صحيح أن مبادرة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التي ضمت بكركي إلى المنادين جهارا باعتماد سياسة التحييد، تعطي زخما ودفعا قويين للمطالبين بتطبيق إعلان بعبدا الهادف أولا إلى إبعاد لبنان عن صراعات المحاور، بعدما كان حزب الله أول المتنصلين من توقيعه على هذه الوثيقة التي اعترفت بها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، على رغم أن زينة الميلاد أحرقتها في بعبدا بشكل مريب عام 2016. غير أن التصعيد الذي بادر إليه الراعي ليس الا الرد على الضغط الذي يمارسه حزب الله لحض حكومة الرئيس حسان دياب على التوجه شرقا. بدليل أن رئيس الحكومة لم يتأخر في “تلبية طلب” السيد حسن نصرالله في هذا المضمارـ فحط سفير الصين في السراي الأسبوع الفائت يليه وفد عراقي. مع العلم أن دول الخليج العربي لن تقدم اي مساعدة للبنان قبل التأكد من أنه سيضع الحياد على سكة التنفيذ، وأن حزب الله سيحرر القرار الرسمي من قبضته.