افتتاحيات الصحف

افتتاحيات الصحف ليوم الأربعاء 29 تموز 2020

افتتاحية صحيفة النهار

دياب يُمعن في سياسات الإنكار ويُهاجم لودريان !

يصحّ القول في الحركة الرسمية والحكومية التي واكبت بدء الخطوات الأولية لتنفيذ الإقفال العام المتجدد ولو لفترة محدّدة والتي تزامنت كذلك مع أصداء المواجهة الحدودية أول من أمس كما جاءت بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان – ايف لودريان للبنان بأنها اتسمت بطابع فضائحي متجدّد لم يكن أدلّ عليه من التناقضات الفاضحة داخل الصف السلطوي نفسه. ذلك أنه ما بين جلسة المجلس الأعلى للدفاع وجلسة مجلس الوزراء وما أطلق فيهما من مواقف خصوصاً على لسان رئيس الوزراء حسان دياب، بدت السلطة السياسية محلقة في عالم الإنكار والمكابرة على نحو فاجأ معظم الأوساط السياسية التي لم تتوقّع أن ينبري رئيس الوزراء مثلاً لمهاجمة وزير الخارجية الفرنسي بعد أيام من زيارته، فيما كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يستبقه ويستند الى موقف لودريان نفسه لإبراز إيجابية خطوة التدقيق الجنائي المالي.

وفي ما بدا مؤشراً تصاعدياً مثيراً للغرابة والتساؤلات رأت أوساط معارضة أن المواقف الحادة للرئيس دياب في الجلسة جاءت لتكشف هشاشة السياسة التي يمعن في اتباعها للتغطية على فشل الحكومة في مختلف مسارات الأزمة الداخلية، إن على مستوى الأزمة المالية والاقتصادية، أو على مستوى الاخفاق الواضح في تحمّل الحكومة مسؤولية التحسّب للتفشي الوبائي لفيروس كورونا. وقالت هذه الأوساط أنه لم يعد خافياً أن كثيرين من الوزراء أنفسهم باتوا يستشعرون ثقل الدفاع عن المواقف التي يتخذها رئيس الوزراء من خلال اعتماده الهجمات غير المنطقية على كل منتقدي الحكومة ومعارضيها ومن ثم تأكيد وجهات نظر هؤلاء المعارضين ضمناً وعلناً كما فعل أمس بالذات حين طرح تساؤلات وانتقادات يجب أن توجه اليه شخصياً وأن يجيب عنها هو كرئيس للوزراء.

والواقع أن جلسة مجلس الوزراء أمس شهدت فصلاً من فصول التخبط العميق الذي بات يطبع الواقع الحكومي والذي لم تقتصر مفاعيله على مسائل الداخل، بل طاولت الموقف من زيارة لودريان بما قد يتسبّب بتداعيات سلبية على العلاقات اللبنانية – الفرنسية. فبعدما كشف رئيس الجمهورية في مستهل الجلسة أن تدبير اعتماد التدقيق الجنائي “كان موضع ترحيب وزير الخارجية الفرنسي خلال زيارته للبنان معتبراً أنه بداية فعلية لبناء الدولة”، هاجم دياب مواقف لودريان قائلاً: “كان واضحاً أن زيارته لا تحمل جديداً ولذلك اعتمد أسلوب التحذير من التأخير في الاصلاحات وربط أي مساعدة للبنان بها، كما شدّد على أن صندوق النقد الدولي هو الممر الوحيد لأي مساعدة للبنان”. وأضاف دياب: “بغض النظر عن تحذيرات الوزير الفرنسي وعن نقص المعلومات لديه عن حجم الاصلاحات التي قامت بها الحكومة، إلا أن كلامه مؤشر على أن القرار الدولي بعدم مساعدة لبنان ما زال ساري المفعول”. وبعد ذلك شنّ دياب هجمة داخلية ضاعت أهدافها باعتبار أنها يجب أن تتوجه الى الحكومة نفسها. وحاول دياب تغطية هذا الالتباس بالحديث عن “حالة فجور تمارس على الدولة ووجود إدارة خفية للمافيات التي تتحكّم بالبلد قد تكون مافيات سياسية وقد تكون مافيات تجارية”. وشدّد على “أن جزءاً كبيراً من المشاكل التي نراها هو مفتعل. البلد يعوم فوق بحيرة من المازوت، لكن التجار يخفون المازوت حتى يبيعوه في السوق السوداء، والبلد ممتلئ بالمواد الغذائية ويوجد في المستودعات ما يكفي البلد لستة 6 اشهر ومع ذلك فإن التجار يخفون البضائع”.

ولعل المفارقة اللافتة أن نائبة رئيس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر أكدت في مداخلة لها في الجلسة أن التجار يعملون على تخزين المازوت والمواد الغذائية وغيرها والإسمنت، مشيرة الى أن السلة الغذائية المدعومة تكلف الدولة كثيراً لكن أسعار السلع المدعومة لم تنخفض جميعها ولم نر نتائج ايجابية أو تحسناً من شأنه خفض الكلفة على الناس. وتساءلت: “نحن الحكومة التي تأخذ القرارات فلماذا لا يتم التنفيذ بشكل سريع؟ المطلوب اتخاذ قرارات جريئة وفورية وعدم تضييع الوقت والتأخير في إجراء اللازم”. واذ اعتبرت أن دور الحكومة هو العمل والانتاج، ختمت: “لمن نشكو؟ نحن الحكومة والقرار عندنا والمسؤولية علينا”.

أما في شأن المواجهة الحدودية أول من أمس في الجنوب، فقرّر مجلس الوزراء تقديم شكوى ضد اسرائيل فيما تحدّثت معلومات عن إرسال اسرائيل تعزيزات الى شمالها.

وفِي بداية الجلسة، عرض وزير المال غازي وزني للاجتماعات المكثّفة في الوزارة مع جمعية المصارف ومصرف لبنان، وأكد أن التفاوض مع صندوق النقد الدولي مستمر والبحث يجري حول انشاء الصندوق السيادي “وأكدوا أنهم منفتحون ولن تكون هناك عطلة لعملهم في شهر آب”.

كما أبلغ وزير المال مجلس الوزراء تجميد تطويع الخفراء الجمركيين وأن المشكلة سببها رفض أحد أعضاء المجلس الأعلى للجمارك توقيع القرار.

جعجع

وفي هذا السياق، صرح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “بأن المشهد العسكري الذي رأيناه يوم الإثنين على طول الحدود مع إسرائيل قدّم مؤشراً واضحاً إلى أن الحكومة التي يدعمها “حزب الله” لا تملك القرار السيادي في الجنوب وعلى امتداد الحدود مع إسرائيل حيث يتمركز الآلاف من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة”.

وقال في اتصال هاتفي مع وكالة “الأسوشيتد برس”، أن “حادثة أمس تعطي فكرة واضحة عن القرار السيادي للدولة اللبنانية”، وتساءل: “هل هذا مقبول؟” وأضاف: “أي دولة عربية وأجنبية تريد التعامل مع حكومة تعتبر نفسها غير موجودة في وقت يواجه لبنان خطراً أمنياً على طول حدوده؟”.

وذكر جعجع “بأن لبنان تلقى في الماضي مساعدات كبيرة من دول عربية وغربية عدة، لكنه أهدرها، وأن حكومة جديدة ومستقلّة هي وحدها القادرة على استعادة ثقة المجتمع الدولي”، ورأى أن “التحالف بين “حزب الله” وعون أوصل لبنان إلى ما وصل إليه اليوم”، و”هذا التحالف سيواصل السياسة نفسها في الأشهر المقبلة”.

وخلص الى أنه “ما دام هذا الفريق يمسك بمفاصل السلطة فإن الأزمة مستمرة، وهذه المعادلة بسيطة وواضحة للغاية… إنهم يعيشون على كوكب مختلف”.

التفشّي

وفيما بدأت الإجراءات الأولية للإقفال العام الذي يبدأ غداً على مرحلتين، بعدما أقر مجلس الوزراء هذه الاجراءات وتمديد التعبئة العامة حتى آخر آب المقبل وتفعيل التدابير والإجراءات المتخذة في محاولة للسيطرة على تفشي فيروس كورونا، استمر الفيروس في تسجيل أرقام إصابات مرتفعة ووفيات، فسجل العدّاد أمس 141 إصابة وثلاث حالات وفاة، حيث تعيش المناطق حال قلق مع الاعلان عن حالات جديدة مخالطة تضطر معها الى اتخاذ اجراءات عزل أحياء وقرى منعاً لانتشار الوباء.

وأعلنت وزارة الصحة أن الإصابات في تقرير أمس الـ41، توزعت بين 133 محلية و8 بين الوافدين في المطار، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات منذ 21 شباط الماضي إلى 4020، فيما سجلت ثلاث وفيات ارتفع معها عدد الوفيات جراء الفيروس في لبنان إلى 54، وبلغ عدد حالات الشفاء 1710. أما المناطق التي سجلت فيها الإصابات فجاءت كالآتي: الشويفات العمروسية 18، قيد التحقّق في الأقضية كلها 13، الحمرا 2، خلدة 2، اليمونة 2، الزرارية 2، صديقين 3.

********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

انتقاد الأجهزة “شيزوفرينيا موصوفة”… والدولة على الحدود “أطرش بالزفة”

أهم “إنجازات” دياب: كسْر هيبة الرئاسة الثالثة!

مَن يعرف شخصية رئيس الحكومة حسان دياب لا يستغرب أداءه، فهو الواثق الفذّ الحذق المتمرّس الصلب العنيد، الكل يحسده، الكل يستهدفه، والكل يتآمر عليه، العالم ينظر إلى إنجازاته “بدهشة”، قامة شامخة شموخ الأرز في بلادنا، إسمُ علمٍ سيخلّده التاريخ ومحظوظ هو من عاصر زمانه… فوقية، نرجسية، سموها ما شئتم، لكنه هو كذلك في مرآة نفسه. بالأمس، ضرب مجدداً في مجلس الوزراء، فكانت استهلاليته “صولد وأكبر”، أنّب فيها وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان لكونه أعمى البصيرة لم يلحظ “حجم الإصلاحات” التي قامت بها الحكومة ولأنه يعاني من “نقص في المعلومات” إزاء إنجازات الـ97%. وبّخ المجتمع الدولي على قراره “بعدم مساعدة لبنان”، تصدى لحالة “الفجور” التي تُمارسها المافيات على الدولة، حاكَمَ الأجهزة الأمنية والقضائية لتقصيرها في ضبط السلاح المتفلّت ولتسببها في ضياع هيبة الدولة!… بالفعل دولة الرئيس، ضاعت هيبة الدولة وضاعت معها هيبة الرئاسة الثالثة، وإذا كان من إنجاز سيسجله التاريخ لك، فهو أنك كرّست كسْر هذه الهيبة بخطابات ومواقف باتت موضع تندّر و”تنكيت” على كل لسان وشفة في الصالونات الداخلية والخارجية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي… فارحم موقع الرئاسة الثالثة ولا “تبهدله” أكثر!

ولأنه لم يعد يُجدي “حذف” المواقف بعد إطلاقها، في ظل مواقع ومنصات اجتماعية تنتشر عبرها التغريدات والتصريحات كالنار في الهشيم، توقّف عدد من القيمين على الأجهزة الأمنية بكثير من الاستغراب أمام الهجوم الذي شنّه دياب عليها فرأوا فيه حالة “شيزوفرينيا موصوفة” لا سيما وأنّ “أجواء رئيس الحكومة كانت حتى وقت قريب من إطلاق هجومه هذا مغايرة تماماً لما قاله، بل هو كان على اتصال وتنسيق مباشرين مع قادة الأجهزة حتى أنه أثنى على عملهم وأدائهم”، وفق ما كشفت مصادر أمنية رفيعة لـ”نداء الوطن”، مضيفةً: “إذا كان الهدف من إلقاء اللوم والمسؤولية على الأجهزة تحقيق بعض الشعبية بين الناس فـ”الشمس شارقة والناس قاشعة”، ألا يكفي الأجهزة الأمنية ما تتحمله جراء الفشل السياسي في البلد، ألا تكفيها محاولات وضعها في مواجهة الشعب؟ ألا يشعر المسؤولون بما يعانيه العناصر العسكريون والأمنيون من ضغط على كافة المستويات خصوصاً وأنّ رواتبهم تبخرت ورغم ذلك لا يزالون يقومون بواجباتهم كاملة ويقدمون الشهيد تلو الشهيد؟”. وختمت: “الأجدى أن يبحثوا عن المسؤولين الحقيقيين عن التردي السياسي والاقتصادي في البلد بدل أن يرموا التهم جزافاً على كاهل الأجهزة”.

