مجلس النواب أمس الاول»، مشدداً على «ضرورة الاسراع بتشكيل حكومة تضطلع بمسؤولية الاعمار والاصلاح، وان تتقدّم بنهج مختلف عن سابقاتها لتكتسب ثقة الشعب اللبناني» .

بيت الوسط

وبعد لقاء هيل بالرئيس الحريري، أشارت أوساط بيت الوسط الى انّ التركيز في الاجتماع كان على الحاجة الى اعادة إعمار ما دمّره الانفجار في بيروت بسرعة قصوى، وإقامة برنامج طوارىء لمواجهة آثاره والاصلاحات المطلوبة لوقف الانهيار تمهيداً لإخراج لبنان من الازمة الاقتصادية. كذلك تمّ التركيز على مدى استعداد الولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الدولي للمساعدة والمساهمة مالياً واقتصادياً في هذين المجهودين الضرورين. ولفتت الاوساط الى «انّ الاجتماع كان ايجابياً، واتفق على مواصلة المشاورات حول هذين الموضوعين لتأمين فرَص النجاح للمساعي الدولية الجارية حالياً».

وصول الحاملة الفرنسية

وكذلك، برزت زيارة وزيرة الجيوش الفرنسية السيدة فلورانس بارلي التي أجرت محادثات مع كبار المسؤولين، مؤكدة انّ «على اللبنانيين تشكيل حكومة قادرة على اتخاذ قرارات شجاعة».

الى ذلك، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، في بيان، انّ «حاملة الطوافات الفرنسية «PHA Tonnerre» وصلت إلى مرفأ بيروت أمس، وعلى متنها وحدة من فوج الهندسة في الجيش الفرنسي مصطحبة معها الآليات الهندسية والعتاد اللازم للمشاركة في عملية رفع الأنقاض وإزالة الركام من مرفأ بيروت».

وأشارت القيادة الى انّ «حاملة الطوافات المذكورة محمّلة أيضاً بمواد طبية وغذائية ومواد بناء وآليتين مخصّصتين كهبة للدفاع المدني، وذلك من ضمن المساعدات التي ترسلها الدول الشقيقة والصديقة إلى لبنان بعد الانفجار الكارثي الذي وقع في المرفأ».

ظريف

وعلى خط الموفدين ايضاً، برزت زيارة وزير الخارخية الايراني محمد جواد ظريف، الذي أبدى استعداد ايران لمساعدة لبنان في شتى المجالات، مؤكداً على «الموقف الثابت والدائم لإيران التي تعتقد انّ لبنان هو المؤهّل ليأخذ القرارات المصيرية بشأن مستقبله والخيارات التي يريدها في المرحلة المقبلة». وقال: «انّ لبنان هو الطرف الوحيد المخوّل له ان يقرر في هذا المجال، ولا ينبغي لأيّ طرف أجنبي ان يستغلّ الوضع المأساوي الذي يعانيه طرف ما من أجل فرض إملاءاته عليه».

مشاورات تسبق الاستشارات

سياسياً، حتى الآن لم يبرز أيّ مؤشّر يوحي بأنّ استشارات التكليف ستجري الاسبوع المقبل، وذلك لعدم توفّر التوافق على شخصية لرئاسة الحكومة الجديدة.

اللافت للانتباه هو انّ «المطبخ الداخلي» شبه معطّل، ما خَلا مشاورات تجري بين بعض المستويات السياسية المعنية بطبخة التكليف، من دون ان يكون لها أي أثر تقريري على مستوى حَسم اسم الشخصية التي ستشكّل الحكومة.

تليين مواقف

وعلمت «الجمهورية» انّ حركة المشاورات الخارجية التي تجري بوتيرة سريعة وبحماسة فرنسية لافتة، ويحاول فيها «الطبّاخ الخارجي» إنضاج الطبخة واستجماع عناصرها الفرنسيّة والاميركية والسعودية وكذلك الايرانية، تتواكَب في الداخل مع حركة مكثّفة بعيداً عن الاضواء لـ»تليين المواقف»، تقوم بها «جهات مسؤولة» تزكّي تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، في اتجاه «بيت الوسط»، وكذلك في اتجاه جهات سياسية يشوب موقفها لبس أو غموض حيال هذه التسمية.

هل تحصل مفاجأة؟

على انّ الصورة الجامدة حالياً على خط الاستشارات الملزمة، قد تكون قابلة لأن تتبدّل خلال اليومين، اذا ما حدثت على خط المشاورات الخارجية مفاجأة إيجابية بالاعلان عن «تفاهم ما على شخصية ما»، يسحب نفسه تلقائياً على الداخل اللبناني، بما يُطلق الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة، في موعد لا يتعدى منتصف الاسبوع المقبل، الّا اذا تعذّر بلوغ هذا التفاهم. ومعنى ذلك انّ موعد الاستشارات سيتعرّض لتأخير إضافي، ربما لا يكون سقفه الاسبوع المقبل فقط.

الأسماء محدودة

وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ الاشارات الخارجية التي ترد الى المستويات السياسية في لبنان، تشير الى انّ النقاش الجاري يتمحور حول أمرين:

الأول، مساعدة اللبنانيين على تجاوز المحنة التي يمرّون فيها، وكذلك مساعدتهم على إنجاز الملف الحكومي، وتشكيل حكومة جديدة تحظى بأوسع توافق لبناني عليها، في أسرع وقت ممكن، تتولى مهمة احتواء آثار الانفجار الرهيب الذي حصل في مرفأ بيروت، وتوفير المعالجات اللازمة للأزمة الاقتصادية والمالية في هذا البلد، وإجراء الاصلاحات العميقة التي تتطلّبها مختلف القطاعات والمرافق في الدولة، وفي مقدمها مكافحة الفساد، بما يلبّي تطلعات ومطالبات مختلف فئات الشعب اللبناني.

الثاني، مساعدة اللبنانيين، على أن تكون على رأس الحكومة الجديدة، شخصية توافقية، لها حضورها وثقلها.

أسماء… ولا حسم

وبحسب تلك الاشارات، فإنه حتى الآن لم يحسم اسم تلك الشخصية، فالنقاش الجاري حول هذا الامر محصور بعدد محدود جداً من الأسماء، ولكن لا يمكن إدراجها كلّها في خانة الجدية.

الّا انّ ما تلفت اليه تلك الاشارات، وآخرها ورد قبل وقت قصير جداً، هو انّ اسم الرئيس سعد الحريري ما زال يتصدّر هذه الاسماء – كأفضلية – بوَصفه الشخصية الأكثر ملاءمة من سائر المرشحين المفترضين لتشكيل حكومة في هذه المرحلة، أيّاً كان شكل الحكومة: حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها كل الاطراف، او حكومة وحدة وطنية بأوسع تمثيل فيها، او حكومة مختلطة تكنوسياسية، أو حكومة اختصاصيين، او اي حكومة يتم التوافق على شكلها ومضمونها بين القوى السياسية اللبنانية، بالاستفادة من التجارب الحكومية السابقة، بحيث يُستفاد من السلبيات ونقاط الفشل والإخفاق، وتُبنى على الايجابيات المقاربات الجديّة للأزمة اللبنانية، بالحلول والعلاجات المطلوبة، وفي مقدمها الاصلاحات التي صارت أمراً حتمياً، وفرضَتها تطورات الازمة في لبنان، القاعدة الاساس للعمل ونقطة الارتكاز لأي حكومة مقبلة.

الطبّاخ الخارجي مستعجل

والبارز في تلك الاشارات، كما تؤكد لـ»الجمهورية» مصادر سياسية معنية بها، هو انّ المشاورات الخارجية ليست محكومة لزمن مفتوح، بل انّ الطبّاخين الخارجيين للحكومة، ووفق ما تبلّغت جهات لبنانية رفيعة المستوى، يُسابقون الوقت من جهتهم، ويغلّبون المنحى الايجابي على تلك المشاورات، وربطاً بهذه الايجابية، فهم يجزمون بأنّ مهمتهم ستخلص في وقت ليس ببعيد الى حسم اسم شخصية تحظى بتوافق اللبنانيين عليها، والمسألة مسألة ايام قليلة، خصوصاً انّ أجندة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وفريق عمله محصورة حالياً ببند أساسي هو لبنان، وانه وضع كل ثقله وهيبته في هذا الملف، لِحسمه قبل زيارته الى بيروت مطلع ايلول المقبل، ذلك انّ عدم حسم التكليف على الاقل، قبل هذه الزيارة، سيشكّل ضربة معنوية كبرى للرئيس الفرنسي وهيبته، ومن شأن ذلك، إذا حصل، أن يدفع بالملف الحكومي برمّته الى تعقيد كبير لن يكون من السهل إعادة التقاطه وفَكفكة عقده، وهذا معناه المزيد من الانتظار، وفترة طويلة من تصريف الاعمال في ظل حكومة مستقيلة، والنتيجة الاكيدة لهذا الاخفاق، المزيد من السلبيات في الازمة الاقتصادية والمالية التي يعانيها لبنان».

