لبنان ينتظر الإنفجار لا الإنفراج…


في وقت عجزت فيه التحرّكات الشعبية من إحداث أي خرق في الطبقة الحاكمة، والتهدور السريع دون أيأفق او حدود مستمر، يُطرح سؤال اساسي، هل الحل لا يكون إلا على المستوى السياسي وهل حان الوقت للمّ شمل المعارضة؟!
ليتحمّل وحده!
فقد اعتبر مصدر في 14 آذار سابقا، ان لمّ الشمل ما زال غير مطروح، حيث لكل طرف حساباته التي لا تلتقي مع اي طرف آخر، قائلا: يشعر الجميع اننا لا نمرّ بمرحلة سياسية عادية كلاسيكية تستدعي معارضة وموالاة، بل الكل ينظر الى لبنان وكأنه على شفير الهاوية وينتظر السقوط، وبالتالي لا توجد اي جهة سياسية او حزب يريد ان يتحمّل وُزر هذا السقوط،

الأمر الذي قد يعطي ذريعة لـ “حزب الله” لينقل اشتباكه مع فرقاء آخرين، فحين ان قوى المعارضة تتركه ليتحمّل هو مسؤولية السقوط وحده بعدما وضع يده على الحكومة بأكملها ولديه اكثرية مجلس النواب… وبعد السقوط لكل حادث حديث! وأضاف المصدر عبر وكالة “أخبار اليوم”، طالما “حزب الله” ليس لديه أي حلول، فليتحمّل هو مسؤولية اخذ البلد الى مزيد من التدهور، كونه هو ايضا الخاسر في نهاية المطاف.
وردا على سؤال، اشار المصدر الى ان أجندات مختلفة تفرّق قوى المعارضة، وهي لن تستطيع ان تأتلف فيما بينها في هذه المرحلة، وقال: حتى ولو ائتلفت فإنها لن تستطيع إسقاط “حزب الله”، خصوصا ان لا امكانية لأي مساعدة خارجية ولا حلول داخلية.
الأزمات…
وما الذي يمكن ان تقدّمه المعارضة، اجاب المصدر: كل طرف من موقعه يحذّر ويرفع الصوت ويشجع المبادرات، كطرح البطريرك الماورني مار بشارة بطرس الراعي في الحياد، او المبادرة الفرنسية للإصلاح على قاعدة ساعدوا انفسكم كي نساعدكم.
ورأى المصدر اننا امام مجموعة ترفض ان تقرّ بالواقع، ولا ترى الأزمات من كل حدب وصوب: لا مازوت، لابنزين، لا كهرباء، لا اموال، الناس تئن وتصرخ، كل القطاعات تعاني… واضاف: اقل ما يمكن قوله، هو ان على هؤلاء المسؤولين ان يذهبوا الى منازلهم.
الصورة مظلمة!
وماذا عن كلام رئيس الحكومة حسان دياب انه اذا استقال لا يوجد مَن يكلّف مكانه؟ اجاب المصدر: هذا عذر أقبح من ذنب، لأن المنطق العام في اي دولة ديموقراطية، هو حين لا يتمكن المسؤول من اخراج البلد مما يتخبّط به من أزمات عليه ان يتحنى ليفتح المجال أمام فريق سياسي آخر ليتحمّل مسؤوليته في إنقاذ البلد. ولكن هذا ليس واقع دياب والفريق الذي أتى به الى الحكم!
وانطلاقا مما تقدّم، قال المصدر: علينا ان ننتظر الإنفجار لا الإنفراج، فبدل ان يعمل مَن هم في السلطة للوصول الى انفراج وحلّ، نجدهم مكتوفي الايادي بانتظار الإنفجار وما قد يحمله من تداعيات قد تخفي في طيّاتها تغييرات.
وختم: الصورة مظلمة من كل النواحي.