افتتاحيات الصحف

افتتاحيات الصحف ليوم الثلاثاء 28 تموز 2020

افتتاحية صحيفة النهار

“بروفة ” أم مواجهة ملتبسة بين إسرائيل والحزب ؟ لبنان إلى الإقفال على مرحلتين هرباً من التفشي

كل “الجبهات” التهبت وتصاعدت سخونتها على نحو متزامن غريب: فمن جبهة التمدّد الوبائي التي فرضت قرار العودة الى الاقفال شبه العام عشرة أيام، الى جبهة التدهور المالي التي قفزت مجدداً الى الواجهة مع التصنيف السلبي الجديد للبنان الذي أصدرته وكالة “موديز”. الى الجبهة “الطارئة” ولو غير المفاجئة التي التحقت بركب الاحتدامات فوق المشهد اللبناني المختنق بالازمات وهي جبهة الحدود الجنوبية مع اسرائيل التي تحركت بخطورة عالية أمس.

والواقع أن التدهور الذي شهدته الجبهة الحدودية، ولو لفترة محدودة، أثار الكثير من التساؤلات والغموض في ظل مواجهة شديدة الالتباس نفى “حزب الله” أن يكون قام خلالها برده على مقتل أحد عناصره في غارة اسرائيلية على سوريا قبل أسبوع، فيما قامت اسرائيل برد مدفعي كثيف رداً على ما وصفته بتسلّل خلية إرهابية في مزراع شبعا. وبدا واضحاً أن هذه المواجهة، ولو انتهت بسرعة نسبية أمس، إلّا أنها أبقت الإصبع على الزناد بمعنى ترسيخ مناخ الاستنفار والتوتر حتى إشعار اخر في ظل ما أعلنه طرفا المواجهة اسرائيل و”حزب الله”.

وكان لبنان عاش ساعات مشدودة عصر الاثنين بعد المعلومات عن كشف اسرائيل مجموعة من “حزب الله” داخل مزارع شبعا المحتلة، ووسط تضارب في المعلومات خصوصاً ان الجيش الاسرائيلي قال إنه تم كشف خلية لـ”حزب الله” وجرى الاشتباك معها من دون الاشارة الى الخسائر البشرية سواء لدى الحزب أو في صفوف الجيش الاسرائيلي. واستمر تضارب المعطيات في شأن استهداف “حزب الله” آلية عسكرية اسرائيلية ومن ثم قالت معلومات قريبة من الحزب أن “مجموعة منه قامت بتنفيذ مهمة استطلاعية داخل الاراضي اللبنانية المحتلة وبالتالي لم تنفذ المقاومة ردّها على اغتيال أحد مقاتيلها علي كامل محسن في غارة اسرائيلية على سوريا الاسبوع الماضي”.

وبعد نحو ثلاث ساعات أصدر “حزب الله” بياناً جاء فيه انه “يبدو أن حالة الرعب التي يعيشها جيش الاحتلال الصهيوني ومستوطنوه عند الحدود اللبنانية، وحالة الاستنفار العالية والقلق الشديد من ردة فعل المقاومة على جريمة العدو التي أدت إلى استشهاد الأخ المجاهد علي كامل محسن، وكذلك عجز العدو الكامل عن معرفة نيات المقاومة، كل هذه العوامل جعلت العدو يتحرك بشكل متوتر ميدانياً وإعلامياً على قاعدة “يحسبون كل صيحة عليهم”. وأوضح أن “كل ما تدعيه وسائل إعلام العدو عن إحباط عملية تسلّل من الأراضي اللبنانية إلى داخل فلسطين المحتلة وكذلك الحديث عن سقوط شهداء وجرحى للمقاومة في عمليات القصف التي جرت في محيط مواقع الاحتلال في مزارع شبعا هو غير صحيح على الإطلاق، وهو محاولة لاختراع انتصارات وهمية كاذبة ولم يحصل أي اشتباك أو إطلاق نار من طرف المقاومة في أحداث اليوم حتى الآن، وإنما كان من طرف واحد فقط هو العدو الخائف والقلق والمتوتر”. أضاف: “إن ردنا على استشهاد الأخ المجاهد علي كامل محسن الذي استشهد في العدوان الصهيوني على محيط مطار دمشق الدولي آت حتماً، وما على الصهاينة إلا أن يبقوا في انتظار العقاب على جرائمهم. كما أن القصف الذي حصل اليوم على قرية الهبارية وإصابة منزل أحد المدنيين لن يتم السكوت عنه على الإطلاق”.

وكانت القوات الاسرائيلية قصفت تلال كفرشوبا واأطراف بلدتي كفرشوبا والهبارية بعدد من القذائف ما تسبب في اشتعال بعض الحرائق. وطاول القصف الاسرائيلي الجهة الشرقية من كفرشوبا قرب مركز الجيش اللبناني ومركز “اليونيفيل”، وسقطت قذيفة على منزل في الهبارية ولم تنفجر ما دفع الجيش اللبناني الى اخلاء المنزل وإزالة القذيفة.

ولاحقاً هدأت الامور وعادت الحياة الى طبيعتها بعد ساعة من التوتر.

وفي المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي أنه خاض “قتالاً” على حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان، وأنه أحبط محاولة “خلية إرهابية” التسلّل الى أراضي الدولة العبرية، فيما حضّت القوة الموقتة الأمم المتحدة في لبنان “اليونيفيل” على ضبط النفس.

وتحدث الجيش عن إحباط “محاولة تسلل لخلية إرهابية” إلى الأرض الإسرائيلية بعد تبادل لإطلاق النار في المنطقة وفرضه الإغلاق على طول الحدود عقب ما قال إنه “حادث أمني”.

وصرح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس للصحافيين: “نجحنا في إحباط محاولة تسلّل لخلية إرهابية إلى إسرائيل”. وقال إن ثلاثة إلى خمسة مسلحين ببنادق عبروا الخط الأزرق الفاصل في منطقة جبل الروس المتنازع عليها، وإن مراقبين رصدوا الخلية لدى اقترابها من الحدود، وقد “بدأنا بالقتال بمجرد عبورها الحدود”. وختم: “لقد تأكدنا من أن الإرهابيين فروا عائدين إلى لبنان”.

وبعد نفي “حزب الله” حصول أي اشتباك أو إطلاق نار من جانبه في أحداث مزارع شبعا، رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي متهماً الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بتوريط لبنان وقال” أحبطنا اليوم عملية تسلل لحزب الله الى اسرائيل والتسلّل الى أراضينا أمر خطير و”حزب الله” والحكومة اللبنانية يجب أن يتحمّلا المسؤولية”.

اقفال على مرحلتين

أما على جبهة كورونا، وبعد الارتفاع الكبير في عدد الإصابات اليومية والمستمرة منذ نحو أسبوعين، اذ بلغ عدّاد الفيروس أمس 132 إصابة، تقرر إقفال البلد على مرحلتين في محاولة لوقف التفشي في مرحلته الرابعة التي دخل فيها لبنان وللسيطرة على انتشاره، ذلك أن لبنان يسلك منعطفاً خطيراً وجدياً على الصعيد الصحي كما أكد وزير الصحة العامة حمد حسن، بينما يدل ارتفاع الإصابات على دقة المرحلة وخطورتها.

واتخذت قرار الإقفال والإجراءات الجديدة اللجنة الوزارية لمتابعة فيروس كورونا، بعد اجتماعها برئاسة رئيس الوزراء حسان دياب أمس، وأعلن وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي التدابير الوقائية المعتمدة، وقال: “تبعا لواقع الاقفال من 30 تموز 2020 إلى 10 آب 2020، سيتم التقيد بإقفال الحانات والملاهي الليلية، والغاء السباقات، واقفال غرف المؤتمرات والصالات، والاسواق الشعبية، وملاهي الأطفال والحدائق العامة، إضافة إلى إلغاء المناسبات الدينية، واقفال المسابح الداخلية في الأندية ووقف حالات التدريب الجماعي، في حين أن الآلات ستظل مفتوحة أمام المتدربين”، مشيراً الى انه “سيتم التواصل مع الشخصيات الدينية لإغلاق دور العبادة، توازيا مع منع الحفلات والسهرات”.

