تطويق طهران جنوب سوريا


يبدو أن الحدّ من النفوذ الإيراني في مناطق الجنوب السوري يدخل فعلياً حيّز التنفيذ، مع إنهاء مئات المقاتلين بداية الأسبوع الحالي، لدورةٍ عسكرية في صفوف الفليق الخامس، وهو ائتلاف مجموعاتٍ مسلّحة معارضة لرئيس النظام السوري بشار الأسد ومدعومة في الوقت عينه من روسيا.

وكشفت مصادر عسكرية من مدينة درعا الواقعة جنوب سوريا على الحدود مع الأردن أن “مجموعاتٍ ضمن الفيلق الخامس زادت من أعداد عناصرها، بعد انضمام مئات المعارضين للأسد إليها بناءً على طلبٍ روسي”.

وبحسب المصادر فإن التواجد الإيراني في درعا وأريافها وريف محافظة القنيطرة السورية بدأ بالتراجع نتيجة ضغوطاتٍ مارستها الشرطة الروسية والقوات المحلية المؤيدة لها على الميليشيات المحسوبة على طهران والمدعّومة منها. وإلى جانب الضغوط الروسية على الميليشيات الإيرانية، تلقّت هذه المجموعات ضرباتٍ جوية موجعة استهدفت مقرّاتها في درعا ومناطق سورية أخرى على الحدود مع العراق.

وعلى إثرها فقدت ما لا يقل عن 60 من مقاتليها خلال شهرٍ واحد فقط، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ومن جهتها، أكدت مصادر محلية أن إسرائيل لن تقبل بالتواجد الإيراني على حدودها بشكله الحالي، لذلك “تحاول موسكو الحدّ من نفوذ طهران والجماعات المدعومة منها في تلك المناطق كي لا تتحول إلى ساحة صراعٍ إسرائيلي ـ إيراني مباشر ولهذا السبب تسمح لها بالبقاء على المناطق الحدودية مع العراق فقط”.