من “سويسرا الشرق” إلى “الفقر والشحادة والتعتير”


مشروع الحياد الذي تعمل لاجله بكركي ليس طائفيا ولا مذهبيا ولا فئويا ولا عنصريا ولا اي من الصفات التي يحلو لمناهضي الحياد ومؤيدي مشروع جر لبنان الى المحاور المتصارعة اسقاطها على ما توافق عليه اللبنانيون في ميثاق عيشهم المشترك ودستورهم الوطني منذ العام 1943 . حياد لبنان الذي تكرس في دستوره كفل وحده على مدى نصف قرن إنعاش هذا البلد ونموه ورفده بمقومات الصمود والازدهار وجعله “سويسرا الشرق” وجسر عبور بين الشرق والغرب وقبلة انظار السياح من دول العالم قاطبة وخزنتهم المالية ومركز استشفائهم لا سيما للدول العربية التي يشهد بعض ملوكها وامرائها بأن اقصى احلامهم كان تحويل دولهم الى ما يشبه لبنان.
هذا اللبنان، ومنذ اقحامه في صراع المحاور الدولية والاقليمية بإرادة فريق سياسي يتحكم بمفاصل السلطة، تلقى ضربات قاضية حولته الى بلد “فقر وشحادة وتعتير وهجرة”، انعدمت فيه سبل العيش وبات مضربا للمثل تتصدر معاناة شعبه صفحات الصحف العربية والاجنبية.