افتتاحيات الصحف

افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 24 تموز 2020

افتتاحية صحيفة النهار

لودريان يتشدَّد في بيروت: صوت الشعب لم يُسمع التفشّي الوبائي نحو التفلّت ولا إجراءات رادعة !

مع أن التفشي البالغ الخطورة للتمدّد الوبائي لفيروس كورونا في لبنان جعل هذا التطوّر يطغى تماماً في الساعات الأخيرة على كل الأولويات والأزمات التي يعانيها منها لبنان فإن القلق المتصاعد من اتساع الخطر الوبائي لم يحجب الأهمية الكبيرة للزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي جان – ايف لودريان لبيروت. ذلك أن الزيارة الأولى لشخصية أوروبية وفرنسية رفيعة للبنان منذ انتفاضة 17 تشرين الاول 2019 وبدء جائحة كورونا، عكست ما كانت أشارت إليه “النهار” أمس الدلالات المهمّة والبارزة بل الخطيرة أيضا للرسائل التي حملتها هذه الزيارة ومحادثات الوزير وهو الزائر مع المسؤولين الرسميين.

وبدا واضحاً أن لودريان، الذي كان أطلق من باريس قبل أسبوعين نداءه الشهير الى اللبنانيين “ساعدوا انفسكم لكي نساعدكم”، لم يشأ أن تكون نبرته في بيروت أقل صراحة، فعاود توجيه النداء نفسه ولكن مقترنا بتحذيرات اتخذت بُعداً دقيقاً حيال نفاد الوقت أمام السلطات اللبنانية ما لم تتدارك الأخطار الزاحفة. ويمكن القول إن المواقف والاتجاهات التي أعلنها وزير الخارجية الفرنسي في المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره اللبناني ناصيف حتي لم تبق أي مجال للاجتهادات أو التفسيرات الاستنسابية لموقف بلاده من التطورات اللبنانية أو لطبيعة الزيارة التي يقوم بها اذ اتسمت تصريحاته بالصراحة التي تتجاوز الأطر الكلاسيكية للمواقف الخارجية وتعبر عن عمق العلاقات الخاصة التي تربط فرنسا بلبنان والأولوية التي لا يزال يحتلها لبنان في اهتمامات باريس على نحو متميّز عن علاقات لبنان بالدول الاخرى. والأهم في هذا السياق ان لودريان لم يخف استياءه بل سخطه الواضح من تقاعس السلطات اللبنانية في الاصلاح، كما لم يتأخر عن دق جرس الإنذار حيال أخطار الأزمة التي تتهدّد اللبنانيين.

وقالت أوساط الذين اطلعوا على المحادثات التي اجراها لودريان مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء حسان دياب والوزير حتي إن مضمون المواقف التي أبلغهم إياها كانت نسخة مطابقة تماماً لما أدلى به في مؤتمره الصحافي بما يعني أنه شاء التوجّه الى الرأي العام اللبناني بكل شفافية، كما أراد إيصال رسالة واضحة الى المسؤولين بأن فرنسا معنية في الدرجة الأولى بتلبية مطالب الشعب اللبناني الذي انتفض ولم يسمع المسؤولون صوته بعد كما يجب. والواقع أن لودريان قال بوضوح إنه جاء الى لبنان “حاملاً رسالة الحقيقة التي تقول إن المرحلة خطيرة ولبنان في حالة مقلقة جداً والتداعيات الاقتصادية والمالية كثيرة وتنعكس بشكل كبير على اللبنانيين الذين يزدادون فقراً”. وإذ شدّد على “تصميم فرنسا على البقاء الى جانب اللبنانيين في هذه الأوقات الصعبة” نبّه الى الحاجة الى الاصلاحات، ملاحظاً أن “اللبنانيين الذين عبّروا بقوة عن تطلعاتهم المشروعة ونزلوا الى الشارع، لم تلق مطالبهم أذاناً صاغية لسوء الحظ”. وأعلن أنه “جاء ليقول لكل السلطات ومجمل القوى السياسية في لبنان أنه من الضروري السير بالاصلاحات وهذه ليست مطالب فرنسا فحسب بل هي في المقام الأول مطالب الشعب والأسرة الدولية”. وبعدما كرّر عبارته الشهيرة التي قالها أمام مجلس الشيوخ الفرنسي “ساعدونا لنساعدكم”، أوضح أن رسالته مزدوجة وهي “أولاً حثّ الدولة على الإلتزام الجدّي للاصلاحات وثانياً دعم الشعب اللبناني والاستعداد لمساعدته لتمكينه من مواجهة التحديات”. وأعلن أن فرنسا ساعدت القطاع الصحي في لبنان مالياً وكذلك عبر توفير تجهيزات طبية وستقدّم مساعدات تصل قيمتها الى 50 مليون أورو كمساعدات إنسانية مباشرة. كما تحدث عن دعم فرنسا للقطاع التربوي عبر المساعدات للمدارس. وأكد دعم فرنسا للجيش اللبناني وقوى الأمن من أجل ضمان استقرار البلاد، قائلا: “من الضروري أن تؤكد الدولة سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية وعلى السياسيين النأي بلبنان عن الأزمة التي تمر بها المنطقة”. وخلص الى القول “فرنسا ستقف دوماً الى جانب لبنان ولكن كي ينجح المسعى على السلطات اللبنانية أن تؤدي حصتها من العمل… و”ساعدوا أنفسكم كي نساعدكم”.

في بكركي

واكتسبت زيارة لودريان لبكركي بعداً مميزاً، خصوصاً أنها تزامنت مع الأصداء الواسعة التي أثارها أخيراً الاقتراح الذي طرحه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حول حياد لبنان. ومع أن لودريان لم يدل بتصريحات بعد لقائه البطريرك الراعي الذي وافاه الى بكركي من الديمان، فإن المعلومات أفادت أنه أكد للبطريرك الماروني أن لا سيادة للبنان من دون حياده وأيّد تالياً موقف الراعي كاملاً، علماً أن البطريرك عبّر عن فرحه بهذا اللقاء ووصفه بأنه إيجابي وممتاز.