وقال فهمي إن “المطاعم والملاهي سيتتم فتحها بـ 50% من قدرتها الاستيعابية، بينما سيتم اقفال جميع دور السينما والمسارح”، طالباً من “المواطنين البالغين من العمر 65 سنة وما فوق، التزام منازلهم والابتعاد عن الاختلاط”. وأفاد أن “وسائل النقل سيتم تسييرها بـ 50% من قدرتها الاستيعابية”. وشرح أن “البلاد ستقفل من 30 تموز 2020 حتى 3 آب 2020، ضمناً، كما من 6 آب 2020 حتى 10 آب 2020، حيث أنه سيتم اقفال البلاد بشكل كامل من مؤسسات وشركات خاصة وقطاعات مصرفية، واستثنيت من هذا القرار المؤسسات الاستشفائية، الصحية، الامنية، العسكرية، الصناعية، الزراعية، والاعلامية، إضافة إلى المرافئ البحرية والبرية والجوية والبلديات والمرافق العامة وفقا لجدول مناوبة يتم تحديده”.

“موديز”

وسط هذه الاجواء، برز على مستوى الازمة المالية تطور سلبي جديد تمثل في اصدار وكالة “موديز” خفضاً جديداً لتصنيفها الائتماني للبنان من ca الى c، وقالت إن هذا التصنيف يعكس تقديرات الوكالة ان الخسائر التي يتكبدها حائزو السندات خلال التعثر الحالي للبنان عن السداد من المرجح ان تتجاوز 65 في المئة. واعتبرت “موديز” ان قرار عدم وضع نظرة مستقبلية للتصنيف الائتماني للبنان يستند الى احتمالات مرتفعة جداً لخسائر للدائنين غير الرسميين.

*************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

عباس ابراهيم إلى بكركي تمهيداً لزيارة “حزب الله”

معركة “لقيطة” على الحدود… والدولة على “الحياد”!

ماذا جرى على الحدود الجنوبية أمس؟ “حزب الله” انتقم لم ينتقم؟ والدة علي كامل محسن الذي قضى في سوريا وزعت الحلوى على طرقات صور احتفالاً بانتقام الحزب لابنها، الشيخ صادق النابلسي أحد أقرب المقربين من “حزب الله” أكد أنّ ما حصل هو “ردّ أوّلي” من الحزب على استهداف محسن، وكالات عالمية تناقلت نبأ إطلاق صاروخ “كورنيت” من الأراضي اللبنانية على مدرعة إسرائيلية، قنوات تلفزيونية بثّت وقائع المعركة مباشرةً على الهواء، تحليلات وتأويلات ومقابلات ملأت الفضاء الإعلامي وتناولت طبيعة العملية التي نفذها “حزب الله” وتعمقت في دلالات إقدام مجموعة من الحزب على محاولة تسلّل وراء الحدود والاشتباك وجهاً لوجه مع قوات إسرائيلية، الكل كان مترقباً بانتظار “الكلمة الفصل” في بيان “حزب الله”… فجاء البيان ليؤكد “الفصل” بين ما جرى وبين الحزب باعتباره لم يكن طرفاً في أي معركة حدودية أمس مع إسرائيل، وكل ما حصل كان مجرد هلوسات إسرائيلية، لتصبح خلاصة ما شهده اللبنانيون عبر الأثير مجرد أحداث وهمية لمعركة “لقيطة” مجهولة الحسب والنسب، بينما دولتهم بطبيعة الحال، كانت كما على الدوام، “آخر من يعلم” ملتزمة ضفة “الحياد” في كل ما يتصل بشؤون “حزب الله” وتوجهاته العسكرية والأمنية!

فبمعزل عن “نكتة” تعليق رئيس الحكومة حسان دياب كل اجتماعاته أمس لمتابعة وضع المعركة الحدودية، لم يُعثر للدولة اللبنانية على أي أثر بين غبار الأحداث الميدانية الملتهبة، ولعل ما زاد أركانها إرباكاً على ارتباك كان ذلك “الغموض الموصوف” الذي حرص “حزب الله” على تعميمه وتسربت أجواؤه إلى المقرات الرئاسية والرسمية اللبنانية التزاماً بهذا التعميم ريثما يصار إلى إيجاد الصيغة الملائمة لتوصيف ما حصل في مقررات مجلس الدفاع الأعلى الذي سيلتئم اليوم ولن يخرج على الأغلب الأعمّ عن روحية بيان “حزب الله” لناحية التنديد بالعدوان الإسرائيلي والأضرار التي نتجت عنه في ممتلكات المواطنين والتأكيد على حق الدفاع المشروع عن النفس بكل الوسائل المتاحة… قبل انتقال المجلس لبحث توصيات “كورونا” وجدولة الإقفال “بالتقسيط” في بعض القطاعات، ليتولى تالياً إصدارها مجلس الوزراء على شكل قرارات مقرونة بسلسلة من التدابير والإجراءات ذات الصلة برفع مستوى التزام المواطنين بالكمامات وتعليمات التباعد الاجتماعي.

أما ما حصل وما سيحصل على الحدود الجنوبية، فهذا شأن سيقرره “حزب الله” الذي فضّل الإبقاء راهناً على حالة الرعب التي تتملك “العدو الخائف والقلق والمتوتر”، بانتظار “العقاب”، مع تشديده على أنّ “رد الحزب على استشهاد الأخ المجاهد علي كامل محسن في محيط مطار دمشق الدولي آت حتماً (…) وإنّ غداً لناظره قريب”، في وقت خرج رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو من مقر وزارة الدفاع ليعيد التأكيد جازماً بأنّ “خلية تابعة لحزب الله تسللت إلى داخل الأراضي الإسرائيلية والجيش الاسرائيلي أحبط هذه المحاولة”، واصفاً الأمر بأنه “بالغ الخطورة” ومحذراً من أنّ “أمين عام الحزب يورّط الدولة اللبنانية بسبب إيران” انطلاقاً من تهديده بأنها تتحمل كما “حزب الله” المسؤولية عما جرى، وختم قائلاً: “حزب الله يعلم أنه يلعب بالنار وسنرد على أي هجوم يُشن علينا بقوة كبيرة”… وبانتظار “الانتقام والرد” الموعودين، سيبقى الوضع على أهبة الاستعداد والترقب إلى حين يرى “حزب الله” اللحظة المؤاتية لتوجيه ضربته من لبنان رداً على مقتل أحد مسؤوليه العسكريين في سوريا، في وقت بدا السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا الذي تتمسك بلاده بالحياد والنأي بأراضيها عن أي رد محتمل على الاستهداف الإسرائيلي المباشر لقواعدها في سوريا، حريصاً على توّعد الإسرائيليين من بيروت بأنهم “إذا أقدموا على أي حماقة فستكون ضربة أقوى بانتظارهم” من لبنان على يد “حزب الله”، الأمر الذي أعطى أبعاداً إقليمية لأحداث الجنوب، حسبما لاحظ محللون عسكريون، ربطاً بتزامن تصريح فيروزنيا مع هذه الأحداث، ما قد يرتقي إلى مستوى توجيه رسالة إيرانية لإسرائيل مفادها أنّ ردّ “حزب الله” من لبنان هو رد مزدوج، بالأصالة عن نفسه وبالوكالة عن الاستهدافات التي تطال المواقع الإيرانية في سوريا.

وفي الغضون، لا تزال دعوة الحياد اللبناني الإيجابي عن الأجندات الإقليمية التي أطلقها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تتردّد أصداؤها تأييداً لدى الزوار الداعمين للصرح البطريركي، وتنديداً لدى قوى 8 آذار من منطلق وصم “الحياد” بشبهة الانحياز لإسرائيل والأجندات المعادية لـ”حزب الله”، في حين لا يزال الحزب يعتصم بقرار الصمت وعدم التعليق المباشر على طرح الراعي مفضلاً اعتماد قنوات خلفية غير علنية في مقاربة الموضوع.

وفي هذا الإطار، أفادت معلومات موثوق بها “نداء الوطن” أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم سيقوم خلال اليومين المقبلين بزيارة إلى بكركي من شأنها أن تعبّد الطريق أمام زيارة يقوم بها وفد قيادي من “حزب الله” للقاء البطريرك الماروني، وسط تأكيد مصادر مطلعة على أجواء الحزب لـ”نداء الوطن” أنه حريص على إعادة تفعيل التواصل مع بكركي، وأنه يرحب بالتصريحات الأخيرة للراعي ويرى فيها “منطلقاً أكثر واقعية” للحوار حول مختلف الطروحات.

*************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

كورونا يضرب.. والتصنيف ينحدر.. والحدود الجنوبية: إحتمالات مفتوحة

الحدث كان في الجنوب أمس، مع التوتر الذي ساد في منطقة العرقوب، والقصف الاسرائيلي على مدى نحو ساعة للمناطق اللبنانيّة المقابلة لمزارع شبعا، في محيط كفر شوبا وصولاً الى بلدة الهبّارية في قضاء حاصبيا، في ما بَدا انه رَد على عملية نفّذها «حزب الله» ضد الجيش الاسرائيلي في المنطقة رداً على مقتل أحد عناصره الذي يُدعى علي محسن في غارة إسرائيلية في سوريا.

