نتنياهو يهدّد… وقاسم يرد


رحّجت مراجع أمنية ان يناقش مجلس الوزراء التهديدات الإسرائيلية الأخيرة والإجراءات الإستثنائية المتخذة من الجانب الإسرائيلي على طول الحدود الجنوبية، والمعطيات المحيطة بها وامكان تأثيرها على موعد التمديد لقوات الطوارئ الدولية («اليونيفيل») المقرّرة الشهر المقبل.
وكان التوتر تصاعد أمس على الجبهتين اللبنانية والسورية، في ظلّ الاستنفار العسكري الاسرائيلي ارضاً وجواً بعد الحديث عن ردّ «حزب الله» على مقتل احد قيادييه العسكريين في الغارة الجوية الاسرائيلية الأخيرة قرب مطار دمشق الدولي، حيث انّ الطيران الحربي والاستطلاعي الاسرائيلي لم يغب عن سماء لبنان وصولاً الى سماء الجولان السوري المحتل.
واشار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، الى «اننا نعمل في الجبهة الشمالية وفقاً لسياسة متسقة مفادها أننا لن نسمح لإيران بالتموضع عسكرياً على حدودنا الشمالية»، وشدّد على انّ «سوريا ولبنان يتحمّلان المسؤولية عن أي هجوم على إسرائيل ينطلق من أراضيهما». واكّد «اننا لن نسمح بزعزعة أمننا وبتهديد مواطنينا ولن نتسامح مع أي مساس بقواتنا، وقد أجري باستمرار جلسات لتقييم الموقف مع وزير الدفاع بيني غانتس ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الاسرائيلي».
وقال: «الجيش الاسرائيلي مستعد للرد على أي تهدید كان».
وافيد انّ نتنياهو حظّر على الوزراء الإدلاء بتصريحات حول ما يجري على الحدود الشمالية.
لكن غانتس كرّر تحذير نتنياهو لسوريا ولبنان، وقام بجولة تفقدية على المنطقة الشمالية برفقة كوخافي وقائد المنطقة الشمالية الميجر جنرال أمير بارعام ورئيس هيئة الاستخبارات الميجر جنرال تامير هايمان ورئيس شعبة العمليات الميجر جنرال أهرون حليوا.
وأشار غانتس الى إنّه وكوخافي، وبعد انتهاء تقييم الوضع، قررا الحفاظ على رفع حالة التأهّب عند الحدود الشمالية. وقال: «انّ اسرائيل لا ترغب في تصعيد الاوضاع لكنها لن تتوانى عن استخدام قدراتها في حال اقتضت ذلك الضرورة للدفاع عن مصالحها». وأضاف: «ان إسرائيل ليس لديها أي مصالح في سوريا او لبنان سوى تلك الأمنية». مشدّداً على «أننا سنواصل الدفاع عن هذه المصالح التي تنطوي على منعا لتموضع الإيراني في سوريا ومنع نقل أسلحة متطورة ودقيقة الى أي مكان في سوريا أو لبنان».
وتابع: «الأوضاع في سوريا ولبنان متردية من حيث الاقتصاد واحتواء جائحة الكورونا ومن حيث البنىالتحتية»، مذكّراً الدولتين «انّهما المسؤولتان عما يجري في أراضيهما وعمّا ينطلق من هذه الأراضي. وانّ إسرائيل ستحمّلهما المسؤولية في حال تعرّضت لأي اعتداء». واكّد «أنّ إسرائيل لا تريد التصعيد الذي نحنفي غنى عنه، ولكن كل من ستسول له نفسه أن يختبر القدرات الإسرائيلية سيجدها عالية جداً، معرباً عن امله في «أن لا نضطر الى استخدامها».
وردّ نائب الامين العام لحزب الله الشيخ ‏نعيم قاسم في حديث تلفزيوني مساء أمس على تهديد نتنياهو،قائلاً: «التهديدات الاسرائيلية لن تستدرجنا الى موقف لا نريده، والأجواء لا تشي بحصول حرب في ظلّالإرباك الداخلي الإسرائيلي وتراجع ترامب في الداخل الأميركي». وأضاف: «إذا قرّر الإسرائيلي شن حربفإننا سنواجه ونرد».
وأكّد قاسم تلقّي الحزب رسالة عبر الأمم المتحدة، مؤكّداً أن «لا تغيير في قواعد الاشتباك مع إسرائيل»، وأنّ الأجواء لا تشي بحصول حرب قريباً. وقال: «لا يوجد جواب عن السؤال في شأن الرد على استشهاد علي كامل محسن من جراء العدوان الإسرائيلي، ومعادلة الردع قائمة مع إسرائيل ونحن لسنا بوارد تعديل هذه المعادلة».
وأوضح أنّ «التهديدات الإسرائيلية اعتدنا عليها وهي لا تقدّم لنا رؤية سياسية جديدة، وهي تأتي في إطار العنتريات، والتهديدات الإسرائيلية لن تستدرجنا إلى موقف لا نريده». وأضاف: «لا جواب عمّا سنفعل بعد العدوان الإسرائيلي.. ولن نعطي إجابات محدّدة».