هل يكتفي بإسقاط المسيّرة؟


لم يتبنّ حزب الله، حتى الساعة، عملية إسقاط “المسيّرة”، لكنه على الارجح، الجهة التي أسقطتها، وربّما يترك تبنّي العملية، للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي يفترض ان يطل في الايام المقبلة في كلمة متلفزة، فيؤكد انها أتت في سياق الانتقام لمقتل علي محسن في غارة إسرائيلية على موقع قرب مطار دمشق.
لو أرادت اسرائيل الدخول في مواجهة لردت سريعا على إسقاط مسيّرتها، الا انها ليست في هذا الوارد، وهي، كما تدل كل مواقف مسؤوليها، تحذر وتنبّه من مغبة مبادرة الحزب الى التصعيد، وهذا يعني ان تل ابيب لن تطلق الرصاصة الاولى… في المقابل، الحزب ايضا ليس راغبا في فتح مواجهة. هو يدرك ان الاوضاع المحلية الاقتصادية والمعيشية والمالية المهترئة، والاقليمية والدولية، حيث هو في دائرة استهداف اقتصادي وعسكري آخذة في الاتساع، هذه الاوضاع لا تسمح له باعلان حرب.
وفي هذا السياق تحديدا، يصب موقف نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي قال امس “ان التهديدات الاسرائيلية لن تستدرجنا الى موقف لا نريده، والأجواء لا تشي بحصول حرب في ظل الإرباك الداخلي الاسرائيلي، وتراجع ترامب في الداخل الأميركي”، مضيفا “اذا قرر الجيش الاسرائيلي شن حرب علينا، فإننا سنواجه ونرد”.
ولمّا كان الاسرائيلي لن يبادر، فإن هذا الكلام بحد ذاته، يشكّل رسالة من الحزب الى تل ابيب من جهة والمجتمع الدولي بأسره من جهة أخرى، يؤكد لهما فيها انه لا يريد حربا او تصعيدا..وربما اكتفى بإسقاط المسيّرة.. وعند هذا الحد، يرجّح ان تنتهي جولة الكباش هذه…