افتتاحيات الصحف

افتتاحيات الصحف ليوم الأربعاء 5 آب 2020

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

… يا بيروت

ممَّ أنتم مصنوعون؟ لستم من صنف البشر، أنتم أحقر وأخطر وباء يمكن أن تُبتلى به البشرية، أنتم “شرّ البلية والبريّة”… أبالسة على هيئة حكام، كل صفات القدح والذم لم تعد تسعف اللبنانيين في وصفكم. خليط من الفساد والإجرام والمكر والإهمال لم يكن ينقصه سوى فتيل “نيترات الأمونيوم” ليدوّي عصفاً مزلزلاً في بيروت. دخلتم نادي “الأنظمة الكيماوية” التي تفتك بشعوبها قتلاً وبطشاً وتدميراً، تلك الدماء التي سالت من عشرات الشهداء وآلاف الجرحى هي “برقبتكم”، بالأمس انفجر “مفاعل” إهمالكم فقلبتم العاصمة “عاليها واطيها” وردمتم أهلها تحت الأنقاض. ماذا يُنتظر منكم بعد؟ ليس ثمة ما يُرتجى من طبقة حاكمة تعتاش على الفساد والإفساد، حفنة من المجرمين المفسدين في الأرض، تستعبدكم السلطة فتستعبدون الناس، لن يهزكم عصف كيماوي ولا حتى نووي عن كراسيكم، لن تستقيلوا ولن تتنحوا ولن تهتزّ شعرة في رؤوسكم أمام هول ما صنعت أيدكم. لا لشيء سوى لأنكم لا تعرفون نخوةً ولا حياء ولا تملكون ذرة ضمير، بل لديكم من فائض القوة والوقاحة ما يخولكم قتل المواطنين والسير في جنازاتهم، ليتها كانت جنائزكم تلك التي ستسير في مواكب تشييع ضحايا انفجار “العنبر رقم 12″… ليتكم كنتم في “العنبر رقم 12”.

سيذكر التاريخ طويلاً “إنفجار بيروت” بوصفه أحد أكبر الإنفجارات الكيماوية في العالم. 2700 طن من مادة الأمونيوم انفجرت في المرفأ فخلّفت عصفاً يحاكي ترددات هزة أرضية بقوة 4.5 درجات على مقياس “ريختر”، وعلى الأثر ارتسمت علامات استفهام كثيرة وكبيرة حول طبيعة الإنفجار وأسبابه والهدف من وراء تخزين “الأمونيوم” والجهة التي وضعت اليد عليه بعد مصادرته، ولا تزال فرضيات عديدة تتصاعد من بين الدخان، لكن يبقى الأكيد الوحيد غير القابل للشك والتشكيك أنّ السلطة مسؤولة ومدانة بالجرم المشهود عن إهمال قاتل أدى إلى ما أدى إليه من دماء ودمار في بيروت وجعلها “مدينة منكوبة” بكل ما للنكبة من أبعاد اقتصادية ومالية وبنيوية وصحية وبيئية.

ففي خلاصة ما ثبت حتى ليل الأمس، هو أنّ أهل الحكم والحكومة كانوا على دراية تامة بوجود قنبلة كيماوية موقوتة في وسط العاصمة ولم يتحركوا ولم يحركوا ساكناً لتفكيكها. إذ تتقاطع المعلومات الرسمية وغير الرسمية عند التأكيد على أنّ شحنة “نيترات الأمونيوم” التي انفجرت كان قد تم نقلها من على متن باخرة كانت في طريقها إلى أفريقيا وجرى تخزينها في المرفأ، ومنذ 6 أشهر وضع على طاولة الرؤساء والوزراء وكل المسؤولين المعنيين تقرير رسمي يُحذر من خطورة الإبقاء على كمية كهذه من المواد الكيماوية شديدة الاشتعال مخزنة بطريقة لا تراعي معايير وشروط السلامة العامة، غير أنّ أحداً منهم لم يتحل بأدنى حسّ من المسؤولية الوطنية ليحول دون وقوع الكارثة… أما وقد وقعت الواقعة، فلا إعلان الحداد العام ولا حالة الطوارئ، ولا كل لجان التحقيق التي ستشكلها الحكومة لتحديد المسؤوليات سيشفي غليل اللبنانيين ويعيد عقارب الموت إلى الوراء، أنتم أهل السلطة من رأس الهرم إلى أسفله، مسؤولون مسؤولية كاملة عن انفجار بيروت، فتحلّوا بالجرأة والشرف ولو لمرة، لا تكابروا ولا تناوروا، لا تذرفوا دموع التماسيح على الضحايا ولا تبحثوا عن “كبش لمحرقتكم”، إرحموا شعباً عزيزاً ذلّ في عهدكم، إرحموا بلداً أضحى تحت سطوتكم منكوباً مدفوناً تحت الركام يلفظ أنفاسه الأخيرة.

******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

“الجمهورية”: إهمال أم عدوان؟.. إنفجار المرفأ يـزلزل لبنان

أهو الاهمال المتمادي الذي أغرق بيروت وضواحيها مساء أمس في بحر من الدم والدمار؟ أم هو عمل عسكري نفّذته إسرائيل بأعصاب باردة لتصيب من لبنان مقتلاً وتدفعه اكثر في غياهب الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يعيش فيه، ما دفع الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله الى تأجيل إطلالته التلفزيونية التي كانت مقرّرة اليوم الى حين تبلور حقيقة ما جرى؟

هذان السؤالان طُرحا بقوة، على أثر الانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت، واهتزّ معه لبنان أرضاً وبشراً وحجراً، مخلّفاً مرفأ منكوباً وعاصمة غارقة في الدماء، حيث أوقع، بحسب معلومات اولية، اكثر من 73 قتيلاً وما يربو على 3700 جريح. وبين هؤلاء شهداء من القوى العسكرية والامنية التي تحمي المرفأ. وقد تجاذبت روايتان أسباب حدوث هذا الانفجار الهائل، الاولى تقول انّ سببه انفجار نحو 2700 طن من مادة نيترات الامونيوم، المُصادرة منذ 6 سنوات تقريباً من احد البواخر، وتمّ الاحتفاظ بها في العنبر رقم 12 في المرفأ من دون ان يُعالج وضعها، رغم إدراك المعنيين بخطورتها وتسطير جهة معنية قبل اشهر تقريراً يحذّر من انفجارها. أمّا الرواية الثانية فتتحدث عن عمل عسكري اسرائيلي استهدف هذا العنبر، خصوصاً انّ عدداً من شهود العيان تحدثوا عن وجود طيران اسرائيلي في الاجواء عند وقوع الانفجار، الذي جاء على مرحلتين: إنفجار أول تصاعد منه دخان أبيض، تلاه انفجار آخر شديد القوة، اهتزّت معه بيروت وضواحيها، وكأنّ زلزالاً عنيفاً ضربها، الى درجة انّ المرصد الاردني للزلازل اعلن مساء أمس أنّ الانفجار الذي شهدته بيروت يُعادل هزة ارضية بقوة 4,5 درجات على مقياس ريختر، في الوقت الذي لم يصدر عن أي مرصد لبناني للزلازل اي شيء عن الاهتزاز الكبير الذي أحدثه الانفجار.

