المعارضة تخرج من التباين والتحذير الى الفعل والمواجهة

المعارضة تخرج من التباين والتحذير الى الفعل والمواجهة!
بيت الوسط- معراب- كليمنصو نحو جبهة موحدة بحلة جديدة

المركزية- منذ خروجهم من الكوكب الحكومي قبل 7 اشهر تحت وطأة ضغط ثورة 17 تشرين، تفرق افرقاء المعارضة وبات “كل رفيق بطريق”. حتى ما جمعهم استراتيجيا تحت عنوان وطني عريض في الـ2005 لم يعد قادرا على جمعهم بعد 15 عاما،ً على رغم ان قضيتهم الاساس ونضالهم من اجل الشرعية والوطن الحر السيد المستقل البعيد عن المحاور باتت اكثر الحاحا اليوم. فهل تعيد الازمة الوجودية التي تعصف بالبلاد اللحمة الى الصف المعارض فيتوحد دفاعا عن الوطن ام تبقى الخلافات التكتية والتباينات في شأن ملفات لم تعد على مستوى من الاهمية متسيّدة المشهد ويكتفي هؤلاء بمعاينة الانهيار من موقع المتفرج؟

تكشف اوساط في الفريق المعارض لـ”المركزية” ان ثلاثية كليمنصو- بيت الوسط – معراب استعادت زخم اتصالاتها من موقع المسؤولية والواجب الوطني الذي يقضي بالتحرك لمواجهة الازمة القاتلة. ذلك ان البقاء في موقع المحذّر وابداء القلق والخوف على البلد ومصيره فيما السلطة الحاكمة لا تحرك ساكنا وتتلهى بإلقاء تبعات الفشل على الغير من الداخل الى الخارج عوض المواجهة بالاصلاحات التي تكفل وحدها فرملة الانهيار، اصبحت غير مجدية والمطلوب اجراءات عملية تلجم الاندفاعة السريعة نحو المصير الاسود المحتوم في ما لو بقي الستاتيكو القائم على حاله.

غير ان النية لم تقترن بعد بالعمل ، ذلك ان تناقض الاجندات بين القوى الثلاثة ما زال يحول حتى اللحظة دون ابصار الفكرة النور، بحسب المصادر، اذ تتنوع الاراء بين من يعتبر ان لا مصلحة راهنا في اعادة الاصطفاف العمودي في البلاد بين فريقي 8 و14 اذار واستفزاز قوى سياسية ،اثبتت بالمواقف والاداء انها تقترب من افكار المعارضة في نظرتها الى اعادة بناء الدولة، وخسارة شريحة واسعة من الشارع الثائر الذي يرفض الفريقين ويطالب بجديد انقاذي، وبين من يتطلع الى انشاء جبهة معارضة بحلة جديدة عنوانها مالي معيشي انقاذي بعيد عن المطالبة بتنفيذ القرار 1559 لا سيما نزع سلاح حزب الله، ذلك ان معارضة على هذا النحو يمكن ان تحقق الهدف وتحافظ على “الحلفاء الجدد” فتبقى اليد ممدودة وافاق الانقاذ مفتوحة.

النقاش راهنا يتركز على البحث عن مساحة مشتركة ترضي اطراف المعارضة وفي الوقت نفسه تمنع انزلاق البلاد ومن فيها الى الفوضى الهدّامة، وهي لم تعد بعيدة، لا بل منظورة بالعين المجرّدة، استناداء الى اداء السلطة الهمايوني وفقدان اللبنانيين صبرهم ، ما ينذر بانفجار وشيك جداً، فمن يسبق اولا؟