وفي الغضون، لا تزال ترددات الهزة الأمنية على الجبهة الحدودية تتوالى فصولاً على وقع استمرار إسرائيل في تأجيج الموقف وتهديد لبنان الرسمي بتدفيعه ثمن “التموضع الإيراني” في الجنوب حسبما لوّح رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أمس خلال تفقده مقر قيادة المنطقة العسكرية الشمالية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي توازياً إرسال “تعزيزات عسكرية بمنظومات نيران متطورة وتجميع المعلومات وقوات خاصة إلى الحدود”، ليعيد المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي ليلاً تأكيد “رصد عدد من المشتبه فيهم في منطقة الجليل الغربي بالقرب من السياج الحدودي مع لبنان”، لافتاً إلى أنّ “الحادث تحت المراقبة والتفاصيل قيد الفحص”.

أما على الضفة المقابلة، وبينما كلف مجلس الوزراء وزير الخارجية ناصيف حتي تقديم شكوى أمام مجلس الأمن ضد الاعتداء الإسرائيلي على الجنوب نهار الاثنين، فلا تزال الدولة اللبنانية بأجهزتها المعنية تحاول “فك شيفرة” ما جرى حقيقةً على الحدود، إذ تشدد مصادر رسمية لـ”نداء الوطن” على أنه “حتى الساعة لا توجد معطيات مؤكدة حول طبيعة الحادث الذي حصل في المنطقة الحدودية، وكل التقارير العسكرية والأمنية الرسمية لم تستطع توثيق أو تحديد أي معطى يُعتد به إزاء هذا الحادث سوى مسألة القصف الإسرائيلي لأراضٍ وبلدات جنوبية”، معربةً عن أسفها لكون الدولة بدت في خضم المشاهد النارية التي حصلت كـ”الأطرش بالزفة” والثابت الأكيد الوحيد الذي يمكن استخلاصه من هذه المشاهد هو أن “لبنان بات موضوعاً على صفيح ساخن من الأحداث الإقليمية، واللبنانيون أصبحوا بجيشهم وشعبهم ودولتهم واقعين بين “فكّي كمّاشة” تمسك كل من إسرائيل وإيران بطرفيها، ومن الممكن أن تطبق عليهم في أي لحظة من دون أن يعرفوا ماذا حصل ولماذا حصل”.

********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

شكوى ضد إسرائيل ونتنياهو يتوعّد… وتمديد التعبئة لآخر آب

توزّعت الاهتمامات أمس بين الشأنين الصحي والجنوبي، حيث دارت رحاهما في جلسة المجلس الاعلى للدفاع أولاً، ثم في مجلس الوزراء ثانياً، ليتقرر تقديم لبنان شكوى الى مجلس الامن جرّاء الاعمال العدوانية التي ارتكبتها إسرائيل جرّاء توهّمها هجوماً لـ»حزب الله» لم حصل أصلاً، وشكّلت «تهديداً لمناخ الاستقرار في جنوب لبنان، خصوصاً أنّ مجلس الأمن سيبحث قريباً في تجديد مهام قوات «الونيفيل» على حد قول رئيس الجمهورية ميشال عون. فيما رأى رئيس الحكومة حسان دياب أنّ «إسرائيل اعتدَت مجدداً على سيادة لبنان وخرقت القرار 1701 أمس عبر تصعيد عسكري خطير». ودعا إلى «الحذر في الأيام المقبلة»، مُبدياً تخوّفه «من انزلاق الأمور إلى الأسوأ في ظل التوتر الشديد على حدودنا مع فلسطين المحتلة»، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أمس «تعزيز قواته في المناطق الشمالية، بمنظومات نيران متطورة ووحدات تجميع معلومات وقوات خاصة، في ظل التوترات على المناطق الحدودية مع سوريا ولبنان».

أمّا صحياً فتقرر فرض إغلاق كلي بين غد الخميس و3 آب المقبل، تزامناً مع عطلة عيد الأضحى، على أن يُعاود فتح البلاد جزئياً ليومين فقط، ثم بفرض إغلاق تام جديد لمدة 5 أيام. وقد سجلت أمس 141 إصابة جديدة (بينها 8 فقط من الوافدين) ليتخطّى العدد التراكمي الـ4000 إصابة، فيما سجّلت 3 وفيات جديدة لترفع منسوب القلق، في ضوء إعلان مستشفى رفيق الحريري الجامعي في تقريرها اليومي أمس أنّ عدد الحالات الحَرجة لديه يبلغ 18 حالة.

خيّم التوتر أمس على الحدود الجنوبية من جرّاء الارباك الذي أصاب اسرائيل في منطقة مزارع شبعا، نتيجة ردّها على هجوم توهمت انّ «حزب الله» شنّه عليها رداً على مقتل احد كوادره العسكريين في غارتها الاخيرة على محيط مطار دمشق، ما أبقى الوضع في المنطقة مفتوحاً على كل الاحتمالات، في ظل استمرار إسرائيل في إطلاق الوعيد والتهديد في حال لجوء الحزب الى هذا الرد الذي أكد امس الاول انه «حتمي».

وتنفيذاً لقرار مجلس الوزراء أعلن وزير الخارجية ناصيف حتي، بعد الجلسة، انّ «الحكومة ستتقدم بشكوى اليوم إلى مجلس الأمن «لتحميله وتحميل المجتمع الدولي المسؤولية عمّا حدث يوم أمس (الاثنين)، فهناك عدوان واضح»، فيما لاحظ رئيس الحكومة أنّ «العدو يدفع إلى تعديل مهمات قوات اليونيفيل وقواعد الاشتباك»، المُثبتة منذ صيف 2006. وأكد أنّ «لبنان يرفض تعديل مهماتها»، متحدثاً عن «محاولة للضغط على لبنان عبر التلويح بخفض عديد قوات اليونيفيل إذا لم يحصل تعديل في مهمتها».

وفي الجانب الاسرائيلي عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس جلسة في مقر قيادة الجبهة الشمالية لتقييم الأوضاع غداة التصعيد الأمني على الحدود مع لبنان. وقال: «انّ ما يحدث حالياً هو محاولة لإيران والمنظمات الدائرة في فلكها بلبنان للتموضع عسكرياً في منطقتنا»، مضيفاً «انّ الأمين العام لمنظمة «حزب الله» الإرهابية حسن نصر الله يخدم المصلحة الإيرانية هذه على حساب الدولة اللبنانية».

وشدّد نتنياهو على «انّ جيش الدفاع مستعد جيداً لأي سيناريو محتمل»، وانه «لا يقترح على أحد اختباره». واكد «انّ إسرائيل مستمرة في العمل على إحباط التموضع العسكري الإيراني في المنطقة»، وقال: «انّ «حزب الله» يلعب بالنار»، واقترح على أمينه العام حسن نصر الله «عدم تكرار أخطاء الماضي وتكبيد لبنان ثمناً باهظاً».

وأغلق الجيش الإسرائيلي، امس، بعض الشوارع الرئيسية القريبة من الحدود مع لبنان وطالبَ السكان بالبقاء في منازلهم، بعد رصد ما وصفهم بمشتبه بهم في منطقة الجليل الغربي قرب السياج الحدودي.

وقال الجيش في بيان أمس: «تمّ رصد عدد من المشتبه فيهم في منطقة الجليل الغربي بالقرب من السياج الحدودي مع لبنان. الحادث تحت مراقبة قوات جيش الدفاع. التفاصيل قيد الفحص».

وذكرت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية أنّ «الجيش أغلق بعض الشوارع الرئيسية القريبة من الحدود مع لبنان، ويجري عمليات تمشيط في المنطقة، ويطلب من السكان التزام منازلهم».

من مجلس الوزراء

من جهة ثانية، قلّل رئيس الحكومة حسان دياب، في مداخلة له في جلسة مجلس الوزراء، من أهمية زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الاخيرة لبيروت، معتبراً أنها «لم تحمل معها أي جديد». وانتقد ما وَصفه «نقص المعلومات» لدى المسؤول الفرنسي إزاء إجراءات اتخذتها الحكومة لمعالجة الانهيار الاقتصادي. وقال: «لديه نقص في المعلومات لناحية مسيرة الإصلاحات الحكومية»، معتبراً أنّ «ربطه أي مساعدة للبنان بتحقيق إصلاحات وضرورة المرور عبر صندوق النقد الدولي يؤكد أنّ القرار الدولي هو عدم مساعدة لبنان حتى الآن».

وعلمت «الجمهورية» أنّ رئيس الحكومة تحدث في بداية الجلسة عن النصوص التطبيقية العالقة لقوانين سابقة في الوزارات، مطالباً باستعجالها، وهي موزعة على الوزارات على الشكل التالي: الصحة (3 قوانين)، التربية (قانون)، السياحة (3 قوانين)، العمل (قانون)، المالية (4)، العدل (2)، الاشغال (5)، الداخلية (2)، الشؤون (قانون) والدفاع (3 قوانين).

كورونا والاجراءات

وبعد طلبه من وزير الخارجية تقديم شكوى الى مجلس الامن حول الاعتداء الاسرائيلي الاخير على جنوب لبنان، طلبَ من وزير الصحة وضع مجلس الوزراء في آخر المستجدات المتعلقة بكورونا. فتحدث حسن عن الارتفاع الكبير في عدد الاصابات نتيجة الوافدين والمختلطين، وقال: «انّ مجموع الاصابات كان منذ بداية ظهور اول حالة في لبنان حتى أول تموز 750، أمّا الفترة الممتدة من اول تموز حتى اليوم فقد بلغت الاصابات 1180».

وكرّر حسن الشكوى من نقص فحوص الـ pcr للبنانيين نتيجة أنّ العدد الأكبر منها يجريها النازحون السوريون، كونهم يدفعون بدل هذا الفحص cash. وطالب مجدداً بخفض اعداد الوافدين والعودة الى المرحلة الاولى من فتح المطار عندما اتخذت اجراءات التباعد داخل الطائرة نفسها، فوعد دياب بدرس هذا الامر في لجنة كورونا. كما تحدث حسن عن نسبة «الفحوص الخاطئة نتيجة الضغط»، وقال: «انّ وزارة الصحة تحتاج لأسبوعين لتحضير أجهزة التنفس التي تم استيرادها من الخارج»، وطالبَ بصرف مبالغ مالية لتغطية تركيبها ومحطات تشغيلها.

وطلب الوزير حب الله إقفال البلد لأسبوعين من دون توقف LOCK DOWN، فأيّده الوزير رمزي مشرفية وكذلك وزير الصحة، فيما سألت الوزيرة ماري كلود نجم ما اذا كان الاقفال يشمل دور العبادة والاعراس؟ فردّ دياب أنّ في اول اسبوع سيتم تقييم الوضع بعد الاقفال، مشيراً الى أنّ اعادة فتح البلد ليومين ما بين الاقفالين هي لترك مُتنفّس للناس لتسيير اوضاعهم وتأمين حاجياتهم. وهنا سأل دياب الوزراء: من منكم مع الـ LOCK DOWN ومن ضده؟ فرفع غالبية الوزراء أيديهم ضد الـ LOCK DOWN، فلم يؤخذ به.

ووجّهت نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الدفاع زينة عكر خلال الجلسة سؤالاً حاسماً الى الحكومة، قالت فيه: «نحن الحكومة التي تتخذ القرارات، فلماذا لا يتم التنفيذ في شكل سريع؟ لذلك المطلوب اتخاذ قرارات جريئة وفورية وعدم تضييع الوقت والتأخير في اجراء اللازم». وشددت على «أننا في حال اضطررنا الى إقفال أي مكان مخالف، يجب أن يتم العمل على ذلك فوراً ووقف الاحتكار والهدر». واعتبرت «أنّ دور الحكومة العمل والإنتاج». وختمت: «لمَن نشكو؟ نحن الحكومة والقرار عندنا والمسؤولية علينا».

التدقيق الجنائي

واطّلع مجلس الوزراء من وزير المال غازي وزني على مسودة عقد التدقيق الجنائي في مصرف لبنان مع شركة Alvarez and marsal التي درسته وأعادته مساء الاثنين، وكلُّف وزير المال توقيع العقد بعد أخذ رأي هيئة التشريع والاستشارات فيه.

ووفق مشروع العقد هذا، ستعود عملية التدقيق التشريحي 5 سنوات إلى الوراء، وستشمل كل حسابات مصرف لبنان وهندساته المالية. وتبلغ قيمة العقد مليونين و١٠٠ ألف دولار، ويُضاف إليها ١٢٠ الف دولار نفقات اقامة وسفر.