هي الكارثة الكبرى؛ حلّت بلبنان وضَمّخته بدم شهداء وجرحى الانفجار الرهيب الذي ضربه في خاصرته البحريّة في مرفأ بيروت.

بيروت مدينة منكوبة ومفجوعة، في لحظات بَدا وكأنّ عاصمة لبنان ستختفي تحت ركامها؛ ما حصل لا يوصف، دويّ الانفجار كان في منتهى الكارثية، وعَصفه اقتلعَ كلّ ما في طريقه الى أبعاد حتى عشرات الكيلومترات عن هذا البركان الذي انفجر بين اللبنانيين الآمنين.

4 آب 2020، يوم هو الأكثر شؤماً في تاريخ لبنان، كأنّه يوم الدينونة، المشهد يستحيل على الكلام ان يصفه، ولا أن ينقل صورة تلك اللحظات الجهنمية التي تصاعد فيها الانفجار وغلالته الفطريّة التي أحدثها وأزهقت ارواح العشرات وأهرقت دماء الآلاف من اللبنانيين ممّن يسعون الى رزقهم والافلات من حبل المشنقة الاقتصادية والمالية التي حكمت عليهم بالاعدام المعيشي.

ما الذي حصل؟ سؤال محيّر، ليس هناك من جواب أكيد له حتى الآن. الكلام الأولي انّ انفجاراً كيماوياً هائلاً وقع في عنبر تخزين كميات هائلة من مادة «نيترات الامونيوم»، وهناك معلومات امنية غير مؤكّدة تحدثت عن نحو 2700 طن من هذه المادة الشديدة الانفجار، والمخزّنة في احد عنابر مرفأ بيروت منذ العام 2014.

والسؤال المحيّر أكثر، من المسؤول عن هذا التخزين؟ ولماذا هذا التخزين في مكان يبعد بضعة امتار عن بيوت الناس؟ ومن استورد المواد المخزّنة؟ ولأيّ هدف؟ ولماذا أُبقيت مخزّنة كل هذه المدة؟ وما هو دور الجمارك؟ وما هو دور الوزارات المعنية؟

هذه الاسئلة وغيرها تتطلب اجوبة سريعة من السلطة، وليس الاكتفاء بالتعبير عن الحزن والاسف والبكاء على الاطلال. وقبل كل ذلك هناك سؤال اساسي: من سيعوّض الشهداء الذين يتزايد عددهم مع مرور الوقت، والجرحى الذين زادوا عن الـ3 آلاف وقد ضاقت بهم مستشفيات العاصمة والمناطق؟ ومن سيعوّض الدمار الهائل الذي وقع؟ ومن سيعوّض مرفأ بيروت الذي تدمّر بالكامل؟ وإهراءات القمح التي زالت بالكامل، وهذا باب لأزمة خانقة في هذا المجال؟ والأهم، من هو المسؤول عن هذه الكارثة، او بالاحرى عن هذه الجريمة ضد الانسانية؟ هل حصل الانفجار نتيجة خطأ غير مقصود؟ وهل حصل نتيجة عمل مقصود؟ وفي كلا الحالتين من سيحاسب؟ هل هذه السلطة الضائعة أصلاً في مغارة العجز والتراخي واللامبالاة؟

واذا كان اللبنانيون، على اختلافهم، ضحايا هذا الزلزال الكيماوي الذي ضربهم، وجَمعهم المصاب الواحد، والحزن الواحد، والقلق الواحد على وطن يتعرّض للتدمير الشامل، فإنّ ما تبقّى من السلطة مُطالَب بأن ينزل الى الارض بمبادرات حتى ولو كانت مُكلفة، لبَلسمة الجروح العميقة التي حفرها الزلزال في العاصمة وأبنائها، وفي الوقت نفسه ينبغي ان يشكّل ما حصل حافزاً لأشقاء لبنان وأصدقائه على المبادرة الى إغاثته ومساعدته على تجاوز هذه المحنة التي لن تُمحى آثارها بسهولة، وارتدادتها ستستمر حتى مسافات زمنية بعيدة.

مجلس الدفاع

وكان المجلس الأعلى للدفاع اجتمع ليل أمس، وبحث في الانفجار وما خلّفه من دمار، وأعلن بيروت «مدينة منكوبة».

وعلمت «الجمهورية» انّ تقريراً قدّمه رئيس جهاز أمن الدولة طوني صليبا إلى المجلس الأعلى للدفاع، يروي فيه انّ 2750 طناً من كمية «نيترات الأمونيوم» تمّت مصادرتها عام 2014 من باخرة تحمل العلم المولدوفي كانت تتّجه إلى الموزمبيق، وتعرّضت لعطل في هيكلها. وأثناء تعويمها، عُثر على البضاعة وهي مواد شديدة الانفجار، ونقلت إلى العنبر الرقم 12 حيث تم تخزينها وحفظها إلى أن يبتّ بها القضاء كونها بضاعة محجوزة.

منذ فترة، وأثناء الكشف على العنبر، تبيّن انه يحتاج إلى صيانة وقفل للباب الذي كان مخلوعاً، إضافة إلى فجوة في الحائط الجنوبي للعنبر يمكن من خلالها الدخول والخروج بسهولة، وطلب من إدارة مرفأ بيروت تأمين حراسة للعنبر، وتعيين رئيس مستودع له، وصيانة كل ابوابه ومعالجة الفجوة الموجودة في حائطه.

ومن الروايات الأمنيّة التي تمّ عرضها على مجلس الدفاع، أنّ الإنفجار وقع أثناء عملية تلحيم لباب العنبر 12، وتطايرت منه شرارة أدّت الى اشتعال مفرقعات كانت موجودة في العنبر نفسه، أدّت بدورها الى إنفجار كمّيات الأمونيوم الموجودة في محتوى مجاور.

وقدّر التقرير الأمني كمّية الـ 2750 طناً بما يوازي 1300 طن من مادّة الـ”تي أن تي”.

وذكّر رئيس جهاز أمن الدولة أنّه كان قد قدّم هذا التقرير في 20 من تموز الماضي أثناء الكشف الدوري على عنابر المرفأ، تبيّن بنتيجته انّ باب العنبر 12 مخلوع، وهناك فجوات في حائطه، وحذّر حينها في تقريره من أنّ هذه المواد خطيرة جداً، لكن ايّ إجراءات فورية لم تتخذ.