وجاء في بيان لبكركي أن البطريرك أثنى خلال لقائه وزير الخارجية الفرنسي على الجهود التي يبذلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولودريان ولا سيما منها وقفته المؤثّرة واللافتة حول لبنان في الجمعية الوطنية الفرنسية، وشكرهما على دعمها للمدارس الكاثوليكية والخاصة في هذه الظروف الصعبة وعرض الظروف اللبنانية والإقليمية التي شجّعته على طرح مشروع الحياد الإيجابي والناشط في سبيل إنقاذ لبنان، خصوصًا أن لبنان تاريخيا هو بلد محايد ولطالما أدّت سياساته السابقة المحايدة الى درء الأخطار العسكرية والسياسية والاقتصادية عنه، ما أدى الى ازدهاره وتميّزه في محيطه.

وأضاف أن “لودريان عبّر عن تقديره لمبادرة البطريرك، خصوصاً وأن سيادة لبنان التي تتمسّك بها فرنسا تستلزم أن يكون لبنان بلدًا محايدًا بعيدًا عن الصراعات والمحاور، مؤكدًا أن لبنان يملك كل المقوّمات للنهوض من جديد”.

التفشي الوبائي

في غضون ذلك، بدا أمس أن لبنان انزلق على نحو بالغ الخطورة نحو مرحلة “التفشي المجتمعي” لوباء كورونا، فيما لا يبدو ان الحكومة ولجنة الطوارئ تزمعان اتخاذ خطوات جذرية يطالب بها الأطباء المعنيون مثل إقفال موقت لأسبوعين سعياً الى احتواء الانتشار قبل تسبّبه بكارثة استشفائية.

وعكست أرقام كورونا الصادمة التي سجلت في لبنان أمس وبلغت 156، والمستمرة في التصاعد منذ أكثر من أسبوع، دخول لبنان المرحلة الرابعة من الوباء، ومعها التفشي المجتمعي، حيث لم تسلم منطقة أو قرية من وجود إصابات فيها، إضافة إلى إصابات مجهولة المصدر وهي الأخطر في انتشار الفيروس إذ لا قدرة على الحدّ من التفشي ما لم يتم تحديد مصدر الإصابات والتزام الوقاية والتباعد الاجتماعي. ودفعت الأرقام الجديدة المعنيين إلى التحرّك، إذ دعا وزير الصحة حمد حسن إلى الاستنفار الشامل، فالمستشفيات غير قادرة على الاستيعاب، والمشكلة في عدد أسرّة العناية الفائقة، وأقصى الممكن إجراءات عزل أحياء أو مناطق. وكان حسن أعلن لدى تفقّده مستشفى ضهر الباشق أمس، “أننا أمام منعطف خطير، كان أولاً العدد مرتفعاً لأنه كان محصوراً بمؤسسات ومستشفيات، أما اليوم فهناك تفش مجتمعي، محدود بالإنتشار ولكنه مؤشر سلبي، ومن جهتنا كأطقم طبية جاهزون لإستقبال الناس، وعلى المواطن اللبناني الإلتزام، و الخطر هو الإصابة بالفيروس ونقله الى الأهل”. وأفاد أن الفيروس منتشر في ثلاث مناطق أساسية، لافتاً إلى “أن فتْح المطار وتعدُّد الدول المصابة بكورونا شكّلا سبباً ًمباشراً لارتفاع عدد المصابين، والمسؤولية مشتركة، منها عدم انضباط بعض الوافدين وحفاوة استقبالهم من دون اتباع الإجراءات اللازمة”.

*******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

كباش المصارف والحكومة تابع: “الهيركات” يكون أو لا يكون؟

لودريان “بهدل” السلطة… وربط السيادة بالحياد!

على وقع ما كتبته صحيفة “لوفيغارو” تحت عنوان “لبنان الهبوط نحو الجحيم”، وفي ظل تربّع الدولة اللبنانية على المركز الأول بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مستوى ما سجلته من تضخم مفرط “‏Hyperinflation‏” خلال السنة الأخيرة… أتت زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان إلى بيروت لتضع الإصبع على الجرح اللبناني النازف ولتكشف عورات الطبقة الحاكمة وتفضح زيف ادعاءاتها و”إنجازاتها” الإصلاحية المزعومة لا سيما في قطاع الكهرباء الذي رأى في ما اتخذته الحكومة من إجراءات بشأنه مؤشراً “غير مشجع”. بصريح العبارة، “بهدل” لودريان أهل السلطة ولم يتوانَ عن “المجاهرة بتحميلهم وزر الانهيار الحاصل والمسؤولية المباشرة عما وصله إليه لبنان جراء تعمدهم تأخير الإصلاحات الإنقاذية المطلوبة”، وفق ما لاحظت مصادر مواكبة لجولة الضيف الفرنسي وما تضمّنتها من “مواقف ورسائل فرنسية حازمة تتمحور في جوهرها حول فكرتين أساسيتين، الأولى سياسية تؤكد رهن المساعدات بالإصلاحات، والثانية سيادية تشدد على ربط الحياد بالسيادة الوطنية، على قاعدة لا سيادة من دون حياد”.