الداخل ينتظر

واذا كان الداخل السياسي بشكل عام ينتظر تصاعد الدخان الابيض من «مطبخ الخارجي» وحَسم اسم «الرئيس المكلّف»، والذي يعدّ اشارة الانطلاق في الاستشارات الملزمة بطريقة انسيابية تتجاوز أي تحفّظ قد يُبديه اي طرف على اسم الشخصية المتوافق عليها، الّا انّ هذا الداخل منقسم على نفسه، وليس مجتمعاً على اسم واحد، بل يبدو انّ لكل طرف مرشحه:

– تيار «المستقبل»، يتصرّف حيال الاستحقاق الحكومي من منطلق «العايز والمِستغني»، إذ انه لم يُبد ممانعة في عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، كما لم يُبد موافقة صريحة على ذلك، كما لم يرشّح أحداً غير الحريري. وبالتأكيد انه لن يرشّح احداً غير رئيسه، التزاماً بما أعلنه الحريري قبل فترة قصيرة من انه لن يغطي أحداً قريباً منه لرئاسة الحكومة. وكتأكيدٍ على ترشيحه للحريري، قرنَ حركة المشاورات الجارية في الداخل والخارج بالاعلان عن انّ عودة الحريري الى رئاسة الحكومة مرهونة بجملة شروط سبق أن اعلن عنها، وخلاصتها إطلاق يده في الحكم على رأس حكومة اختصاصيين، ومن دون اي عرقلة، والتي قال انه كان يتعرّض لها من قبل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ومن هم خلفه.

– الثنائي الشيعي، فقد اتخذا موقفاً منذ لحظة تقديم الرئيس حسان دياب استقالة حكومته، بعدم الدخول في بازار الاسماء، وحسما موقفيهما لناحية دعم ترشيح الرئيس سعد الحريري.

– «التيار الوطني الحر»، فعلى الرغم من عدم ورود إشارات اعتراضية من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على عودة الحريري الى رئاسة الحكومة، كتلك التي كانت تتوالى في الفترة السابقة للانفجار الرهيب في مرفأ بيروت، واستقالة حكومة دياب التي أعقبته، فإنه، أي التيار، لم يبدِ موقفاً واضحاً مؤيداً او رافضاً لعودة الحريري، بل يتجاذبه رأيين:

الأول، يقول بالذهاب الى دعم ترشيح الحريري، بمعزل عن الخلاف العميق معه، والذي تصاعد بشكل كبير جداً بعد استقالة حكومته، ووضعها في متراسين متقابلين لطالما تبادلا الهجومات القاسية بين الحريري ومن خلفه تيار «المستقبل» مع حلفائه، وبين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ومِن خلفه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحلفاء العهد.

الثاني، ما زال يبدي تصلباً حيال الحريري، ويرفض عودته، ذلك انّ التجربة معه كانت فاشلة، وتكرارها معناه الفشل من جديد، وعدم الانسجام معه خلال ترؤسه الحكومة، فضلاً عن انّ الاشارات التي تُرسل من قبله مباشرة او عبر المحيطين به ليست مطمئنة، اذ انها تنطوي على شروط تعجيزية لا يمكن القبول بها، كمثل تشكيل حكومة يتفرّد بقرارها.

– «الحزب التقدمي الاشتراكي»، موقفه رمادي وغير واضح حتى الآن، وإن كان رئيسه وليد جنبلاط قد أيّد، بعد لقائه الاخير مع الرئيس نبيه بري قبل يومين، الذهاب الى حكومة طوارىء، الّا انه في عمق الموقف لم يعطِ إشارة يُفهم منها انه يؤيّد عودة الحريري الى رئاسة الحكومة، علماً انه لم يخفِ منذ استقالة حكومة سعد الحريري، تأييده ترشيح السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة، وكان له موقف سلبي جداً من «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل» لعدم تسمية نواف سلام في استشارات التكليف السابقة، واتهمهما بخذلانه.

– «القوات اللبنانية»، المصابة بخيبة أمل من تيار «المستقبل» و»الحزب التقدمي الاشتراكي»، لعدم تقديمهما الاستقالة من المجلس النيابي، فإنها لم تُبد حماسة لحكومة على شاكِلة الحكومات السابقة، ورئيسها سمير جعجع آثر الّا يبيع موقفاً مؤيّداً للحريري، بل أوحى بعكس ذلك، حينما سُئل بعد اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» في معراب قبل يومين عن إعادة تسمية الرئيس سعد الحريري، حيث قال: «نحن مع حكومة جديدة، ومستقلة تماماً، وحيادية تماماً، ولسنا مع طرح حكومات الوحدة الوطنية».

مَن يشوّش؟

وفي سياق ما تقدّم، تحدثت معلومات عن انّ جهات لبنانية مصنّفة في خانة الحليفة للحريري، تحاول ان تدخل على خط المشاورات الخارجية، عبر قنوات سياسية وديبلوماسية، لقطع الطريق امام الحريري وتزكية أسماء بديلة منه.

وأكد مرجع سياسي معني هذه المعلومات، وقال لـ»الجمهورية»: «مع الأسف، هناك جهات لبنانية مصرّة على ان تعمل لغير مصلحة لبنان ولا تكترث للبنان، وللحال الذي وصل إليها. لقد حلّت فينا كارثة كبرى فوق الكارثة الاقتصادية والمالية التي نعانيها، ومع ذلك يأتي من يحاول التشويش لمنع التوافق، وقطع الطريق على تشكيل حكومة تلمّ البلد، وتُعيد جمع شمل كل اللبنانيين. إنّ مصلحة لبنان هي في تشكيل الحكومة في أقرب وقت، ومصلحة لبنان ايضاً هي في أن يترأسها سعد الحريري»

*************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

«فيتو» أميركي على «حزب الله» بالحكومة .. و«المحور» يرفض الإملاءات مقابل المساعدات

الإستشارات إلى أجل غير مسمى ونصرالله ينتقد الحريري.. وصوان يباشر الاستجوابات

طفا على سطح الحركة الدبلوماسية المتسارعة في لبنان، سواء من قِبل أصدقاء أو خصوم دوليين واقليميين بعضهم لبعض، أمران: الأول: تنظيم المساعدات المتعلقة بالاغاثة والمساعدة على إزالة الركام أو التحقيق أو الاعانات الطبية والغذائية، الثاني: اجراء محادثات بشأن المستقبل السياسي للبلد، سواء في ما خصَّ الحكومة الجديدة أو برنامجها الاصلاحي والاقتصادي.

ثلاثة زوّار يمثلون دولاً كبرى في العالم والاقليم، كانوا يتحدثون حول هذه المواضيع بلقاءات مكوكية مع المسؤولين اللبنانيين: وكيل الخارجية الأميركية ديفيد هيل، وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف، ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي، التي دعت بعد لقاء الرئيس ميشال عون في بعبدا إلى الإسراع بتشكيل حكومة تتولى مهامها لفترة محددة، لاجراء إصلاحات عميقة بشكل فعّال.

فيتو أميركي

وكشفت مصادر مواكبة للقاءات الموفد الاميركي دايفيد هيل مع كبار المسؤولين والزعماء السياسيين أنه عرض معهم بشكل عام الأوضاع العامة في لبنان بعد التفجير المدمر الذي استهدف مرفأ بيروت واضراره البليغة مؤكدا وقوف بلاده الى جانب لبنان في هذا الظرف الصعب وحرصها على تقديم المساعدات الانسانية والطبية لاغاثة المتضررين ودعم اعادة إعمار ما تهدم لتجاوز آثار هذه الكارثة، ومؤكدا في الوقت نفسه استمرار بلاده في برنامج دعم الجيش اللبناني.

