هل تنجح واشنطن بتعديل مهمة اليونيفيل من دور العداد إلى مصادر للسلاح؟


على بُعد أربعة أسابيع من جلسة مجلس الامن المخصصة للتجديد لقوات حفظ السلام “اليونيفيل” العاملة في جنوب لبنان، اوصى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقريره الاخير بجعل هذه القوة التي تواجه انتقادات أميركية وإسرائيلية شديدة، “أكثر مرونة وقدرة على الحركة”، قائلاً “ان تكييف وضع اليونيفيل ليتناسب مع بيئتها التشغيلية والتحديات الحالية والمستقبلية يتطلب إنشاء قوة أكثر مرونة وقدرة على الحركة على وجه الخصوص”.
ويتوقّع ان تنطلق ابتداءً من منتصف اب المقبل المشاورات بين اعضاء مجلس الامن الدائمين وغير الدائمين من اجل تهيئة الاجواء للجلسة، لاسيما في ظل الموقف الاميركي ومعه الاسرائيلي بضرورة تغيير مهام القبّعات الزرق لتشمل الوصول الى الاماكن التي يتواجد فيها السلاح فضلاً عن الاملاك الخاصة.
واستبق مجلس الامن جلسة التجديد بجلسة التمويل للقوات الدولية التي عقدت اوائل الجاري، حيث وافق معظم الاعضاء بمن فيهم الاميركي على موازنة العام 2020-2021 من دون تخفيض التمويل.
وتعمل فرنسا كما في كل عام على إعداد مسودة مشروع التجديد لليونيفيل من دون اي تعديلات في مهام القوات الدولية، وهي لطالما إضطّلعت بدور “حاملة القلم” في مجلس الامن بالنسبة لهذه المسألة إنطلاقاً من علاقاتها التاريخية مع لبنان وحرصها على استقراره.
وقبل تحديد موقفها من مشروع التجديد، تستعد الدول الاعضاء في مجلس الامن الى إيفاد سفرائها الممثلين في بيروت للقيام بجولة على الخط الازرق ومنطقة عمليات اليونيفيل ووضع تقرير عن الزيارة تمهيداً لرفعه اليها من اجل إتّخاذ الموقف المناسب من المسألة.
وكانت لافتة في الاطار الزيارة الاستطلاعية التي قامت بها السفيرة الاميركية دوروثي شيا منذ اسبوع الى الناقورة-مركز القوات الدولية للإطلاع عن كثب على مهمتها والدور الذي تقوم فيه ضمن نطاق عملياتها المُحددة في القرار الدولي.
ويندرج موقف واشنطن من تغيير مهمات “اليونيفيل” ضمن استراتيجيتها محاصرة النفوذ الايراني في المنطقة وقطع شريان الإمدادات العسكرية والمالية مع اذرعها العسكرية ابرزها حزب الله، اذ تطالب بان تذهب القوات الدولية الى اماكن تخزين السلاح ومصادرته لا ان تكتفي بدور “العدّاد” لخروقات الخط الازرق والقرار.