فبالتوازي مع تحوّل طرح الحياد إلى مطلب كل المرجعيات الروحية المسيحية في البلد باعتباره “مشروع سلام لا حرب لأنّ لبنان غير قادر على البقاء رهينة التجاذبات والمشاريع الخارجية” حسبما جاء في بيان قمة الديمان أمس، أضفى دعم فرنسا لهذا الطرح الذي يرفع رايته البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي بُعداً جديداً منح الحياد اللبناني ثقلاً دولياً مرجحاً لضرورة النأي بلبنان عن صراعات الإقليم ومحاوره، انطلاقاً من الحاجة إلى عودة هذه الخاصية اللبنانية التاريخية بما تقتضيه من إعادة “إحياء نظام الحياد وقيام دولة قوية بمؤسساتها وجيشها لتتمكن من حل القضايا الداخلية العالقة والدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله” بحسب ما لفت الراعي أمام الوزير الفرنسي، الذي عبّر بدوره عن تقدير بلاده لهذه المبادرة “لا سيّما وأنّ سيادة لبنان التي تتمسك بها فرنسا تستلزم ان يكون لبنان بلدًا محايدًا بعيدًا عن الصراعات والمحاور”.

أما في الشق السياسي من الزيارة، وبغض النظر عن المحاولات الرئاسية الممجوجة للتنصل أمام وزير الخارجية الفرنسية من مسؤولية الفشل في إدارة البلد سواءً عبر توجيه إصبع الاتهام إلى الآخرين بعرقلة الإصلاح أو من خلال التلويح بـ”فزاعة” النازحين، فلخّص لودريان محصلة جولته على الرؤساء الثلاثة من منبر “قصر بسترس” بالتأكيد على استمرار رعاية “الأم الحنون” للبلد وأبنائه مقابل تأنيبها القيّمين على شؤون الحكم فيه لأنهم لم يكونوا على قدر المسؤولية في رعاية الشعب اللبناني في “هذا الوقت الحرج” لتخفيف عواقب الأزمة الاقتصادية عنه، معرباً عن أسفه لكون السلطة السياسية “لم تسمع حتى الآن نداء اللبنانيين الذين عبروا من خلال التظاهرات عن توقهم للتغيير والشفافية ومكافحة الفساد”، ليخلص إلى وضع العهد والحكومة والمجلس النيابي أمام معادلة لا بديل عنها لخروج لبنان من محنته: “الإصلاحات والمفاوضات مع صندوق النقد ومكافحة التهريب وإصلاح الكهرباء”، لافتاً الانتباه إلى أنه حمل معه “رسالة مزدوجة” تشدد “أولاً” على وجوب تطبيق الإصلاحات للاستفادة من مقررات “سيدر”، وثانياً على وقوف فرنسا إلى جانب الشعب اللبناني لمواجهة التحديات.

وبالأمس، بات الضيف الفرنسي ليلته الأولى في بيروت على صدى عودة الاحتدام إلى طاولة الكباش الدائر بين الحكومة والمصارف حول الورقة المالية الإصلاحية الجاري إعدادها بالتنسيق مع شركة لازارد تمهيداً لتقديمها إلى صندوق النقد الدولي. إذ وبعدما طغت موجة من التسريبات الإعلامية ليلاً على شريط الأحداث تفيد باتجاه جمعية المصارف إلى إعلان انسحابها من المفاوضات مع وزارة المال و”لازارد” اعتراضاً على إصرار الأخيرة على فرض مبدأ “الهيركات”، أعادت الجمعية تصويب الموقف في بيان رسمي أصدرته قبيل منتصف الليل نفت فيه صدور أي موقف منها بهذا الخصوص، غير أنها لم تنف واقعة الإشكال الحاصل خلال اجتماع وزارة المال أمس، مبديةً “استهجانها لكون الأجواء التي سادت هذا الاجتماع أعادت الأمور إلى نقطة الصفر بحيث أنها لا تشجع على المضي قدماً نحو تفاهم الأطراف المعنية على تصوّر موحد وناجع للمخارج الممكنة من الأزمة الراهنة”. الأمر الذي وضعه خبراء اقتصاديون لـ”نداء الوطن” في إطار نفي الانسحاب والتلويح به في الوقت نفسه من جانب جمعية المصارف رداً على عودة الحكومة إلى السياسة الأحادية في التعاطي مع الحلول المالية المطروحة مقابل تهميش تصور المصارف إزاء الخيارات المتاحة على بساط البحث.

وإذ أفيد بأنّ اجتماعاً حاسماً سيعقد اليوم في وزارة المال بحضور جمعية المصارف لاستئناف المناقشات، تشير المعطيات المتقاطعة إلى أنّ مسألة “الهيركات” ستكون هي الطبق الدسم على طاولة الاجتماع ربطاً بالتجاذب الحاصل بين الأطراف المعنية حيالها، وسط تأكيدات مصرفية بأنّ هذه المسألة مرفوضة مبدئياً والانسحاب من المفاوضات الحكومية سيبقى وارداً وإن لم يكن هدفاً بحد ذاته، على أن تتقرر الاتجاهات التي ستسلكها الأمور خلال الساعات المقبلة في ضوء ما ستخلص إليه المناقشات ربطاً بالإجابة المرتقبة على سؤال محوري: هل يكون “الهيركات” ضمن الخطة المالية أو لا يكون؟

*******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

باريس خرقت الحصار.. وعدّاد كورونا يثير الهلع

لم تحجب زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان للبنان الاهتمام عن الانهيار المالي والاقتصادي الذي يعيشه البلد، على وقع حياة سياسية عليلة وعجز سياسي وحكومي عن إيجاد المعالجات التي تنتشل البلد من الهوّة التي وقع فيها، فيما سجّل عداد الاصابات بوباء كورونا رقماً صادماً بلغ 156 مصاباً، ما أشاع أجواء من الهلع والخوف من تفشّي الوباء على نطاق واسع في قابل الايام، على رغم الاجراءات الوقائية المتخذة في مختلف القطاعات. وقد جاءت مواقف الضيف الفرنسي تكراراً لقوله للبنانيين قبَيل توجّهه الى بيروت “ساعدوا أنفسكم لنساعدكم”، ما يعني انّ فرنسا وكل المجتمع الدولي كان ولا يزال يعتبر أنّ المسؤولية الاولى عن الازمة تقع على عاتق اللبنانيين اولاً، وانّ عليهم ان يبادروا أولاً حتى يبادر الآخرون لمساعدتهم، ما يعني انّ المنظومة الدولية التي تتعاطى الشأن اللبناني تعزف كلها على وتر واحد وهو ان لا مساعدات للبنان لتمكينه من التعافي إذا لم تبادر الحكومة الى إجراء الاصلاحات المطلوبة منه اولاً، وهو ما شدّد عليه لودريان في كل لقاءاته أمس التي توزّعت بين القصر الجمهوري وعين التينة والسرايا الحكومية ووزارة الخارجية والديمان، على أن تستكمل اليوم.