واذا كان «حزب الله» قد نفى علاقته بما حصل، مؤكداً عدم القيام بأية عملية، لافتاً الى انّ ما حصل هو إطلاق نار من طرف واحد، اي من الجانب الاسرائيلي، متوعّداً برَد مزدوج على مقتل محسن وقصف المنزل في بلدة الهبّارية، برزت تساؤلات حول خلفيات ومرامي السيناريو الاسرائيلي الذي عرض في الميدان العسكري، والذي أعقبه دَفع اسرائيل لتعزيزات عسكرية الى المنطقة المحاذية للحدود مع لبنان.

«حزب الله»

ومساء امس، أصدرت المقاومة الاسلامية بياناً جاء فيه: «يبدو أنّ حالة الرعب التي يعيشها جيش الاحتلال الصهيوني ومستوطنوه عند الحدود اللبنانية، وحالة الاستنفار العالية والقلق الشديد من ردّة فِعل المقاومة على جريمة العدو التي أدّت إلى استشهاد الأخ المجاهد علي كامل محسن، وكذلك عجز العدو الكامل عن معرفة نوايا المقاومة، كلّ هذه العوامل جعلت العدو يتحرك بشكل متوتر ميدانياً وإعلامياً على قاعدة «يحسبون كل صيحة عليهم».

أضاف البيان: «إنّ كل ما تَدّعيه وسائل إعلام العدو عن إحباط عملية تسلل من الأراضي اللبنانية إلى داخل فلسطين المحتلة، وكذلك الحديث عن سقوط شهداء وجرحى للمقاومة في عمليات القصف التي جرت في محيط مواقع الاحتلال في مزارع شبعا، هو غير صحيح على الإطلاق، وهو محاولة لاختراع انتصارات وهمية كاذبة».

وتابع: «تؤكد المقاومة الإسلامية أنه لم يحصل أي اشتباك أو إطلاق نار من طرفها في أحداث اليوم حتى الآن، وإنما كان من طرف واحد فقط هو العدو الخائف والقلق والمتوتر. وإنّ رَدّنا على استشهاد الأخ المجاهد علي كامل محسن، الذي استشهد في العدوان الصهيوني على محيط مطار دمشق الدولي، آتٍ حتماً، وما على الصهاينة إلّا أن يبقوا في انتظار العقاب على جرائمهم. كما أنّ القصف الذي حصل اليوم على قرية الهبّارية وإصابة منزل أحد المدنيين لن يتم السكوت عنه على الإطلاق. وإنّ غداً لناظره قريب».

الرواية الاسرائيلية

وبحسب الرواية الاسرائيلية التي تناقلتها وسائل الاعلام الاسرائيلية، فإنّ الجيش الاسرائيلي تبادلَ النار مع خلية لـ»حزب الله» في منطقة جبل دوف الى الشمال من المطلّة. وقام بتصفيتها أثناء محاولتها التسلل الى البلاد بعد ان أطلقت النار صوب قوّة منه.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الحادث بـ»المعقّد والخطير جداً». وقال: «لن نسمح لإيران بالتموضع عسكرياً على حدودنا مع سوريا، ولبنان و»حزب الله» يتحملان مسؤولية أي اعتداء ينطلق ضدنا. والجيش الإسرائيلى مستعد لجميع السيناريوهات. نحن نعمل على جميع الساحات من أجل أمن إسرائيل – قرب حدودنا وبعيداً عنها-».

وبعد اجتماع أمني مع وزير الدفاع بيني غانتس، أكد نتنياهو الرواية الاسرائيلية، وقال: «حزب الله» ولبنان يتحمّلان المسؤولية، مشيراً الى انّ أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله «يورّط لبنان»، واقترح «ألّا يعود لارتكاب ذات الخطأ مجدداً عندما دفع لبنان سابقاً الثمن».

امّا غانتس فكرر الرواية ذاتها، وقال: «لبنان وسوريا يتحملان مسؤولية اي عملية ارهاب تنطلق من اراضيهما، وكل ما يقومان به سيلقى رداً عظيماً ومؤلماً. وأقول بشكل لا يقبل التأويل، جيش الدفاع مستعد لأي رد».

من جهته قال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، انّ «نصرالله أثبتَ مع الأسف أنّ الكلمة عنده كلمة، والعين بالعين، والسن بالسن»، لافتاً إلى أنه «قُتل عنصر واحد من «حزب الله» في دمشق والآن الشمال كله مشلول».

كورونا

داخلياً، اذا كانت الازمة المالية قد حفرت بانهيارها عميقاً في إفلاس الناس، فإنّ الانهيار الاكثر من مريع هو الذي يطرق باب كل لبناني من وكر الوباء الخبيث، الذي يوشِك على التفشّي المجتمعي وفقدان السيطرة عليه، هذا اذا لم تكن هذه السيطرة على الوباء الخبيث قد فقدت تماماً، خصوصاً انّ القفزات الخطيرة التي يسجلها عداد الاصابات بوباء «كورونا» يومياً (132 اصابة امس)، توحي وكأنّ لبنان قد دخل فعلاً مرحلة العد التنازلي نحو المصير الكارثي الموبوء!

ومع التوجّه الى اقفال البلد لأسبوعين من دون اقفال المطار، فإنه في ما تبقّى من وقت للبنان، لم يعد السكوت جائزاً، والمسؤولية لا تقع فقط على سلطة مهترئة أصلاً، بل هي تقع على المواطن بالدرجة الاولى. وتَراخيه على ما هو حاصل، هو جريمة بحد ذاتها، ولن تقوم له قائمة إذا ظل مُمعناً في ارتكابها، ومُهملاً لأبسط واجب عليه بحماية نفسه وعائلته ومجتمعه، وبالتالي وطنه المنكوب.

واذا كانت السلطة قد تغنّت يوماً بمقولة «لا داعي للهلع»، فإنّ على المواطن في هذه الفترة الموبوءة، التي تعدّ المرحلة الرابعة والاخطر من انتشار الوباء، أن يُصاب بالهلع فعلاً، وواجب السلطة هنا ان تزيد من هَلعه، بإجراءات زَجرية قاسية ورادعة له، على غرار ما هو معتمد في العديد من الدول التي لم تكتف فقط بالاعلان عن إجراءات وقائية ينبغي تَقيّد المواطن بها، بل أن تقرنتها بغرامات هائلة وأحكام بالسجن لسنوات بحق المخالفين لتلك الاجراءات.

الّا انّ اي اجراء يفترض ان يتخذ، يوجِب بالحد الادنى الاستفادة من تجربة الاقفالات السابقة، وعدم تكرار ثغراتها، وأقله ان تستنفر أجهزة الدولة الامنية على اختلافها، نحو الفرض الالزامي للتقيد بالاجراءات والتعليمات وليس تكرار الرخاوة السابقة، التي أسّست للمنحدر الكوروني الذي يهوي اليه البلد. ويجب ايضاً التشدد مع المختبرات التي تصدر نتائج (PCR) مَغلوطة، كما حصل على سبيل المثال مع النائب جورج عقيص إضافة الى العديد من المواطنين، وعلى وجه الخصوص أبناء بلدة قرطبا.

سلطة معطّلة… وعطلة

في المقلب الآخر للأزمة الداخلية، فإنّ السلطة المعطّلة تتحضّر للدخول في عطلة عيد الاضحى، ما يعني انّ الاسبوع الجاري مَيّت بالمعنى الحكومي. كما لا ينتظر أن تحمل مرحلة ما بعد العيد أي تطور نوعي على صعيد الاصلاحات التي قالت الحكومة انها ستمضي بها، كما لا ينتظر ان تحمل أكثر من المراوحة نفسها في دائرة السلبية نفسها المعطّلة للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، الذي تؤكد معلومات «الجمهورية» انه يواصل إرسال الإشارات السلبية الى الجانب اللبناني بأنه لن ينتظر طويلاً وانّ القرار بتعليق المفاوضات مع لبنان اصبح على الطاولة، وإعلانه او تجميده وصَرف النظر عنه، رَهن بمبادرة السلطة اللبنانية الى خطوات مُقنعة للصندوق، أقلّها المقاربة الموحدة لأرقام خسائر لبنان».

