فوجئ الوسط السیاسي والشعبي أمس ببیان صادر عن الوزیر السابق اللواء أشرف ریفي یخاطب بشكل مباشر النائب الحالي والوزیر السابق نھاد المشنوق تحت عنوان “إسمع یا نھاد”…
ھذا البیان الشدید اللھجة یصل الى حد إتھام المشنوق بالعمالة لسوریا وحزب الله، ویكشف جانبا من الصراع الخفي الدائر على الساحة السنیّة بأبعاد إقلیمیة، لا سیما داخل تیار “الحریریة السیاسیة”.
اللواء ریفي سلط الضوء على “مقال ـ تقریر” ورد في موقع “أساس (الذي یتبع للمشنوق) تحت عنوان: “بالوقائع والأسماء… ھكذا تحضر تركیا لـ”إحتلال” طرابلس”… وھذا بعض ما ورد في بیان ریفي:
“إسمع یا نھاد. لم تكن تحتاج إلى تحویل التقریر الذي أرسلتُه الى عواصم عربیة، الى مقال في أساسك، الذي لیس مبنیا على الحد الأدنى من أُسس الموضوعیة واحترام الذات. تنتقل من دسیسة الى دسیسة ولا یتغیّر إلا رب العمل. لا تتوھم أن الإستزلام عند مملوك، یستقیم في التعامل مع ممالك ودول لھا إحترامھا، فكل شيء بات على المكشوف. بعدما بعت واشتریت، وكنت مخبرا على رفیق الحریري بشھادة سعد الحریري في لجنة التحقیق الدولیة، ھا أنت تتاجر بطرابلس وأھلھا، متوھما أنك تبیع أھلك بضاعة رخیصة، وما لا تعرفه أن ھذه البیعة تتم بین تجار وسماسرة، ولا تنطلي على دول عریقة وصدیقة، تعرفك جیدا مع سمسراتك.
إسمع یا نھاد. المستفید من صفقة التسویة الرئاسیة، ببعض الفتات، لیس مؤھلا أن یفتي على الناس، وأن یُنِّصب نفسه ضمیرا وطنیا، ومن قال لا یُفتى ومیشال عون في الرابیة، ومن زار النظام السوري سرا، ومن ساوم على الحكم المخفَّف لمیشال سماحة، ح ق الناس علیه أن یخجل . تاریخك یتكلم عنك، ُفكف شرك عن طرابلس وأھلھا، قِف أمام المرآة ولو لمرة واحدة واتَّعظ”…
وھذا أھم ما ورد في تقریر “أساس” (إعداد نھلا ناصر الدین):
(…)وفقا لتقریر أمني إستقصائي، فإن خارطة العمل التركي في لبنان، والشمال تحدیدا، لا تعتمد على مسلك واحد، بل تتشعب ضمن ثلاثة مسالك، وذلك لخدمة ھدف واحد وھو إمساك تركیا بملف الشمال اللبناني.
المسلك الأول: تشرف على ھذا المسلك الإستخبارات التركیة المركزیة. والعیون الأمنیة في لبنان تتجه إلى ثلاثة أطراف محلیة تتواصل مباشرة مع الإستخبارات التركیة وھي: الوزیر السابق اللواء أشرف ریفي، جمعیة المشاریع الخیریة الإسلامیة (الأحباش)، منتدیات نبیل الحلبي (الموالیة لبھاء الحریري).
(اللواء ریفي كان له تواصل وتنسیق مع المخابرات التركیة بشكل رسمي وفقا لطبیعة عمله عندما كان على رأس المدیریة العامة لقوى الأمن الداخلي ثم وزیرا للعدل. واستمر ھذا التواصل والتنسیق بعد خروجه من وزارة العدل، مع توصیة بحصر ھذا التواصل مع جھاز الإستخبارات في أنقرة دون السفارة في بیروت، إلا أن ھذا التواصل إنقطع بعد خسارة اللواء ریفي في الانتخابات النیابیة الأخیرة، رغم قیام أنصاره بمسیرات سیّارة متكررة تحمل العلم التركي، بعد فوز إردوغان بالانتخابات.