وقد أكّد وزير الإقتصاد راوول نعمة خلال الإجتماع أنّ كلّ القمح الموجود في الإهراءات قد تلف، كما أنّ الاهراءات أصيبت بأضرار جسيمة، وانّ بناءها باتَ آيلاً للسقوط ولم يعد صالحاً للاستخدام.

أمّا المرفأ الجديد فشبه مدمّر، في حين انّ المرفأ القديم، حيث كان يوجد عنبر 12، فقد لحق به دمار شامل.

مواقف عربية ودولية

وعلى أثر الانفجار وانكشاف هول الكارثة، تتالت المواقف المواسية والمعبّرة عن تقديم المساعدة والدعم للبنان، فأعلن المجتمعان الدولي والعربي مساندتهما للبنانيين.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايلي مكناني، إنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب تتابع عن كثب الانفجار الذي وقع في بيروت، وأوضحت أنه تم إطّلاع ترامب عليه، وأضافت: «نصلي من أجل سلامة اللبنانيين، ونراقب الوضع عن كثب».

وذكر مكتب القيادة الوسطى في الجيش الأميركي في البنتاغون انه «قلق حيال وقوع خسائر بشرية كبيرة في انفجار بيروت، ونتابع التقارير».

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها «تُبدي استعدادها لتقديم المساعدة للسلطات اللبنانية»، مشيرة إلى أنه لا تتوافر أي معلومات عن الانفجار لديها، داعية رعاياها في بيروت الى «الالتزام بأوامر السلطات اللبنانية وتوجيهاتها».

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ «هناك مساعدات واسعافات فرنسية يتمّ الآن (ليل أمس) نقلها الى لبنان». فيما شدّد وزير خارجيته جان إيف لو دريان على أنّ «فرنسا الى جانب لبنان».

كذلك، أكّد وزير الخارجية البريطانية دومينيك راب أنّ «بريطانيا تقف متضامنة مع شعب لبنان، ومستعدة لتقديم المساعدة والدعم اللازمين».

من جهتها، أكّدت المملكة العربية السعودية «وقوفها وتضامنها في شكل كامل مع الشعب اللبناني»، وأصدرت سفارتها في لبنان البيان الآتي:

«تودّ سفارة المملكة العربية السعودية لدى الجمهورية اللبنانية أن تهيب بجميع المواطنين السعوديين الموجودين في لبنان بضرورة أخذ الحيطة والحذر والبقاء في مقار سكنهم جرّاء الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت اليوم (أمس)، حرصاً على أمنهم وسلامتهم. كما تدعو السفارة المواطنين السعوديين في لبنان إلى متابعة ما يصدر من إرشادات وتعليمات عن السلطات اللبنانية والالتزام بها، والتواصل مع قسم شؤون السعوديين في السفارة عند طلب المساعدة.

وإذ تعلن السفارة عن ذلك، تسأل الله العلي القدير أن يرحم الضحايا ويُصبر ذويهم، ويمنّ على المصابين بالشفاء العاجل، ويحفظ لبنان وأهله من كل مكروه».

وأعلنت دولة الإمارات العربية المتّحدة تضامنها مع لبنان، مُقدّمة التعازي لأهالي الضحايا. وقد أُضيء برج خليفة في إمارة دبي بالعلم اللبناني «تحيةً لأرواح الشهداء وتضامناً مع اللبنانيين».

وأرسلت دولة الكويت مساعدات طبية عاجلة، واتصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بالرئيس ميشال عون وأمر بإرسال مستشفيات ميدانية الى لبنان. كذلك تلقّى عون اتّصالاً من العاهل الأردني عبدالله، واضعاً إمكانات بلده بتصرّف لبنان.

كذلك، أعلن العراق أنه سيُرسل الى لبنان مستشفى ميدانيّاً اليوم، وسيزوّد لبنان بمئة ألف برميل من النفط شهريّاً، طوال مدة الأزمة.

أمّا الرئيس بشار الاسد، فأعطى توجيهات «لتتوجّه فرق من الاسعاف من جمعية الهلال الاحمر السوري لنقل الجرحى الى المستشفيات في الجمهورية العربية السورية، وفتح الحدود البرية والجوية، ووضع طائرة لنقل الجرحى الى سوريا».

وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبر «تويتر»: «قلوبنا مع الشعب اللبناني في هذه الكارثة الكبرى».

وبعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تعزية بضحايا الانفجار الى عون، أكد له فيها أنّ «روسيا تُشاطر الشعب اللبناني حزنه. وأرجو نقل كلمات المواساة إلى أهالي الضحايا، وتمنياتنا الشفاء العاجل لجميع المصابين».

كذلك إبرقَ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى عون مؤكداً «وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في لبنان في هذا المصاب الأليم، واستعداده لتقديم كافة أشكال المساعدة».

وغرّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عبر «تويتر»، معزّياً لبنان بضحايا الانفجار، فكتب: «نحن في تركيا سنقف دائماً إلى جانب لبنان وأشقائنا اللبنانيين».

وأفادت الرئاسة التركية أنّ أردوغان اتصل بعون عارضاً المساعدة.

الى ذلك، حرص عدد من الأندية الأوروبية، وبينها برشلونة وإنتر ميلان وباريس سان جيرمان، على توجيه رسائل مواساة للشعب اللبناني وحكومته، بعد الانفجار.

وعزّى المنسّق الخاصّ للأمين العام للأمم المتّحدة يان كوبيتش، «الأُسر التي فقدت أحبّاءها بإسم أسرة الأمم المتحدة كلها».

صندوق النقد

وأعرب صندوق النقد الدولي عن «عميق حزنه لخسائر الأرواح والإصابات والدمار من جرّاء الانفجار الذي وقع اليوم في بيروت، وعن بالغ الأسى والتعاطف مع شعب لبنان الذي يمر بظروف اقتصادية واجتماعية صعبة».

المصارف تقفل

وأعلنت جمعية مصارف لبنان أنه بسبب الإنفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت وطاوَل بأضراره البالغة مختلف أرجاء العاصمة اللبنانية وبعض ضواحيها، تعلن الجمعية أنّ المصارف بفروعها كافة ستقفل أبوابها يوم غد الأربعاء في 5 آب 2020 لمعالجة الأضرار المادية الناجمة عن هذه الكارثة الكبرى، وهي تتقدّم بأصدق التعازي بالضحايا، وتتمنّى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين. حمى الله لبنان وشعبه.

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

نكبة بيروت

انفجار مرفأ بيروت يقتل العشرات ويجرح الآلاف… والمتهم نترات الأمونيوم

المدينة تهتز… ومبانيها تسقط على سكانها… ومجلس الدفاع يعتبرها «منكوبة» وإعلان الحداد ولجنة تحقيق تعرض نتائجها خلال 24 ساعة

اهتزت العاصمة اللبنانية بيروت أمس بتفجير كبير، غيّر ملامح واجهتها البحرية، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 70 شخصاً، وجرح نحو 3 آلاف، بالإضافة إلى عشرات المفقودين.

