“نار وبارود” على جبهة الحدود


منسوب الغليان يتزايد ووتيرة التوتر ترتفع على ضفتي جبهة الحدود الجنوبية، حيث وصفت مصادر ميدانية الوضع القائم بأنه أشبه بـ”النار والبارود”، محذرة من أنّ “أصغر شرارة قد تؤدي إلى اشتعال الوضع وانزلاق الأمور إلى مواجهة عسكرية قد تبدأ محدودة لكنّها قد لا تنتهي كذلك”.
وإذ أكدت أنّ “كلا الجانبين على الحدود يبدو ان متحسبين لاندلاع المواجهة”، لفتت المصادر لـ”نداء الوطن” إلى أنهما في الوقت نفسه يتعاملان مع الوقائع المحيطة بساحة المواجهة على قاعدة “إبداء الجهوزية للمعركة وكأنها ستقع غداً، لا سيما وأنّ الواقع العسكري والأمني والاستخباري يفيد بأنّ كل الاحتمالات مفتوحة و”ساعة الصفر” واردة في أي لحظة”.

وفي هذا الإطار، برز الحشد السياسي والعسكري على الجبهة الشمالية لإسرائيل تحسباً لعملية يقوم بها “حزب الله” من الحدود اللبنانية الجنوبية رداً على استهداف أحد قادته في سوريا، وسط تهديدات متوالية يطلقها الإسرائيليون للحكومة اللبنانية تحملها مسؤولية أي عمل عسكري يقوم به الحزب ضد أهداف إسرائيلية. وبهذا المعنى لم يتردد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتأكيد في مستهل جلسة حكومته أمس على أنّ “سوريا ولبنان يتحملان المسؤولية عن أي اعتداء على إسرائيل ينطلق من أراضيهما”، مشدداً على أنّ “تل أبيب لن تسمح لإيران بالتموضع عسكرياً عند حدودها الشمالية” مع لبنان، ليشير في هذا السياق إلى أنّ القوات الإسرائيلية “مستعدة للرد على أي تهدید كان” وأنه لهذه الغاية يعقد جلسات مستمرة لتقييم الموقف مع وزير دفاعه بيني غانتس ورئيس هيئة الأركان العامة أفيف كوخافي، وقد تقرر إرسال تعزيزات من قوات المشاة إلى الجبهة الحدودية مع جنوب لبنان،حسبما أعلن غانتس الذي كان قد توجه في جولة حدودية إلى “الأعداء” بالقول: “لا أنصحكم بأن تجربونا”.