هل الفيديراليّة ستكون نظاماً جديداً للبنان؟


هل الفيديراليّة واللامركزيّة الموسَّعة ستكون نظاماً جديداً للبنان بعدما فشل اللبنانيّون بمساعدة من دول منطقتهم كما في العالم، وجرّاء غياب الولاء للوطن عندهم أو بالأحرى أولويّة انتماءاتهم الطائفيّة والمذهبيّة عليه، كما جرّاء غياب التضامن بين الدول العربيّة ووقوعها في التنافس والخلافات وغياب العروبة لمصلحة الإسلاميّات المُتنابذة المُتطرّفة، وجرّاء فشلهم في تحصين صيغة الاستقلال بجعل دولته دولة مواطنين، فدمّروا بلادهم بحرب دامت سنوات، وأفشلوا “دولة الطائف”، هل يعني ذلك أنّ لبنان سائر أيضاً على طريق هذه الصيغة الراقية إلّا في العالم الثالث؟

الجواب المبدئي هو أنّ فيديراليّة العراق المنصوص عليها في دستوره فتحت الطريق في المنطقة أمام صِيَغ مُماثلة أو مُشابهة. لكنّ ذلك لا يكفي كي يبدأ لبنانيّو الفيديراليّة التصفيق و”التهييص”. فالعراق مُفَدْرَل رسميّاً في الدستور. أمّا عمليّاً فإنّ الطائفة الأكبر ديموغرافيّاً تُسيطر فيه على نحو غير كُلّي لأسباب إقليميّة ودوليّة. وسوريّا لم يتحدّث أحد داخلها وخارجها عن الفيديراليّة حلّاً وحيداً لمشكلاتها. وأمّا لبنان فإنّه ينتظر بعد انفكاك تلازم مساره مع مسار سوريا تلازماً لمسارات ثلاثة هي اللبناني والسوري والعراقي. ولا يزال ذلك سابقاً لأوانه.