والواضح انّ امتعاض صندوق النقد، كما تؤكد المعلومات، هو إخلال السلطة بالوعد الذي قطعته بداية الاسبوع الماضي بأنها ستصل في فترة أقصاها يوم الجمعة الماضي الى مقاربة موحّدة لأرقام الخسائر، وهو ما لم يحصل، بل بالعكس، تفاقَم التباين مع استعانة السلطة بشركتها الاستشارية «لازارد»، وانفجر الخلاف مع المصارف برفضها ما تصرّ عليه «لازارد»، أولاً لناحية الاصرار على خطتها السابقة للتعافي، وثانياً لناحية إصرارها على شطب الخسائر عبر «الهيركات»، وبالتالي نَأيها بالدولة عن أي شَراكة للدولة او اي دور تعويضي لهذه الخسائر، فيما قانون النقد والتسليف في مادته الـ113 يُلزمها بذلك. وبحسب مصادر مصرفيّة لـ«الجمهورية» فإنّ «الهيركات»، إذا تمّ الاصرار عليه، معناه إعدام النظام المصرفي، وهذا بطبيعة الحال سيُبقي الصراع مفتوحاً على مصراعيه، على مواجهة قاسية مع السلطة في الآتي من الأيّام».

المفاوضات مع الصندوق

في ملف المفاوضات مع صندوق النقد، كشف مصدر مالي رفيع لـ«الجمهورية» انّ المفاوضات لم تتوقف في الاساس، وانّ الاتصالات مستمرة، ولو انّ تقدّمها ينتظر الوصول الى اتفاق بين الحكومة ومصرف لبنان والمصارف لإطلاق خطة واحدة بأرقامها ومقارباتها.

ويوضح المصدر انّ صندوق النقد الدولي طلبَ من الحكومة اللبنانية ان تقدّم له خطة مُتّفق عليها بين الاطراف المعنية لكي يستطيع ان يناقشها.

وعن سِر تَمسّك الحكومة بموافقة «لازارد» على الخطة، أوضح المصدر انّ هذه الموافقة تسهّل الحصول لاحقاً على موافقة صندوق النقد الدولي، ولذلك تفضّل الحكومة أن تحصل على موافقتها، لكن لا صحة لِما يُشاع أنّ «لازارد» تملك حق وضع فيتو على الخطة الحكومية.

وأكد المصدر انّ المفاوضات مع صندوق النقد لن تتوقف قبل الحصول على برنامج مساعدة، «وهذا من حق لبنان، مثلما هو من حق كل دولة عضو في الصندوق وتتقدّم بطلب برنامج مساعدة. مع الاشارة الى انّ جائحة كورونا زادت من حجم طلبات المساعدة من الدول الاعضاء في صندوق النقد.

جابر

وعلى صعيد تطور المفاوضات لتوحيد الارقام والمقاربات، سأل النائب ياسين جابر: مَن أعطى لـ»لازارد» حق الفيتو على أي خطة إنقاذية يضعها لبنان؟

وقال لـ«الجمهورية: «لازارد» جاءت على اساس انها مستشار مالي لملف اليوروبوندز، لكنها تحوّلت بين ليلة وضحاها، ومن دون ان نعرف لماذا، الى مستشار يملك حق الفيتو في خطة التعافي الحكومية.

وكشف جابر انّ «لجنة المال والموازنة كانت على وشك مطالبة وزارة المالية باطلاعها على تفاصيل العقد مع «لازارد»، خصوصاً انّه من المستغرب ألّا نعرف شيئاً عن مضمون هذا العقد، لكن طرأت مشكلة النائب عقيص، وأجّلنا الموضوع. لكننا سنتابعه لنعرف ماذا يحوي هذا العقد، ومن ثم نبحث اذا كان ضرورياً اطلاع الرأي العام على تفاصيله».

وأخيراً، قال جابر: في كل الاحوال الموضوع ليس موضوع خسائر وارقام، بل انّ المهم هي الاصلاحات. والوزير الفرنسي لو دريان لم يتحدث عن الارقام، بل حَصر حديثه بالاصلاحات، وهذا هو المطلوب من الحكومة أن تسعى لإنجازه حالياً.

خفض التصنيف

الى ذلك، توالت الاخبار السيئة على المستوى المالي، إذ اعلنت وكالة «موديز» خفض التصنيف الائتماني للبنان من CA الى C. ورغم انّ التصنيفين سيئين ويعنيان انّ لبنان دولة متعثرة، الّا انّ التراجع الى رتبة C سيؤدي الى مزيد من الضغوطات على المصارف وعلى اسعار اليوروبوندز الذي كان يتم تداوله في الاسواق بأقل بنسبة 70 الى 80 في المئة من سعره الرسمي. وقد تنخفض الاسعار اكثر مع خفض التصنيف.

*************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

توتر وقصف على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية

تل أبيب أعلنت إحباط عملية تسلل في مزارع شبعا… و«حزب الله» ينفي قيامه بأي هجوم

شهدت الحدود اللبنانية – الإسرائيلية توتراً، أمس، في ظل تضارب المعلومات حول أسبابه. فبعدما أعلنت إسرائيل عن وقوع «حادث أمني» عند الحدود، وتحدث جيشها عن استهداف آلية عسكرية في مزارع شبعا التي يعتبرها لبنان أرضاً محتلة، أصدر «حزب الله» في وقت لاحق نفياً لحدوث أي عملية أو إطلاق نار من قبله، متوعداً في الوقت عينه بالرد على مقتل قيادي من عناصره قُتل بضربة إسرائيلية في سوريا الأسبوع الماضي.

ونقل عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي تأكيدهم إحباط عملية لـ«حزب الله» في مزارع شبعا، فيما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية بسقوط قذيفة مدفعية من دون أن تنفجر على منزل لبناني في بلدة الهبارية جراء قصف إسرائيلي على قرى لبنانية في منطقة العرقوب، مشيرة إلى حركة نزوح من القرى الحدودية باتجاه صور وصيدا.

ومنذ الإعلان هذا الحادث شهدت المنطقة تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء منطقة مزارع شبعا، ونفذ غارات وهمية، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، قبل أن يقول الجيش الإسرائيلي نحو الساعة الخامسة بعد الظهر إن الاشتباكات انتهت عند الحدود مع لبنان. وترددت معلومات عن أن الجنود الإسرائيليين تبادلوا إطلاق النار خلال الحادث الأمني الذي تضمن شبهة حصول عملية تسلل لـ«حزب الله». وقالت مصادر إسرائيلية إن الاعتقاد في تل أبيب هو أن الحزب قام فعلاً بمحاولة تسلل، وإن نفيه لحصولها جاء بعدما تبيّن له فشلها. ورصدت وكالة «رويترز» إطلاق عشرات القذائف الإسرائيلية في منطقة مزارع شبعا، ما أدى إلى تصاعد النيران وأعمدة الدخان من المنطقة.

من جهته، أعلن الناطق باسم قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل» أندريا تيننتي أن «رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال مع الطرفين لتقييم الوضع ولجم التوتر، ويواصل حثّ الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس».

وتناوب المسؤولون الإسرائيليون على التصريح منذ اللحظة الأولى للإعلان عن الحادث متحدثين عن عملية من «حزب الله»، مترافقة مع ترجيحات بأن تكون رداً على مقتل قيادي له في سوريا الأسبوع الماضي، ليأتي النفي القاطع من «حزب الله» بعد نحو ساعتين من الإرباك والتوتر الأمني. وتحدث الحزب في بيان عن «حالة رعب» يعيشها الإسرائيليون عند الحدود اللبنانية، وحالة الاستنفار العالية والقلق الشديد من ردة فعله على مقتل القيادي علي كامل محسن في سوريا، مشيراً إلى «عجز» إسرائيل «عن معرفة نوايا المقاومة». وأضاف: «كل هذه العوامل جعلت العدو يتحرك بشكل متوتر ميدانياً وإعلامياً». وأكد «أن كل ما تدعيه وسائل إعلام العدو عن إحباط عملية تسلل من الأراضي اللبنانية إلى داخل فلسطين المحتلة»، وكذلك الحديث عن سقوط قتلى وجرحى لـ«المقاومة» في عمليات القصف التي جرت في محيط مواقع القوات الإسرائيلية في مزارع شبعا «غير صحيح على الإطلاق» و«محاولة لاختراع انتصارات وهمية كاذبة».

وشدّد البيان على أنه «لم يحصل أي اشتباك أو إطلاق نار» من طرف «حزب الله» في «أحداث اليوم حتى الآن، وإنما كان من طرف واحد فقط هو العدو الخائف والقلق والمتوتر»، مؤكداً في الوقت ذاته «أن الرد آتٍ حتماً» على مقتل القيادي محسن. وزاد: «كما أن القصف الذي حصل اليوم (أمس) على قرية الهبارية وإصابة منزل أحد المدنيين لن يتم السكوت عنه على الإطلاق، وإن غداً لناظره قريب».