وصعق اللبنانيون عصر أمس بدوي هائل، اهتزت معه الأرض، وتساقطت بسببه واجهات مبانٍ، تبين أن مصدره مرفأ بيروت، وسط تردد كبير في إعلان السبب الحقيقي للانفجار من قبل الأجهزة الرسمية اللبنانية التي تحدثت بداية عن انفجار «مفرقعات»، قبل أن تتطور الرواية غير الرسمية لتتحدث عن 2500 كيلوغرام من مادة نترات الأمونيوم المصادرة منذ العام 2014، والمخزنة في المرفأ.

وقرر المجلس الأعلى للدفاع، الذي انعقد في وقت لاحق، اعتبار بيروت «مدينة منكوبة»، كما قرر إعلان حال الطوارئ في المدينة التي تضررت بشكل غير مسبوق منذ نهاية الحرب الأهلية، فيما قال وزير الصحة حمد حسن إن «ما حصل أكبر من حجم لبنان بوضعه الحالي، وهذه الكارثة هي تحدٍ للدولة، وفاجعة بامتياز». فيما وصف محافظ بيروت مروان عبود العاصمة بالمدينة المنكوبة، متحدثاً عن «دمار كبير وأمر غير مسبوق».

وبعدما أشارت المعلومات الأولية إلى أن التفجير ناجم عن انفجار العنبر رقم 12 في المرفأ، ما أدى إلى احتراقه نتيجة انفجار المفرقعات النارية في داخله، عاد مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وشكّك في هذه الفرضية خلال تفقده مكان الانفجار، معلناً أن «الكلام عن مفرقعات مثير للسخرية»، وداعيا إلى انتظار التحقيقات ليتبين ما حصل، وقال: «يبدو أن الانفجار وقع في مخزن لمواد شديدة الانفجار مصادرة من سنوات، والأجهزة الأمنية تعمل لكشف طبيعة ما حصل».

وقالت معلومات صحافية إن المواد التي تحدث عنها اللواء إبراهيم هي «مواد نيترات الصوديوم شديدة الانفجار، صودرت من على باخرة منذ أشهر، وكان من المفترض أن تتلف»، ولفتت إلى أن «جهاز أمن الدولة كان طلب منذ 5 أشهر فتح تحقيق بالمواد المتفجرة الموجودة في العنبر رقم 12 بمرفأ بيروت».

وبعد وقوع الانفجار، أعلن رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، اليوم (الأربعاء)، حداداً وطنياً على ضحايا الانفجار في مرفأ بيروت، فيما دعا رئيس الجمهورية ميشال عون المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع طارئ مساء، وتابع تفاصيل ما حدث وأعطى توجيهات إلى كل القوى المسلحة «بالعمل على معالجة تداعيات الانفجار الكبير وتسيير دوريات في الأحياء المنكوبة من العاصمة والضواحي لضبط الأمن».

كما طلب الرئيس عون «تقديم الإسعافات إلى الجرحى والمصابين على نفقة وزارة الصحة، وتأمين الإيواء للعائلات التي تشردت نتيجة الأضرار الهائلة التي لحقت بالممتلكات».

من جهتها، تابعت وزيرة الدفاع زينة عكر، تفاصيل الحادث من غرفة العمليات في قيادة الجيش، حيث اطلعت على المهام التي تنفذها الوحدات العسكرية.

وأكدت الوزيرة عكر أنه تجري متابعة كل الأضرار الحاصلة والأذى الذي ألمّ بالمواطنين، وتمنت أن تمر الحادثة بأقل الخسائر الممكنة على لبنان، كما تمنت الشفاء العاجل للجرحى، وتشد على أيدي عائلاتهم وجميع المواطنين اللبنانيين، وتمنت الرحمة أيضاً للشهداء، وتتقدم بأحرّ التعازي من عائلاتهم.

من جهته، قال وزير الداخلية محمد فهمي خلال تفقده مرفأ بيروت برفقة رئيس الحكومة حسان دياب: «يجب انتظار التحقيقات لمعرفة سبب الانفجار، ولكن المعلومات الأولية تشير إلى مواد شديدة الانفجار تمت مصادرتها منذ سنوات، انفجرت في العنبر رقم 12».

وتعليقاً منه على أسباب الانفجار، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في حديث تلفزيوني: «الأفضل انتظار التحقيقات وعدم القفز إلى الاستنتاجات، وقد سمعت معلومات أولية أن السبب هو نيترات أمونيوم مخزنة من 4 سنوات اشتعلت وانفجرت، ولست ممن يذهبون إلى نظريات المؤامرة».

وفور وقوع الانفجار، سارعت سيارات إسعاف الصليب الأحمر والدفاع المدني إلى المكان لنقل المصابين، وأعلن عن سقوط عشرات الإصابات، بينهم النائب طارق المرعبي، وعدد من القتلى، أحدهم أمين عام حزب الكتائب نزار نجاريان، الذي كان موجوداً في البيت المركزي في منطقة الصيفي، وسط بيروت.

كما أعلن عن إصابات كثيرة في مبنى مؤسسة كهرباء لبنان جراء الانفجار، بينهم المدير العام لكهرباء لبنان كمال الحايك، وهرعت الفرق الطبية لإنقاذ العالقين في مقر المؤسسة في بيروت.

وأحدث الانفجار أضراراً كبيرة في مبنى مجلس النواب وسط العاصمة، وكذلك في القصر الرئاسي في بعبدا، حيث تحطم زجاج الأروقة والمداخل والصالونات وتخلعت الأبواب والشبابيك في أجنحة القصر، ولم يصب أحد بضرر. وعلى غرار المباني في مختلف أحياء بيروت، أصيبت مكاتب جريدتي «الشرق الأوسط» و«النهار» في وسط بيروت بأضرار جسيمة، وأعلن نقيب المحررين جوزيف قصيفي عن إصابة 15 زميلاً من العاملين والصحافيين في «النهار».

وتلقى وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبة اتصالاً من نظيره القبرصي، وضع خلاله الأخير جميع الإمكانات القبرصية بتصرف لبنان لمواجهة تداعيات الانفجار، كما تابع عبر السفارة اللبنانية في باريس الاتصالات مع السلطات الفرنسية لطلب إرسال المساعدات من فرق طبية ومن الدفاع المدني.

