ان جلّ ما يفعله اهل السلطة اليوم من رأس الهرم الى اسفله هو الندب والبكاء على الاطلال وكيل الاتهامات والتخوين عوض الانصراف الى الافعال، وغسل اليدين من الازمة ورميها على الآخرين، وتوجيه السهام على اطراف مجهولة تعوق مسيرة المساعدات الدولية للبنان.
فمن قرر ان يكون في الحكم اليوم أخذ على عاتقه معالجة المشاكل لا توصيفها واعلان براءته منها! فالمطلوب من العهد والحكومة، إما الانخراط في ورشة اصلاحية حقيقية – لا نظرية – تعطي انطباعا مشجّعا لدول الغرب، وتقديم خطة محكمة تقنية مفصلة لا غبار عليها تتضمن رؤيتها لكيفية انقاذ لبنان الى صندوق النقد الدولي، اضافة الى القيام بتعيينات مالية وادارية وقضائية شفافة نزيهة، واعتماد الحياد لا الانحياز بلبنان نحو المحور الايراني…
وإما الرحيل لانه لا يجوز ان يبقى في السلطة من أوصل البلد إلى الانهيار وهو عاجز عن إخراجه من هذا الانهيار.