وأتى البيان بعدما كان الإسرائيليون تحدثوا عن إحباط عملية للحزب. وقال المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حسابه على «تويتر»: «أحبط الجيش الإسرائيلي عملية تخريبية في منطقة جبل روس حيث تمكنت القوات من تشويش عملية خططت لها خلية من (حزب الله) مكونة من بين 3 إلى 4 أشخاص وتسللت أمتاراً معدودة» داخل حدود إسرائيلي عند الخط الأزرق، مشيراً إلى أنه تم فتح النيران «نحوهم وتشويش مخططهم». وأضاف أن أي إصابات لم تقع في صفوف القوات الإسرائيلية. وأضاف: «تتم إعادة فتح الطرقات المدنية في منطقة الشمال وإعادة الحياة المدنية إلى الروتين، لكن الحدث لا يزال قائماً، أيام معقدة ومتوترة أمامنا».

كذلك، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس للصحافيين: «نجحنا في إحباط محاولة تسلل لخلية إرهابية إلى إسرائيل»، مشيراً إلى عدم ورود أنباء عن وقوع خسائر بشرية في صفوف قواته. وأضاف: «لقد تأكدنا من أن الإرهابيين فرّوا عائدين إلى لبنان».

وما شهدته الحدود أمس أتى بعد أيام على استنفار وتأهب على الحدود، في ضوء توقعات إسرائيلية بردّ من «حزب الله» على مقتل القيادي في سوريا، وبعد ساعات على إعلان الجيش الإسرائيلي عن سقوط طائرة مسيرة في جنوب لبنان. وأشارت مصادر مطلعة على موقف «حزب الله» لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحزب اللبناني لا علاقة له بالطائرة الإسرائيلية التي سقطت مساء الأحد.

وقالت إن الرد من الحزب «سيكون بناء على تقدير قيادة المقاومة، مع الالتزام بالحفاظ على قواعد الاشتباك»، مشيرة إلى أن الحزب غير معني بالرسالة التي بثّتها إسرائيل عبر الأمم المتحدة، ومفادها أن سقوط القيادي كان خطأ، قائلة: «هذا الأمر لا يغيّر من الأمر شيئاً».

وفيما تجدد المصادر التأكيد على أن ما أعلنه أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله سابقاً لا يزال ساري المفعول لجهة إسقاط ما يمكن إسقاطه من الطائرات المسيرة الإسرائيلية التي تقوم بالتصوير الجوي في الأراضي اللبنانية، تستبعد وقوع حرب بين الطرفين، ومكررة ما أعلنه نائب أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم، مساء الأحد، بقوله: «التهديدات الإسرائيلية لن تستدرجنا إلى موقف لا نريده، والأجواء لا تشي بحصول حرب، في ظل الإرباك الداخلي الإسرائيلي وتراجع (الرئيس) دونالد ترمب في الداخل الأميركي».

وكان الحدث في مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 والواقعة على مثلث الحدود مع لبنان وسوريا، قد بدأ بشكل درامي، إذ طلبت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي من مواطني نحو 20 بلدة في الشمال الشرقي من الجليل أن يدخلوا الملاجئ والمناطق الآمنة في بيوتهم، وذلك بسبب «حدث أمني». وتزامن ذلك مع سماع دوي تفجيرات وقصف مدفعي. وشوهدت طائرات إسرائيلية في الجو.

وأغلقت الطرقات على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل. ووصل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إلى قيادة اللواء الشمالي. وغادر كل من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ورئيس الحكومة البديل ووزير الأمن، بيني غانتس، اجتماعين لكتلتيهما البرلمانيّتين في الكنيست في القدس الغربية إلى «الكرياه»، مقر القيادة الأمنية في وزارة الأمن في تل أبيب لإجراء مشاورات أمنيّة.

وأصدر نتنياهو بياناً قال إنه ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع يتابعون الأحداث على الحدود الشمالية، مؤكداً أن «سياستنا واضحة. أولاً، إننا لا نسمح لإيران بالتموضع عسكرياً على حدودنا مع سوريا.

ثانياً، لبنان و(حزب الله) يتحملان مسؤولية أي اعتداء ينطلق ضدنا من الأراضي اللبنانية. ثالثاً، جيش الدفاع مستعد لجميع السيناريوهات». وأضاف: «نحن نعمل على جميع الساحات من أجل أمن إسرائيل، قرب حدودنا وبعيداً عنها».

وقبل أن يصل نتنياهو وغانتس إلى تل أبيب، أعلن الجيش الإسرائيلي عن انتهاء الحدث، وقال الجيش إن العملية انتهت، لكن إسرائيل تتابع عن كثب التحركات ضدها في لبنان وسوريا وأبعد من ذلك بكثير.

وبانتظار ما ستشهده الحدود اللبنانية على وقع الاستنفار على جانبي الحدود، يستبعد كل من النائب المتحالف مع «حزب الله» الوليد سكرية، ومدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية سامي نادر احتمال توسع المواجهة إلى الحرب، مع اختلاف في المقاربة.

ويقول سكرية لـ«الشرق الأوسط»: «لو كان لتل أبيب القدرة على الدخول في حرب لكانت فعلتها منذ زمن، لكنها تريد نزع سلاح المقاومة أو تقييد عملها عبر أطراف أخرى، من دون الدخول في معركة». في المقابل، يوضح سامي نادر لـ«الشرق الأوسط»: «طالما قواعد الاشتباك لم تتغير لا مصلحة لأي من الطرفين في حصول حرب، لا إسرائيل التي في عجلة من أمرها، في وقت يبدو واضحاً أن نفوذ إيران في المنطقة إلى انحسار، والأطراف الإقليمية تقوم بدورها في هذا الإطار، ولا (حزب الله) الذي يرزح تحت ضغوط عدة، أبرزها الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان». ويضيف: «يبقى السؤال هل من مصلحة أي طرف منهما تغيير قواعد الاشتباك، وقيام مثلاً (حزب الله) بالدفع بالصواريخ إلى الداخل أو فتح جبهة الجولان؟». ويتابع: «عندها ستعمد تل أبيب إلى قطع أي محاولة في هذا الاتجاه عبر عملية معينة، وهي التي استهدفت مرات عدة محاولات لـ(حزب الله) لنقل صواريخ»، مؤكداً في الوقت عينه أن «أي محاولة قد يقوم بها (حزب الله) للهروب إلى الأمام ستكون لها خسائر وتداعيات لن يقوى على تحملها».

وقبل ساعات قليلة من التوتر على الحدود، قال السفير الإيراني لدى لبنان رداً على سؤال عن إمكانية وقوع اعتداء إسرائيلي، بعد لقائه مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان: «لا أعتقد أن الكيان الصهيوني هو في وضع يسمح له بارتكاب هذه الحماقات وهذه المغامرات، ونعتقد أن العدو الإسرائيلي لا يمكن أن ينسى الضربات المتلاحقة والهزيمة النكراء التي لحقت به إبان حرب 2006.

ونعتقد أن العدو الصهيوني إذا ما أقدم على ارتكاب حماقة كهذه أو مغامرة كهذه فلا شك أن هناك ضربة أقسى سوف تكون في انتظاره، واليوم محور المقاومة هو أقوى من أي وقت مضى، ونحن على ثقة تامة أن هناك مزيداً من الانتصارات تنتظر هذا المحور».

*************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

عودة حذرة للإقفال لمحاصرة تمدّد كورونا

التدقيق الجنائي مجدداً أمام مجلس الوزراء.. وباسيل لن يكون بحكومة يشكلها الحريري

عود على بدء، لبنان يواجه تفشي وباء كورونا بالتوجه إلى الاقفال العام، مستفيداً من عطلة عيد الاضحى المبارك، للحد من الانتشار السريع للفيروس، الذي طغى انتشاره على ما عداه، وبات يُهدّد النظام الصحي، في وقت تتخوف فيه الاوساط الاقتصادية والقطاعية، من مغبة الاقفال، والعودة إلى خنق البلد، بذريعة خنق تفشي الكورونا، في حين ان الجدية بتطبيق الإجراءات الوقائية كفيلة بمعالجة الموقف، على غرار ما يحصل في الدول التي واجهت الفيروس، وتخوفت من عودة انتشاره، بما في ذلك في العواصم الصناعية الكبرى، سواء في أوروبا أو الصين أو حتى الولايات المتحدة الاميركية والبرازيل وغيرها..

وكان الرئيس حسان دياب ترأس اجتماعاً للجنة الوزارية لمتابعة فايروس كورونا، تطرق إلى تطوّر الوباء، وارتفاع عدد الإصابات والإجراءات الواجب اتخاذها للحد من انتشار الفيروس..