وستكون التقارير سرية، وفي حال حصول اي مشكلة فسيكون التحكيم في محاكم دبي. امّا في التدقيق المحاسبي، فسيوقّع وزير المال اليوم العقد مع kpmg وOliver wyman بعد موافقة هيئة التشريع والاستشارات على العقد…

الى ذلك، حَمل مجلس الوزراء بُشرى لكل اللبنانيين بإلغائه رسوم الميكانيك عن العام ٢٠٢٠ لمَن دفع في العام ٢٠١٩ وعن ٢٠٢١ لمَن دفع عن العام الحالي. لكن على أصحاب اللوحات المميزة ان يدفعوا او يعيدوا اللوحة الى هيئة ادارة السير. وهذا ما تقرر بنتيجة معارضة عدد من الوزراء شمول الاعفاء اللوحات المميزة.

وعرض وزني للاجتماعات المكثفة في وزارة المال مع جمعية المصارف ومصرف لبنان، واكد «انّ التفاوض مع صندوق النقد الدولي مستمر، والبحث يجري حول هيكلية القطاع المالي وتوزيع الخسائر بعد الاتفاق على أرقامها وإنشاء الصندوق السيادي. وأكد ممثلو الصندوق انهم منفتحون على هذه الافكار، وطلبوا منه تقديم مقترح لهذا الصندوق لدرسه، وأكدوا انه لن تكون هناك عطلة لعملهم في شهر آب».

وأبلغ وزير المال الى مجلس الوزراء تجميد تطويع الخفراء الجمركيين، موضحاً انّ «المشكلة سببها رفض أحد أعضاء المجلس الأعلى للجمارك توقيع القرار». وتقرر ان يعمل رئيس الحكومة مع وزير المال على معالجة هذه المسألة.

المازوت

وكما في مجلس الدفاع الاعلى أخذت ازمة المازوت الحيّز الاكبر من النقاش في مجلس الوزراء، حيث أطلعه وزير الطاقة ريمون غجر على تقرير حول نسبة استخدام مادة المازوت وآلية التوزيع والكميات التي توزّع عبر المنشآت والشركات. واكد انّ المازوت موجود ولا ضرورة للرعب، وانه طمأن اصحاب المولدات عندما راجعوه بهذا الأمر الى انّ وزارة الطاقة أمّنت مخزوناً لمدة شهر اضافي ولا داعي لتخزين هذه المادة، واصحاب المولدات متّفقون مع الشركات على التسليم والكميات، لكن هناك «فاول» في مكان ما.

وعرض غجر لأسباب اختفاء المازوت، حيث تذهب 3 ملايين ليتر للزراعة و3 ملايين للصناعة و2 مليون مختلف، وكل ساعة انقطاع كهرباء تكلّف ٢٠٠ الف ليتر، وقد تم تسليم ٩٠ مليون ليتر خلال 8 ايام و٣٠ مليون ليتر سُحبت خلال 4 ايام. وقال انه حجز ١٢٠ مليون ليتر للشهر المقبل.

وبناء على دعوة رئيس الجمهورية، تم تكليف اجهزة الجيش وفرع المعلومات والامن العام وامن الدولة التصرّف حيال احتكار مادتي المازوت والبنزين.

وأبلغ دياب الى مجلس الوزراء انه طلب من هذه الاجهزة الامنية في المجلس الاعلى للدفاع ملاحقة كلّ من يخزّن ويحتكر المادتين للبيع باسعار عالية والقبض عليه، وانزال اشد العقوبات، ومصادرة المادة منه بدءاً من اليوم.

وطرح وزير الاقتصاد راوول نعمة تركيب GPS بالشاحنات يسمح للاجهزة الامنية بتتبّعهم وتسجيل رقم الـ»شيسي» لكل شاحنة، كون هناك اكثر من صهريج يحمل اللوحة نفسها. وهنا أبلغهم رئيس الحكومة أنه تم تكليف اللواء عباس ابراهيم حل أزمة الموتورات، ولم يعد هناك مشكلة. ودخل رئيس الجمهورية على خط هذا النقاش، وقال للوزراء انه تم تكليف 4 اجهزة امنية ومخابرات الجيش خلال جلسة المجلس الاعلى للدفاع لملاحقة المخالفين ومن يبيع بأسعار عالية، والقبض عليهم وإنزال اشد العقوبات بحقهم إبتداء من الغد ووقف الاحتكار، وطُلب منهم ان يتحركوا على الارض في اعمال دهم فورية، وتسطير محاضر وصولاً الى التوقيفات.

وقال غجر: كل شهر أجتمِع مع اصحاب المولدات ويطلبون تعديلات على التسعيرة بسبب ارتفاع سعر الدولار، وأنا ارفض هذا الامر لعدم تحميل المواطن عبئاً اضافيياً. واكد «انّ اسباب تراجع التغذية بالتيار الكهربائي هو عطل فني كبير حصل في محطة الجية، وإصلاحه يستغرق وقتاً طويلاً». ورفض التعليق على ما اذا كانت ازمة التقنين القاسي ستحلّ، بقوله: «يجب ان نتعوّد على هذه الازمات، ونحن نحاول ايجاد حلول بشتى الطرق».

وكان مجلس الوزراء قرّر في جلسته أمس «تمديد التعبئة العامة حتى 30 آب المقبل، وتكليف وزارة الخارجية تقديم شكوى ضد إسرائيل في مجلس الأمن، وتكليف وزير المال توقيع العقود مع 3 شركات لإجراء التدقيق الجنائي والمالي، والموافقة على مشروع قانون يرمي الى إعفاء كافة المركبات الآلية من رسوم السير السنوية للعام 2020 او العام 2021 حصراً والغرامات المرتبطة بها».

وأكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في مستهلّ جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت أمس في قصر بعبدا «وجوب احترام قرارات المجلس الأعلى للدفاع والتشدّد في تطبيقها، لِلحد من التداعيات السلبية على المواطنين والمقيمين. ونَوّه من جهة أخرى بعمل الأجهزة الأمنية والإدارية التي نفّذت مداهمات لبعض المخازن التي تحتوي مواد غذائية فاسدة او منتهية الصلاحية، داعياً إلى «تفعيل عمل مصلحة حماية المستهلك، واتخاذ تدابير صارمة بحق المخالفين».

وكشف عون انّ تدبير اعتماد التدقيق الجنائي «كان موضع ترحيب وزير الخارجية الفرنسية في خلال زيارته للبنان»، معتبراً انه «بداية فعلية لبناء الدولة».

من جهته، اعتبر رئيس الحكومة حسان دياب أنّ «القرار الدولي بعدم مساعدة لبنان ما زال ساري المفعول، لذلك من الضروري تحصين وضعنا الداخلي في هذه المرحلة، وتوحيد الموقف اللبناني في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والانتقال بسرعة إلى المرحلة الثانية من هذه المفاوضات».

وأكد أنه «من الضروري جداً وقف حالات الابتزاز التي تتعرّض لها الدولة، على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي»، مشيراً إلى أنّ «جزءاً كبيراً من المشكلات التي نراها هو مُفتعل، وليس له أساس. فالبلد يعوم فوق بحيرة من المازوت، لكنّ التجار يخفون المازوت حتى يبيعونه في السوق السوداء بأسعار أعلى كي يحققوا أرباحاً أكثر. والبلد مُمتلئ بالمواد الغذائية، مع ذلك إنّ التجار يُخفون البضائع حتى يبيعونها في السوق السوداء ويرفعون الأسعار. وهناك محاولة من التجار لإلغاء مفعول سلّة البضائع المدعومة. لذلك، علينا التعامل بحزم وجدية مع ظواهر الابتزاز والاحتكار التجاري والاستثمار السياسي بلقمة عيش الناس».

مجلس الدفاع

الى ذلك، شَكت الحكومة نفسها، وكاد رئيسها ان يسأل: أين هي الدولة؟ عندما خاطَبً مجلس الدفاع الاعلى بكلام سأل فيه: أين الاجهزة الامنية؟ واين القضاء؟ وما هو دورهم بفرض هيبة الدولة؟ وكيف نستطيع فرض الامن في منطقة ولا نستطيع فرضه في منطقة اخرى؟ وكيف يتحرّك القضاء في ملفات ويتجاهل ملفات أكثر اهمية؟ فالامن لا يكون بالتراضي، والحوادث التي تحصل كل يوم لا تحتاج الى توافق سياسي لمعالجتها بل الى قرار أمني جدي بالتعامل معها، والى قضاء يتعامل مع هذا الوضع بحزم».

وتزامنَ كلام دياب مع نشر تغريدات له في حسابه على «توتير» في الاطار نفسه، لكن تمّ حذفها لاحقاً.

وفي معلومات لـ«الجمهورية» انه بعد كلمتي رئيسي الجمهورية والحكومة، عرض وزير الصحة حمد حسن لواقع كورونا، طالباً التشدد اكثر في الاجراءات، وخصوصاً حركة المطار وضرورة العمل على تَدنّي نسبة الوافدين من الخارج، وعارَضَه في هذا اللواء عباس ابراهيم الذي قال انه عندما زار الكويت أخيراً بَيّن له المسؤولون الكويتيون انّ الحجوزات للسيّاح من الكويت مقفلة، مطالباً بتسهيل قدومهم والسماح لأكثر من 2000 شخص بالقدوم على عكس طلب وزير الصحة. فعلّق دياب «أنّ المشكلة في الوافدين جَوهرها افريقيا». فخالفته الوزيرة زينة عكر مؤكدة «انّ المشكلة هي في الوافدين من كل البلدان». فشدد وزير الصحة على «انّ فحص الـ pcr يجب ان يكون إلزامياً قبل الصعود الى الطائرة»، وطلب تسهيل الاجراءات لقدوم السيّاح ما دامت الاجراءات متخذة وطالما انهم أجروا فحوصاتهم، اذ انّ لبنان في حاجة الى هؤلاء السيّاح.

وأبلغ ابراهيم الى المجلس الاعلى للدفاع انه سيفتح الحدود يومياً في اتجاه سوريا على أن يكون العابرون قد أجروا فحوص الـ pcr، أمّا إياباً فلا تزال الحدود مقفلة باستثناء بعض الحالات الانسانية التي يتم درس وضعها والسماح لها بعد إجراء الفحص داخل سوريا.

وعرضَ المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان للاجراءات التي اتخذتها قوى الامن لحفظ الامن، ونبّه الى «انّ نسبة الجرائم ترتفع بمقدار كبير جداً، وخصوصاً جرائم السرقة وسرقة السيارات». وكشف عن «اعتقال عصابة لسرقة السيارات هي الأخطر».

وهنا لفتَ قائد الجيش جوزف عون الى «انّ السجون في لبنان لم تعد َتَتّسِع». فأجابه وزير الداخلية محمد فهمي «أنّ الحل هو توسيع النظارات»، مؤكداً انه بدأ يعمل على هذا الامر وإعداد المناقصات لتلزيم هذا التوسيع.

وبدوره، تحدث المدعي العام العسكري بالتكليف فادي عقيقي عن موضوع التوقيفات، وحذّر من «انّ المرحلة المقبلة ستشهد اكتظاظاً كبيراً، لذلك يجب التركيز على الجرائم الكبرى».

وناقش المجلس الاعلى للدفاع أزمة المازوت بإسهاب، حيث أبلغ ابراهيم الى المجتمعين انّ «الامن العام وزّع حتى الآن مليون و551 الف و793 ليتراً على كافة الشركات»، وقال «انّ الضجة المفتعلة لرفع السعر في السوق السوداء هي نتيجة قلق الناس لأنهم يشعرون انّ هذه المادة غير مستقرة، ويمكن ان يحصلوا عليها اليوم ويفقدوها غداً، وهذا يعزّز السوق السوداء، فهناك مازوت متوافر والكميات كبيرة، إنما وصلتنا معلومات انّ محطات كثيرة تخزّن مادة المازوت، وقد قمنا بدَهم أعداد كبيرة منها، وصادرنا هذه الكميات واصبح الأمر في يد القضاء». واشار الى «انّ التجّار والشركات يخلقون سوقاً سوداء بالهلع والتخويف».