ودعا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي تفقد مكان الانفجار إلى مساعدة بيروت. وكتب على حسابه على «تويتر» قائلاً: «بيروت تستغيث، والإعصار الذي أصابها يدمي القلوب». وأضاف: «الكلّ مدعو إلى نجدتها والتضامن مع أهلنا في كل الأحياء التي تضررت»، مشيراً إلى أن «حجم الخسائر أكبر من أن يوصف، والخسارة الأكبر سقوط عشرات القتلى والجرحى».

******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

نكبة بيروت تهز العالم

73 شهيداً و3000 جريح وعشرات المفقودين.. وإعلان الطوارئ اليوم

انفجاران متتاليان، عند السادسة ونيف من مساء أمس 4 آب 2020 هزا بيروت، بأحيائها، ومربعاتها، وبناياتها الشامخة، والمتواضعة واحيائها المرتاحة والفقيرة، تبين، بعد دقائق، انهما وقعا في مرفأ بيروت (العنبر 12)، بسبب احتراق مرفقات (كما تسرب) ليتضح لاحقاً، ان لا أساس لهذه المعلومة، التي رافقتها حملة اخبار كاذبة واشاعات، وان ما حصل، سمع صداه في الجبل، امتداداً إلى الجنوب والشمال والبقاع.. وحتى قبرص، قبل ان يعم العالم كلّه، بنبأ بالغ الخطورة والألم: بيروت مدينة منكوبة، مأساة، أكثر من 63 شهيداً، أكثر من 3000 جريح (وفقاً لبيان وزير الصحة حمد حسن) وعشرات المفقودين، غير معروفي المصير، فضلاً عن الذين ضربهم الدمار، أو سقطوا بين الركام، في محيط متفاوت الاضرار من مرفأ بيروت الذي أضحى شبه مدمر بالكامل حسبما أفاد مديرها، إلى وسط العاصمة والضواحي.. بعدما ضاقت المستشفيات والجرحى والمصابين.

وقدر مرصد الزلزال الأردني الانفجار الذي وقع في بيروت بأنه يساوي هزة بقوة 4.5 درجات على ريختر..

ووصفت امرأة كانت في وسط العاصمة ما شعرت به بأنه «يشبه هزة ارضية ثم دوى انفجار أعاد إلى ذاكرتي الانفجار الذي وقع عام 2005 وأدى إلى استشهاد الرئيس رفيق الحريري.

ويعقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية ظهر اليوم لاتخاذ ما يلزم من قرارات، ابرزها: إقالة المسؤولين عن العنابر، والمتسببن بالانفجار، تشكيل لجنة تحقيق تنهي مهمتها بـ5 أيام، وإعلان حالة الطوارئ لمدة أسبوعين.. فضلاً عن اجراء ما يلزم لاغاثة المنكوبين، وذلك بناءً على دعوة الرئيس عون، الذي اقترح أيضاً وقرّر تشكيل خلية أزمة في بعبدا برئاسة مدير عام القصر انطوان شقير لمواكبة كارثة المرفأ.

استبق الرئيس حسان دياب، الذي تفقد مكان الانفجار، بعد قليل من وقوعه، بالكشف عن حقائق تعلن عن «المستودع الخطير ألموجود منذ العام 2014، أي منذ ست سنوات…».

ووعد الرئيس دياب بأن «هذه الكارثة لن تمر من دون مسؤولية ومسؤولين عنها».. داعياً إلى التوحد للانتصار إلى الشهداء والجرحى.

وانعقد مجلس الدفاع الأعلى، في اجتماع طارئ عند العاشرة والنصف من مساء أمس في بعبدا، برئاسة الرئيس عون وحضور الرئيس دياب، والأعضاء، بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الذين قضوا.

وأعلن المجلس، بعد انتهاء اجتماعه، ان بيروت مدينة منكوبة، ورفع توصية إلى مجلس الوزراء، الذي ينعقد اليوم، لاعلان حالة الطوارئ في بيروت، وشكل لجنة تحقيق لترفع تقريرها في 5 أيام.

وكشف اللواء عباس إبراهيم ان 2700 طن من مادة الامونيون هي التي انفجرت، وكانت في طريقها إلى افريقيا.

وهو قال، لدى تفقده مكان الانفجار انه وقع في مخزن لمواد شديدة الانفجار مصادرة من سنوات.

وفي مستهل الاجتماع، وبعد الوقوف دقيقة صمت على الشهداء، لفت الرئيس عون إلى ضرورة التحقيق في ما حدث وتحديد المسؤوليات، لا سيما وان تقارير امنية كانت اشارت الى وجود مواد قابلة للاشتعال والانفجار في العنبر الذي وقعت فيه الكارثة.

وقال الرئيس ان اتصالات عدة وردت من رؤساء وملوك دول عربية واجنبية للتضامن مع لبنان في محنته المستجدة، وتقديم مساعدات عاجلة في مختلف المجالات.

ثم تحدث الرئيس دياب معزياً بالشهداء، ومتمنياً للجرحى الشفاء العاجل، داعيا ًالى تشكيل لجنة تحقيق تصدر نتائج تحقيقاتها خلال 48 ساعة، وتحديد المسؤولية. وقال دولته: «لن ارتاح كرئيس حكومة حتى نجد المسؤول عما حصل ومحاسبته وانزال اشد العقوبات به لانه من غير المقبول ان تكون شحنة من نيرات الامونيون تقدر بـ2750 طناً موجودة منذ ست سنوات في مستودع، من دون اتخاذ اجراءات وقائية، وهذا امر غير مقبول ولا يجوز السكوت عنه وتعريض سلامة الاهالي والسكان للخطر. واكد الرئيس على ضرورة اعلان حالة الطوارىء في العاصمة لمدة اسبوعين قابلة للتجديد. وبعد التداول وعرض التقارير التي اعدتها الاجهزة المختصة حول الكارثة، قرر المجلس الاعلى للدفاع رفع التوصيات الآتية الى مجلس الوزراء :

1- اعلان بيروت مدينة منكوبة

2- استنادا الى المادة 3 من قانون الدفاع رقم 102 والمواد 1 و 2 و2و3 و4 من المرسوم الاشتراعي رقم 52 تاريخ 5/8/1968، اعلان حالة الطوارئ في مدينة بيروت لمدة أسبوعين أي من 4/8/2020 لغاية 18/8/2020. وتمارس السلطات المختصة الصلاحيات المنصوص عنها في المرسوم الاشتراعي رقم 52/1968 كما وبالاستناد الى المادة 3 من هذا المرسوم الاشتراعي، تتولى فوراً السلطة العسكرية العليا صلاحية المحافظة على الامن وتوضع تحت تصرفها جميع القوى المسلحة بما فيها قوى الامن الداخلي والامن العام والجمارك ورجال القوى المسلحة في الموانئ والمطار وفي وحدات الحراسة المسلحة ومفارزها بما فيها رجال الإطفاء، وتقوم هذه القوى بواجباتها الأساسية وفقا لقوانينها الخاصة وتحت امرة القيادة العسكرية العليا.