ويقر مجلس الوزراء توصية الاقفال العام من ليل الاربعاء الخميس 30 تموز الجاري الى فجر الاثنين 4 آب 2020، على ان تفتح البلاد بعد ذلك ليومين قبل ان يعاود الاقفال الخميس في 6 آب، حتى الاثنين في العاشر منه.

ويشمل الاقفال الحانات والملاهي الليلية وإلغاء السباقات الرياضية، إقفال مراكز المؤتمرات والصالات وحدائق المناسبات ومراكز الالعاب الداخلية على أنواعها، إقفال الاسواق الشعبية (سوق الاحد، سوق الجمعة، وسوق الإثنين)، ملاهي الاطفال الخارجية والداخلية، الحدائق العامة، الارصفة البحرية والشواطئ العامة، إلغاء المناسبات الدينية على اختلافها، إغلاق المسابح الداخلية في الاندية الرياضية ووقف حلقات التدريب في تلك الاندية (الاندية ستبقى مفتوحة في ما خص الآلات)، إلغاء كل السهرات والحفلات على أنواعها، التواصل مع كل المراجع الدينية لإغلاق دور العبادة. وعلى كل المطاعم والمقاهي التزام نسبة 50 في المئة من قدرتها الاستيعابية التشغيلية، إغلاق صالات المسارح والسينما، والطلب إلى جميع المواطنين البالغة أعمارهم 65 سنة وما فوق ملازمة منازلهم وعدم الاختلاط، وخفض الطاقة الاستيعابية لوسائل النقل بنسبة 50 في المئة.

كما تتخذ الإجراءات الوقائية في المرافق الحدودية على النحو الآتي:

– من 31-7-2020 على جميع الوافدين إلى لبنان وجوب إبراز نتيجة فحص بي سي آر سلبية لا تقل مدتها عن 96 ساعة، أي 4 أيام من تاريخ السفر، وذلك قبل حصولهم على بطاقة الصعود إلى الطائرة.

– من 28-7-2020 على جميع الوافدين إلى لبنان من البلدان التي تشهد نسبة إصابات منخفضة، وفقا لإحصائيات وزارة الصحة العامة أن يخضعوا لفحص بي سي آر، ثم إلى العزل المنزلي لمدة أقصاها 48 ساعة، وذلك إلى حين صدور نتيجة فحص بس سي آر.

مجلس الوزراء

وافادت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان جلسة مجلس الوزراء اليوم متخمة بالملفات بدءا من كورونا مرورا بعقد التدقيق الجتائي وصولا الى رفع السرية. وقالت ان بنود العقد مع شركة التدقيق Alvarez و Marsal ستخضع للتقاش انطلاقا من ضرورة وضوحه وجعله متوافقا مع القوانين المرعية الاجراء وسرية المعلومات.

واكدت المصادر ان الملف الامني انطلاقا من احداث الجنوب ستحضر من خارج جدول الاعمال وكلام رئيس الوزراء الاسرائيلي ولفتت الى ان الموقف اللبناني الرسمي معروف لجهة ضرورة الالتزام بالقرار 1701.

وفي ما خص ملف كورونا اشارت المصادر الى ان الحكومة ستأخذ بالاجراءات التي اقرتها اللجنة الوزارية لكورونا وربما بشكل اكثر وضوحا واكدت ان باقي بنود جدول الاعمال تأخذ الطابع الاداري على ان اقتراح القاتون الرامي الى رفع السرية المصرفية لم يعرف ما اذا كان شق به يتعلق بما اقره مجلس النواب في اخر جلسة له مع العلم ان وزيرة العدل كانت قد طالبت بتعديل قسم منه.

ورأى مصدر وزاري عبر اللواء ان هذه الجلسة من خلال عدد من البنود اعطت الانطباع بوجود رغبة في الاسراع بالعمل او وضع الامور على السكة وقال: لننتظر ما ستكون عليه المناقشات اليوم والقرارات التي ستتخذ.

مالياً، عقد اجتماع للجنة الاقتصادية حضره وزراء المال والاقتصاد والصناعة والاشغال والشؤون الاجتماعية، لمناقشة التعديلات الضريبية الواردة في الخطة الاقتصادية.

وفي سياق مالي متصل، خفضت وكالة موديز تصنيفها الائتماني للبنان من CA إلى C، معللة ذلك بأنه يعكس تقديراتها بأن الخسائر التي يتكبدها حائزو السندات خلال التعثر الحالي للبنان عن السداد من المرجح أن تتجاوز 65%.

كما أوضحت أن قرار عدم وضع نظرة مستقبلية للتصنيف الائتماني للبنان يستند إلى احتمالات مرتفعة جدا لخسائر كبيرة للدائنين «موديز» تخفض تصنيف لبنان من CA إلى C!

باسيل: لو كانت الأكثرية معي!

سياسياً، اتهم النائب جبران باسيل ان الحراك السيئ هو الذي يحمي الطبقة السياسية الفاسدة، وقال: لو معنا أكثرية كنا عملنا كهرباء منذ عشر سنين.. وكشف ان التيار الوطني الحر على خلاف على نقاط كثيرة في الداخل مع حزب الله، واعتبر ان الاحتكام يكون للانتخابات وثقة اللبنانيين..

وقال: لست مع استخدام الحياد لاستكمال الحصار على حزب الله، بل لإقامة حوار..

وقال: رقم 97٪ الذي تحدث عنه رئيس الحكومة حسان دياب غير واقعي، لكن الحكومة انجزت اموراً كانت من المحرمات، والتيار ليس لديه أي وزير في هذه الحكومة.

وقال: لا أريد ان أكون وزيراً في حكومة وحدة وطنية يترأسها الرئيس سعد الحريري، ولكن لا أحد يضع شروط علينا، ونحن مع حكومة تنتج، ونحن الآن لسنا ممثلين في الحكومة الحالية.

ودعا باسيل الى المضي في خيار صندوق النقد الدولي والاستمرار فيه حتى النهاية والمعالجة اهم من قضية تحديد الخسائر وهناك منظومة مالية مستشرسة.

واشار الى أن موقف التيار كان واضحاً في موضوع ارقام الخسائر والنائب كنعان قال انه ليس مع خطة المصارف وان الحكومة هي التي تفاوض، فنحن مع خيار ثالث،. مشدداً أننا اول من تحدث عن توزيع عادل للخسائر، مع استثناء المودعين، بين مصرف لبنان الذي عليه ان يقبل بعدم إخفاء خسارته، والمصارف التي يجب ان تعترف بالخسارة على ان يكون لها وقت ورأس مال كاف لامتصاص الخسارة والانطلاق مجدداً، والدولة مع رفض الاستيلاء على املاكها واصولها.

وقال: متحفظون على دور حزب الله في اليمن مثلاً والتفاهم بيننا هو حول الأمور المتعلقة بلبنان وليس الشؤون الإقليمية، ولكن دائماً نحن مع حزب الله في مواجهة العدو الإسرائيلي.

حياتياً، حدث تدافع واشتباك بين أصحاب المولدات، الذين يطالبون بتوفير المازوت، وزيادة التعرفة، وهدّدت نقابة أصحاب المولدات بالاطفاء الكامل بدءاً من الأربعاء المقبل.

إلى ذلك، تمكن عدد من الناشطين أمس، من الدخول إلى مبني وزارة العمل مطالبين بـ«ضرورة تحسين أوضاع كل العاملين في البلاد»، ورافضين كل أنواع «الصرف التعسفي الذي يتعرّض له الموظفون من قبل مؤسساتهم». ودعا المحامي واصف الحركة الوزيرة يمين إلى «الاستقالة.. لأنّ على وزارة العمل تقديم ضمانات تحمي العمال منها: منع الصرف الجماعي، تأمين بدائل مالية لمن صرفوا، تأمين بدائل وظيفية، تأمين تدريبات، إيجاد صندوق سيادي لحماية الاجر وحماية البطالة وتأمين استمرارية الناس في العمل»، مؤكداً «استكمال المواجهة في كل الوزارات من اجل اعادة العمل إلى المؤسسات بشكلها الحقيقي، وعلى وزارة العمل ان تقوم بدورها وإلا هي لزوم ما لا يلزم».

3882

صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 132 اصابة كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 3882. وكشف تقرير مستشفى الحريري ان عدد المرضى المصابين داخل المستشفى 68 حالة وان عدد الحالات المشتبه بها بلغ 18 حالة.