وخلال الجلسة طلب من إبراهيم حل مشكلة المولدات الكهربائية التي هدّد اصحابها بإطفائها، فاستدعيوا مباشرة بعد الجلسة الى المديرية العامة للامن العام، وتم الاتفاق معهم على آلية لتسليمهم مادة المازوت وبالسعر الرسمي، كذلك طُلب منهم «عدم الانجرار الى أي عملية ابتزاز نتيجة الحاجة لهذه المادة، وان يُبَلّغوا عن كل شركة تبيعهم المازوت في سوق سوداء مقابل ان يكفل الامن العام تسليمهم ما يحتاجون من المازوت لتشغيل مولداتهم».

إستحقاق 7 آب

وكان دياب اكد خلال الجلسة انّ «المعطيات في ما يخصّ استحقاق صدور الحكم بقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تشير إلى تَعاطٍ مسؤول من قِبل المعنيين مباشرة بهذه القضية، وهذا أمر يعطي قوة دفع لمواجهة التداعيات ومحاولات الاصطياد بالماء العكر من قِبل البعض»، لافتاً الى أنّ «مواجهة الفتنة هي أولوية الأولويات».

وأشار الرئيس سعد الحريري إلى أنّ «مؤتمر تيار «المستقبل» سينعقد تحت شعار «العدالة لأجل لبنان»، واكد انّ «الظروف القاهرة التي أوجَبت التأجيل لا تتعارض مع التزامنا الكامل مقتضيات العدالة في قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، والنتائج التي قررت المحكمة النطق بها في 7 آب المقبل».

ودعا الحريري الى «جمهور التيار والمحازبين خصوصاً الى الاعتصام بالصبر والهدوء والتصرف المسؤول، وتجنّب الخوض بالأحكام والمبارزات الكلامية على وسائل التواصل الاجتماعي، قبل صدور الحكم المُعلّل عن المحكمة الدولية وبعده». وقال: «من الآن وحتى السابع من آب، سأكون بينكم دائماً وسيكون لنا بإذن الله كلام آخر».

الوضع المالي

مالياً، استُؤنفت امس المفاوضات في وزارة المالية في محاولة للوصول الى تفاهم مع شركة «لازار» للموافقة على خطة موحدة يتم تقديمها الى صندوق النقد الدولي، وقد انتقلت المفاوضات من كونها تجري بين الحكومة والمصارف ومصرف لبنان، الى مفاوضات تتم بين الدولة اللبنانية من جهة و»لازار» من جهة أخرى.

وفي السياق، قال مصدر مواكب للمفاوضات «انّ الامور تحركت قليلا نحو الامام، لكنها لم تصل بعد الى نقطة التفاهم، ولا تزال هناك نقاط كثيرة عالقة تحتاج الى حلحلة». واضاف: «انّ الحصول على موافقة «لازار» وتوقيعها الخطة مهم، لكن ليس بأيّ ثمن. وبالتالي، سيتم استنفاد كل المحاولات للوصول الى اتفاق مع الشركة، قبل اتخاذ أي قرار بتجاوز رأيها في الموضوع».

أزمات متعددة

الى ذلك، ما ان تغيب أزمة حتى تطلّ أخرى برأسها، من شح البنزين الى شح المازوت الذي تحوّلت مسألة اختفائه لغزاً يحيّر وزير الطاقة، الى أزمة الكهرباء التي واجهت أمس معضلتين: قرار أصحاب المولدات بإطفاء مولداتهم، والعطل المفاجئ الذي اصاب كهرباء لبنان وأدّى الى تقنين استثنائي قاسٍ. وبَدا غريباً هذا التزامن بين الأزمتين. وفي حين شهدت أزمة المولدات حلحلة مؤقتة بعد مَسعى اللواء عباس ابراهيم، وأدّى الى تعليق إضراب المولدات، بقيت مسألة العطل في كهرباء الدولة عالقة، وستحتاج الى مزيد من الوقت قبل ان يتم إصلاحه للعودة الى برنامج التقنين الاعتيادي.

********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

إسرائيل تعزز قواتها على الحدود مع لبنان… وتتوقع محاولة أخرى لـ«حزب الله»

دياب يربط التطور في الجنوب بمحاولة تل أبيب تعديل مهام «يونيفيل»

تتجه الحكومة اللبنانية لمعالجة تبعات التطور الأمني الذي شهده الجنوب أول من أمس (الاثنين) دبلوماسياً عبر تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة ضد إسرائيل، وربطت ذلك بمحاولة إسرائيل تعديل مهام قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) وتعديل قواعد الاشتباك مع لبنان، محذرة من «انزلاق الأمور نحو الأسوأ»، في وقت انتقدت قوى سياسية معارضة للحكومة «الغياب غير المفهوم» لها وللوزراء المعنيين، بحسب ما أكدت كتلة «المستقبل» النيابية.

وسيطر هدوء حذر على المنطقة الجنوبية أمس، غداة إطلاق نار في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة من قبل إسرائيل، وتضاربت المعلومات بشأن ما حصل، بين إعلان تل أبيب عن إحباط هجوم لـ«حزب الله»، وتأكيد الحزب أنه إطلاق نار من جانب واحد. وخرق الهدوء تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي في أجواء الجنوب والمتن في جبل لبنان على علو متوسط، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، في حين أفاد سكان بيروت بسماع صوت طائرة استطلاع طوال ليل الاثنين – الثلاثاء في الأجواء، بموازاة تحليق متواصل منذ ثلاثة أيام لطائرة استطلاع إسرائيلية في الجنوب. وأفاد الجيش اللبناني في بيان عن تسجيل 29 خرقاً جوياً معادياً تخللها تنفيذ طيران دائري فوق مناطق الجنوب يوم الاثنين الماضي، لافتاً إلى أنه تتم متابعة موضوع الخروقات بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.

وعلى الرغم من انتهاء التوتر في مزارع شبعا، يواصل «حزب الله» والجيش الإسرائيلي حالة التأهب القصوى على طرفي الحدود، وإسماع تصريحات التهديد.

ويصر الإسرائيليون على روايتهم، أن خلية من أفراد «حزب الله» اخترقت الحدود وحاولت الوصول إلى موقع عسكري إسرائيلي في منطقة مزارع شبعا المحتلة، وأن قواته أطلقت عليها زخاً من الرصاص والقنابل والصواريخ الخفيفة والقذائف، فاضطر أفرادها إلى الهرب. وقال مسؤول إسرائيلي، إن قواته تعمدت ألا تقتل أفراد الخلية الأربعة؛ حتى يستطيع «حزب الله» أن يسجل لنفسه مكسباً ويكتفي بهذه العملية للانتقام من مقتل قائده الميداني، علي كامل محسن، الذي قتل بغارة إسرائيلية على موقع قرب دمشق قبل عشرة أيام.

ويصر «حزب الله» من جهته، على نفي النبأ ويدعي أن «هذه كانت حادثة مفتعلة، حاولت فيها إسرائيل التظاهر بأنها (صاحية وصامدة)». ويؤكد أن الرد على مقتل محسن سيأتي، وأن «الحدث لم ينتهِ بعد». ولهذا؛ فإن «حزب الله» قرر الاستمرار في حالة التأهب، وهو ما اعتبرته إسرائيل استعداداً لتنفيذ عملية أخرى.

وتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صباح أمس (الثلاثاء)، إلى مقر قيادة المنطقة العسكرية الشمالية، وأجرى مشاورات بمشاركة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش، الفريق أفيف كوخافي، وقائد المنطقة العسكرية الشمالية، أمير برعام، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية تمير هايمن، وغيرهم. وقال نتنياهو «كانت عمليتنا أمس مهمة، أحبطنا فيها اختراقاً لأراضينا. كل ما يحدث حالياً هو نتيجة محاولة إيران ووكلائها في لبنان التموضع عسكرياً في منطقتنا. نصر الله يخدم هذه المصلحة الإيرانية على حساب الدولة اللبنانية. لا أقترح على أحد اختبار جيش الدفاع أو دولة إسرائيل. نحن مصممون على الدفاع عن أنفسنا».

وأردف نتنياهو قائلاً «أخرج من هنا بانطباع واضح أن جيش الدفاع الإسرائيلي مستعد بشكل جيد للتعامل مع أي سيناريو محتمل. وأنصح (حزب الله) بأخذ هذه الحقيقة البسيطة بعين الاعتبار. إسرائيل مستعدة لجميع السيناريوهات».

وبالمقابل، قام وزير الدفاع، بيني غانتس، بجولة على حدود الشمال والتقى قائد سلاح الجو، عميكام نوركين. وأعلن عن تعزيز إضافي لقواته على الحدود مع لبنان، تشمل قوات خاصة ووسائل تكنولوجية جديدة. وأمر بالاستمرار في الحفاظ على اليقظة في جميع أنحاء الحدود الشمالية، «حيث يستعد الجيش لأيام متوترة جديدة بالشمال».

وقالت مصادر عسكرية، إن إسرائيل تتوقع أن يقوم «حزب الله» بمحاولة أخرى لتنفيذ عملية انتقامية، وحددت لذلك موعداً في هذا الأسبوع وحتى يوم غد (الخميس)، قبيل عيد الأضحى. وهي لا تستبعد أن تأتي هجمة «حزب الله»، ليس من لبنان وحسب، بل من الأراضي السورية حيث يعمل الحزب هناك أيضاً. وقدرت مصادر أمنية أنه على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي منع التدهور الأمني في المنطقة، غير أن حسن نصر الله حقق نجاحاً في ممارسة الضغط على إسرائيل.

وكتب المحرر العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أمس «الحادث الأمني الذي وقع أمس انتهى بالتعادل، لكن هناك شكاً فيما إذا كان (حزب الله) راضياً عن هذه النتيجة». وقال المحلل العسكري في صحيفة «معاريف»، طال ليف رام، إن هذه العملية كانت ستؤدي إلى مواجهة عسكرية واسعة في الشمال، وإن الجيش يعتبر أن الحساب ما زال مفتوحاً مع «حزب الله»، ويتوقع الرد مجدداً.

وتتجه السلطات اللبنانية لمعالجة التطور الأمني دبلوماسياً، حيث دان وزير الخارجية ناصيف حتى بعد جلسة مجلس الوزراء أمس «العدوان الإسرائيلي على لبنان»، معلناً «أننا سنتقدم بشكوى غداً (اليوم الأربعاء) إلى مجلس الأمن، ونتمسك بوجود وتمديد مهام (يونيفيل) من دون تعديل».

ودان الرئيس اللبناني ميشال عون في مستهل الاجتماع، «اعتداء العدو الإسرائيلي الاثنين على جنوب لبنان»، معتبراً ذلك «تهديداً لمناخ الاستقرار فيه، لا سيما أن مجلس الأمن الدولي سيبحث قريباً بتجديد مهام قوات (يونيفيل) العاملة في الجنوب». ثم تحدث رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، لافتاً إلى أن ما حصل في الجنوب، «هو اعتداء إسرائيلي كامل الأوصاف على السيادة اللبنانية. وقد انكشف سريعاً كذب الحجج التي قدمها العدو لتبرير عدوانه، وبالتالي ما حصل في الجنوب هو تصعيد عسكري خطير وتهديد للقرار 1701». وأضاف دياب «يبدو أن العدو يحاول تعديل مهمات (يونيفيل) بالجنوب، وتعديل قواعد الاشتباك مع لبنان. لذلك؛ يجب أن نكون حذرين جداً في الأيام المقبلة؛ لأن العدو يكرر اعتداءاته، والخوف من أن تنزلق الأمور نحو الأسوأ في ظل التوتر الشديد على حدودنا مع فلسطين المحتلة».

وتحول غياب الحكومة عن التطور الأمني الاثنين، إلى مادة انتقاد جديدة لها؛ إذ أعلنت «كتلة المستقبل» النيابية، أنها «تراقب بقلق تداعيات ما شهدته الحدود الجنوبية والتهديدات الإسرائيلية التي أطلقتها القيادة الإسرائيلية ضد لبنان». وشددت الكتلة إزاء ما حصل من تطورات عسكرية وقصف إسرائيلي استهدف قرى حدودية وأصاب منزلاً لأحد المواطنين في بلدة الهبارية، على «وجوب التزام القرار 1701 والتنسيق مع قوات الطوارئ الدولية في هذا الشأن، وقيام الدولة ومؤسساتها العسكرية والسياسية والدبلوماسية بمسؤولياتها، في ضوء الغياب غير المفهوم للحكومة والوزارات المختصة، التي قررت النأي بنفسها عن تحديات على هذا المستوى من الخطورة والأهمية، وتسليم زمام الأمور بالكامل للجهات الحزبية» في إشارة إلى «حزب الله».