ولاحظت المصادر ان الموفد الاميركي لم يتطرق في بعض لقاءاته ولاسيما منها مع رئيس الجمهورية ميشال عون الى موضوع تشكيل حكومة جديدة الا عرضا من خلال تكرار الموقف الاميركي المعلن ،الا انه تطرق الى هذا الموضوع بنقاش تفصيلي مع بقية الذين التقاهم وبينهم الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري ووليد جنبلاط، مشددا على ان تكون الحكومة الجديدة حيادية او تكنوقراط مستقلة قدر الامكان وتعبر عن تطلعات ومطالب اللبنانيين وخصوصا المتظاهرين في الشارع وتعمل بشفافية وانجاز الاصلاحات البنيوية والهيكلية في القطاعات والادارات الحكومية ولاسيما بالكهرباء وهو ما اعتبره البعض بأنه رفض أميركي قاطع لمشاركة حزب الله والتيارالعوني بالحكومة العتيدة، مشددا في الوقت نفسه على ان تقديم المساعدات المالية من المجتمع الدولي لحل الازمة في لبنان مرتبط ارتباطا وثيقا باجراء هذه الاصلاحات الضرورية. وفي حين لاحظت المصادر من فحوى النقاشات ان الموفد الاميركي يؤيد المسعى الذي يقوم به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمساعدة لبنان ودعمه في مواجهة تداعيات الانفجار المروع انطلاقا من مشاركة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في مؤتمر دعم لبنان ومواكبته المباشرة لتشكيل الحكومة الجديدة، الا انها لاحظت تمايزا اميركيا تمثل باستمرار التشدد الاميركي برفض مشاركة حزب الله بالحكومة المرتقبة ،في حين لوحظ ان الموقف الفرنسي لم يقارب هذه المسألة بهذه الحدة في الاتصالات التي اجراها الرئيس الفرنسي مع مختلف الزعامات السياسية.

بالمقابل، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان المشاورات بشأن الملف الحكومي متواصلة انما في وتيرة هادئة وذلك في انتظار بلورة الصورة بشكل اوضح قبيل الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة.

وقالت ان العمل منصب اكثر على مهمات الحكومة الجديدة والمسؤوليات المطلوبة منها، وطبيعة عملها.

وأكدت أن المطلوب من الحكومة الجديدة العمل على ملفين أساسيين هما: الاصلاح ومكافحة الفساد اذ لا يمكن الأتيان بحكومة بعيدة عن هذين التوجهين.

ورأت ان هذا الامر هو مطلب المجتمع الدولي ايضا، ومن الضروري ان تتمتع بالتمثيل من أجل القيام بهذه المهمة وان تكون بالتالي قادرة على المواجهة ومهما كان شكلها تكنوقراط، اقطاب، وحدة وطنية من المهم ان ترفع هاتين الأولويتين.

وافادت المصادر أن الاتصالات الجارية تتم بعيدا عن الإعلام لتأمين الحد الأدنى من التوافق بين الاطراف السياسيين حول مهمة الحكومة اولوياتها وطبيعتها.

ولفتت الى ان كلام الرئيس عون تحدث أمام زواره من الموفدين الدوليين والمسؤول الأميركي عن الاصلاحات ومكافحة الفساد وضرورة ان يكونا من مهمات الحكومة الجديدة.

واشارت الى ان عون يقود الاتصالات بعيدا عن الاضواء، واللقاء المرتقب مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والمتوقع الأسبوع المقبل، يندرج في إطار هذه المشاورات، فالموضوع الحكومي سيبحث من ضمن مواضيع عدة تعرض بينهما.

الى ذلك استبعدت اوساط مراقبة تشكيل حكومة في القريب العاجل لكنها في الوقت عينه رأت ان زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بداية ايلول المقبل الى لبنان، ستكرس الاتفاق السياسي وذلك انطلاقا مما ذكره ماكرون خلال زيارته الأخيرة الى بيروت.

وقال عون أمس ان المشاورات التي يجريها، قبل تحديد موعد الاستشارات النيابية «هدفها تحضير الأجواء السياسية الملائمة كي تكون الحكومة الجديدة منتجة ومتجانسة ونتيجة توافق بين مختلف القيادات».

وتردد ان هيل لم يبحث في ترسيم الحدود ولا في تفاصيل الملف الحكومي وهو اوضح ان بلاده لا تتدخل في الشوون اللبنانية وشدد على اهمية الأصلاحات والأصغاء الى تطلعات الشعب.

وعلمت «اللواء» ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أبلغ بعض زوّار انه لن يسمي الرئيس الحريري لترؤس الحكومة الجديدة، وكذلك لم يسمه النائب جنبلاط.

وهكذا، جمعت كارثة انفجار المرفأ الخصمين اهيل وظريف كلا على حدى، مع المسؤولين اللبنانيين الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب،ووزيرالخارجية شربل وهبي ، من باب تاكيد الدعم للبنان، وان اختلفت سياسيا لقاءاتهما مع القوى الاخرى، حيث التقى هيل ايضا البطريرك الماروني بشارة الراعي، والتقى ظريف قيادة حزب الله. وتواكبت زيارة المسؤولين الاميركي والايراني مع نشاط للسفن الحربية الاميركية والفرنسية والبريطانية قبالة الساحل اللبناني، وهو ما اعتبره ظريف «ليس أمراً طبيعياً وهذا تهديد للشعب اللبناني ومقاومته».

لكن قيادة الجيش-مديرية التوجيه اعلنت في بيان، انه «وصلت إلى مرفأ بيروت حاملة الطوافات الفرنسية «PHA Tonnerre»، وعلى متنها وحدة من فوج الهندسة في الجيش الفرنسي مصطحبة معها الآليات الهندسية والعتاد اللازم للمشاركة في عملية رفع الأنقاض وإزالة الركام من مرفأ بيروت. وان حاملة الطوافات المذكورة محملة أيضاً بمواد طبية وغذائية ومواد بناء وآليتين مخصصتين كهبة للدفاع المدني، وذلك من ضمن المساعدات التي ترسلها الدول الشقيقة والصديقة إلى لبنان بعد الانفجار الكارثي الذي وقع في المرفأ».

وحسب المعلومات الرسمية، نقل السفير هيل الى الرئيس عون تعازي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو بضحايا التفجير في مرفأ بيروت، مؤكدا وقوف الولايات المتحدة الأميركية الى جانب لبنان واللبنانيين في المحنة التي يواجهونها، مشيراً الى ان توجيهات الرئيس الأميركي ان تكون الولايات المتحدة حاضرة للمساعدة. وشكر هيل الرئيس عون على موافقة لبنان على استقبال فريق من مكتب التحقيق الفيديرالي الـــ FBI للمشاركة في التحقيقات التي يجريها القضاء اللبناني، مؤكدا ان بلاده لن تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي ،بل ستتعاون مع السلطات اللبنانية ومع الأصدقاء والحلفاء في المنطقة لمساعدة لبنان وشعبه الذي يجب الاصغاء اليه والسهر على تحقيق تطلعاته».

وشدد هيل «على أهمية تحقيق الإصلاحات في البلاد والمضي في مكافحة الفساد، معتبرا ان ذلك يفتح الباب امام تحرير أموال مؤتمر «سيدر» والتعاون مع صندوق النقد الدولي لأن ذلك ما يحتاجه لبنان حالياً».

واكد الرئيس عون على ان التحقيق مستمر لمعرفة ملابسات حادثة التفجير في المرفأ، وان المطلوب المساعدة في معرفة ظروف وصول الباخرة التي كانت محملة نيترات امونيوم الى مرفأ بيروت وتفريغها فيه، مرحّبًا بفريق مكتب التحقيق الفيدرالي الأميركي لمساعدة الجانب اللبناني في تحقيقاته. واشار الرئيس عون الى ان عددا من المسؤولين في مرفأ بيروت الحاليين والسابقين هم قيد التحقيق. والى ان الحكومة الجديدة التي سوف تشكل ستكون من مهامها الأولى تحقيق الإصلاحات والمضي في مكافحة الفساد ومتابعة التدقيق الجنائي الذي قرره مجلس الوزراء.

و‘ُعلم ان هيل ابلغ عون ان هناك مساعدات عينية اميركية اضافية ستصل الى لبنان. وان عون طلب المساعدة الاميركية في التحقيق لجهة معرفة الجهة التي ارسلت باخرة الامونيوم الى لبنان والسبب وراءها.

ولكن البحث لم يتطرق مع عون الى موضوع ترسيم الحدود البحرية، بل بحث هيل الموضوع مع الرئيس نبيه بري خلال زيارته عين التينة. اضافة الى البحث في الوضع الحكومي، حيث اكد هيل حسب معلومات «على الاسراع بتشكيل حكومة تضطلع بمسؤولية الاصلاحات وإعادة اعمار ما هدمه انفجار المرفأ،وان تقدم نهجا مختلفا عن سابقاتها من الحكومات لتكسب ثقة الشعب اللبناني». كما اكد هيل على التقدم الحاصل في عملية ترسيم الحدود البحرية. وقال: ان هناك فرصة للبنان والمنطقة لللانتهاء من هذا الموضوع».