وأعلنت إدارة مستشفى فتوح-كسروان الحكومي عن أول وفاة لديها لمريض مصاب بفيروس الكورونا في العقد السادس من العمر، وهو كان يعاني من مشاكل صحية سابقة مما أدى إلى تدهور حالته الصحية وتسبب بوفاته.

*************************************

افتتاحية صحيفة الديار

«هيستيريا» ميدانية تكشف ارباكاً وتخبطاً اسرائيليين في مواجهة «رعب الشمال»

حزب الله «يجس النبض» ويحافظ على الغموض البناء: انتظرونا «الرد آت»

«كورونا» يعيد «اقفال» البلاد… ارباك في التحقيق الجنائي وتهديد جديد «بالعتمة»

ابراهيم ناصرالدين

بينما كانت البلاد تستعد لاطلاق موجة جديدة من التدابير الصارمة لمواجهة تفشي فيروس «كورونا»، عاش كيان العدو ساعات عصيبة بعد ظهر امس، وسط حال من الارباك والتخبط العسكري والسياسي، ازاء ما بات يعرف «برعب الشمال»، ترجم «هيستيريا» عسكرية على الارض، وسخرية في وسائل الاعلام العبرية، حيث خاض جيش الاحتلال معركة «وهمية» مع نفسه على الحدود الجنوبية، بعدما وصل التوتر الى ذروته لدى قيادة المنطقة الشمالية بفعل انتظار رد المقاومة على استشهاد احد عناصرها في دمشق، وبعد انتظار «ثقيل» خرج حزب الله عن صمته معلنا عدم وجود اي عملية عسكرية في مزارع شبعا، مكذبا كل الادعاءات الاسرائيلية، والاهم كان تأكيده ما يعرفه الاسرائيليون بان الرد «آت لا محالة» ليس فقط على استشهاد علي كامل محسن وانما على استهداف احد المنازل في بلدة الهبارية، وهذا يعني ان الاوضاع عادت الى «المربع الاول» بحيث يبقى الجيش الاسرائيلي على «اجر ونصف» بانتظار الرد، بينما تظهر كل المؤشرات عدم رغبة اي من الاطراف بتصعيد الموقف الميداني باتجاه حرب شاملة، خصوصا بعد تسريب تقارير اسرائيلية عن عدم جهوزية قوات الاحتياط للقتال…

وفي معلومات «الديار»، فان ما حصل لم يكن سوى عملية «استطلاع» لمجموعة من المقاومة، لم تدخل في اي اشتباك مع قوات الاحتلال، وبعد ان ظن الاسرائيليون انها تحضر لعملية عسكرية في المنطقة، فقدوا «اعصابهم» وقاموا بعمليات قصف مركزة في مزارع شبعا ومحيطها، وسواء كانت النية لدى المجموعة تنفيذ عملية عسكرية في هذا التوقيت او مقدمة للرد، فقد بات لدى مجموعات الرصد التابعة لحزب الله معلومات شديدة الاهمية حيال الجهوزية الاسرائيلية، وكيفية تعامل قوات الاحتلال المستنفرة ميدانيا منذ اسبوع، مع الاحداث على الارض، وهذا ما يعطي المقاومين اسبقية في المرحلة المقبلة بعدما نجحت عملية «جس النبض» الميدانية في كشف مكامن الخلل على طول الجبهة.

انهيار «الثقة»

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اعلن ان إسرائيل مستعدة لكافة السيناريوهات وعقد مشاورات أمنية إسرائيلية لتقييم الاحداث في مزارع شبعا،وفي مؤتمر صحافي مع وزير الحرب بيني غينتس، كرر نتانياهو الرواية الاسرائيلية حول تسلل مقاتلين من حزب الله، محذرا السيد نصرالله ولبنان من رد اسرائيلي قوي حيال اي عملية، وقال «يجب ان يعلم حزب الله انه «يلعب بالنار» واي هجوم ضدنا سيواجه برد كبير… وفي انتقاد مباشر للحكومة الاسرائيلية اكد وزير الحرب الاسرائيلي السابق افيغدور ليبرمان ان «السيد نصرالله مع الاسف اثبت ان «الكلمة» عنده» كلمة «السن بالسن والعين بالعين»، للاسف عنصر من حزب الله قتل في دمشق، وكل الشمال مشلول..؟»

وقد انعكس الارباك الاسرائيلي، مزيداً من انهيار الثقة بين الاسرائيليين وقيادتهم السياسية المأزومة، وقد عكست وسائل الاعلام الاسرائيلية اتساع هذه الهوة من خلال التعامل المرتبك مع الاحداث، في بداية الامر قالت القناة الـ13 العبرية إنّ »حدثاً أمنياً خطيراً جداً يجري على الحدود»، وقالت وسائل إعلام عبرية أخرى إن «الحديث يدور عن إطلاق صاروخ مضاد للدروع تجاه قوة من الجيش الإسرائيلي»، من جهته اشار المراسل العسكري للقناة الـ10، أور هيلر، ان الجيش الإسرائيلي «رصد مجموعة من حزب الله، واستهدفها»، مشيراً إلى تصفية المجموعة، من جهته اكد المحلل العسكري الإسرائيلي للقناة الـ13، ألون بن ديفيد، أنّ «المجموعة تسلّلت إلى داخل الحدود ثم هرب عناصرها»… أما صحيفة «معاريف» فوصفت الحادثة بأنها محاولة تسلّل، وعملية إطلاق صاروخ كورنيت، واشارت الى ان حزب الله أراد الرد بعملية مزدوجة.

سخرية وتشكيك اعلامي

وبعد ساعات «انقلب المشهد» واشارت قناة «كان» الى ان «توتراً في الجيش الإسرائيلي قد يكون أدّى إلى إطلاق نار متبادل بين الجنود، ولم تحصل أيّ عملية من قبل حزب الله»! وبدورها شكّكت القناة الـ12 بكلّ الرواية الأمنية لجيش العدو، وتساءلت: «ما هذه الرواية؟». كذلك، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّه «إذا كان صحيحاً ما قاله الجيش الإسرائيلي، فلينشر «فيديوات»، وإلا ما أعلنه سيكون عملية احتيالية»، من جهتها اعتبرت صحيفة «هارتس» ان «أداء الجيش الاسرائيلي مُقلق، وقالت «ليس هكذا يتصرّف الجيش القوي في الشرق الأوسط، لقد بثّ الهلع بدعم من وسائل الإعلام، لقد ربح حزب الله بالضغط على الوعي»…

«الغموض البناء»…

وفي استمرار لاستراتيجية الغموض البناء، وبعد «صمت» لساعات، اصدر حزب الله بيانا قال فيه، أن حالة الرعب التي يعيشها جيش الاحتلال الصهيوني ومستوطنوه عند الحدود اللبنانية، وحالة الاستنفار العالية والقلق الشديد من ردة فعل المقاومة على جريمة العدو التي أدت إلى استشهاد الأخ المجاهد علي كامل محسن، و كذلك عجز العدو الكامل عن معرفة نوايا المقاومة، كل هذه العوامل جعلت العدو يتحرك بشكل متوتر ميدانياً وإعلامياً على قاعدة «يحسبون كل صيحة عليهم».

واكد البيان، إن كل ما تدعيه وسائل إعلام العدو عن احباط عملية تسلل من الأراضي اللبنانية إلى داخل فلسطين المحتلة، وكذلك الحديث عن سقوط شهداء وجرحى للمقاومة في عمليات القصف التي جرت في محيط مواقع الاحتلال في مزارع شبعا هو غير صحيح على الإطلاق، وهو محاولة لاختراع انتصارات وهمية كاذبة. واكدت المقاومة الإسلامية أنه لم يحصل أي اشتباك أو إطلاق نار من طرفها «حتى الآن»، وإنما كان من طرف واحد فقط هو العدو الخائف والقلق والمتوتر.. وختم البيان بالقول، إن ردنا على استشهاد الأخ المجاهد علي كامل محسن الذي استشهد في العدوان الصهيوني على محيط مطار دمشق الدولي آت حتماً، وما على الصهاينة إلا أن يبقوا في انتظار العقاب على جرائمهم، كما أن القصف الذي حصل على قرية الهبارية وإصابة منزل أحد المدنيين لن يتم السكوت عنه على الإطلاق».