ورأت الكتلة «أن الدفاع عن لبنان ليس اختصاصاً عسكرياً وسياسياً لفئة من اللبنانيين، والغياب المريب للحكومة عن المشهد الجنوبي يضيف إلى سجل الإنجازات رصيداً جديداً لحالة الاهتراء، قبل أن تستفيق على وجود حدث أمني بعد 24 ساعة من حصوله وتنبري للإدانة في جلسة مجلس الوزراء».

وفي السياق، قال النائب نديم الجميل عبر حسابه على «تويتر»، «ساعات مرت على أحداث الجنوب، وأي بيان لم يصدر لا عن الدولة اللبنانية ولا عن الجيش اللبناني، علماً بأنهما الجهة الوحيدة المخولة حماية حدودنا والحفاظ على أرضنا، وهذا أمر مريب وينتقص من سيادتنا. نحن بانتظار بيان رسمي يوضح لنا حقيقة ما حصل».

********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

«انفصام الدولة» يطرح الاسئلة الخطيرة .. وماذا عن «استعداء» الاصدقاء أيضاً!؟

رسالة اعتراضية نقلها لودريان لحزب الله.. وغياب سلامة موضع متابعة

ان يصل العدد التراكمي للحالات المثبة بالاصابة بفايروس كورونا إلى 4023 حالة، يعني ان النظام الصحي، اقترب من دائرة الخطر، وان إجراءات التعبئة العامة، اصيبت بداء التفلت المجتمعي، وعدم الانضباط الطوعي، لدرجة ان مواطناً يرفض الامتثال لأوامر قوى الامن الداخلي، عندما طالبوه بوضع الكمامة، ولجأوا الى تطبيق القانون بتنظيم محضر ضبط، وتوقيف المستفز، الذي ما لبث ان أمر القضاء بإطلاق سراحه بسند.

ان يتسابق أصحاب المحطات الخاصة ببيع المحروقات إلى رفع خراطيم محطات البيع المرخصة، مع العلم ان الجهة الوزارية المعنية (وزير الطاقة على سبيل المثال) يُؤكّد توافر المازوت والبنزين، ولكن في بواخر قبالة الشاطئ، يتعذر عليها تفريغ الحمولة قبل قبض الدولارات المؤلفة، والتي يتعين ان يفرج عنها مصرف لبنان.

على ضفة التقنين، يقول أصحاب المولدات والذين صار لهم نقابة، انهم بعد خلاف داخلي، ووعد من المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، فلن يوقفوا محطاتهم اليوم، بانتظار تأمين المازوت الذي يتولى عناصر من الامن العام توزيعه، وفقاً لمحاضر موقعة على محطات المحروقات..

كل ذلك، يكون مفهوماً، وغير مفهوم في الوقت عينه، على وقع تحركات الشارع، وقطع الطرقات، اعتراضاً واحتجاجاً على اقتراب العتمة من الاطباق على منازلهم، وطعامهم، وسط جو بالغ الحرارة، غير مسبوق، على الرغم من ان البلاد في عز أيام الصيف..

لكن غير المفهوم، أن تبدو الدولة، في ضوء مداخلات، ومعطيات ما جرى وقيل على لسان الرئيسين ميشال عون وحسان دياب، ونائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع وكأنها في حالة انفصام: القرار السياسي في مكان، وتنفيذ القرار في مكان، ان يشكو المواطن أو السياسي، أو حتى ينتقد، ويحمل على خصومه، هذا أمر مفهوم، أم ان يتحوّل مجلس الوزراء إلى «حائط مبكى»، حيث القرار والعدة اللازمة لتنفيذه، القوى الامنية، أجهزة الرقابة، المال، القضاء، كل ذلك، والمسؤولون يشكون!

بصراحة متناهية عاكس الرئيس حسان دياب الرئيس ميشال عون الذي قال ان «تدبير اعتماد التدقيق الجنائي forensic audit كان موضع ترحيب الوزير الفرنسي»، معتبراً انه بداية فعلية لبناء الدولة، فرأى انه «بغض النظر عن تحذيرات الوزير الفرنسي (لودريان) وعن نقص المعلومات لديه عن حجم الإصلاحات التي قامت بها الحكومة، الا ان كلامه مؤشر على نقطتين: إن القرار الدولي بعدم مساعدة لبنان ما يزال ساري المفعول، وضرورة تحصين وضعنا الداخلي في هذه المرحلة التي تتسم بعدم توازن خارجي يمكن ان تكون نتائجه صعبة على لبنان.

والسؤال: هل ثمة مقاربتان رئاسيتان إزاء وضعية لبنان الدولية، ولماذا استعداء «الاصدقاء» في هذه المرحلة الحرجة؟

وابعد من ذلك، ذهب الرئيس دياب، الذي لاحظ ان «هناك حالة فجور تمارس على الدولة».

وقال: «هناك حالة فجور تُمارس على الدولة. هذا وضع غير طبيعي، ويعطي إشارة إلى وجود إدارة خفية للمافيات التي تتحكّم بالبلد. قد تكون مافيات سياسية، وقد تكون مافيات تجارية. لكن الاهم أنه أيضاً يعطي إشارة عن ضعف الدولة أمام هذه المافيات. فما يحصل غير مقبول ومن الضروري ممارسة الحزم  مع هذه المافيات التي تلعب بمصير البلد وتبتز الدولة والمواطنين، وتحاول تحقيق أرباح، بالسياسة أو بالمال، وفي بعض الحالات بالإثنين معاً، على حساب اللبنانيين».

وتابع الرئيس دياب: «إن جزءا كبيرا من المشاكل التي نراها هو مفتعل، وليس له أساس. والبلد يعوم فوق بحيرة من المازوت، لكن التجار يخفون المازوت حتى يبيعونه في السوق السوداء بأسعار أعلى كي يحققوا أرباحاً أكثر».

وأكد رئيس مجلس الوزراء إن البلد ممتلئ بالمواد الغذائية. ويوجد في المستودعات ما يكفي البلد لـ 6 أشهر، مع ذلك إن التجار يخفون البضائع حتى يبيعونها في السوق السوداء ويرفعون الاسعار. وهناك محاولة من التجار لإلغاء مفعول سلّة البضائع المدعومة».

والسؤال الخطير: أين أجهزة الدولة، التي تأتمر بأوامر الوزراء ورئيس الوزراء؟ وهل تكفي الشكوى والكلام عن تلاعب وسوق سوداء؟

وإذا كان الوضع على هذا النحو من «الانفصام»، ما جدوى بقاء الحكومة الحالية، وهي تقر بعجزها؟

مجلس الوزراء

وفي المعلومات، بدأت جلسة مجلس الوزراء هادئة في مناقشاتها وتوقفت في معرض المداخلات عند احتكار مادة المازوت وكذلك أسعار المواد الغذائية.

وكشفت ان الرئيس دياب أشار إلى إلغاء احتفال عيد الجيش وطلب الاستعجال بقوانين تتصل بنصوص تطبيقية، وهي موزعة على معظم الوزارات.

ثم قرّر مجلس الوزراء تقديم شكوى إلى مجلس الامن وأكّد وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي بعد جلسة مجلس الوزراء ان مجلس الوزراء دان العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان وسيصار إلى تقديم شكوى إلى مجلس الامن اليوم وسياسة إسرائيل العدوانية يجب وقفها وهذه مسؤولية دولية، وقال: نحن نتمسك بقرار مجلس الامن 1701، ونؤكد على دور اليونيفل وحق لبنان في الدفاع عن نفسه وتمسكنا بالأمن والاستقرار، كما ان اليونيفل مسؤولة عنه بالتعاون مع الجيش اللبناني.

ولفت إلى ان «سياسة التوتير الإسرائيلي تدخل ضمن السياسة الإسرائيلية في المنطقة ونحن لها بالمرصاد. موقفنا واضح، متمسكون بالدفاع عن ارضنا وفي حقنا بالذهاب إلى مجلس الامن ورفع شكوى وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته حفظ الامن في جنوب لبنان أساسي للبنان ولكن أساسي للسلم والأمن والاستقرار في المنطقة».

وأكّد ان الموقف واضح في عدم المس بعديد قوات اليونيفل وبالمهام كما هي موجودة وواردة في قرار مجلس الامن 1701 وهي مستمرة وهناك عمل على توفير دعم واسع لهذا الامر.

ثم علم ان وزير الصحة الدكتور حمد حسن أشار إلى ارتفاع الإصابات بكورونا بين الوافدين والمختلطين فبلغ مجموع الإصابات منذ بداية الإصابات حتى الاوّل من تموز 750 إصابة ومنذ أوّل تموز حتى اليوم الحالي 1180 إصابة، وتحدث عن ازدحام السوريين في المستشفيات لاجراء الفحوصات واقترح تخفيض اعداد الوافدين، ولفت الرئيس دياب إلى ان لا توجه بذلك وعلم ان هناك وزراء اقترحوا إغلاق البلد لاسبوعين كاملين، لكن تمّ السير بالاغلاق لخمسة أيام ثم فتح لثلاثة أيام ثم اقفال لخمسة أيام وبعدها يتم اختبار هذا الاقفال الجزئي.

ولفت الوزير حسن إلى ان الفحوصات الخاطئة هي نتيجة الضغط على المستشفيات ونحتاج إلى أسبوعين للتحضير بعد وصول أجهزة تنفّس وتوزيعها على المستشفيات متحدثاً عن الحاجة إلى الاموال من أجل تركيب هذه الاجهزة وضرورة إلزام الوافدين بفحوصات الـPCR قبل المجيء إلى لبنان.

وعلم ان الوزير عماد حب الله اقترح الاقفال لاسبوعين من دون توقف وايده في ذلك الوزير رمزي مشرفية، وسألت وزيرة العدل ما إذا كان الاقفال يشمل الاعراس ودور العبادة، فكان الجواب ان وزير الداخلية هو من يُحدّد الامر.

وعلم ان وزير الزراعة طلب دعم القمح والطحين.

ووجّهت نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر خلال الجلسة سؤالاً للحكومة قالت فيها: «نحن الحكومة التي تأخذ القرارات، فلماذا لا يتمّ التنفيذ بشكل سريع؟»، لذلك المطلوب اتخاذ قرارات جريئة وفورية وعدم تضييع الوقت والتأخير في إجراء اللازم. وشددت على انه في حال «اضطررنا الى اقفال اي مكان مخالف، ان يتم العمل على ذلك بشكل فوري ووقف الاحتكار والهدر».

واعتبرت نائب رئيس الحكومة عكر أنّ «دور الحكومة العمل والإنتاج»، واختتمت: «لمن نشكي؟ نحن الحكومة والقرار عندنا والمسؤولية علينا».

ورأت الوزيرة عكر ان التجار يعملون على تخزين المازوت والمواد الغذائية وغيرها والاسمنت الذي ارتفعت اسعاره بشكل كبير.

وشددت على ان السلة الغذائية تكلف الدولة كثيراً لكن أسعار السلع المدعومة لم تنخفض جميعها ولم نر نتائج إيجابية أو تحسن من شأنه خفض الكلفة على النّاس.

وأكدت مصادر مطلعة على اجواء جلسة مجلس الوزراء ان نائب رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر وعند طرح البند المتعلق بشركات الاسمنت اكدت أنها ليست ضد اعادة فتح شركات الترابة، لكن يستلزم ذلك تحديد للكميات المنتجة شهريا، مع التشدد على اعداد وتنفيذ برنامج للتأهيل والتشجير للمقالع والكسارات السابقة والحالية، والعمل على الحد من التلوث البيئي، والتأكد من ان التخلص من المواد السامة التي تنتج عنها كالبتروكوك والكلينكر يتم بطريقة علمية وسليمة.

وتحدث وزير المال عن تجميد قرار الحكومة حول تعيين خفراء الجمارك بسبب عدم توقيع أحد أعضاء المجلس الاعلى للجمارك على القرار وعلم ان رئيس الحكومة سيناقش هذا الموضوع من أجل معالجته.