الجملة المفتاح التي تشكل خلاصة زيارة وزير الخارجية الفرنسية لودريان هي “ساعدوا أنفسكم لنساعدكم”، ما يعني أنّ كل الرهانات على انّ هذه الزيارة ستفكّ عزلة الحكومة ليست في محلها، حيث اعتقد البعض انّ زيارة رئيس الديبلوماسية الفرنسية الذي يُمثّل، الى بلاده، المجموعة الدولية، ستشكّل خرقاً للحصار المفروض على لبنان، وستفتح ابواب المساعدات، فإذا بهذه الجملة المفتاح تؤكد ما أكدته مصادر فرنسية قبل ذلك وصندوق النقد الدولي وكل المواقف الدولية لجهة ان لا مساعدات في حال لم يبادر لبنان الى إجراء الاصلاحات المطلوبة. ولذلك عود على بدء، عودة الجهد الذي على الحكومة ان تبذله بإقدامها على إصلاحات عملية وواقعية وسريعة وإلّا لن يكون هنالك اي مساعدات.

والعزلة الدولية التي يعتقد البعض انّ هنالك حصاراً حول لبنان هو ليس بحصار، هذا الحصار فرضته الحكومة على نفسها من خلال رفضها الاقدام على الاصلاحات المطلوبة منها، واكبر دليل ما قاله وزير الخارجية الفرنسية من أنّ مفتاح الانقاذ مفتاح خلاص لبنان هو الاقدام على الاصلاحات.

وفي هذا الوقت ما زالت الحكومة تتخبّط بأرقامها ولا برنامج واضحاً لطريقة خروجها من هذا الواقع. ولا شك في أنّ زيارة لودريان يفترض ان تشكّل دافعاً للبنان، وتأكيداً لأن لا حصار عليه إنما هو من يفرض حصاراً على نفسه. وبالتالي، يفترض ان تشكّل دافعاً للاقدام والاسراع نحو خطوات عملية، لأنّ المجتمع الدولي لا يريد انهيار لبنان بدليل زيارة وزير الخارجية الفرنسي، ولكن المجتمع الدولي في الوقت نفسه لا يريد مساعدة لبنان مجاناً أي لمجرد مساعدته، وفي حال اراد لبنان أن يساعده المجتمع الدولي عليه ان يبادر الى إصلاحات فورية في الملفات المشكو منها، وتبدأ بالكهرباء ولا تنتهي بالحدود وضبطها من التهريب، وهذا ما قاله لودريان، وهذه هي الاجندة الدولية التي لم تتبدّل قبل الزيارة ولن تتبدّل بعدها. ولذا، تبقى الامور على عاتق الحكومة فهل تبادر؟ وهنا يبقى السؤال.

وكان لودريان حَضّ، في ختام محادثاته مع المراجع اللبنانية المسؤولة، السلطات اللبنانية على الإسراع في تنفيذ إصلاحات “طال انتظارها”. وقال لودريان في مؤتمر صحافي، بعد لقائه نظيره اللبناني ناصيف حتي: “هناك أفعال ملموسة طال انتظارها”، وأضاف: “من الملح والضروري اليوم السير عملياً على درب الإصلاحات، هذه الرسالة التي جئت أحملها لكل السلطات اللبنانية ومجمل القوى السياسية”. وأوضح أنّ “فرنسا مستعدة للتحرك بنحو كامل وأن تحشد كافة شركائها، لكن يجب تنفيذ إجراءات تصحيح جدية وذات صدقية”. وكرر ما كان قاله سابقاً هذا الشهر “ساعدونا لكي نساعدكم”، قائلاً “هذا هو شعار الزيارة إلى بيروت”.

وأكد أن “ليس هناك حل بديل لبرنامج صندوق النقد الدولي للسماح للبنان للخروج من الأزمة، خصوصاً عبر التنفيذ الفعلي للتدقيق في مصرف لبنان”، مشدداً على ضرورة إعادة إطلاق المفاوضات مع صندوق النقد، التي شهدت تباينات بين المفاوضين اللبنانيين أنفسهم، إن كان على حجم الخسائر المالية أو إصلاح القطاع المصرفي.

وتطرّق لودريان بشكل أساسي إلى قطاع الكهرباء، الذي كَبّد خزينة الدولة اللبنانية أكثر من 40 مليار دولار منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990). وقال: “أقولها بوضوح، ما تمّ حتى الآن في هذا المجال ليس مشجّعاً”.

من جهته، قال دياب خلال لقائه لودريان: “واجَهنا عقبات خلال المفاوضات مع صندوق النقد واليوم اجتزناها إلى المربّع الثاني”، مضيفاً: “نحن مصممون على مواصلة التفاوض، ونتمنى على فرنسا المساعدة في تسريعه، لأنّ الوضع المالي في لبنان لا يتحمّل التأخير”. وقال: “لبنان ينظر إلى فرنسا كصديق تاريخي، وهو على ثقة أنها لن تتخلى عنه اليوم، ونتمنى مساعدة فرنسا له على عدة أصعدة”، مشيراً بالتحديد إلى قطاع الكهرباء. وشدد على أنّ الحكومة “مستمرة في مسيرة الإصلاح”.

وقد بحث دياب أيضاً، خلال اتصال عبر “سكايب “مع الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط جيمس كليفرلي، في “إصلاحات الحكومة والمساعدة التي يمكن أن تقدّمها بريطانيا إلى لبنان”.