وذكرت اوساط بيت الوسط ان التركيز في الاجتماع بين الرئيس سعد الحريري وديفيد هيل كان على الحاجة على اعادة اعمار ما دمره الانفجار في بيروت بسرعة قصوى وبرنامج طوارىء لمواجهة اثاره والاصلاحات المطلوبة لوقف الانهيار تمهيدا لاخراج لبنان من الازمة الاقتصادية. وفي المقابل مدى استعداد الولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الدولي للمساعدة ماليا واقتصاديا في هذين المجهودين.

بيان هيل

شملت محادثات هيل على الرؤساء الثلاثة دياب والحريري والنائب وليد جنبلاط والبطريرك الماروني الكاردينال مار بطرس بشارة الراعي، واليوم يلتقي قيادات المجتمع المدني.

وقالت السفارة الأميركية، نقلا عن هيل: «عندما أنهى اجتماعاتي، سيكون لي بيان أكثر شمولاً.. انني أرى ان هناك حاجة إلى قدر كبير من العمل لتحقيق الأهداف والغايات التي دافع عنها، لاقتلاع الفساد، والقيام بالاصلاحات المالية والاقتصادية، والعمل على التغيير في المؤسسات اللبنانية كبسط سيطرة الدولة على الموانئ والحدود، وإصلاح شبكة الكهرباء، والبحث من جديد في شبكة الأمان الاجتماعي..

والأهم ما قاله لجهة عدم الإمكان بقبول «المزيد من الوعود الفارغة، والمزيد من الحكم غير الفعال».

وأكّد انني استمع إلى مطالب حول إصلاح حقيقي يتسم بالشفافية والمساءلة، ان أميركا مستعدة لدعم حكومة لبنانية تعكس إرادة الشعب وتستجيب لها، وتلتزم بصدق وتعمل من أجل تغيير حقيقي.

ومن بكركي، قال هيل: لا يمكننا ان نقبل بوعود فارغة بعد اليوم، والولايات المتحدة مستعدة لدعم حكومة تقوم بتغيير حقيقي، وتستجيب لحاجات الشعب.

ظريف

واستهل وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف لقاءاته في لبنان، فور وصوله مساء الخميس الماضي، حيث التقى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله..

وأكّد ظريف للرئيس عون استعداد بلاده «لمساعدة لبنان في كل المجالات المتاحة، لا سيما بعد الاضرار الجسيمة التي لحقت بالعاصمة بيروت جراء هذا التفجير»، وابدى «امكانية التعاون في مجالات الصحة والطاقة والكهرباء والمحروقات، وكل ما يطلبه لبنان للتخفيف من الآلام التي اصابت اللبنانيين».

وقال: ان ايران «حاضرة لتزويد لبنان بالزجاج وبمتطلبات إعادة اعمار المنازل والممتلكات المتضررة»، واعرب عن «الامل في ان يعود لبنان بلدا قويا وقادرا على مواجهة الصعوبات، ومنها المحنة الاخيرة، ويتمكن اذذاك من لعب دوره المحوري والبناء في محيطه والعالم»، وتمنى «تشكيل الحكومة الجديدة القوية التي تلقى دعم جميع الأطراف اللبنانيين، كي تتمكن من أداء عملها في هذه الظروف»، وشدد على ان ايران «تقف الى جانب لبنان حتى يستعيد عافيته كاملة ولن تقصر في أي طلب للمساعدة والدعم».

عن توصيف البعض لما يحصل في لبنان على انه منازلة دولية على الساحة اللبنانية، قال ظريف بعداللقاء: «ينبغي بذل جهد دولي لمساعدة لبنان وليس لفرض أمور عليه. نحن نعتبر انه ينبغي على كل دول العالم، في المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان حاليا، تقديم كل المساعدات التي يحتاجها وليس استغلال هذه الظروف الصعبة لتحقيق مآرب خاصة».

ونحن نعتبر هذا الموضوع موجود برمته في تصرف لبنان حكومة وشعبا وهما يختاران الشكل الأنسب للتعاون. نحن نعتبر ان العالم ينبغي ان يُبادر.

عما إذا كانت ايران قد عرضت المساعدة في التحقيقات بشأن إنفجار المرفأ؟ أجاب ظريف: نحن نعتقد ان لبنان كبلد سيد حر مستقل ينبغي ان يتولى بنفسه كافة التحقيقات المتعلقة بهذه الحادثة المأسوية كما هو الحال الان بالفعل. ونحن مستعدون للمساعدة إذا ما طلب منا ذلك».

ومن الخارجية اعلن ظريف «ان الشركات الخاصة الايرانية لديها نفس هذا التوجه في الانفتاح والتعاون مع لبنان في كافة المجالات. كما اؤكد الموقف الثابت والدائم للجمهورية الإسلامية الايرانية بأن لبنان بحكومته وشعبه هو المؤهل في اتخاذ القرارات المصيرية بشأن مستقبله والخيارات التي يريد ان ينتهجها في المرحلة المقبلة، وايران تقف بشكل ثابت وراسخ امام الخيارات الحرة التي ينتهجها لبنان في هذا المجال».

نصر الله ينتقد الحريري

سياسياً، اعتبر السيّد نصر الله ان الحديث عن حكومة حيادية تضييع للوقت، وبالنسبة لنا لا نؤمن بوجود حياديين في لبنان.

وأكّد اننا نطالب بحكومة قوية وقادرة ومحمية سياسياً، ونطالب الرئيس المكلف ايا يكن بالسعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة تضم أوسع تمثيل سياسي اولويتها الإصلاحات، وإعادة اعمار ما تدمر والمواضيع المعيشية.

وفي موقف، يستدعي الانتباه قال السيّد نصر الله: من لا يستطيع تحمل مسؤولية سياسية بظروف صعبة، فليخرج من الحياة السياسية.

وادرجت مصادر سياسية هذاالموقف بأنه انتقاد مباشر للرئيس الحريري الذي رفض تشكيل الحكومة عندما استقالت حكومته بعد 17 ت1 2019.

وتطرق إلى حكم المحكمة الدولية، وكرر موقف حزب الله، نحن غير معنيين، إذا حكم على أحد اخواننا بحكم ظالم، وأكّد ان أي قرار كأنه لم يكن.

وأوصى جمهور المقاومة بالصبر، لعبور هذه المحنة.

وليلاً، غرد النائب زياد الحواط عضو تكتل «الجمهورية القوية» رداً على السيّد نصر الله: «قضيتم على الأخضر واليابس.أسقطتم الدولة ومؤسساتها وحلم الشباب. أغرقتم لبنان في الأسود بخياراتكم ورهاناتكم وارتهاناتكم. دمرتم لبنان والآتي من أفعالكم أعظم. لن نهابكم ولن تخيفنا تهويلاتكم وتهديداتكم.سنكون بالمرصاد».

وفي سياق متصل، سيكون غدا لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل موقف من الحكومة والتمثيل فيها وبرنامجها.

التحقيقات

قضائياً، تسلم المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان ادعاء النائب العام لدى المجلس العدلي القاضي غسّان عويدات، مع محاضر التحقيقات الأوّلية، وباشر دراستها تمهيداً للبدء بإجراء استجواباته الاثنين.

وأكّد القاضي عويدات ان للقاضي صوان الحق بالاستماع إلى الوزراء، وفي حال وجد شبهة يحيل الموضوع إلى النيابة العامة التمييزية لاجراء المقتضى، وعليه، أرجأ المحامي العام التمييزي القاضي غسّان الخوري الاستماع إلى إفادات وزراء الاشغال والمال الذي كان مقررا ان تبدأ أمس، إلى حين إرسال صوان كتاباً حول عدم اختصاصه في التحقيق مع وزراء إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.

مخلفات سامة

في سياق متصل، أبدت وكالة تابعة الأمم المتحدة أمس الجمعة قلقها إزاء إمكان وجود مخلفات سامة في بيروت عقب الانفجار الذي شهدته بيروت، وشددت على ضرورة تقييم مدى خطورتها. ومن لبنان، حيث شاركت في مؤتمر صحافي عبر الانترنت نظم في جنيف، قالت مستشارة الأزمات في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ريكا داس إنه «في لحظات معدودة» أدت كارثة 4 آب التي أوقعت أكثر من 171 قتيلا و6500 جريح إلى «تغطية بيروت بطبقات من المخلفات». وأضافت المسؤولة «يجب علينا تقييم أصناف المخلفات: سامة، طبية، إلكترونية، إلخ». وتابعت «علينا أن نحدد ما هو خطر وما هو غير خطر، ما يمكن إعادة تدويره وما لا يمكن إعادة تدويره، وأين نضع بشكل آمن ما لا يمكن إعادة تدويره»، مشيرة إلى أن «لبنان لا يملك تجربة كبيرة في إعادة التدوير». وشددت داس على أن «المشكل متفاقم لأنه توجد أصلا مشكلة فرز نفايات في البلد».