وتحدث الوزير غازي وزني عن عدم سقوط خطة التعافي المالي للحكومة وعن خطوة إنشاء الصندوق السيادي ونفى أي وقف للتفاوض مع صندوق النقد الدولي. وقال ان أي كلام في هذا المجال غير صحيح، ولفت إلى اجتماعات مع القطاع المصرفي للوصول إلى اتفاق على الخسائر، وتحدث عن مراسلة معهم حول موضوع الصندوق وهناك انفتاح من قبلهم ولا نية لممثلي الصندوق بأن يأخذوا إجازة في شهر آب المقبل. وقال في ما خص عقدي KMPG وOliver Wyman فإنها جاهزة وأول صيغة للعقد مع شركة Alvarcz & Marsel ادخلت عليها تعديلات ولم يتمكن من الاطلاع عليها لأنها ارسلت من الشركة وقال ان التدقيق سيشمل السنوات الخمس الماضية وسيكون هناك تفصيل عن الهندسات المالية للمصرف والعمليات المالية وسندات الدين ومدة العقد هي لستة أشهر وكلفته مليونين و220 ألف دولار 40٪ تدفع عند التوقيع و30٪ بعد 5 أسابيع من بدء العمل و30٪ بعد الانتهاء من العمل وسيتم إرسال مشروع العقد إلى هيئة التشريع والاستشارات وفقاً للأصول، ووزير المال سيطلع المجلس على مسودة العقد فور انهائه، وستقدم الشركة أوائل تقريرها في الاسابيع العشرة، وعلم ان الرئيس عون طلب الاطلاع على مسودة العقد قبل التوقيع عليه.

وفي معرض الحديث عن الصندوق السيادي، أوضح دياب انه بغض النظر عمن يديره (القطاع الخاص أو العام) فإنه ملك للدولة، وقال وزني: الدولة لن تتخلى عن اصولها ابداً.

وعلم ان الوزيرة غادة شريم سألت: «اذا كان الـcapital control مطروح»، فأجاب دياب ان هناك اقتراح قانون في مجلس النواب. وسأل حب الله هل صحيح ان لودريان طلب بالـcapital control والكهرباء والاصلاحات، فقال دياب ان الحديث تناول الإصلاحات والتدقيق والكهرباء وهي في سلم الاولويات لحصول لبنان على مساعدات 11 مليار ليرة وان صندوق النقد شدّد على الإصلاحات. وقال وزني ان لودريان أشاد بإنجاز الحكومة للـScaner والتدقيق، وافيد ان دياب ذكر مازحاً: «لو كل جمعة بيجي لودريان لنعمل انجازات».

وعلم أيضاً إثارة موضوع تهديد أصحاب المولدات بوقف العمل، فقال دياب ان اللواء إبراهيم يتواصل مع أصحاب المولدات لحل المشكلة.

وأفادت مصادر وزارية ان وزير الطاقة والمياه عرض بالأرقام موضوع المازوت، إلى ان هناك 3 ملايين ليتر للزراعة، 3 ملايين للصناعة ومليونين للنقل ومواضيع مختلفة وان كل ساعة انقطاع للتيار الكهربائي تكلف 200 ألف ليتر مازوت وانه تمّ استيراد 90 مليون ليتر خلال 8 أيام، 60 مليوناً سحبوا أوّل أربعة أيام و30 مليون ليتر في الايام الباقية، ما يطرح علامات استفهام حول تخزين هذه المادة، وتحدث عن وجود لهذه المادة ولا داع للرعب إنما هناك من يخزن وثمة معلومات عن سحب هذه المواد لا سيما رقم السيّارة فيما خص كل واحد وصل إلى الموقع.

واقترح الوزير حب الله تسليم الجيش وقوى الامن الداخلي لمادة المازوت لمعرفة كيفية التوزيع، فيما اقترح الوزير راوول نعمة وضع جهاز GPS في الشاحنات لمعرفة أين تذهب ورقم اللوحة أو «الشيسي»، مع العلم كما تردّد داخل الجلسة ان هناك أكثر من صهريج يأتي يحمل اللوحة نفسها.

وقال الوزير غجر ان الحاجة للمازوت للشهر المقبل بلغت 120 مليون ليتر، وكشف الرئيس عون انه سيطلب إلى مخابرات الجيش وفرع المعلومات وقوى الامن والأمن العام وامن الدولة متابعة الموضوع وملاحقة من يخزن ويحتكر ويبيع باسعار مرتفعة والقبض عليه وإنزال أشدّ العقوبات به وذلك بدءاً من اليوم.

وعلم ان مجلس الوزراء قرّر إعادة العمل لشركة الاسمنت والترابة لمدة 3 أشهر ضمن توقيت معين (من الثامنة حتى الرابعة عصراً) في 5 أيام على ان يتم الابتعاد عن المنازل مسافة 1500 متر. قرار مجلس الوزراء بنقل أفراد الهيئة التعليمية الناجحين في المباريات اعتباراً من 22/7/2017 وتعيينهم بوظيفة مفتش معاون تربوي فذاك اتخذ من خارج جدول الاعمال.

وعلم ان وزير الاقتصاد أثار مشكلة عدم استكمال عمل مراقبي حماية مصلحة المستهلك بسبب تكبدهم كلفة النقل وطالب بأن يشملهم تعويض النقل، وأشار إلى دور البلديات في تسطير محاضر ضبط بحق المخالفات في الاسعار وغير ذلك.

وعلم ان وزيرة العمل طلبت دراسة تصحيح الاجور بسبب تدني سعر الليرة وكلف دياب وزير المال دراسة الموضوع في ضوء امكانات الدولة والخزينة.

وفي اجتماع المجلس الاعلى للدفاع، كان حديث عن موضوع المازوت وكذلك عن إجراءات كورونا والوضع الامني، حيث افيد ان اللواء إبراهيم الذي يزور البطريرك الراعي اليوم اثار تسهيل حركة السيّاح في لبنان والسماح لأكثر من 2000 شخص بالحضور إلى لبنان، وكذلك كان كلام من المدير العام لقوى الامن الداخلي عن ازدياد نسبة السرقة ولا سيما للسيارات وكشف عن توقيف أخطر عصابة لسرقة السيّارات. وافيد ان قائد الجيش اثار مشكلة اكتظاظ السجون التي لم تعد تستوعب، فلفت الوزير محمّد فهمي إلى ان هناك عملاً لتوسيع النظارات وطرح المناقصات، واثير ايضاً موضوع التوقيفات، والاكتظاظ في السجون. وركز الرئيس دياب في مجال آخر على الحد من الاكتظاظ والتجمعات.

وكشف اللواء إبراهيم عن توزيع 42.551.793 مليون ليتر من المازوت ولا شح في هذه المادة وكل الضجة المفتعلة من أصحاب المولدات هي لرفع التسعيرة.

وطلب وزير الداخلية عودة الحملات الإعلامية بكثافة لمواجهة وباء كورونا.

«بلومبيرغ» وصندوق النقد

مالياً، وفي ظل غياب ملحوظ لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي تردّد انه موجود في الخارج (من دون توضيح الاسباب) عقد اجتماع مالي في السراي بغيابة لبحث توفير سعر للدولار، خارج السوق السوداء، يحافظ على استقراره. وكشف «لبنان 24» انه قبل اسبوع ونيف، سلم حاكم مصرف لبنان تقريرًا شديد السرية اعدته شركة Deloitte لعدد من المسؤولين الكبار عن اعمال مصرف لبنان لعام 2018. لكن التقرير تم التداول به على نطاق واسع ما اغضب الشركة العالمية وعمدت الى متابعة التسريب هذا لتكشف ان التقرير تم تصويره بواسطة كاميرا هاتف محمول، وان ظل أحدهم يظهر على إحدى الوثائق.

الى ذلك، ذكرت وكالة Bloomberg الاميركية، أمس، أن لبنان يمكنه الاعتماد على صندوق النقد الدولي في الحصول على حزمة إنقاذ قد لا تتجاوز نصف ما حاول الحصول عليه للمساعدة في تيسير تلقي مساعدات أخرى تحتاجها البلاد بشدة لتجاوز الازمة.

ونسبت الى وزير الاقتصاد راؤول نعمة قوله خلال لقاء مع شبكة Bloomberg Television، إن المحادثات حول برنامج القرض البالغ 10 مليارات دولار توقفت في أغلب أوقات الشهر الحالي، ما يعني أنَّ صندوق النقد الدولي قد يقدِّم قروضاً بقيمة تتراوح بين 5 مليارات و 9 مليارات دولار.

وأضاف نعمة (64 عاماً)، وهو مسؤول تنفيذي سابق في القطاع المصرفي، أنه في حال نجاح المفاوضات فسوف يحاول لبنان تغطية بقية مبلغ الـ30 مليار دولار، التي يحتاج إليها، عن طريق طلب المساعدة من حلفائه، والاعتماد على تعهدات مالية بقيمة 11 مليار دولار من جهات مانحة دولية أعلنتها في عام 2018، مقابل وعود بالإصلاحات.

وأضاف نعمة: «في رأيي، جميعهم ينتظرون صندوق النقد الدولي». وتابع قائلاً إنه من دون حزمة الإنقاذ من صندوق النقد الدولي يَنظر لبنان إلى «سيناريو أسود بحق»، وإن المسؤولين يعملون جاهدين للحصول على حزمة الإنقاذ في أسرع وقت ممكن.

لودريان وحزب الله

دبلوماسياً، كشفت مصادر ديبلوماسية اوروبية أن وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان التقى على هامش زيارته الى لبنان نهاية الاسبوع الماضي خارج برنامج زيارته المعلن وبعيدا من الاعلام أكثر من شخصية سياسية لبنانية ومن بينها وفدا من حزب الله تناول معه موضوع علاقة فرنسا مع الحزب ورغبة الاخير بالاصرار على المحافظة على هذه العلاقة بمعزل عما اعترى هذه العلاقة من اهتزازات وتردٍ ملحوظ جراء تفاعل الاحداث السياسية الاخيرة في لبنان بعد التحركات الشعبية المناهضة للتركيبة الحاكمة برمتها في تشرين الماضي ودور الحزب في الانخراط بالسلطة وتأثيره الفاعل بتركيب الحكومة الحالية وفي ضوء تصاعد الخلافات الفرنسية الايرانية عموما حول الملف النووي وتماهي الموقف الفرنسي مع الولايات المتحدة الاميركية بهذا الخصوص.

واشارت المصادر الى ان الحديث تركز على الوضع في لبنان وتأثير فرنسا في لعب دور مهم وفاعل نظرا لموقعها وعلاقاتها الجيدة عالميا للتخفيف من وقع الازمة التي يتعرض لها لبنان ماليا واقتصاديا وفي التوسط مع الدول ذات التاثير ولاسيما مع الولايات المتحدة الاميركية لفك طوق العزلة المفروض على لبنان منذ تاليف الحكومة الحالية.

واضافت المصادر ان الوزير الفرنسي ألذي ابدى حرص بلاده على استمرار دعم لبنان، ابلغ الوفد بصراحة مآخذ واعتراضات بلاده على تصرفات وتعاطي الحزب في الاخلال بموازين القوى السياسية الداخلي والامعان بتعريض وحدة وسيادة وامن واستقلال لبنان لمخاطر جمة، من خلال انخراطه المتواصل بالازمات والصراعات الاقليمية بما فيها الازمة السورية على حساب لبنان وهو مالا توافق عليه فرنسا بتاتا،ومذكرا بموقف بلاده المنسجم مع المواقف الاوروبية عموما وموقف الولايات المتحدة الاميركية والقاضي بضرورة عدم الزج بلبنان بصراعات وازمات المنطقة تجاوبا مع رغبات ومطالب اكثرية اللبنانيين مشيدا في الوقت نفسه بدعوة البطريرك الراعي بهذا الخصوص، مع تأكيده بأن اي مساعدة او دعم فرنسي للبنان لحل الازمة المالية،مرتبط بمدى جدية الحكومة اللبنانية بالتزام تنفيذ رزمة الاصلاحات البنيوية المطلوبة بسرعة في مختلف القطاعات ولن يكون هذا الدعم بشكل مباشر وانما في إطار صندوق النقد الدولي كما هو معلن اكثر من مرة وتم ابلاغه مباشرة وبصراحة لكافة المسؤولين اللبنانيين.

شكوى لبنانية

على صعيد الاعتداءات الإسرائيلية، رسمياً، قرّر لبنان تقديم شكوى ضد إسرائيل إلى الامم المتحدة، بعد القصف، الذي استهدف القرى اللبنانية المحاذية لمزارع شبعا..

ولم تكتفِ إسرائيل ببلع «كذبتها» الاثنين الماضي، فلجأت إلى المضي بالتوتير، وتحدث ادرعي الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان جنوده رصدوا حركة في محاذاة قرى الجليل.

احتجاجات

واحتجاجاً على العودة إلى البرنامج القاسي للتقنين أو إطفاء الكهرباء، اقدم مواطنون غاضبون على قطع طريق المدينة الرياضية وسليم سلام.. امتداداً إلى جسر الرينغ.. حيث قطع السير بالاتجاهين.. وكذلك عند تقاطع بشارة الخوري..

