هل يجرؤ التيار الحر على المراجعة؟


لم يتعلم التيار العوني من تجربة فاشلة للتحالف الاقلوي الذي أقامه أميل لحود وكرره على نحو توقع سياسيون كثر ومنهم من المسيحيين ان هؤلاء سيدفعون الثمن لكن من دون توقع ان يدفع الثمن لبنان ككل أيضا. ثمة مراجعة مكلفة يتعين على هذا التيار القيام بها بعيدا من طموحات رئاسية تبدو غريبة جدا في ظل مسؤوليته في السلطة وقيادته مع حلفائه البلد الى الانهيار لتمنعه عن القيام باي اجراء إصلاحي طوال سنوات للمساعدة في تخفيف الكارثة.

وملف الكهرباء ابرز شاهد فيما هو يفاخر بالاستحواذ على كل المواقع والمناصب واستعادة الصلاحيات الرئاسية بحيث ان النجاح كان يمكن ان يدفع الى الطموح للرئاسة وليس الفشل الكبير الذي يلقى صداه في الداخل والخارج معا على نحو انهك لبنان وبات يساهم في إنهائه في الذكرى المئوية لإعلانه. فهناك مراجعة في السياسة ينبغي على هذا التيار اتخاذها بجرأة لم يعهدها اللبنانيون سابقا لكن يمكن ان تكون هناك سابقة في وقت ما لان تفاهم مار مخايل كان مكلفا جدا بالنسبة الى المسيحيين والى لبنان ككل ولو انه اتى بثماره بايصال العماد ميشال عون رئيسا وقد توقع منه من طالب على مدى أعوام بعودته من منفاه ان يبني البلد لا العكس فيدفع اللبنانيون غاليا جدا ثمن هذه الرئاسة.

فاذا كان من امكان للإنقاذ، أيا يكن ضئيلا، فهذا هو الوقت المناسب لان اللبنانيين لا يودون ان يدفعوا ثمن سيطرة الحزب على لبنان وغير قادرين في الوقت نفسه على إيجاد حل لتملكه السلاح وفرض نفوذه. فيما ان الكباش الذي يقول انه يجريه مع الخارج بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن ايران ودفاعا عن نفوذها قد تجعله يدفع أثماناً كبيرة حتى لو لم يهتم بالثمن الذي يدفعه اللبنانيون.