كيف ستكون الترجمة العملية لمواقف الراعي؟


الى أین یمكن أن تصل الحركة “الضاغطة” في اتجاه بكركي وعلیھا؟! وكیف ستُترجم عملیا وتغیّر في الواقع؟! وما ھي الخطوة التالیة بعد “الموقف النداء” للبطريرك بشارة الراعي؟!
مطلعون على أجواء بكركي وما یدور في أرجائھا ونقاشاتھا، وعالمون بخلفیات موقف البطریرك الراعي وتوجھاته، یجیبون على ھذه التساؤلات عبر ھذه النقاط:
1- لا نیّة لدى البطریرك الراعي لإطلاق أو رعایة لقاء وطني سیاسي جدید على غرار لقاء قرنة شھوان (2000-2005). فالظروف التي دعت الى ذلك اللقاء وأولھا ما یتصل بالفراغ السیاسي للقیادات والأحزاب واضطرار البطریرك صفیر لملء ھذا الفراغ القیادي، ھذه الظروف لم تعد قائمة..
2- یمكن أن یتجه البطریرك الراعي الى تأسیس ورعایة لقاء من نوع آخر یضم شخصیات مستقلة من خبراء واختصاصیین في كل المجالات، ولا یكون فیه ممثلون للأحزاب حتى لا تنقل خلافاتھا الى داخل بكركي.
3- البطریرك المرحب والمسرور بحجم التفاعل الإیجابي مع موقفه، سیكون حذرا ومتأنیا في خطواته اللاحقة، لیس فقط لدقة الأوضاع وطبیعة المرحلة الإنتقالیة التي تمر بھا المنطقة حتى الانتخابات الأمیركیة، وإنما لأن الراعي لن یعطي أي جھة فرصة إستخدام موقفه وتوظیفه في خدمة حسابات ومصالح، وھو حریص في إطار ھدفه الأسمى بتحیید لبنان، على عدم التورط في الصراعات والمحاور الإقلیمیة.
4- البطریرك الراعي لیس بعیدا عن أجواء الفاتیكان ونظرته وتقییمه للوضع اللبناني الذي اطلع علیه عن كثب وزیر الخارجیة ناصیف حتي في زیارته ھذا الأسبوع الى الفاتیكان، حیث اطلع من وزیر الخارجیة ورئیس مجمع الكنائس الشرقیة على ما لدى الكرسي الرسولي من ملاحظات سلبیة، ومن قلق على مستقبل لبنان وھویته ودوره و”رسالته”، وقریبا جدا سیكون للراعي زیارة الى الفاتیكان ولقاءات معّمقة مع البابا وكبار المسؤولین، وفي ضوئھا یتحدد المسار المقبل لبكركي وطبیعة الخطوات و”سقف المرحلة”..