وأشارت إلى أنه «إضافة إلى هذه المخلفات المرئية والتلوث، يوجد أيضا تلوث البحر الأبيض المتوسط الذي لا نعلم عنه شيئا». هذا التقييم الذي «بدأ للتو» يتم خاصة «بتعاون وثيق مع خبراء من الاتحاد الأوروبي على دراية بالمخلفات»، ومع «منظمات تطوعية». لكن العملية معقدة بسبب «صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة»، إذ «لا يزال يوجد طوب وأسقف متداعية. علينا الانتباه لأنفسنا وحماية المهندسين الذين نعمل معهم»، وعبرت عن أملها في الحصول على «النتائج الأولية خلال أسبوع». وقدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الحاجات المالية الفورية للمهمة بثلاثة مليارات دولار. وقالت ريكا داس في هذا السياق «سنبدأ بهذا (المبلغ) وعندما ننتهي من تقييم مدى تعقيد المسألة سنطلب المزيد».

8045

صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 334 اصابة كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي منذ ٢١ شباط الماضي الى 8045 حالة.

وبلغ عدد الفحوصات التي اجريت داخل مستشفى رفيق الحريري الجامعي خلال الـ24 ساعة 709 فحصاً، والحالات المشتبه بها وصلت إلى 21 حالة وبلغ عدد حالات الشفاء 312 حالة شفاء، و24 حالة حرجة.

*************************************

افتتاحية صحيفة الديار

السيد نصرالله يتحدث عن كل المستجدات ويعتبر التطبيع الإماراتي الإسرائيلي «خدمةً إنتخابية لترامب»:

على جمهور المقاومة الصبر والإحتفاظ بغضبهم ليومٍ نحتاج إليه لمنع جر لبنان إلى حرب أهلية

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له عبر شاشة قناة المنار في ذكرى الانتصار التاريخي على العدو الاسرائيلي في حرب تموز 2006 ، أن «المقاومة في حرب تموز استطاعت أن تثبت قواعد اشتباك تحمي لبنان من خلال توازن الردع، موضحاً أن انجاز انتصار 2000 هو التحرير وانجاز 2006 هو الحماية من خلال توازن الردع وأن «إسرائيل» لا زالت تدرك تمامًا أن هناك معادلة تحمي لبنان اسمها توازن الردع»، مضيفا أن «من النتائج الاستراتيجية لحرب تموز، إفشال مشروع الشرق الأوسط الجديد، موضحاً أن «إسرائيل» ما زالت تعيش «آثار الهزيمة العسكرية والنفسية» التي لحقت بها».

وتابع «إذا قلنا للأميركيين إننا مستعدون للتخلي عن المقاومة في مواجهة «إسرائيل»، سيشطبوننا عن لائحة الإرهاب»، إلا أن «المقاومة هي مسألة وجود، وهي الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه، لنبقى على قيد الحياة»، معقبا أن «المقاومة بالنسبة للبنان وشعبه، هي شرط وجود حتى إشعار آخر».

وتطرق نصرالله إلى تداعيات انفجار مرفأ بيروت، مشيراً «إلى أن حزب الله لا يمتلك رواية حول ذلك لأنه ليس الجهة التي تقوم بالتحقيق، موضحاً في هذا السياق فرضيتين حول أسباب انفجار المرفأ، إما عرضيا أو أن يكون تخريبيا»، مضيفا «بأن حزب الله ينتظر نتائج التحقيق وهو يدرك أنه معني بأمن المقاومة المباشر وليس مسؤولية كامل الأمن القومي ببعده الداخلي، لكن أوضح بأنه إذا ثبت أن الانفجار عرضي فيجب محاسبة المسؤولين، أما اذا ثبت أنه كان تخريبياً فيجب محاسبة المقصرين إلا أن علينا البدء بالتحيقيق حول من يقف خلفه».

وفي السياق، لفت إلى مشاركة الإستخبارات الأميركية في عملية التحقيق، وأن ذلك يعني إبعاد أي مسؤولية لـ«إسرائيل» عن التفجير إذا كان لها مسؤولية، مشدداً على أن حزب الله لا يمكن أن يسكت على جريمة كبرى بهذا الحجم اذا كانت «اسرائيل» قد ارتكبتها، وأن الأخيرة ستدفع ثمناً بحجم هذه الجريمة في حال ذلك».

ورأى نصر الله «أن الأمر الأخطر من ذلك يتمثل بمشروع اسقاط الدولة الذي نجا منه لبنان، حيث استغلت بعض القوى السياسية آلام الناس ووجهت ذلك باستهداف العهد وكان رئيس الجمهورية هو المستهدف الأول والضغط عليه من أجل الاستقالة، أما المؤسسة الثانية المستهدفة فهي المجلس النيابي باستقالات جماعية، وبحجة الميثاقية يتجهون عمليًا باتجاه اسقاط مجلس النواب ثم الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة».

وحول استقالة الحكومة، أكد «أن الظروف والصعوبات والعوامل هي التي أدت إلى ذلك، لأنه في ظل انفجار بهذا الحجم كان من الصعب أن تصمد، متوجهاً باسم حزب الله إلى الرئيس حسان دياب وحكومته بالشكر منوهاً بشجاعتهم في ظل كل الظروف».

وتابع بأنه أي يكن الرئيس الذي سيكلف، فإن حزب الله سيطالبه بالسعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة ذات أوسع تمثيل سياسي وشعبي ممكن تضم سياسيين واختصاصيين أولوياتها الاصلاح واعادة الاعمار والوضع المعيشي والكهرباء والتدقيق الجنائي والمدارس الرسمية ومكافحة الفساد ومتابعة التحقيق والمحاسبة في مرفأ بيروت».

وحول قرار المحكمة الدولية، رأى «أن حزب الله غير معني به ويعتبر أن هذا قرار كأنه لم يصدر، منبهاً من محاولة استغلال المحكمة لدفع الأمور باتجاه الاستفزاز والشتائم والسباب».

وتناول نصر الله قرار الرد على استشهاد أحد عناصر حزب الله في سوريا علي كامل محسن، وقال: «إن الهدف من الرد ليس الاستعراض الإعلامي إنما تثبيت قواعد الاشتباك»، مؤكداً أن الرد «ما زال قائماً والمسألة قضية وقت وعليهم أن يبقوا منتظرين».

وأعلن أنه «لم نفاجأ بما قام به بعض الحكام في دولة الإمارات، بل كان ضمن المسار الطبيعي الذي كانوا يتبعونه. وما قامت به الإمارات هي خدمة انتخابية سياسية لترامب، وخدمة شخصية وانتخابية لنتنياهو.. وعلينا أن نتوقع من الآن حتى الانتخابات الأميركية إقدام أنظمة عربية على توقيع اتفاقات سلام مع إسرائيل».

———— ————–

أشار الأمين العام لـ «حزب الله»حسن نصر الله، الى انه تم توقيف المهرجان الشعبي في الذكرى الـ 14 للانتصار الالهي في تموز 2006 هذا العام بسبب جائحة كورونا، ومثلها في احتفالات ذكرى عاشوراء. وبارك في مقدمة كلمته للشهداء من جيش وشعب ومقاومة، ووجه شكره الى الرئيس اميل لحود الذي تحمل الكثير وبذل جهودا كبيرة كي لا تنحرف قرارات الحكومة يومها، وايضا الشكر للرئيس نبيه بري الذي ادار المفاوضات الصعبة مع الوفود الخارجية ومع الداخل، ولكل شرائح المجتمع الذين ايدوا ودعموا وساندوا، ولكل الدول التي وقفت الى جانبنا وفي مقدمهم ايران وسوريا، ولكل احرار العالم وتأييدهم للمقاومة، ولكل من يقف الى جانب الحق ضد الاستكبار والذي يمثله اليوم الكيان الصهيوني.