أمر إيجابي

وأبلغت مصادر وزارية الى”الجمهورية” انّ زيارة وزير الخارجية الفرنسي “شكّلت من الناحية المعنوية أمراً إيجابياً كونها خرقت جدار الحصار على لبنان، لكنها في الجوهر لم تحمل نتائج فورية”.

واشارت المصادر إلى أنّ لودريان “حَض المسؤولين على تنفيذ الإصلاحات، في اعتبارها مدخلاً للحصول على دعم من الصندوق النقد الدولي، والنأي بلبنان عن نزاعات المنطقة، رابطاً مساعدات مؤتمر “سيدر” بما ستتوصّل اليه المفاوضات مع الصندوق”.

ولفتَ احد الوزراء الى انّ “حكومتنا، وخلافاً للاتهامات التي توجّه اليها، باشَرت في تنفيذ الإصلاحات، ومن بينها تعيين مجلس إدارة الكهرباء وإقرار التدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان، وهما إجراءان مفصليان واساسيان، كذلك هناك إجراءات أخرى يجري تحضيرها إلّا انه لا يمكن الحكومة ان تعالج خلال 5 أشهر فقط كل التراكمات التي أفرزتها عقود من الفساد والهدر”.

“القوات”

الى ذلك، قالت مصادر “القوات اللبنانية” لـ”الجمهورية” انها ستقدّم اقتراح قانون معجل مكرر بقانون آلية التعيينات، وستطرحه في اول جلسة تشريعية في مجلس النواب من أجل التصويت عليه مجدداً لإعادة وضعه حيّز التنفيذ، وقد بدأت التحضير لهذه الخطوة من خلال زيارة رئيس مجلس النواب أمس، وستستكمل لقاءاتها مع رؤساء الكتل الذين صوّتوا الى جانب قانون الآلية، وذلك من اجل الضغط نحو إقرار قانون من هذا النوع لأنه لا يجوز الاستمرار في سياسة التوظيفات العشوائية، وتوظيف المحاسيب والازلام على حساب الكفاية والجدارة. وبالتالي، فإنّ كل من يراهن على انّ تكتل “الجمهورية القوية” سييأس ويسلّم بالامر الواقع بعد رفض المجلس الدستوري القانون، سيجد انّ “القوات اللبنانية” ستواصل سعيها في اتجاه إقرار قانون جديد تأخذ في الاعتبار فيه بالملاحظات التي استند اليها المجلس الدستوري لإبطال القانون، علماً أنّ لـ”القوات” ملاحظات كثيرة على هذا الإبطال الذي تعتبره سياسياً وغير قضائي، ولكنها ستأخذ بهذه الملاحظات لإقفال كل الثغرات التي يتحجّج بها البعض لإبقاء القديم على قِدمه، وإبقاء التوظيفات على حالها، وإبقاء الادارة خاضعة للسياسة”. واعتبرت المصادر “أنّ ما يحصل هو كارثة وطنية، إن من خلال رفض التشكيلات القضائية أو من خلال رفض قانون آلية التعيينات. وما يحصل هو انّ البعض يريد تكريس نهج المزرعة، و”القوات اللبنانية” ستحارب هذا النهج إرساء لنهج الدولة في لبنان”.

عون وغوتيريس

من جهة ثانية، تلقّى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتصالاً هاتفياً مساء اليوم من الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس استطلع خلاله عن الاوضاع في لبنان، مؤكداً “تضامن الامم المتحدة مع لبنان في الظروف التي يمر بها”، ومتمنياً الخير للبنانيين، ومشيراً الى “دعم المنظمة الدولية كل ما من شأنه تحقيق معافاة لبنان وتجاوزه المرحلة الدقيقة التي يعيشها”.

وشكر الرئيس عون لغوتيريس عاطفته، مؤكداً “العمل على تجاوز المحنة الراهنة بما يعود بالخير على لبنان واللبنانيين، ويمكّنهم من استعادة الدور الذي طالما أدّاه لبنان في محيطه والعالم”.

الدولار… والاحتياطي

فيما تتواصل الاجتماعات المكثفة في وزارة المال مع الاطراف المعنية في محاولة لتوحيد الارقام والخروج بصيغة موحدة تحظى بموافقة “لازار” التي تشارك في المحادثات، تشهد السوق السوداء “تهدئة” نسبية على مستوى أسعار الصرف. وقد سجّل سعر الدولار مزيداً من التراجع الى مستويات تراوحت بين 7400 و7600 ليرة. وقد فسّر المراقبون هذا التراجع النسبي بأمرين أساسيين: أولاً، استمرار تدفّق الدولارات من خلال اللبنانيين العائدين يومياً عبر المطار. وثانياً، بفِعل بدء تطبيق مشروع دعم لائحة السلع الاستهلاكية، والتي أخرجت التجار الكبار والمستوردين من السوق السوداء، ونقلتهم الى التعاطي مع المصارف. مع الاشارة الى انّ كلفة هذا الدعم كبيرة ومؤذية للاحتياطي النقدي الموجود في مصرف لبنان، بدليل التراجع الذي أصاب هذا الاحتياطي، وفق التقرير الاخير عن اوضاع مصرف لبنان المركزي.

وأبعد من ذلك، يشير كبير الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد التمويل الدولي غربيس ايراديان، الى انّ جزءاً كبيراً من تلك السلع التي يدعمها مصرف لبنان، ولا سيما منها الوقود، “يتمّ تهريبها إلى سوريا، ما يَستنزف احتياطات النقد الأجنبي المتضائلة في مصرف لبنان، ويسخّر احتياطي البنك المركزي لدعم الاقتصاد السوري”.