4023

صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 141 اصابة كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 4023، وكشف التقرير الصادر عن مستشفى الحريري الجامعي ان عدد الفحوصات التي اجريت داخل المختبرات بلغ 579 فحصاً، ولم يسجل أية حالة شفاء أو وفاة.

********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

حكومة «8 آذار» في قتال متأخّر على جبهتين: سياسية – عسكرية وصحية!

بدت حكومة 8 آذار امس تخوض قتالا متأخّرا، على جبهتين. الاولى سياسية – عسكرية، عنوانها الوضع الحدودي الجنوبي حيث دخلت منذ عصر امس، في كباش كبير مع تل ابيب والمجتمع الدولي عنوانه صلاحيات «اليونيفيل» عشية التمديد لها. والثانية، صحية، حيث «بات العدو» كورونا في قلب البيت، ويفتك بأهله بلا رحمة.. فهل ستتمكن بإجراءاتها «الاستلحاقية» اليوم، من الخروج منتصرة في المواجهتين؟

شكوى ضد اسرائيل

غداة التصعيد الغامض على الحدود الجنوبية، حيث أوحى نفي حزب الله اي علاقة له بما جرى، بأن اسرائيل اشتبكت مع نفسها، ومع اعلان إسرائيل امس عن ارسال المزيد من التعزيز لقواتها ومنظومات نيران متطورة وقوات خاصة الى الحدود مع لبنان،قرّر مجلس الوزراء تقديم شكوى الى الامم المتحدة احتجاجا على الاعتداء الاسرائيلي. اما المجلس الاعلى للدفاع الذي انعقد في بعبدا، فاستهله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بإدانة اعتداء العدو الإسرائيلي في الجنوب . أضاف «يبدو أن العدو يحاول تعديل مهمات اليونيفيل بالجنوب، وتعديل قواعد الاشتباك مع لبنان. لذلك، يجب أن نكون حذرين جدا في الأيام المقبلة، لأن العدو يكرر اعتداءاته، والخوف من أن تنزلق الأمور نحو الأسوأ في ظل التوتر الشديد على حدودنا مع فلسطين المحتلة». من جهته، أعلن وزير الخارجية ناصيف حتي بعد مجلس الوزراء ان الاخير أدان العدوان الإسرائيلي وسنتقدم بشكوى غدا إلى مجلس الأمن ونتمسك بوجود وتمديد مهام اليونيفل من دون تعديل.

تمديد التعبئة

من جهة ثانية، وعلى خط أزمة كورونا الآخذة في التفشي دراماتيكيا، وفي محاولة لاحتواء تفلّت عدّاد اصاباته، اتخذ المجلس الأعلى للدفاع 5 قرارات لمواجهة الوباء حيث أعاد تمديد حال التعبئة العامة التي أعلن تمديدها في المرسوم الرقم 6665/2020 اعتبارا من تاريخ 3-8-2020 وحتى30-8-2020 ضمنا وأكد تفعيل وتنفيذ التدابير والإجراءات التي فرضتها المراسيم ذات الصلة والقرارات الصادرة عن وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي. وأبقى على الأنشطة الاقتصادية التي سمح لها بإعادة العمل أو إقفالها موقتا وضمن شروط معينة ترتكز على المعايير الآتية: كثافة الإختلاط وعدد المختلطين وإمكانية التعديل ومستوى الأولوية والمخاطر المحتملة. وطلب إلى الأجهزة العسكرية والأمنية كافة التشدد ردعيا، في قمع المخالفات بما يؤدي الى عدم تفشي الفيروس وانتشاره والتنسيق والتعاون مع المجتمع الاهلي والسلطات المحلية لتحقيق ذلك. وشكر لوسائل الاعلام تعاونها مع الاجهزة العسكرية والامنية والصحية والسلطات المحلية ودعاها الى الاستمرار في الحملات الايجابية التوعوية والوقائية»… وقد تبنى مجلس الوزراء هذه التوصيات.

مجلس وزراء

على صعيد آخر، كلّفت الحكومة، التي خضع أعضاؤها امس لفحوص بي. سي. آر، وزيرَ المال بتوقيع العقد مع كل من شركتي Kpmg وOliver wyman الجاهزين للتوقيع وبعقد alvarez and marsal عند جهوزه بعد الأخذ برأي هيئة التشريع والاستشارات. ووافق المجلس على الغاء رسوم الميكانيك عن العام ٢٠٢٠ لمن دفع ٢٠١٩ وعن ٢٠٢١ لمن دفع ٢٠٢٠ ولم يلغ رسم اللوحات المميزة. كما قرر بناءً لدعوة رئيس الجمهورية تكليف اجهزة الجيش وقوى الامن (فرع المعلومات) والامن العام وامن الدولة بالتصرف حيال احتكار مادتي المازوت والبنزين.

اما في السياسة، فنقل الرئيس عون عن وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان ترحيبه باعتماد التدقيق المالي الجنائي معتبراً اياه بداية فعلية لبناء الدولة.

من جهته، وفي سلسلة مواقف لافتة، رأى الرئيس دياب أن زيارة لودريان لم تحمل معها أي جديد، لافتا الى أن لدى لو دريان «نقص في المعلومات لناحية مسيرة الإصلاحات الحكومية»، ومشيرا الى أن «ربطه أي مساعدة للبنان بتحقيق إصلاحات وضرورة المرور عبر صندوق النقد الدولي يؤكد أن القرار الدولي هو عدم مساعدة لبنان حتى الآن». دياب شدد على أهمية «توحيد الموقف اللبناني في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والانتقال بسرعة إلى المرحلة الثانية المفاوضات، والعمل على وقف حالات الابتزاز التي تتعرض لها الدولة».

وسأل دياب: اين الامن واين القضاء لملاحقة مسببي الازمات المعيشية؟!

جنبلاط

وغداة خفض تصنيف لبنان الائتماني، وفي ظل تعثر مفاوضاته مع صندوق النقد وتوقّفها في انتظار اتفاق اعضاء الوفد اللبناني على ارقام الخسائر، غرد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عبر «تويتر»: «الذي يسمع اخبار العراق من انقطاع للكهرباء الى شبه نفاذ المياه في دجلة والفرات الى تبخر عائدات النفط التي تنفق على معاشات وهمية تخص فلول الحشود الشعبية الى غزو البضائع الايرانية يرى بعضا من الشبه والحالة اللبنانية». أضاف «لا يحسد الكاظمي على وضعه ولا يحسد الشعب اللبناني على حكومة الديب». وقال في تغريدة ثانية «واستكمالًا للتفاؤل وبعدما أُفشلت الحكومة ومن يرعاها مهمة وزير الخارجية الفرنسي لودريان اتى تصنيف جديد من وكالة موديز يجعلنا بموازاة فنزويلا. انه الحلم يتحقق اخيرا بعد طول انتظار فتكتمل منظومة التصدي من الشرق الى الغرب .وان شكرتم لأزيدنّكم».

الكهرباء والمولدات

معيشيا، كشفت معلومات صحافية أن تجمع أصحاب المولدات الكهربائية علق قرار إطفاء المولدات بطلب من اللواء عباس ابراهيم. واشارت المعلومات الى ان القرار جاء بعد إجتماع عقده اللواء ابراهيم مع وفد من التجمع برئاسة عبدو سعاده. وقال وزير الطاقة ريمون غجر بعد مجلس الوزراء: عند أصحاب المولدات الكميات الكافية من المازوت وهم يطالبون باستمرار برفع التسعيرة ولكن للمواطن حقوق ويجب أن نحافظ عليها. وقال « بالأمس حصل عطل تقني كبير جداً في الشبكة ويستغرق وقتًا للصيانة».

ابراهيم عند الراعي

على صعيد آخر، وفي اطار تفعيل التواصل بين بكركي والضاحية على الارجح، أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم خلال خروجه من اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا امس أنه سيزور البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اليوم حيث سيتناول الغداء الى مائدته.

********************************************

افتتاحية صحيفة الديار

حزب الله لـ«الديـار»: حققنا انتصاراً على إسرائيل دون اطلاق رصاصة واحدة

إستياء من موقف دياب تجاه لودريان … وتمديد التعبئة العامة حتى 30 آب

نور نعمة

قال مسؤول في حزب الله للديار ان الحزب حقق انتصارا على اسرائيل دون ان يطلق رصاصة واحدة في حين ان الكيان الصهيوني قام بمعركة مع طواحين الهوى بهدف تحقيق انتصار اعلامي، ولكن خطته باءت بالفشل وانقلب السحر على الساحر. وكشف ان فاتورة الحساب مع اسرائيل تراكمت بعد استهداف الاخيرة لبيوت المدنيين في الجنوب، وبالتالي حزب الله سيرد على استشهاد المقاوم في سوريا وايضا للتعرض للمدنيين . وأكد ان اسرائيل كانت لتتمادى في عدوانها على كل لبنان لولا وجود المقاومة التي تشكل رادعا قويا لها، ولذلك الاعتداء الاسرائيلي كان محدودا خوفا من ردة فعل المقاومة.

وأضاف المسؤول ان الحزب لديه الجرأة بتبني اي عملية ينفذها، ولطالما كانت الجرأة من شيمه. اما الذين لم يصدقوا بيان حزب الله بأن لا علاقة له بالاحداث التي حصلت في الجنوب منذ يومين، فنقول لهم انتظروا ردنا الحتمي على اسرائيل. واعتبر من جهته انه عندما يقوم حزب الله بعملية ضد الاسرائيلي يقول هؤلاء ان المقاومة تأخذ لبنان الى محور معين واذا نفت المقاومة عملية نسبت اليها دون وجه حق يقول هؤلاء ان حزب الله يكذب ولا يصارح اللبنانيين ولكن في الحالتين رأى حزب الله ان مواقف هؤلاء لا تقدم ولا تؤخر، كما لاتؤثر بأي شكل من الاشكال على موازين القوى. وتابع في السياق ذاته انه من المؤسف ان اسرائيل صدقت رواية حزب الله في حين تقوم جهات لبنانية بتكذيبه.

وحول كلام رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ان المقاومة لا يجب ان تكون حكرا على فئة معينة من الشعب اللبناني ردت المقاومة ان الجنوب مفتوح للجميع، واذا كان لديه مقاتلون يريدون الدفاع عن لبنان بوجه اسرائيل فليرسلهم الى الجنوب فيتشارك مقاتلوه مع حزب الله في تقديم الدماء والشهداء.

وفي النطاق ذاته قالت اوساط نيابية في 8 آذار لـ «الديار» الى ان تبني الرواية الاسرائيلية من قبل الاطراف الداخلية والجهات السياسية والاعلامية كان متسرعاً والبعض لديه نوايا خبيثة وغير سليمة.

وتكشف هذه الاوساط انه من الخطأ الانجرار الى توقيت العدو. فهل من المنطق تنفيذ عملية رد كبيرة في ظل استنفار العدو براً وبحراً وجواً وهو يزرع السماء بكل انواع كاميرات التجسس والمراقبة؟ولفتت الى ان الانجرار الى توقيت العدو فشل ذريع لانه يخسر المقاومة عنصر المفاجأة وساعتها لا يعد لأي رد معنى او نتيجة مضمونة.

اما الاوضاع في الجنوب فلم ينته الحذر من التوتر لا سيما ان حزب الله اعلن بصراحة ان الرد على استشهاد مقاومه في سوريا آتٍ حتما وفي الوقت ذاته لا شك في ان اسرائيل تحاول ان ترفع من وتيرة الموقف بهدف الضغط على حزب الله وخلق له مشاكل خارجية وداخلية، وببساطة لان حزب الله يهدد امن اسرائيل واستقرارها بشكل دائم. اضف الى ذلك، انه لم يعد خافيا على احد التناغم الواضح بين واشنطن وتل ابيب في محاصرة حزب الله ومحاولة الادارة الاميركية الضغط على تعديل مهام قوات اليونيفيل في جنوب لبنان حيث يصبح مسموحا لليونيفيل ان يدخل البيوت وان يقوم بالتحري، فتتحول قوات اليونيفيل الى جهاز امني ومخابراتي يخدم اسرائيل على الحدود الجنوبية . ولكن الضغط الاميركي لن يصل الى هدفه، ذلك لوجود فيتو روسي ورفض اوروبي لتعديل مهمة قوات اليونيفـيل لان موسكو والاتحاد الاوروبي وتحديدا فرنسا يعلمون ان هكذا تعديل سيؤدي حتما الى تفجير الوضع في الجنوب.