واعتبر ان «ما جرى في تموز 2006 كان حربا حقيقة، وهذا ما اعلنه العدو عندما نقل توصيفها من عملية الى حرب وسماها حرب لبنان الثانية، كانت حربا فرضها العدو بقرار اميركي، ولبنان على المستوى العسكري قاتل وحيدا ووقف وحيدا من الناحية العسكرية امام الكيان الغاصب فيعتبر من اقوى الجيوش في العالم، و33 يوماً مضت والمقاومة وشعبها ولبنان يصمد ويبادر ويصنع الانتصارات الى ان اجبرت اسرائيل على وقف عدوانها، وتراجعت عن شروطها وكانت النهاية بالقرار 1701»، مبيناً انه «كانت لتلك الحرب نتائج استراتيجية على اكثر من مستوى، وساكتفي بالتذكير ب 3 نتائج اولا: ايقاف وافشال مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي كانت تديره اميركا وهذا ما بشرت به كوندلايزا رايس وكل الوثائق اكدت ان الحرب على لبنان كانت جزءاً من هذا المشروع وكان مخططا ان يدخل لبنان في الهيمنة الاميركية والعودة الى المنطقة لتصفية القضية الفلسطينية، وثم يتم تكريس خريطة جديدة للشرق الاوسط تكون فيها اسرائيل هي المحور لكل ما يجري في المنطقة، والاميركي يحاول الان تثبيت اسرائيل الخائفة المرعوبة وتابعوا الاسرائيليين وتعرفون انهم يعيشون مخاوف من خطر الوجود والبقاء لهذا الكيان السرطاني، والنتيجة الثانية: حرب تموز كشفت حقيقة الكيان ومستوى الترهل في منظومته العسكرية والامنية وجبهته الداخلية وقدرته على الصمود ولذلك لجأ للعالم لوقف الحرب، ونتائج الحرب تركت اثاراً عميقة حتى اليوم، 14 سنة ومازلت اثار الهزيمة حاضرة وبقوة ومازلت عندنا اثار الانتصار والثقة والامل بالمستقبل والاستعداد للاستحقاقات المستقبلية، والنتيجة الثالثة هي ان المقاومة في حرب تموز استطاعت ان تثبت قواعد اشتباك تحمي لبنان، وانجاز 2000 هو التحرير وانجاز 2006 هو الحماية، الى اليوم الاسرائيلي يعرف تماما، ما كنا نشهده من اعتداءات اسرائيلية وضع في اطار، اليوم هناك معادلة تحمي لبنان اسمها توازن الردع وهي تشتد يوما بعد يوم وهذا ما يعرفه الاسرائيلي واسياده».

المقاومة في حرب تموز انها استطاعت تثبيت قواعد الردع لحماية لبنان

وأوضح نصر الله ان «المعادلة التي تحمي لبنان، لا جامعة الدولة العربية ولا القرارت الدولية التي تحمي لبنان، بل الذي يحمي لبنان منذ 14 سنة هي هذه المعادلة وتوازن الردع، واليوم في الحقيقة مشكلتنا في لبنان مع اميركا واسرائيل، ومشكلتهم معنا هي قوة المقاومة ومصالح اسرائيل، والمقاومة تقف حاجزا في وجه اطماع اسرائيل، لو قبلنا التخلي عن المقاومة وهذا العرض دائما موجود، لو قبلنا بذلك وتخلينا عن هذا المسار سيشطبوننا عن لائحة الارهاب، وكانوا سيقاتلون لنشارك في الحكومة ونصبح اعز اصدقائهم، الأميركيون والاوروبيون، مشكلتهم الاساسية هي هذه، ويقول سفير الامارات في واشنطن قاتلنا حزب الله وحماس من اجل اسرائيل وهو يبيع الكلام لاميركا واسرائيل، وهيمنة حزب الله على الحياة السياسية كذبة اخترعوها. وكرر الاشارة الى ان المشكلة مع حزب الله هي قوته التي تردع اسرائيل»، رافضا الكشف عن «مجالات قتال الامارات لحزب الله كما اعلنت الامارات مؤخرا».

أضاف «لو اوقفنا قتال اسرائيل سيشطبوننا عن لائحة الارهاب حتى لو تدخلنا في الاقليم، وهم فشلوا في الحرب العسكرية ويعرفون ان اي حرب اسرائيلية مقبلة لن تستطيع ان تضعف حزب الله ولهذا يلجأون الى وسائل اخرى من الافخاج والكمائن وما يجري في لبنان اليوم جزء من هذه المعركة، وأقول في ختام هذا المقطع، بالنسبة الينا المقاومة مسألة وجود وهي الهواء الذي نتنفسه للبقاء على قيد الحياة، والماء الذي نشربه، والمقاومة بالنسبة للبنان هي شرط وجوده حتى اشعار آخر، طالما لا وجود بديل مقنع».

قرار الرد على اغتيال الشهيد علي محسن ما يزال قائما ويتعلق بالتوقيت

وبيّن السيد نصر الله ان «المقاومة بالنسبة للبنان وشعب لبنان هي شرط وجود وليست خصوصيات اضافية يمكن الاستغناء عنها، المقاومة خيارنا مهما كانت الضعوط، ومنذ اكثر من اسبوعين كان العدوان الاسرائيلي على مطار دمشق وادى لاستشهاد عنصر لحزب الله الشهيد علي محسن، وكان معروف لدى اسرائيل بان حزب الله سيرد ولن يسكت وذهب الاسرائيلي على الاجراءات على امتداد الحدود من الناقورة الى الجولان ووقف على اجر ونصف حتى لا يتم النيل من اي من جنوده او يتمكن حزب الله من القيام برد فعل، كان قرارنا ان نرد، وقرار الرد الذي نريده هدفه تثبيت قواعد الاشتباك ويجب ان يكون مدروسا وجديًا، وليس من باب الاستعراض، ونحن لا نبحث عن الظهور الاعلامي،واود ان اقول ان هذا القرار مازل قائما والمسألة مسألة وقت وعليهم ان يبقوا بالانتظار».

التطبيع الإماراتي خدمة انتخابيّة لترامب

وعن الاتفاق الاماراتي- الاسرائيلي، أكد انه «لم نفاجأ بما قام به الحكام في دولة الامارات وهذا مسار طبيعي لهم، التطبيع موجود ووزراء اسرائيليون يزورون الامارات وهناك اتفاقيات بمجالات التعاون، ويبدو ان الحاجة الى اعلان اتفاق هي حاجة اميركية لصالح ترامب، التطبيع موجود والاعلان عنه مسار طبيعي، وتوقيت اعلان الاتفاق دليل على ان بعض الحكام العرب خدام عند الأميركي، وترامب كان يبحث عن انجاز خارجي، الادوات في المنطقة كانت جاهزة لهذه الخدمة الشخصية لترامب ليستفيد فيها في الانتخابات في اضعف لحظة له، وخدمة ايضا لنتانياهو في اضعف لحظة له ليخرج امام شعبه ويقول هذه سلام وانجاز تاريخي، وعلينا ان نتوقع ان تقدم عدد من الدول العربية وسنشهد اتفاقات السلام مع اسرائيل من الان وحتى الانتخابات الاميركية، الان من اجل تصحيح وضع ترامب الاميركي سيقوم بحلب الانظمة العربية سياسيا كما حلبهم ماليا، والذي يرضي اميركا يقومون به، ويوماً بعد يوم يظهر ان ما قام به الاعلام العربي عن تكبير الخطر الايراني كله قنابل دخانية من اجل اقامة الصلح مع اسرائيل، وفي نفس الوقت يسعون للاتصال مع ايران في السر ويتمنون ان يصلوا الى وقت لهم علاقة جيدة مع ايران واسرائيل على حد سواء، والواجب الانساني والديني والاخلاقي والوطني والقومي يحتم علينا ان نقف ونقول هذا عمل مدان وخيانة للاسلام والعروبة والقدس وللمقدسات، وللشعب الفلسطيني المغدور وللشعوب العربية والاسلامية ولحركات المقاومة، يجب ان نغضب في قلوبنا ولكن لا نحزن، حين اتسقط الاقنعة، اساسا من السنن الالهية جبهة الحق عندما يقدر الله لها ان تقترب من الانتصار يجب ان يتم الفرز فيها وان يخرج منها الخادعون والكاذبون، خروج هؤلاء من قضية الحق سوف يجعل حركات المقاومة وشعوبها تعرف جيدا صديقها من عدوها».