تعنّت «لازار» لماذا؟ خرج الخلاف بين جمعية المصارف وشركة «لازار» الى العلن امس، ولمحت المصارف الى احتمال مقاطعة المفاوضات التي تجري في وزارة المال في محاولة لتوحيد الارقام والمقاربات للخروج بموقف موحد ضمن الخطة التي سيتم تقديمها الى صندوق النقد الدولي. وبعد لغط وأخذ ورد، أصدرت جمعية المصارف بيانا ليليا أبدت فيه، «أسفها واستهجانها لكون الأجواء التي سادت اجتماع اليوم (امس) في وزارة المالية قد أعادت الأمور الى نقطة الصفر بحيث أنها لا تشجّع على المضي قدماً نحو تفاهم الأطراف المعنيّة على تصوّر موحّد وناجع للمخارج الممكنة من الأزمة الراهنة. وعليه، فإن عدم متابعة المفاوضات من قبل جمعية المصارف احتمال وارد». وفي المعلومات، ان المصارف تعترض على اصرار «لازار» على اعتماد مبدأ الهيركات بما يهدد الودائع. وتصر المصارف على عدم المساس بالودائع كشرط اساسي للموافقة على اي مقاربة في الخطة.

وتقول مصادر مصرفية ان تصرفات «لازار» بدأت تثير الريبة لديها، في شأن اهدافها بسبب اصرارها على مقاربات تضرب القطاع المالي، وتمسّ ودائع الناس، وهذا خط احمر لن يقبل به القطاع المصرفي.

“لوفيغارو”

الى ذلك، وتحت عنوان “لبنان.. الهبوط نحو الجحيم” كتبت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أنّ لبنان قَوّضه الإفلاس والأسعار المرتفعة، وبات اليوم على حافة الانهيار.

وأضافت “لوفيغارو” أنه “بعد تسعة أشهر من استقالة حكومة سعد الحريري، تلاشى الأمل في التغيير بالنسبة الى غالبية اللبنانيين، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في بلادهم، وسط تأرجح السياسيين في مفاوضاتهم من أجل الحصول على مساعدة مالية من صندوق النقد الدولي، والتي يتم تقديمها كبابٍ وحيد لإخراج لبنان من حالة البؤس التي بات غارقاً فيها، في ظل بلوغ نسبة التضخم 90 في المئة. كذلك فقدت العملة المحلية أكثر من 80 في المئة من قيمتها في السوق السوداء بسبب نقص الدولار. واختفى كثير من الصيدليات أو المنتجات الاستهلاكية اليومية، بينما ترتفع أسعار المنتجات الأخرى، مثل اللحوم أو الحبوب.

كورونا

وعلى صعيد وباء كورونا حصلت أمس انتكاسة جديدة، حيث أعلنت وزارة الصحة تسجيل 156 إصابة جديدة بالفيروس (124 من المقيمين و32 من الوافدين)، ليبلغ العدد التراكمي للمصابين في البلاد إلى 3260.

وقال وزير الصحة حمد حسن، خلال تفقّده والنائب ابراهيم كنعان مستشفى ضهر الباشق في المتن الشمالي: “من جهتنا كأطقم طبية جاهزون لاستقبال الناس، وعلى المواطن اللبناني الإلتزام، والخطر هو الإصابة بالفيروس ونقله للأهل”. واعتبر أنّ “عدد المصابين اليوم معنويّاً له تَبعاته السلبية على المواطنين، وربما ذلك يدفع إلى اتخاذ إجراءات متشددة تقع على عاتق الأهل والبلديات والقوى الأمنية”.

وكان قد انتشر أمس تسجيل صوتي عبر “واتساب” يفيد أنّ أحد أفراد اللجنة الوطنية لمتابعة كورونا سَرّب معلومات مفادها “أنّ الفيروس أصبح أكثر فتكاً بفِعل العدوى الآتية إلى لبنان من أفريقيا وأميركا عن طريق مغتربين”، إلّا أنّ اللجنة المعنية نفت الخبر.

تدريبات إسرائيلية

جنوبياً، وفي ظل الحديث عن رد متوقع لـ”حزب الله” على مقتل احد مقاتليه في الغارة التي شنّها الطيران الحربي الاسرائيلي على محيط مطار دمشق الدولي قبل ايام، أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبات بالذخيرة الحية عند الحدود اللبنانية الجنوبية، في وقت أعلن إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة. وافادت “الوكالة الوطنية للإعلام” انّ دبابة إسرائيلية أطلقت 14 قذيفة قرب مزرعة بسطرة في مزارع شبعا المحتلة (قضاء حاصبيا) أثناء هذه التدريبات.

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنه “نظراً لتقييم الوضع، تقرر إرسال تعزيز معيّن بقوات مشاة إلى القيادة الشمالية العسكرية”.

من جهتها بثّت القناة 13 العبرية، صباح أمس، انّ الجيش الاسرائيلي قرّر تعزيز فرقة الجليل في المنطقة الشمالية بوحدة من قوات المشاة، وذلك عقب تهديدات “حزب الله” بالرد.

وأضافت هذه القناة “انّ حالة يقظة وترقّب تسود الحدود مع لبنان، وانّ الجيش الإسرائيلي يتوقّع رد “حزب الله” على مقتل أحد عناصره بهجوم منسوب لإسرائيل وقع في سوريا قبل يومين”.

مقاتلة تعترض طائرة مدنية إيرانية اعترضت طائرات مقاتلة أمس، طائرة ركاب إيرانية فوق الأجواء السورية، أثناء توجهها إلى بيروت. ​وأشارت التقارير الأولية إلى أنّ المقاتلات إسرائيلية، لكنّ التلفزيون الإيراني أكد أنّ المقاتلات التي اعترضت الطائرة كانت أميركية وليست إسرائيلية.

وأدّت عملية الاعتراض إلى إصابة عدد من ركاب طائرة خطوط «ماهان» الإيرانية بجراح جرّاء الانخفاض والارتفاع بشكل مفاجئ.

