لماذا يجب انتخاب سمير جعجع رئيسا للجمهورية؟


قال سياسي عتيق في مجلس خاص في العاصمة الفرنسية بان لبنان بحاجة لإعادة تركيب من أجل ان ينهض مجددا، وإلا مصيره سيكون التفكك والزوال، لأن الأزمة التي تضربه حاليا قضت على كل شيء تقريبا، وهذا النهوض يستحيل التحقق سوى عن طريق رجل دولة لا يساوم ولا يتنازل ولا يقايض، ويتمسك بتطبيق الدستور وتنفيذ القانون، خصوصا ان المراحل التأسيسية لا تحتمل شخصيات “مايعة”، إنما قيادية وحازمة وحاسمة ونظيفة وشفافة.
ولدى سؤاله عما إذا كانت هذه المواصفات متوافرة بشخصية معينة ومحددة؟

فأجاب بسرعة غير متوقعة على رغم انه يتكلم بهدوء وتفصل حوالي 5 ثوانٍ بين كل كلمة وأخرى من كلماته:
بالتأكيد موجودة في الدكتور سمير جعجع، قبل ان يستعيد أنفاسه وطريقته في الكلام شارحا ومستفيضا بالأسباب كالآتي:

أولا، معظم اللبنانيين وصلوا إلى قناعة انه يستحيل ان تستقر الأمور في لبنان من دون تطبيق الدستور وقيام الدولة، والرجل الوحيد الذي دفع ثمن التزامه بالدولة هو جعجع، وفِي كل مسيرته لم يبدِّل في قناعته، ولذلك البلد بحاجة لشخصية استثنائية قادرة على ترسيخ دعائم الدولة السيادية.

ثانيا، المعضلة التي توازي السيادة أهمية ان الطبقة السياسية التي نشأت في ظل الاحتلال السوري وترعرعت، انخرطت في الفساد حتى العظم مستفيدة من تبادل خدمات الفساد مع الاحتلال، فأصبح من الصعوبة بمكان وقفها عند حدها وإعادة الانتظام إلى العمل المؤسساتي الشفاف إلا من خلال شخصية قوية ونظيفة الكف وحريصة على المال العام، وقد أظهر قائد القوات من خلال عمل كتلته النيابية أولا ومن ثم الوزارية انه، على رغم حجمها الصغير، يمارس الشأن العام بشكل مختلف عن كل الطبقة السياسية، فلا يحالف ولا يهادن كل من يُفسِد ويسيء إلى المال العام.
فالرجل الوحيد الذي يعيد فور انتخابه الانتظام إلى الدولة هو جعجع على غرار الرئيس بشير الجميل.

ثالثا، لبنان دولة تعددية تتطلب شخصية تدرك أهمية التوازنات الطائفية وعدم المس بهذه التوازنات، لان اي خلل ميثاقي يولِّد نقمة سياسية ويؤدي إلى هز الاستقرار، وأكثر شخص واعٍ  لهذه التجربة ودقتها هو سمير جعجع، وبالتالي يشكل انتخابه رئيسا للجمهورية ضمانة للجمهورية اللبنانية وتوازناتها الميثاقية.

رابعا، الخلل البنيوي الذي اعترى التركيبة اللبنانية منذ نشأتها تمثّل في غياب الولاء للبنان، والشخص الأقدرعلى جعل انتماء جميع اللبنانيين إلى لبنان هو سمير جعجع بسبب ممارسته وسلوكه وتطبيق دولة القانون والمؤسسات التي لا تميِّز بين لبناني وآخر، فيشعر المواطن انه ليس بحاجة إلى انتماء آخر ولا إلى دولة أخرى، إنما تترسّخ لبنانيته.

خامسا، يختلف حزب القوات اللبنانية عن غيره من الأحزاب اللبنانية بدقة تنظيمه وهرميته، والفضل في ذلك يعود إلى “الحكيم” المشهود له بدقة التنظيم والمتابعة، والدولة اللبنانية بحاجة لإعادة تنظيم ومتابعة دقيقة، ولا أعتقد بان هناك من لديه هذا العقل المنظّم والمتابعة الحثيثة غير جعجع.
وفيما كان جميع من يجالس السياسي العتيق ينصُت إليه بإعجاب، تنهّد قائلا: يشكل قائد القوات فرصة ثمينة وذهبية لبناء الدولة التي حلم بها كل لبناني في لبنان والاغتراب، آمل ان تسمح الظروف الخارجية والداخلية بانتخابه رئيسا للجمهورية من أجل بناء الأمة اللبنانية التي تشكل وحدها الضمانة لديمومة لبنان إلى دهر الداهرين.