لا يمكن ان نسكت على جريمة تفجير مرفأ بيروت إن كان الكيان الصهيوني خلفها

وعن تفجير المرفأ في بيروت، أوضح نصر الله انه «ليس للحزب رواية عن التفجير والرواية الصحيحة التي يقدمها من يقوم بالتحقيق وهذه مسؤولية الدولة، ونسمع انهم يستيعنون بخبرات اميركية وهناك من بشرنا بال fbi، ونظرياً هناك فرضيتان: الاولى حادث عرضي وان النيترات والمفقرقعات اشتعلت وحصل الحريق وانفجرت المواد والقصة سببها الاهمال والفساد الاداري، والفرضية الثانية ان يكون عملاً تخريبياً اولا ان يكون احد تعمد ان يحدث الحريق او وضع عبوة صغيرة، من يمكن ان يكون خلف ذلك؟ لا احد يقدر ان ينفي، وبالنسبة لنا ننتظر نتائج التحقيق، البعض يقول اننا نعلم كيف حصل الانفجار، ولكن الامر ليس كذلك والكثير من الاحداث لا نعرف بها، ونحن معنيون بالمقاومة وامنها المباشرة ولسنا قادرين على تحمل مسؤولية الامن القومي الداخلي، هذه مسؤولية الدولة التي لديها اجهزة امنية، وليس لدينا معلومات دقيقة عما جرى وننتظر التحقيق، واذا اثبت انه حادث عرضي على القضاء ان يعاقب المسؤولين، واذا كان ما حصل عملاً تخريبياً تبقى المسؤوليات، ولكن يجب ان نفتش من يقف خلف العمل التخريبي، اذا كانت اسرائيل علينا ان نجلس ونتحدث، والتحقيق يجب ان يستمر ويعطي اجابة للشعب اللبناني كله، لان ما حصل فاجعة طالت الجميع، واذا اتوا ال FBI سيتم انقاذ اسرائيل من التهمة، التحقيق الدولي لو قبل به لبنان ، اول وظائفه ستكون ابعاد اي مسؤولية لاسرائيل لو كان لها مسؤولية، نحن لا نثق بالتحقيق الدولي، واذا التحقيق اللبناني اوصل لمكان ان اسرائيل لها علاقة، من يجاوب الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها وكل الشعب اللبناني، هذا يكون عدوان اسرائيل يستهدف لبنان بكل طوائفه، كدولة وشعب ما هو موقفكم؟، وعندما تصل النوبة ان تجيب عليها المقاومة، حزب الله الذي لا يمكن ان يتغافل عن قتل مجاهد من مجاهديه ويصر على تثبيت المعادلة لا يمكن ان يسكت عن جريمة من هذا الحجم اذا كانت اسرائيل خلفها، وستدفع الثمن، واذا كان هناك استهداف، الحساب على ما حصل وما كان يمكن ان يحصل، وحصل الانفجار وتحدثت سابقا بان الاولوية للبحث عن الشهداء والمفقودين والجرحى، منذ اللحظة الاولى بدأ التوظيف السياسي»، وكرر ان «حزب الله ينتظر نتائج التحقيق، وبالتالي اذا كان الانفجار اهمالا فالتحقيق سيحدد المسؤوليات واذا كان عملا تخريبيا فالقصة مختلفة»، مضيفا «ننتظر التحقيق الرسمي.»

وطالب الدولة بكل مؤسساتها وكل الاحزاب والشعب اللبناني ان يرد وليس فقط حزب الله اذا كانت اسرائيل وراء هذا الانفجار».

وندد «باتهام حزب الله منذ لحظة وقوع الانفجار من قبل بعض المغرضين»، مشيرا الى «مشروع اسقاط الدولة وليس المجلس النيابي فقط، وهو ما كان الأخطر منذ لحظة وقوع الانفجار»، شارحا ان «الاستهدافات بدأت ضد العهد والرئيس ميشال عون، الامر الذي يشبه ما جرى في العام 2005 مع الرئيس اميل لحود».

مشروع إسقاط الدولة أريد له أن يدفع بالبلاد إلى الحرب الأهلية [

ولفت نصر الله الى انه «منذ الساعات الاولى هناك قوى سياسية ووسائل اعلام استغلت الام الناس ليس فقط ضد حزب الله بل ضد الدولة، والعنوان الاول كان العهد والرئيس عون ورأينا استغلالاً كبيراً خصوصا في الشارع المسيحي وبدأ هؤلاء بتحميل المسؤولية للرئيس عون وشنوا حملة شعواء عليه وانه يتحمل المسؤولية وتجاوزا كل حدود القانون والادب وشهدنا الشتائم بهدف الضغط على عون للاستقالة، وفي الوقت نفسه بدأ العمل على الاتصال مع كتل من اجل تقديم استقالات جماعية، يعني عمليا اسقاط مجلس النواب، وهذه المحاولة فشلت ايضا، الرئيس عون ليس الشخص الذي تستطيعون اسقاطه بالكذب والشتائم ونحن نعرف موقفه في حرب تموز الذي رفض تعديل موقفه عندما هدد بقصف منزله، ومؤسسة المجلس النيابي ايضا فشلوا في اسقاطها، والبعض يقبلون بانتخابات مبكرة ولكن لاسباب عديدة رفضوا الاستقالة من المجلس، وانا أتهم قوى سياسية لبنانية بأنّها عملت على إسقاط الدولة ووضعها على حافة حرب أهلية، وفي موضوع الحكومة، من اسقط الحكومة ليسوا هؤلاء، اسقطها مجموعة ظروف وعوامل وصعوبات، بحقيقة الامر انفجار بهذا الحجم اي حكومة كان صعب ان تصمد، ذهبت الى الاستقالة، واللبنانيون اليوم عندما نتحدث عن حكومة جديدة، لا تعطوا اذانكم لكل الموتورين الذين ينتظرون ساعات الانتقام ويسعون لتصفية حسابات سياسية، ومن لا يلتزم بهذا السقف ويهدمه اتهموه، ويجب ان نتحرك تحت سقف ان يبقى للبنان دولة، ما يبنى من احقاد يجعل مستقبل لبنان مظلماً وخطراً ويفتح الباب لكل من يريدون تحطيم البلد.»

وفي حين، نبّه «من أن هناك من كان يريد في الأيام الماضية أن يطبق مشروعًا مشابهًا لما حصل منذ سنوات عندما اختطف الرئيس سعد الحريري وبالتالي الانزلاق الى اقتتال داخلي، مشددا على أن «أي حراك سياسي يجب أن يكون له سقف هو منع سقوط الدولة ومؤسساتها وحصول حرب أهلية في لبنان».

نطالب بحكومة وحدة وطنية او ذات اوسع تمثيل سياسي وضد بالحكومة «الحياديّة»

وحول استقالة الحكومة، أكد نصر الله «أن الظروف والصعوبات والعوامل هي التي أدت إلى ذلك، لأنه في ظل انفجار بهذا الحجم كان من الصعب أن تصمد، متوجهاً باسم حزب الله إلى الرئيس حسان دياب وحكومته بالشكر منوهاً بشجاعتهم في ظل كل الظروف فقد بذلوا أقصى ما يمكن أن يبذلوه ونتفهم خطوة الاستقالة التي أقدموا عليها. ونأمل من دياب والوزراء الى ان يتم تشكيل حكومة جديدة ان يتحملوا مسؤولية تصريف الاعمال وهم كذلك، وبالنسبة للحكومة الجديدة يوحد نقاش بين الكتل حول الاسماء المرشحة، وكل قوة سياسية تعبر عن رايها، ونحن نطالب بحكومة قوية وقادرة ومحمية سياسيا، تقليديا موقفنا بالدعوة الى حكومة وحدة وطنية او ذات اوسع تمثيل سياسي وشعبي ممكن تضم سياسيين واختصاصيين أولوياتها الاصلاحات واعادة الاعمار ولملمة الجراح بعد تفجير المرفأ والموضوع المالي والاقتصادي والمعيشي والتحقيق الجنائي والمالي ومحاربة الفساد والمازوت والمدارس الرسمية لأن أغلب الشعب اللبناني لم يعد قادراً ان يسجل أولاده في المدارس الخاصة»، ولفت إلى أنه «في رأس الأولويات متابعة التحقيق في ملف تفجير مرفأ بيروت».

أضاف «اليوم ايا يكن الرئيس الذي سيكلف نحن نطالبه بالسعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية واذا تعذر ذلك حكومة تضم اوسع تمثيل سياسي».

لجمهور المقاومة: حافظوا على غضبكم لاننا قد نحتاج الى هذا الغضب

وشدد نصر الله على انه «علينا ان نستفيد من التجارب السابقة، فالحديث عن حكومة حيادية هو تضييع للوقت، ففي لبنان لا يوجد حياد، والجميع لهم اهواء سياسية، بالنسبة لنا لا نؤمن بوجود حياديين في لبنان حتى تشكلوا منهم حكومة حيادية، والحكومة الحيادية هي خداع لتجاوز التمثيل السياسي، وعلينا ان نذهب الى حكومة فاعلة وجدية، والهروب من المسؤولية غير مقبول، من يريد التهرب من المسؤولية عليه ان يخرج من الحياة السياسية، اما المصرون على البقاء في الحياة السياسية ولا يريدون المشاركة في اصلاح ما شاركوا في تخريبه لا اعرف ما يمكن تسميته».