كما تختار السلطة العسكرية العليا بقرار بعض العناصر من هذه القوى لتكليفها بمهام خاصة تتعلق بعمليات الامن وحراسة النقاط الحساسة وعمليات الإنقاذ.

3- تكليف لجنة تحقيق بالاسباب التي ادت الى وقوع هذه الكارثة، على ان ترفع نتيجة التحقيقات الى المراجع القضائية المختصة في مهلة اقصاها 5 ايام من تاريخه، على ان تتخذ اقصى درجات العقوبات بحق المسؤولين.

وعليه، تغيرت الاجندات، وأعلن ان الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله قرّر ارجاء اطلالته الإعلامية..

وعلمت «اللواء» ان الكميات (الامونيون) صودرت من باخرة ذاهبة الى افريقيا في العام 2014 حصل عطل في هيكلها اثناء تعويمها عثر على البضاعة ووضعوها في تخزين في مكان مناسب تم العنبر 12 بعيدا لحفظها للبت بها لأنها تحتوي على بضاعة محجوزة وبعد الكشف على العنبر وجدت اضرار بحاجة الى صيانة وحاجة لقفل للباب الذي كان مخلوعا وفجوة في الحائط الجنوبي. يمكن الدخول والخروج بسهولة منه.

وطلب من ادارة مرفأ بيروت تأمين حراسة للعنبر وأمين مستودع وصيانة كامل الأبواب ومعالجة الفجوة. الرواية الأخرى تقول انه حصل تلحيم لها. وتوازي الكمية المنفجرة 1800 طن من التي أن تي.

وهكذا، لبست بيروت ثياب الحداد، قبل إعلان الحداد الوطني اليوم، وبدت العاصمة المكنوبة قبل 15 عاماً باغتيال الحريري، بدءاً من مساء أمس، وكأنها تمشي بجنازة الشبان والأطفال والشيوخ والنسوة، الذين قضوا، والشوارع والمنازل التي اصابها الدمار، ولم يخل منزل من منازلها أو حيّ من احيائها من إصابة بعزيز أو اشياء محسوسة من واجهات ومنازل، حتى ان بعضهم خسر منزله، ومكان ايوائه، مع اطفاله وسيارته في هذه الأيام الحارة، والمرعبة من الكورونا، والمرهقة من الكساد وانهيار العملة، وفقدان الأعمال وارتفاع الأسعار.

وتحدثت معلومات أمنية عن 2750 طناً من مادة الامونيون المصادرة في المرفأ، انفجرت أثناء عملية تلحيم لفتحة صغيرة لمنع السرقة..

وبدأت التحقيقات، وفقاً لتكليف مفوض الحكومة بالانابة لدى المحكمة العسكرية لجمع المعلومات والتحريات لمعرفة حقيقة ما وقع في مرفأ بيروت.

وكان مصدر أمني أكّد ان لا عمل امنياً والانفجار حصل داخل كونتينر يحتوي على مادة النترات داخل المرفأ (العنبر 12).

وتسبب الانفجار الضخم في مرفأ بيروت، بموجة ذعر بين السكان، وبدمار في كل أنحاء العاصمة. وفي مرفأ بيروت، تحولت المستوعبات الى ركام. في كل شوارع العاصمة وأحيائها، شوهدت سيارات مدمرة متروكة في الطرق، وجرحى تغطيهم الدماء، وزجاج متناثر في كل مكان. ووصل تحطم الزجاج والخراب الى الضواحي والى مناطق بعيدة نسبيا عن بيروت.

وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن هذه المواد مصادرة منذ سنوات من باخرة أصيبت بعطل في مرفأ بيروت، «ما دفع بالقيمين عليها إلى نقلها إلى العنبر رقم 12 في المرفأ». وأضاف «منذ عام بدأت ترشح من الشحنات مادة شديدة الانفجار»، مشيرا الى أنه لم تتم «متابعة المسألة بالشكل المطلوب».

أحدث الانفجار في بيروت اضراراً كبيرة في قصر بعبدا حيث تحطم زجاج الأروقة والمداخل والصالونات وتخلعت الأبواب.

وكشف وزير الاقتصاد راؤول نعمةان سبعة موظفين في الاهراءات مفقودين.

كما، أعلن الناطق الرسمي باسم اليونفيل أندريا تيننتي أنّه نتيجة للانفجار الهائل الذي هز مرفأ بيروت مساء اليوم، تضررت إحدى سفن اليونيفيل التي كانت راسية في المرفأ، ما أدى إلى إصابة عدد من أفراد قوات حفظ السلام التابعة للبحرية بعضهم إصاباتهم خطيرة.

ولفت في بيان إلى أنّ اليونيفيل تقوم بنقل جنود حفظ السلام المصابين إلى أقرب المستشفيات لتلقي العلاج الطبي، كما تُقيّم الوضع، بما في ذلك حجم الأثر على أفراد القوة.

وقال رئيس بعثة اليونيفيل وقائد القوة اللواء ستيفانو ديل كول: «نقف مع شعب لبنان وحكومته خلال هذه الفترة العصيبة ونقف على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة والدعم».

تعاطف خليجي ومساعدات

وهز الانفجار الكبير العالم العربي، والمجتمع الدولي، وعبرت حكومة المملكة العربية السعودية عن مؤاساتها لذوي الضحايا والمصابين، وأكدت وقوف المملكة التام وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق، وفقاً لتصريح وزارة الخارجية.

وأعلنت قطر انها سترسل مستشفيات ميدانية لمساعدة القطاع الصحي اللبناني في التعامل مع الكارثة. واوردت وكالة الأنباء القطرية ان أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أجرى اتصالاً بالرئيس عون لتقديم التعازي والتضامن مع لبنان واستعداده لتقديم كافة أنواع المساعدة اللازمة. وأعطى توجيهاته بارسال مستشفيات ميدانية إلى لبنان فورا.

من جهته أطلق وزير الخارجية الاماراتي أنور قرقاش تغريدة جاء فيها «قلوبنا مع بيروت وأهلها. دعاؤنا في هذه الساعات العصيبة ان يحفظ رب العالمين لبنان الشقيق واللبنانيين، وان يُخفّف مصابهم ويضمد جراحهم، ويحفظ بيوتهم من الاحزان والآلام».

وارفق الوزير التغريدة بصورة لبرج خليفة مضاء بالوان العلم اللبناني.

وحضت وزارة الخارجية البحرينية رعاياها في لبنان على الاتصال بمركز عمليات الوزارة أو بعثتها الدبلوماسية في بيروت، فيما طلبت الكويت من رعاياها أخذ الحيطة والحذر وملازمة منازلهم. كما دعت من يحتاجون منهم إلى مساعدة للاتصال بالسفارة.