وأوضحت وكالة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية للأنباء أنّ المقاتلة اقتربت من طائرة الركاب في المجال الجوي السوري ممّا دفع الطيار إلى تغيير الارتفاع سريعاً لتجنّب الاصطدام، وهو ما تسبّب في إصابة عدد من الركاب.

وأظهر تسجيل مصوّر نشرته الوكالة، طائرة مقاتلة من خلال نافذة الطائرة المدنية، وتعليقات من راكب كان وجهه مخضّباً بالدماء، كما وثّقت مقاطع أخرى حالة الذعر بين ركاب الطائرة.

تجدر الإشارة إلى أنه قد تمّ إجلاء جميع ركاب الطائرة الإيرانية بعد هبوطها في مطار بيروت. وأكد مدير مطار بيروت فادي الحسن لوكالة «رويترز» أنّ جميع الركاب خرجوا وهناك بعض الإصابات الطفيفة.

ووفقاً لمعلومات الطائرة وبياناتها، فإنّ السجل يظهر مساراً صحيحاً وطبيعياً للرحلة.

ونفى الجيش الإسرائيلي، في بيان صادر عنه أمس، اعتراض طائرة الركاب الإيرانية.

في حين أكدت مصادر سورية خاصة لوكالة «سبوتنيك» الروسية أنّ الطائرات الأميركية اعترضت طائرة «ماهان أير» في منطقة التنف.

وأوضحت المصادر أنّ طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي اعترضت الطائرة فوق المنطقة الواقعة تحت سيطرة القوات الأميركية والبريطانية، ممّا اضطر قائد الطائرة للمناورة حفاظاً على سلامة الركاب.

وتسيطر الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها على صحراء التنف عند المثلث السوري العراقي الأردني شرق سوريا، وتمتد هذه السيطرة على دائرة نصف قطرها 55 كيلومتراً داخل الأراضي السورية.

*******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

لودريان يربط مساعدة لبنان بتحقيق الإصلاحات: ساعدونا لنساعدكم

عون يشكو من صعوبة مكافحة الفساد «بسبب ضغوط المتورطين»

اختصر وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، زيارته إلى بيروت في شعار: «ساعدونا لنساعدكم»، مجدداً التأكيد على المطالب التي لطالما كرّرتها بلاده والمسؤولون في المجتمع الدولي، والتي ترتكز بشكل أساسي على مكافحة الفساد والسير بالإصلاحات؛ رابطاً مساعدات مؤتمر «سيدر» بتحقيقها.

وفي زيارة تكتسب أهمية من حيث التوقيت بالنسبة إلى لبنان، التقى لودريان رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة حسان دياب، إضافة إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي.

وقالت مصادر رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» إن الموفد الفرنسي لم يحمل خطة بمعنى الخطة؛ إنما ركّز بشكل أساسي على ضرورة تنفيذ الإصلاحات للحصول على مشاريع ومساعدات مؤتمر «سيدر» الذي لا يزال قائماً، مشيرة إلى أنه لم يتم التطرق إلى موضوع «حياد لبنان» في اللقاء الذي جمعه مع الرئيس عون.

وكان لودريان استهل لقاءاته مع عون ناقلاً إليه رسالة من نظيره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد فيها «وقوف فرنسا إلى جانب لبنان، وأنها مصممة على مساعدة لبنان، وتتطلع إلى إنجاز الإصلاحات الضرورية التي يحتاج إليها»، مؤكداً أن «مفاعيل مؤتمر (سيدر) لا تزال قائمة، ويمكن تحريكها بالتوازي مع تطبيق الإصلاحات التي التزمتها الحكومة اللبنانية».

وأشار الوزير الفرنسي إلى أن «باريس وضعت خطة لمساعدة المدارس الفرنكوفونية في لبنان لمواجهة الأزمة الراهنة، وهي تشمل أكثر من 40 مدرسة في إطار دعم فرنسا المدارس التي تدرس اللغة الفرنسية». ولفت إلى «المساعدات التي قدمتها بلاده لمواجهة وباء (كورونا)، إضافة إلى دعم إنساني بلغت قيمته 50 مليون يورو».

من جهته، أبلغ رئيس الجمهورية وزير خارجية فرنسا أن «لبنان يتطلع إلى مساعدة باريس في مسيرة الإصلاحات ومكافحة الفساد التي بدأها منذ بداية ولايته الرئاسية، ومن خلال سلسلة قرارات اتخذتها الحكومة في إطار الخطة التي وضعت للتعافي المالي والاقتصادي».

وعرض عون للوزير لودريان الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، سواء من الناحية الاقتصادية والمالية، ومن ناحية تداعيات وباء فيروس «كورونا»، مشيراً إلى «الجهود التي تبذل من أجل الخروج من الأزمة الراهنة بكل وجوهها، بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة».

وتحدث رئيس الجمهورية عن تداعيات الحرب في سوريا على الاقتصاد اللبناني ومسألة النازحين السوريين، وقال إنها كبدت لبنان خسائر تتجاوز 40 مليار دولار. وعرض للوزير الفرنسي «الخطوات التي تحققت في مجال مكافحة الفساد؛ ومنها إقرار التدقيق الجنائي، إضافة إلى التدقيق الحسابي الذي أظهر وجود خلل في مالية الدولة»، متحدثاً عن «صعوبات وعراقيل تواجه مكافحة الفساد، خصوصاً مع وجود متورطين كثر فيه، يمارسون ضغوطاً عديدة لوقفها».

وشدد عون على «تمسك لبنان بقرار مجلس الأمن الدولي رقم (1701)»، شاكراً لفرنسا «الدور الذي تلعبه دائماً في إطار التجديد سنوياً للقوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل)». وحمل رئيس الجمهورية الوزير لودريان رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضمنها شكره للمواقف التي يتخذها حيال لبنان وللمبادرات التي قام بها في هذا الإطار.

