حيال التناقض المعلن والمكشوف بين الرئيس ميشال عون والدكتور سمير جعجع، والمضمر والمستور بين عون والبطريرك بشارة الراعي، يكون رئيس الجمهورية، قد فقد، ومن خلال ممارسته، دعامتين مسيحيتين اساسيتين شكّلتا له غطاء مسيحياً واسعاً، بالاضافة الى خسارته ايضاً لمظلات وطنية وفّرتها له قوى ايضاً ساهمت في انتخابه وفي طليعتها تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، فيما العلاقة بين حركة أمل والتيار الوطني الحر تتقدّم وتتراجع، الاّ انّ جوهرها يبقى غياب عامل الثقة بين الطرفين.
ويبقى انّه من المعلوم تاريخياً انّ رئاسة الجمهورية عندما تفقد غطاء البطريركية المارونية فإنّها تفتقد الى شرعية معنوية على رغم شرعيتها الشعبية، لأنّ للبطريركية ثوابت ومنطلقات واستمرارية وموقعاً تاريخياً يعطيها دوراً معنوياً ويجعلها دائماً، وفي المنعطفات الاساسية، في موقع المتقدّم على موقع رئاسة الجمهورية.
فكيف لعون ان يتعامل مع هذا الواقع المستجد، في ظلّ التناقض بينه وبين بكركي، والخلاف بينه وبين جعجع، والذي يُضاف الى تناقض بينه وبين اكثر من فريق سياسي، ادّى ويؤدي الى محاصرة دور رئاسة الجمهورية وإضعاف تأثيرها في المعادلة الوطنية؟