ولاحظ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ان انفجار لبنان «يبدو كأنه اعتداء رهيب».

وقال: نعرب عن أسفنا لما وقع في لبنان ومستعدون للمساعدة.

وتقدم وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، «بأحر التعازي إلى جميع المتضررين من الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت ونحن نراقب ونستعد لمساعدة شعب لبنان وهو يتعافى من هذه المأساة الرهيبة».

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الوزارة تتابع عن كثب التقارير عن انفجار بيروت ومستعدة لتقديم «كل المساعدة الممكنة»، وذلك بعد انفجار هائل هز العاصمة اللبنانية الثلاثاء وأودى بحياة عشرة أشخاص على الأقل وأصاب المئات.

وذكر المتحدث أن الوزارة ليست لديها معلومات عن سبب الانفجار، وأضاف أنها تتعاون مع السلطات المحلية لمعرفة ما إذا كان هناك أميركيون ضمن المصابين.

واعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن فرنسا تقف «الى جانب لبنان» ومستعدة لتقديم المساعدة اليه بعد الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت واسفر عن قتلى ومئات الجرحى. وكتب لودريان على تويتر «فرنسا واقفة وستقف دائما الى جانب لبنان واللبنانيين. إنها مستعدة لتقديم مساعدتها وفق الحاجات التي ستعبر عنها السلطات اللبنانية».

ووضع وزير خارجية قبرص خلال اتصال مع نظيره شربل وهبة جميع إمكانيات بلاده بتصرف لبنان لمواجهة تداعيات الانفجار.

كما اعرب المنسق الأممي يان كوبيتش للرئيس دياب استعداد الأمم المتحدة لتقديم ما يلزم من مساعدة.

وأعرب صندوق النقد الدولي عن عميق حزنه لخسائر الأرواح والإصابات والدمار من جراء الانفجار الذي وقع في بيروت وعن بالغ الأسى والتعاطف مع شعب لبنان الذي يمر بظروف اقتصادية واجتماعية صعبة.

على صعيد المساعدات، علم ان المساعدة القطرية هي عبارة مستشفيين ميدانيين. من قطر سعة 500 سرير. وسيرسل الرئيس الفرنسي مساعدات عاجلة استثنائية بالتنسيق بين السفارة الفرنسية وخلية الأزمة في القصر الجمهوري اما رئيس وزراء العراق سيرسل كميات من النفط خلال الأزمة اما اردوغان فأبدى استعداد بلاده لتقديم اي مساعدة. وسيرسل العراق اليوم مستسفى ميدانيا.

على صعيد آخر، اتلفت اهراءات القمح وهناك اتصالات لتأمين الطحين من الأفران وهناك 100 ألف برميل من النفط من العراق كل شهر طالما الأزمة موجودة.

******************************************

افتتاحية صحيفة الديار

المجلس الأعلى للدفاع أعلن بيروت مدينة منكوبة واعلان حال الطوارئ

تعاطف دولي وعربي مع لبنان… دياب : ما حصل لن يمر دون حساب

انفجار مواد كيمائية في العنبر 12 بمرفأ بيروت يسقط اكثر من 70 شهيداً و3700 جريح واضراراً كبيرة

نور نعمة

بيروت منكوبة كادت ان تتحول الى «هيروشيما» ثانية بعد حريق تلاه تفجير لمواد كيماوية شديدة الانفجار والاشتعال ساهم بتكوين «الشكل الفطري» للغيمة التي غطت المنطقة، والتي تشبه الى حد كبير ما يحدث عند حصول انفجار نووي. ذلك ان لبنان الغارق بازمته المالية والمعيشية والصحية شهد امس انفجاراً ضخماً هز مرفأ بيروت مما اسفر عن سقوط اكثر من 70 شهيدا و 3700 جريح بسبب وجود مواد شديدة الانفجار كانت مصادرة منذ فترة وفقا لما اعلنه مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم. وادى هذا الانفجار الى دمار مساحات كبيرة في مكان وقوعه ورافقه حريق كبير تمكن الدفاع المدني وطوافات الجيش اللبناني من اخماده بعد ساعات طويلة وتسبب ايضا باضرار جسيمة للواجهات الزجاجية للمباني والسراي الحكومي وبيت الوسط حيث لحق الدمار بمطار بيروت ومئات السيارات في الكرنتينا فمحطة شارل حلو وصولا الى وسط البلد. فضلا عن اضرار مادية كبيرة طالت احياء كثيرة في بيروت بشطريها وصلت الى منطقة ضبية شمالا وخلدة جنوبا.

وفي التفاصيل ان ما حصل في مرفأ بيروت كان انفجارين متتالين الاول انفجار صغير نتيجة وجود مادة «تي.ان.تي» واحتراق بعض المواد الاخرى وصولا الى الانفجار الثاني الكبير نتيجة اشتعال مادة نيترات الصوديوم وعليه غطى دخان كثيف سماء العاصمة بيروت. وفي هذا السياق، أوضح مدير عام الجمارك بدري ضاهر أنّ «عنبر كيماويات انفجر في مرفأ بيروت».

وعلم ان المواد المصادرة هي من مادة نيترات الصوديوم سريعة الاحتراق والتي جرى مصادرتها منذ 4 اشهر من احدى البواخر ووضعت في المرفأ وكان يجب تلفها فورا.

مجلس الدفاع الأعلى: بيروت مدينة منكوبة

وأعلن المجلس الاعلى للدفاع بعد اجتماعه في قصر بعبدا أمس «بيروت مدينة منكوبة ورفع توصية الى مجلس الوزراء الذي ينعقد اليوم لاعلان حالة الطوارئ في بيروت وشكل لجنة تحقيق لترفع تقريرها خلال 5 ايام».

من جهته، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مستهل جلسة مجلس الدفاع الاعلى، أن «كارثة كبرى حلت بلبنان، والهدف من هذا الاجتماع، اتخاذ الاجراءات القضائية والامنية الضرورية، ومساعدة المواطنين ومعالجة الجرحى والمحافظة على الممتلكات».

وشدد عون، على «ضرورة التحقيق في ما حدث وتحديد المسؤوليات، سيّما وانّ تقارير أمنية كانت قد اشارت إلى وجود مواد قابلة للاشتعال والانفجار في العنبر المذكور».

وقال: «اتصالات عدة وردت من رؤساء دول عربية واجنبية للتضامن مع لبنان في محنته، وتقديم مساعدات عاجلة في مختلف المجالات».

بدوره، أكد وزير الصحة العامة حمد حسن، أن «ما حصل أكبر من حجم لبنان بوضعه الحالي وهذه الكارثة هي تحدٍ للدولة وفاجعة بامتياز».