تخبط اسرائيلي

وفيما كشف اعلام العدو قبل ساعات من الاحداث في شبعا، بان اسرائيل تعمل جاهدة لمنع حزب الله من الرد، وذلك عبر ارسال تهديد للحكومة اللبنانية بواسطة جهات غربية، عبر التأكيد ان اسرائيل لن تقبل بمقتل أي جندي، وأنها ستضرب العمق اللبناني لمهاجمة أهداف حزب الله… في المقابل اشارت مصادر اسرائيلية اخرى ،ان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو شدد في وقت سابق على قياداته الأمنية والعسكرية بالعمل على إفشال قيام حزب الله برد موجع أو تناسبي أو ردعي، لان اسرائيل ليست بوضعية تتيح لها القيام بحرب واسعة او حتى رد محدود داخل لبنان…لكن عمق ازمة قوات الاحتلال تظهر في تسريبات عسكرية لوسائل اعلامية اشارت الى ان التحدي الأكبر يتمثل بإبقاء الجنود بعيدا عن الحدود لعدم توفير أهداف لحزب الله والدفاع عن البلدات والبؤر العسكرية الموجودة بالقرب من الحدود.

قلق من ضعف الجهوزية؟

وقبل ساعات من التوتر العسكري جنوبا، كشف استطلاع رأي أن أغلبية جنود الاحتياط في جيش الاحتلال، يعتقدون أنهم غير مستعدين للحرب، وقالت الإذاعة الاسرائيلية العامة، إن قيادة الجيش قلقة من الصورة القاتمة التي عكسها الاستطلاع الذي يظهر تدنيا متواصلا في قدرات وجاهزية وحماس جنود الاحتياط، وحسب هذا الاستطلاع الداخلي، يقول 15% فقط من جنود الاحتياط إنهم يتدربون بشكل كاف، فيما انتقد غالبيتهم جودة العتاد الخاصة بهم. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن ضابط كبير قوله إن نتائج الاستطلاع تكشف عن عمق أزمة طالما حذر منه ضباط وجنود منذ سنوات مثلما يكشف عن أزمة ثقة بينهم وبين الجيش. وقال «من الواضح أنه من واجب جيش الاحتياط أن يتمتع بلياقة وجاهزية قتالية لعدم وجود بديل له وبدونه لا يوجد انتصار»… واشارت الاذاعة الى انه وعلى الرغم من التحذير بوجود ازمة في قوات الاحتياط ليس جديدا، الا ان قيادة سلاح البر عرضت مؤخرا تقارير معمقة حول وجود ثغرات في التدريب والجهوزية امام رئيس اركان الجيش افيف كوخافي.

مواجهة الانهيار الصحي

على المستوى الصحي عادت البلاد الى «نقطة الصفر» مجددا، ففي محاولة «مرتبكة» لتجاوز المنعطف الخطير بعد الارتفاع الكبير في عداد الإصابات اليومية بفيروس «كورونا»، الذي بلغ بالامس 132 اصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 3882، سيتبنى المجلس الاعلى للدفاع والحكومة اليوم توصيات لجنة المتابعة لمكافحة «الوباء» التي اوصت بالعودة الى تدابير الصارمة، لكن اللافت بالامس حصول «بلبلة» صحية بعد حصول تغيير في نتائج الفحوصات المخبرية التي اجريت للنائب جورج عقيص، وبعض المصابين في قرطبا، بعدما تبين حصول خطأ ادى الى بلبلة كبيرة في البلاد، وهو ما يضعف الثقة بنتائج بعض المختبرات الرسمية والخاصة، اما كيفية العودة الى الاقفال فيتم حسمها اليوم بعد نقاش حوله بين وزير الصحة الذي كان يريد الاقفال التام لاسبوعين، لكن وزير الداخلية محمد فهمي رفض ذلك لاسباب اقتصادية، فخرجت التوصيات «خليط» من مرحلتين من غير المعروف اذا ما كانت كافية لاعادة «الوباء» الى الوراء…

اجراءات الاقفال

واعلن فهمي، أنه سيتم اقفال البلاد بشكل كامل من مؤسسات وشركات خاصة وقطاعات مصرفية»، موضحا أنه «تستثنى من هذا القرار المؤسسات الاستشفائية، الصحية، الامنية، العسكرية، الصناعية، الزراعية، والاعلامية، وذلك بالإضافة إلى المرافئ البحرية والبرية والجوية والبلديات والمرافق العامة وفقا لجدول مناوبة يتم تحديده».

واشار الى ان التدابير الوقائية المعتمدة، وتبعا لواقع الاقفال من 30 تموز 2020 إلى 10 آب 2020، سيتم التقيد بإقفال الحانات والملاهي الليلية، والغاء السباقات، واقفال غرف المؤتمرات والصالات، والاسواق الشعبية، وملاهي الأطفال والحدائق العامة، بالإضافة إلى إلغاء المناسبات الدينية، واقفال المسابح الداخلية في الأندية ووقف حالات التدريب الجماعي، في حين أن الآلات ستظل مفتوحة أمام المتدربين»، لافتا الى انه «سيتم التواصل مع الفعاليات الدينية لإغلاق دور العبادة، توازيا مع منع جميع الحفلات والسهرات».

وأكد فهمي أن «المطاعم والملاهي سيتم فتحها ب 50% من قدرتها الاستيعابية، بينما سيتم اقفال جميع دور السينما والمسارح»، طالبا من «المواطنين البالغين من العمر 65 سنة وما فوق، التزام منازلهم والابتعاد عن الاختلاط». ونوه بأن «وسائل النقل سيتم تسييرها ب 50% من قدرتها الاستيعابية».

اما بالنسبة للمراكز الحدودية، فاكد وزير الداخلية انه ابتداء من 31 تموز، سيتعين على الوافدين ابراز نتيجة فحص نتائج سلبية، كما انه على جميع الوافدين الى لبنان من البلدان التي تشهد نسبة اصابات منخفضة الخضوع لفحص «بي سي آر» والتزام العزل المنزلي لمدة اقصاها 48 ساعة حتى صدور نتيجة الفحص، في حين أنه على جميع الوافدين التي تشهد بلدانهم اصابات مرتفعة، الخضوع لفحص كورونا والانتقال للعزل ضمن مراكز الحجر على نفقتهم الخاصة لمدة اقصاها 48 ساعة، على ان يصار خلال هذه المدة تحديد اسم المختبر وموعد الفحص الثاني الذي سينفذه الوافد.

«ارباك» التحقيق الجنائي؟

وتناقش الحكومة في جلستها اليوم ايضا عقد وزير المال غازي وزني مع شركة «مارسال اند الفارز» للقيام بالتحقيق الجنائي، وفي هذا السياق، تشير مصادر وزارية الى وجود نية لاحالة مسودة الاتفاق الى هيئة الاستشارات في وزارة العدل، لابداء الراي في تفاصيل العقد، خصوصا ان عددا من الوزراء لديهم علامات استفهام حول جدوى المضي بالخطوة، وهدر نحو مليوني دولار، اذا كان مصرف لبنان محصناً قانونيا بالسرية المصرفية التي تمنع موظفيه من الافصاح عن اي معلومات في هذا الاطار، ودون حصول تعديل قانوني ستكون النتائج مخيبة.. وفي هذا السياق يناقش مجلس الوزراء اقتراح قانون يرمي الى رفع السرّية المصرفية، وكذلك مشروع قانون اعده وزير الداخلية محمد فهمي يرمي الى إعفاء كافة المركبات الآلية من رسوم السير السنوية ورسم اللوحات المميزة للعام 2020 او العام 2021 حصراً والغرامات المرتبطة بها.

التهديد «بالعتمة»

في هذا الوقت، وفيما تحدثت المعلومات عن عودة مادة البنزين الى المحطات خلال 24 ساعة، لا تزال الكثير من المحطات تمتنع عن بيع الوقود بسبب عدم تسلمها المحروقات من الشركات، وفيما لا يزال التقنين الكهربائي على قساوته، نفذ تجمع أصحاب المولدات الكهربائية اعتصاما أمام وزارة الطاقة، أعلنوا خلاله بدء التقنين في كل المناطق، وطالبوا الحكومة بإيجاد آلية لتزويدهم بالدولار وتأمين مادة المازوت بالسعر الرسمي، لا عبر السوق السوداء»، كما طالبوا برفع سعر التعرفة، وأعلنوا عن «البدء بالتقنين المكثّف»، وهددوا بالاطفاء الشامل بعد اسبوع، اذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم…

«موديز» وتخفيض جديد

ومن المؤشرات الاقتصادية السلبية تخفيض وكالة موديز تصنيفها الائتماني للبنان من«سي اي» الى «سي»، وقد عللت «الوكالة» ذلك بأنه يعكس تقديراتها بأن الخسائر التي يتكبدها حائزو السندات خلال التعثر الحالي للبنان عن السداد من المرجح أن تتجاوز 65 في المئة، كما أوضحت أن قرار عدم وضع نظرة مستقبلية للتصنيف الائتماني للبنان يستند إلى احتمالات مرتفعة جدا لخسائر كبيرة للدائنين غير الرسميين…