تباين بين موقف عون ودياب حول فرنسا

في الشق السياسي، برز تمايز بين الرئيس حسان دياب والرئيس ميشال عون حيث انتقد دياب وزير خارجية لودريان بشكل لاذع قائلا ان الاخير لديه نقص في المعلومات لناحية مسيرة الإصلاحات الحكومية في حين قال الرئيس عون ان التدقيق المالي في حسابات مصرف لبنان كان موضع ترحيب وتقدير من وزير خارجية فرنسا. وتقول المعلومات ان الرئيس دياب انتقد لودريان لانه اعتبر ان الموقف الفرنسي كان جد متشدد تجاه الحكومة فصنف موقف لودريان بأنه استهداف لحكومة يترأسها دون وجه حق. اما الرئيس عون، لم ينتقد وزير الخارجية الفرنسي لعلاقته التاريخية مع فرنسا، كما ان وزير خارجية لبنان ناصيف حتي قال ان نصائح لودريان هي نصائح صديق للبنان.

وتعقيبا على ما ذكرناه وصفت اوساط وزارية موقف دياب بغير المسؤول لانه لا يجب ان يتكلم رئيس الوزراء من موقع اعطاء الدروس لوزير الخارجية الفرنسية، خاصة ان فرنسا لطالما لعبت دورا ايجابيا في لبنان وساعدته مرارا في ازمات ومصاعب عدة. وكشفت هذه الاوساط ان أداء هذه الحكومة بات يشكل عبئا على من يدعمها وعلى انصارها لان أدائها الداخلي فاشل، سواء على صعيد تامين التيار الكهربائي او الاصلاح او ضبط الدولار في المقابل ويرى الداعمون للحكومة انها بارعة في انتقاد الخارج والتطاول عليه.

في المقابل، تؤكد الاوساط النيابية من 8 اذار ان ما قاله رئيس الحكومة حسان دياب خلال جلسة الحكومة امس هام ولافت في توقيته ومضمونه.

وتشير الاوساط الى ان وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان اتى الى لبنان ومعه وصفة جاهزة وأحكام مسبقة وأتى ليفرض تصوراً ما وليس للوصول الى حلول. وهذا ما قصده دياب عندما قال ان لديه :«نقص في المعلومات لناحية مسيرة الإصلاحات الحكومية».

وتكشف الاوساط ان رفض لودريان الاستماع الى ما تحقق من اصلاحات او ابداء ايجابية وسبب تعنته ايضاً وجود اوركسترا داخلية وقريبة من فرنسا والغرب واميركا لا تريد للحكومة ان تنجز اي اصلاح وان لا تتمكن من تامين الاموال اللازمة للخروج من الازمة الاقتصادية ولو من بوابة صندوق النقد الدولي.

وعن قول دياب ان «ما يحصل في كل القطاعات غير مقبول لناحية الفجور الذي تتم ممارسته على الدولة من المحروقات للكسارات لأسعار المواد الغذائية والاستشفاء والتعليم وغيرها». وقال:«الأمر غير طبيعي ويشير لوجود مافيات قد تكون سياسية او تجارية تتحكم بالدولة».

فتعلق الاوساط ان دياب يسمي الاشياء بأسمائها ويضع اصبعه على الجرح ولا يعبر عن شكوى او عجز.

وتلمح الى ان ما قصده دياب هو وجود لوبي امني واقتصادي وسياسي وقضائي يرفض تنفيذ قرارات الحكومة ويعرقلها وهذا امر لم يعد مقبولاً ويسبب الازمة تلو الازمة. وتقول الاوساط ان اخطر ما تواجهه حكومة دياب انها تشتغل بـ «عِدةّ» غيرها وتابعة للجهات التي تريد اسقاط الحكومة واخضاع البلد للاميركيين والسعوديين!

هذا وعبرت اوساط قضائية وامنية عن استياء كبير من موقف دياب، وعلى هذا الاساس تراجع دياب عن موقفه وحذف التغريدة.

جهود لمعالجة مقاربة الارقام لإحياء المفاوضات

علمت الديار ان لا تكاسل في ايجاد الحل وتوحيد الارقام لان الحكومة حريصة على معالجة مقاربة الارقام والحسابات، ذلك لانها تدرك جيدا اهمية استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

ويشار الى ان لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان توصلت الى نتائج مرضية، لكن كشفت اوساط نيابية ان الوزير جبران باسيل طلب من كنعان التخفيف في العمل الذي يقوم به.

وحول التدقيق المالي في حسابات مصرف لبنان، عدل وزير المالية الدكتور غازي وزني بعض البنود في العقد مع الشركتين، وعليه سيتم توقيع العقد ليبدأ التدقيق.

الدولة تراخت في تدابيرها حول كورونا و اليوم تحصد النتيجة

وعلى صعيد انتشار فيروس كورونا، اتخذت الحكومة في جلستها أمس في بعبدا قرارات أبرزها تمديد التعبئة العامة حتى 30 آب المقبل، هذا وانتقدت اوساط سياسية اداء السلطة مؤخرا حيث قالت هذه الاوساط للديار بإن الحكومة تراخت في تنفيذ الاجراءات الوقائية كاشفة ان بعض الاجراءات كانت استنسابية حيث طبق الحظر على محلات تابعة لناس فقراء في وقت تم غض النظر عن ما يقوم به الاغنياء من حفلات وعشوات ولقاءات اجتماعية . وشددت هذه الاوساط على انه كان على الحكومة عند فتح المطار تطبيق الاجراءات التي تكلمت عنها، ولكن للاسف لم تلتزم الدولة بوعدها. فللاسف تصرفت الدولة على قاعدة: «كلام الليل يمحوه النهار»، فما ان فتح المطار حتى تغافلت عن كل الاجراءات والتدابير الوقائية التي تحمي المجتمع اللبناني من كوفيد19 .

من هنا، وامام هذه التطورات, المطلوب اولا واخيرا من الدولة عندما تتخذ قرارا أن تنفذه بحذافيره وتحرص على التأكد من حسن التطبيق على الارض. كما المطلوب ان تكون الاجراءات الوقائية ومتابعة تطبيقها لفترة ثابتة من الزمن، فلا تفرض الدولة التشدد تارة وتتراخى في تطبيق القوانين المتعلقة بكورونا تارة اخرى، ذلك ان التخبط في تطبيق القوانين ادى الى انتشار فيروس كورونا بهذا الشكل الذي نشهده مؤخرا وأدخل لبنان المرحلة الرابعة من كورونا.

ملف الكهرباء والعتمة

اما في ملف المازوت والمحروقات، فتؤكد اوساط معنية لـ «لديار»، ان المشكلة الاساسية تكمن في تأخير مقصود لفتح الاعتمادات ما يؤدي الى شح في السوق ويضاف اليها سببان:

الاولى خوف الناس من انقطاع المازوت والبنزين فتلجأ الى التهافت والتخزين.

والثاني وجود طبقة محتكرة وجشعة تريد تحقيق ارباح على حساب صحة وحياة اللبنانيين.

وتنبه الاوساط الى خطر استمرار التلاعب بالمازوت وكمياته في السوق وما يولده من ضغط على الناس وسيؤدي حكماً الى شح المازوت وتمدد العتمة وفي ظل انهيار شبه كامل لشبكة كهرباء لبنان التي بدأت تتهاوى، وما جرى من يومين في الجية والباخرة التركية من اعطال ينبىء بالاسوأ. فزيادة التقنين الرسمي ستؤدي الى زيادة ساعات المولدات وبالتالي الطلب على المازوت سيزيد وسينقص من السوق ونعود الى الدوامة نفسها. وتختم الاوساط انه يجب ان تحسم الحكومة امرها وان تخرج من قوقعة المعرقلين وان يحاسب القضاء والاجهزة الامنية هؤلاء ومن دون تغطية سياسية او طائفية.

القوات اللبنانية

الى ذلك، قالت مصادر قواتية ان ما حصل في الجنوب هو جزء من فقدان الدولة لدورها السيادي حيث لاكثر من خمس ساعات كان الرأي العام اللبناني ضائعا يشاهد عبر شاشات التلفيزيون حربا دائرة في الجنوب دون ان يعرف اي تفاصيل عما يحدث في ظل غياب اي موقف رسمي بانتظار صدور موقف من حزب الله ليحدد الاخير ما حصل. وكان الرأي العام قلقا لا يعرف مصيره ولا يعلم اذا كانت الاشتباكات ستؤدي الى حرب او ستــنتهي ضمن سياق مسرحية معينة كما حصل. وطالبت المصادر القواتية ان يكون الدفاع عن لبنان من واجب الجيش اللبناني حصرا وليس اي فريق اخر تحت اي مسمى.

على صعيد اخر شددت المصادر القواتية على مبدأ الحياد مشيرة الى انه يعني استعادة الدولة قرارها خلافا لما يحصل اليوم حيث ان الدولة صورية وشكلية وفاقدة لقرارها داخل مؤسساتها، واضافت ان الحياد ليس حصارا لاحد بل هو العودة الى الميثاق وصيغة 1943. واذا كانت القوات اللبنانية تطالب بالحياد فليس من باب محاصرة احد بل من اجل ان يعود لبنان الى ذاته ويعود الاستقرار والازدهار الاقتصادي.

وعن كلام الوزير جبران باسيل بأن الجميع يتواصل مع حزب الله، ومن ضمنهم القوات اللبنانية ولكن ليس بشكل علني اي تحت الطاولة، ردت القوات اللبنانية ان هذا الكلام عار عن الصحة وانه لا تواصل بينها وبين حزب الله خارج اطار المؤسسات الرسمية، اي مجلس النواب او طاولة مجلس الوزراء عندما كانت القوات في الحكومة. واوضحت المصادر القواتية ان لا لقاءات تحصل بين القوات وحزب الله لسبب بسيط لاننا نعتبر، وكذلك حزب الله، انه لا لزوم للقاء من هذا النوع في ظل خلاف استراتيجي بيننا وبينهم حول النظرة الى لبنان . واضافت ان الخلاف بين القوات والحزب ليس خلافا سلطويا او لتباين في وجهات نظر سياسية بل خلاف حول فكرة لبنان ودوره ومشروعه.

وفي سياق متصل، اتهمت المصادر القواتية الوزير جبران باسيل لديه بأن عقدة القوات اللبنانية لان الاخيرة امام الرأي العام هي طرف سياسي مبدئي يتمسك بثوابته ولا يبدل قناعاته السياسية في حين ان التيار الوطني الحر الذي يرأسه باسيل هو تيار متقلب لا يعرف الثوابت ولا المبادئ ولا الاهداف، وهو تيار سلطوي وعلى استعداد ان ينقل البارودة من كتف الى كتف من اجل مصالح وزارية او نيابية او رئاسية.

اما لجهة الرئيس دياب وانتقاده لوزير خارجية فرنسا فلا تستغرب المصادر أداء دياب ومواقفه حيث ان رئيس الحكومة يريد من الاخرين ان يقولوا عنه ما يريد ان يسمعه، اي الاشادة به ودوره التاريخي وقيادته الرشيدة الى جانب ان دياب يخون كل من يقف ضده او يعارضه على وجهة نظر ما.

الكتائب

رأت المصادر في حزب الكتائب ان انتقاد رئيس الحكومة حسان دياب للقضاء والامن في تغريدة له ثم الغاءها يدل على ان الرئيس دياب لم يدرك حتى الان في قراراة نفسه انه اصبح رئيسا للحكومة ولا يزال يصرح كأنه مواطن عادي. وتابعت هذه المصادر ان انتقاد الرئيس دياب لوزير الخارجية الفرنسي الذي زار لبنان مؤخرا هو انتقاد في غير محله اذ كان من المفترض ان تقوم الحكومة اللبنانية بقيادته بتكثيف الجهود لتوحيد الارقام والاتفاق على توزيع عادل للخسائر من ثم تطلق خطة انقاذية فتحولها من قول لفعل وذلك عبر اصلاحات ضرورية واساسية . واضافت انه كان يفترض ان تقوم الحكومة ورئيسها بزيارة فرنسا وكل دولة قادرة على مساعدة لبنان في التغلب على ازمته المالية العميقة وليس كما يحصل اليوم فالوزير الفرنسي هو من يزور لبنان ليقول للمسؤولين ان ينقذوا الدولة اللبنانية والشعب عبر الاصلاحات. وبمعنى اخر، اعتبرت هذه المصادر ان الحكومة اللبنانية برئيسها تتصرف على قاعدة» شحاذ ومشارط» . واعربت عن أسفها حول اداء الحكومة لانها تفقد لبنان احترامه، خاصة امام دولة صديقة مثل الدولة الفرنسية التي ابدت حرصها على انقاذ لبنان وشعبه.