تحقيق الاجهزة الامنية بانفجار المرفأ

وفيما تتكتم الاجهزة الامنية التي باشرت تحقيقاتها بعد حصر رقعة الانفجار، متكتمة عن اعطاء اي معلومات في انتظار وضوح الصورة، اكدت مصادر متابعة للديار ان التحقيقات ستأخذ بكل الفرضيات بما فيها احتمال وجود عمل تخريبي وراء الانفجار، رغم اقرار الجميع بان ثمة تقصيرا كبيرا لا بد ان يتحمله لجهة اسباب وجود هذه المواد في تلك المنطقة وطريقة توضيبها، وتختم المصادر بانه حتى الساعة لم تتوفر اي معلومات او معطيات جدية عن احتمال تعرض المرفا لقصف صاروخي من الجو او البحر.

فهل ثمة ذخائر متواجدة في المنطقة قد انفجرت؟ ولمن تعود في حال وجودها؟ هل هي مواد تي ان تي ام سي فور؟ ولصالح من في حال وجودها؟ ومن يتحمل مسؤولية التقصير؟

وفي النطاق ذاته، وفي إنتظار جلاء كامل الملابسات وعدم استباق التحقيقات، تؤكد اوساط واسعة الاطلاع في 8 آذار لـ «الديار»، ان فرضية العمل التخريبي والمفتعل تتقدم مع بقاء احتمال ضعيف للحادثة القدرية اي قضاء وقدر.

وتشير الاوساط الى ان هناك مسؤولية اخلاقية ووظيفية على من هم في سدة المسؤولية في المرفأ ولا سيما تخزين هذه المواد لسنوات كثيرة بعد مصادرتها وعدم اتخاذ المعايير القصوى لحمايتها رغم تساؤلات عن جدوى وجودها حتى اليوم.

في موازاة ذلك، غير ان الانفجار التي تسبب بدمار كبير في المرفا، واضرار لن يكون من السهل اصلاحها بفترة قصيرة قد يتسبب بازمة لم تكن في الحسبان اذ علم ان اهراءات القمح تعرضت لاضرار بالغة مع انهيار اجزاء منها، وسط اقرار المعنيين بان ما حصل سيفقام من الازمة الاقتصادية ويتحول الى كارثة ما لم يبادر العالم الى التحرك ومساعدة لبنان. وقد تكون ردود الفعل الدولية والعربية خير دليل على خطورة الوضع ودقته.

يبقى السؤال الكبيرالذي تداول به المواطنون، من يعوض عليهم ووفقا لاي الية، في ظل الاوضاع الصعبة التي يعيشها اللبنانيون والضائقة الاقتصادية التي يعانون منها؟

الرئيس دياب: وعدنا للشهداء بان ما حصل لن يمر دون حساب

من جهته، اعلن رئيس الحكومة يوم حداد وطني على الضحايا الذين سقطوا في انفجار مرفأ بيروت وتابع ان « لبنان اليوم منكوب وما حصل لن يمر من دون حساب وهذا وعد للشهداء». وشدد ان المسؤولين عن هذه الكارثة سيدفعون الثمن لافتا الى انه لن يستبق التحقيقات بشأن الانفجار ولكنه في الوقت ذاته قال: «سنكشف الحقائق بخصوص هذا المستودع الخطر الموجود هناك في المرفأ منذ عام 2014».

وتوجه دياب بنداء عاجل إلى الدول الصديقة والشقيقة أن تقف إلى جانب لبنان وأن تساعدنا على بلسمة جراحنا.

الرئيس الفرنسي والعراقي اتصلا بالرئيس عون للتعبير عن تضامنهم

وتلقى الرئيس عون اتصالاً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والرئيس العراقي برهم صالح، وأمير دولة قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، حيث اكدوا على تضامنهم مع لبنان بعد الكارثة التي تسبب بها الانفجار الكبير في بيروت، ووضعا امكانات بلديهما لمساعدة لبنان.

سقوط الشهداء جراء الانفجار

وذكرت المعلومات أنّ الإنفجار أسفرَ عن سقوط عددٍ من الشهداء من بينهم الأمين العام لحزب الكتائب نزار نجاريان فضلاً عن العديد من الجرحى، وقد أطلقت المستشفيات نداءات التبرع بالدم لهم، كما ناشدت الأجهزة الطبية نقل الجرحى إلى خارج مستشفيات العاصمة.

وتفقد محافظ بيروت مروان عبود مكان وقوع الإنفجار، كاشفاً عن «فقدان الاتصال بـ10 عناصر من فوج أطفاء بيروت كانوا توجهوا الى المكان لاخماد الحريق شبّ في الميناء»، مشيراً إلى أن «بيروت منكوبة وهناك دمار كبير وما حصل غير مسبوق».

30 فرقة للصليب الاحمر لمساعدة الناس المتضررة

على صعيد متصل، امس كان اول يوم يعاود مرفأ بيروت عمله بعد اقفال لمدة خمسة ايام بسبب التعبئة العامة فكان اليوم الاول مأساويا وكارثيا وعليه تقدم اكثر من 30 فرقة من الصليب الاحمر لاسعاف الناس المتضررة من الانفجار حيث اعلن الصليب الاحمر استنفار عام في كل مراكزه للحصول على مساعدة اكبر في تلبية الجرحى والبعض منهم حالتهم حرجة.

النائب فيصل كرامي يعلن عن مبادرة تضامن مع جرحى انفجار المرفأ

من جهته، دعا النائب فيصل كرامي اهالي طرابلس الى بادرة تضامن مع بيروت الحبيبة جراء هذا الانفجار الهائل الذي اوقع الاف الجرحى وقد يكون اسفر عن مقتل المئات وذلك عبر التوجه الى مركز الصليب الاحمر في طرابلس والتبرع بالدم من كل الفئات تلبية لكل النداءات الصادرة عن المستشفيات في العاصمة بيروت. وتابع كرامي انه بعد الاتصال بادارة المستشفى الاسلامي الخيري، نضع هذا المستشفى بمختلف اقسامه وكوادره الطبية والتمريضية بتصرف الجرحى الممكن نقلهم من بيروت الى طرابلس بعد تعثر مستشفيات في بيروت وضواحيها في استقبال كل الجرحى.

مصادر طبية: الزموا منازلكم لحماية انفسكم من مادة النيترات

وجهت مصادر طبية عبر الديار الى المواطنين اللبنانيين ان يلزموا منازلهم لحماية انفسهم من مادة النيترات التي انفجرت ذلك ان تنشق الهواء المليء بالنيترات يعرض الناس لمرض السرطان ولامراض في القلب الى جانب تداعياته السلبية السامة التي تبقى في الهواء الطلق خلال يومين. ونصحت ان يحاول اللبنانيين الابتعاد عن العاصمة لمدة يومين والذهاب الى الجبال الى ان تتقلص الارتدادات السلبية لمادة النيترات على صحة الانسان.