وتوجه نصر الله بالتحية لجزء كبير من الشعب اللبناني الصابر خاصة من جمهور المقاومة، وقال: «من حق الناس التظاهر لكن الكثير من الممارسات الغير اخلاقية والتي يمكن ان تدفع الى الصدام في البلد هي تحركات مشبوهة وتقف خلفها السفارات وسوف يأتي الوقت المناسب واسمي به هذه السفارات، وتابع «ومنذ الاشهر الماضية خاطبنا الناس (جمهور المقاومة) وطلبنا منهم الصبر والبصيرة، اريد ان اشكر صبركم وبصيرتكم واقدر الغصب الكبير في جمهورنا وطلبت من الاخوة لضبط هذه الساحة، يجب ان لا نكون وقودا لهؤلاء، ما تهدوا اعصابكم بل حافظوا على قهركم، قد نحتاج هذا الغضب في يوم من الايام، قد نحتاج له لننهي كل محاولات جر لبنان الى حرب اهلية».

المحكمة الدوليّة

وأعلن نصر الله انه «في 18 آب تاريخ صدور احكام المحكمة الدولية، وبالنسبة لنا قرار المحكمة لا يعنينا، واذا حكم على اي من اخواننا بحكم ظالم نحن متمسكون ببرائتهم وانهم اخواننا وافرادنا وهذا موقفنا، القرار الذي سيصدر بالنسبة لنا لم يصدر، ليس المهم ان يصدر القرار ومضمونه المهم ان ننتبه كلبنانيين ان من سيحاول لاستغلال هذا القرار لاستهداف المقاومة ويجب ان نمنع ذلك بالصبر وهناك من قد يدفع الامور باتجاه الاستفزاز، اوصي جمهورنا بالصبر والبصيرة والتحمل لنعبر هذه المحن».

وفيما لفت نصر الله إلى حديث البعض عن قلق وسفن وعسكريين، قال: «لا تخافوا من شيء .. نحن في لبنان أقوياء وفي المنطقة أقوياء بل العدو هو المربك والمشهد أمامنا واضح».

اعداد الاصابات بوباء كورونا ارتفعت وأصبحت «خارجة عن السيطرة»

وفي الشأن الصحي، تطرق نصر الله اخيرا الى مسألة انتشار وباء كورونا، وقال: اريد ان اذكر ان اعداد الاصابات ارتفعت بشكل كبير والوباء يبدو انه اصبح خارج السيطرة، وتابع هذا خطر ويجب محافظة الانسان على نفسه وعلى عائلته والآخرين ولذلك يجب الالتزام بالضوابط عبر لبس الكمامة والتباعد الاجتماعي والتعقيم وغيرها من الاجراءات، وشدد على ان الموضوع على درجة عالية من الحساسية، وذكر انه انطلاقا من وباء كورونا توصلنا الى مجموعة تدابير واجراءات بخصوص ذكرى عاشوراء وهذا ما سنبحثه يوم الاثنين المقبل.

نحن حلفائنا في الداخل والاقليم الاقوى في المنطقة

وختم نصر الله ان ذكرى انتصار تموز 2006 صنعته الدماء والتضحيات واهم شيء به هو الحفاظ على لبنان والمقاومة والصبر على كل الضغوط التي يجب ان نتجاوزها، ولفت الى ان المنطقة والعالم امام تطورات كبيرة ونحن يجب ان نواكب هذه التطورات سواء بخصوص الانتخابات الاميركية او الداخل الاسرائيلي او في الداخل اللبناني، واكد انه يجب عدم الخوف من بعض التحليلات التي تحاول الايحاء بحصول شيء ما مع وصول باخرة من هنا او هناك، وتابع يجب التوكل على الله، واكد ان حزب الله بعون الله وبدعم الناس مع حلفائه في الداخل والاقليم الاقوى في المنطقة.

*************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

هيل: المطلوب تغيير حقيقي وتشكيل حكومة إعمار وإصلاح

أكد مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية دايفيد هيل وقوف الولايات المتحدة الأميركية الى جانب لبنان واللبنانيين في المحنة التي يواجهونها، وأعلن ان بلاده لن تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي بل ستتعاون مع السلطات اللبنانية ومع الأصدقاء والحلفاء في المنطقة لمساعدة لبنان وشعبه الذي يجب الاصغاء اليه والسهر على تحقيق تطلعاته. وشدد على أهمية تحقيق الإصلاحات في البلاد والمضي في مكافحة الفساد معتبرا ان ذلك يفتح الباب امام تحرير أموال مؤتمر «سيدر» والتعاون مع صندوق النقد الدولي لان ذلك ما يحتاجه لبنان حاليا.

في بعبدا: جال مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية الذي يزور بيروت على كبار المسؤولين فزار برفقة وفد ضم السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، المساعد الخاص جيسي جاين، المساعد الخاص بنجامين أومبري والمستشار السياسي في السفارة نيل غوندافدا، قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ونقل له تعازي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو بضحايا التفجير في مرفأ بيروت، مؤكدا وقوف الولايات المتحدة الأميركية الى جانب لبنان واللبنانيين في المحنة التي يواجهونها، لافتا الى ان توجيهات الرئيس الأميركي ان تكون الولايات المتحدة حاضرة للمساعدة.

وشكر هيل للرئيس عون موافقة لبنان على استقبال فريق من مكتب التحقيق الفيديرالي الـــ FBI للمشاركة في التحقيقات التي يجريها القضاء اللبناني، عارضا لمشاهداته خلال زيارته مرفأ بيروت ومنطقة الجميزة، مؤكدا ان بلاده لن تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي بل ستتعاون مع السلطات اللبنانية ومع الأصدقاء والحلفاء في المنطقة لمساعدة لبنان وشعبه الذي يجب الاصغاء اليه والسهر على تحقيق تطلعاته. وشدد على أهمية تحقيق الإصلاحات في البلاد والمضي في مكافحة الفساد، معتبرا ان ذلك يفتح الباب امام تحرير أموال مؤتمر «سيدر» والتعاون مع صندوق النقد الدولي لان ذلك ما يحتاجه لبنان راهنا.

ورد الرئيس عون شاكرا السفير هيل على زيارته وتعازيه ومشاعره، طالبا نقل تحياته الى الرئيس ترامب وشكره على المواساة والمشاركة في مؤتمر باريس لدعم بيروت والشعب اللبناني.

مصادر

إلى ذلك، أفادت المعلومات بحسب مصادر مطلعة على لقاء عون وهيل، أن الأخير «وعد بمساعدات عينية إضافية ستصل الى لبنان». وقال: «مهتمون جداً بالإصلاحات المالية والإقتصادية ومكافحة الفساد التي ستؤدي الى تسييل أموال سيدر وتعاون صندوق النقد الدولي».

في عين التينة: كذلك زار المسؤول الأميركي والوفد المرافق، مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وفيما غادر هيل من دون الإدلاء بتصريح، أفاد المكتب الاعلامي في عين التينة «ان هيل اكد في خلال اللقاء تضامن الشعب الاميركي مع لبنان في هذه الكارثة، مقدما التعازي بالضحايا الذين سقطوا. كما تم عرض للاوضاع بشكل عام وكيفية النهوض مجددا واعادة الاعمار». وبدوره الرئيس بري شرح لضيفه «رؤيته للاصلاح المنشود وما سبق ان عرضه المجلس النيابي بجلسة 13-8-2020. كما أكد ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة تضطلع بمسؤولية الاعمار والاصلاح وأن تتقدم بنهج مختلف عن سابقاتها لتكتسب ثقة الشعب اللبناني».

كما أكد الضيف لدولة الرئيس بري على التقدم الحاصل على مسار ترسيم الحدود البحرية وأنه فرصة يحتاجها لبنان كما المنطقة».

وقبيل عين التينة كان هيل زار السراي، حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب.

في بيت الوسط: وزار هيل أيضا، بيت الوسط، حيث التقى الرئيس سعد الحريري في حضور الوزير السابق غطاس خوري ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الديبلوماسية باسم الشاب. وتناول اللقاء، الذي تخللته مأدبة غداء، آخر المستجدات والأوضاع العامة وتداعيات التفجير الكارثي.

وزار هيل والوفد المرافق البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي وأعلن بعد اللقاء انه «لا يمكننا ان نقبل بوعود فارغة بعد اليوم والولايات المتحدة مستعدة لدعم حكومة تقوم بتغيير حقيقي وتستجيب لحاجات الشعب اللبناني».