أكبر من إشكال وأقل من إشتباك


ما جرى في منطقة خلدة “أكبر من إشكال وأقل من إشتباك”. إنھا حادثة “خطیرة” في توقیتھا ومناخھا وكیفیة تطورھا سریعا في منطقة تُعد موقعا استراتیجیا على الطریق بین بیروت والجنوب.
حوادث خلدة أیًا تكن أسبابھا وشرارتھا، تقرع جرس “الإنذار المبكر” وتشكل مؤشرا الى “وضع أمني أخذ في التفلت والتفكك” أكثر فأكثر، والى “فتنة” تطل برأسھا وعناصرھا متوافرة في بیئة حاضنة لھا… ویمكن وضع حادثة خلدة في إطارین منفصلین ومتكاملین في آن:
الأول یتعلق بالتوتر السنّي ـ الشیعي المتصاعد على خلفیة مذھبیة وسیاسیة لأسباب وعوامل متراكمة، كان آخرھا الحكم الصادر عن المحكمة الدولیة في قضیة إغتیال الرئیس الشھید رفیق الحریري وتضمن إدانة لأحد عناصر أو مسؤولي حزب الله سلیم عیاش.
وسواء كانت شرارة واقعة خلدة، خلاف على یافطة دینیة عاشورائیة أو على رفع صورة لـ سلیم عیاش، فإن “المضمون أو الخطر الفتنوي” موجود وقابل لأن یظھر مجددا في أي منطقة وفي أي لحظة إذا وجد الصاعق المفجر.
الثاني یتعلق بمجمل الوضع الأمني الذي یُسجل في الآونة الأخیرة خروقات متزایدة عبر حوادث منفصلة تصب في ضرب نقطة القوة الوحیدة المتبقیة: الإستقرار الأمني. فقد حصل منذ أیام إشتباك محلي بین عناصر حركة “أمل” وحزب الله” في بلدة “لوبیة” الجنوبیة على خلفیة رفع “رایات عاشورائیة” وسقط قتیل وأحرق مبنى سكني… كما حصل إشكال وتوتر في بلدة سعدنایل البقاعیة حصل في خلاله إطلاق نار على مسجد وقطع للطریق الرئیسیة لساعات… والحادثة الأھم والأخطر ُسجلت في قریة كفتون في الكورة واكتسبت طابعا إرھابیا على ید مجموعة مسلحة لھا سوابق إرھابیة، من دون أن یُعرف الھدف الفعلي للعملیة التي ذھب ضحیتھا ثلاثة شبان من البلدة.