القوات” اخذت على عاتقها ترجمة مبادرة الراعي


ليس جديدا ان تسير القوات على خطى البطريركية المارونية في ما تطرحه من ملفات سياسية ووطنية، وهي في “مشروع الحياد” لم تتخذ فقط موقف المؤيد، لا بل تساهم في تمهيد الطريق.
وفي وقت اعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي انه سيدعو الى لقاء حواري جامع لا يستثني أحدا، كشف مصدر قواتي عبر وكالة “أخبار اليوم”، ان القوات اخذت على عاتقها النقاش مع كل القوى السياسية على صوت عال حول آلية ترجمة مبادرة البطريرك، خصوصا وان لكل طرف نظرته!
…. بعد اعلان التأييد!
وقال المصدر: القوات ومنذ اللحظة الاولى لاعلان البطريرك عن طرح الحياد، عملت على مستويات عدة:
وفود نيابية وحزبية توجهت الى الديمان لاعلان التأييد، الامر الذي توّج بلقاء بين الراعي ورئيس الحزب والدكتور سمير جعجع الذي وضع القوات بتصرف هذه الفكرة التي تستدعي متابعة عملية كونها تنطلق من كتاب مشترك بين القوات والبطريركية هو الدستور اللبناني، وبالتالي لدى القوات كامل الاستعداد لترجمتها على ارض الواقع.
وكان جعجع قد طرح مع البطريرك عدة افكار تدور في فلك الحياد، وتتم بلورتها كي يصار بتها في الوقت المناسب، واحدة تلو الاخرى، بما يكمل ما يقوم به البطريرك لترجمة هذه المبادرة، التي نريدها وطنية بامتياز بعيدا عن اي اطار جبهوي في المرحلة الحالية، كونها تجمع كل اللبنانيين، من كافة الفئات والاتجاهات.
الجولات تستكمل
واضاف المصدر: في موازاة ذلك بدأت القوات بجولات سياسية شملت متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون، وصولا الى اللقاء اليوم في دار الفتوى، حيث ستستكمل الجولة لاحقا.
وردا على سؤال، اوضح المصدر ان هدف هذه الجولات التشاور بصوت مرتفع، انطلاقا من نقطتين اساسيتين:
اولا: لابقاء هذه المبادرة حية وموجودة.
ثانيا: كيفية ترجمتها، خصوصا وان الهدف منها ليس العودة الى الانقسام بل التفكير في انقاذ لبنان وخلاصه بسلاسة.
موقع دار الفتوى
واذ اشار الى ان البلد جرب مشروعين: واحد ادى الى الازدهار، والآخر اخذنا الى الانهيار، قال المصدر القواتي: الجميع معني بالتفكير بهذه المبادرة الناس الثورة الاطراف السياسية، مضيفا: القوات بدأت هذا المشوار.
وعن اللقاء اليوم مع المفتي عبد اللطيف دريان، اجاب المصدر: لكل المرجعيات الروحية مكانة اساسية لدينا، ولكن لدار الفتوى تاريخ مهم على مستوى البلد في مواقفها وحضورها ودورها، وبالتالي اراد الدكتور جعجع توجيه وفد من اجل التشاور مع هذا الموقع الوطني الكبير، بهدف بلورة الافكار التي تصب في خانة مبادرة الحياد.
وفي هذا السياق، اوضح المصدر ان القوات كما البطريرك يحرصان ان تكون هذه الافكارعابرة للطوائف ولا تستثني احدا.
وسئل: هل تخشى بعض الاحزاب السنية من ان تستجلب المبادرة عروضا للطرف الشيعي ومنها المثالثة؟ ذكر المصدر ان الرئيس سعد الحريري كان من اول المؤيدين لمبادرة الراعي، وهو كان قد قام بزيارة الى الديمان لهذه الغاية.
الدستور والميثاق
لكن بحسب المصدر القواتي، لا بد من التأكيد ان “الحياد” لا علاقة له بموضوع السلطة وتوزيع السلطات بين الطوائف الذي اقره اتفاق الطائف، لا بل اننا نعتبر ان ما اقر في الطائف على هذا المستوى هو نهائي وغير قابل للمس، وليس مطروحا على بساط البحث، بل المطروح اليوم هو جزء من ميثاق لبنان، قائلا: الحياد هو نهج لا بد من العودة اليه بعدما كان قد اعتمد سابقا من اجل تمكين الجمهورية الاولى في العام 1943 من الانطلاق، تحت عنوان “لا شرق ولا غرب”، ووقتذاك ازدهر لبنان لفترة 20 سنة اقله.
وختم: بالتالي الحياد لا علاقة له بالنص الدستوري، بل هو جزء من الميثاق بين اللبنانيين كجماعات وكمجتمع تعددي، وبالتالي لا بد من احياء هذا الميثاق مجددا.