وانتقل لودريان إلى السراي الحكومي؛ حيث التقى رئيس مجلس الوزراء حسان دياب الذي قال لضيفه: «لبنان ينظر إليكم كصديق تاريخي للبنان، وفرنسا وقفت إلى جانب لبنان في المحطات الصعبة، وأنا على ثقة بأنها لن تتخلّى عنه اليوم». وأضاف: «أنجزنا إصلاحات عديدة وواجهتنا عقبات، وضعنا جدولاً زمنياً بباقي الإصلاحات، أما تلك المتعلقة بـ(سيدر)؛ فقد أنشأنا لجنة وزارية لمتابعتها».

وطلب دياب دعم فرنسا بملف الكهرباء ومع صندوق النقد، مشيراً إلى أن الحكومة أقرت التدقيق الجنائي في «مصرف لبنان» لكشف الفجوة المالية وأسبابها وخلفياتها، كما لفت إلى «قرار اعتماد (سكانر) على الحدود وفي المرافئ والمطار، لأن هذا يضبط البضائع جمركياً ويؤمن للدولة مداخيل كبيرة كانت تذهب هدراً»، وأشار إلى أن «المجتمعات المضيفة للنازحين السوريين بدأت تشعر بهواجس من وجودهم، والنازحون بدأوا يشعرون بعدم الراحة، وهذا أمر خطير».

وفي ختام لقاءاته السياسية قبل أن يجتمع مع البطريرك الراعي، عقد الوزير الفرنسي مؤتمراً صحافياً مع نظيره اللبناني ناصيف حتي، معلناً أنه يحمل رسالة للبنان في وقت تواجه فيه البلاد وضعاً حرجاً والأزمة الاقتصادية كبيرة، مشيراً إلى أن بلاده تريد تفادي أن تغير الأزمة التعايش الاجتماعي في لبنان. وقال: «من اللازم احترام سياسة (النأي بالنفس) عن الصراعات في المنطقة». كما أعاد التأكيد على أن فرنسا «مستعدة لحشد الدعم المالي للبنان، ولكن لا بد من إصلاحات ملموسة». وأضاف أن «هذه ليست تطلعات فرنسا فقط؛ بل تطلعات الأسرة الدولية بأكملها». وأكد أنه ليس هناك حل بديل لبرنامج صندوق النقد الدولي للسماح للبنان بالخروج من الأزمة.

*******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

إنذار فرنسي عنيف للطبقة الحاكمة: ماذا تنتظرون للإنتقال إلى الإصلاحات؟

تبريرات «العقبات» لم تقنع لودريان.. وتفشي الكورونا يفضح عجز الإجراءات

بين اللهجة الدبلوماسية التي اعتمدها وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان مع كبار المسؤولين (الرؤساء ميشال عون ونبيه برّي وحسان دياب)، والمكاشفة المباشرة لمن التقاهم، سواء وزير الخارجية ناصيف حتي، أو البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أو حتى رئيس مؤسسة «عامل» الدكتور كامل مهنا، والتي تضمنت أسئلة بلا اجوبة:

1 – ماذا ينتظر المسؤولون للبدء بالاصلاحات؟

2 – لماذا لم يقطع المسؤولون للوزير الفرنسي- الصديق- أية وعود، أو مهل للانتقال من الأقوال إلى الأفعال؟

3 – التباطؤ اللبناني في الشروع بالاصلاحات، بعد ستة أشهر من تأليف الحكومة الحالية.

الوزير لودريان أبلغ من التقاهم، بصورة حميمية، انه اسمع المسؤولين كلاماً عنيفاً جداً لجهة التباطؤ… وقال: ما فيهم يكملوا هيك، في إشارة إلى أداء الحكومة..

وخلال زيارة إلى «مؤسسة عامل الدولية»، المنظمة غير الحكومية التي تقوم ببرامج صحية وتعليمية، بدا لودريان أكثر قسوة تجاه المسؤولين اللبنانيين.

وقال «أكثر ما يذهلنا هو عدم استجابة سلطات هذا البلد» للأزمة الراهنة، مضيفاً «زيارتي بمثابة إنذار.. قرأت في الصحف اللبنانية أن لبنان ينتظر لودريان(…) لا، فرنسا هي التي تنتظر لبنان، تنتظر منه أن يأخذ المبادرات وهي جاهزة لدعمها».

وشدد على أن «المهم أن يحظى هذا البلد بثقة شركائه. اليوم هذه الثقة مفقودة».

وحذر لودريان بعد لقائه حتّي بأن «لا بديل لبرنامج صندوق النقد الدولي للسماح للبنان بالخروج من الأزمة»، مشدداً على ضرورة إعادة إطلاق المفاوضات مع صندوق النقد، التي شهدت تباينات بين المفاوضين اللبنانيين أنفسهم، إن كان حول حجم الخسائر المالية أو إصلاح القطاع المصرفي.

وتطرق لودريان بشكل أساسي إلى قطاع الكهرباء، الذي كبّد خزينة الدولة اللبنانية أكثر من 40 مليار دولار منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990)، فصرح «أقولها بوضوح، ما تم حتى الآن في هذا المجال ليس مشجعاً».

وفي بكركي أكدت مصادر المجتمعين ان الوزير الفرنسي أكّد للبطريرك وقوف فرنسا الدائم مع لبنان سياسياً واقتصادياً.

وقالت المصادر لـ «اللواء» ان الزائر الفرنسي كرّر امام البطريرك الماروني ان الوقوف إلى جانب لبنان يجب ان يقترن مع خطوات معينة عليه ان يقوم بها، اننا دائما نسمع من المسؤولين عن إصلاحات ولكن لم نر بعد هذه الإصلاحات.

وكشفت ان الوزير الفرنسي أبلغ الراعي انه كان عنيفاً جداً في كلامه مع المسؤولين وانه ابلغهم بأنهم لا يستطيعون ان «يكملوا هيك»، مستغرباً كيف ان لدى لبنان كل مقومات النجاح، فيما المسؤولين فيه يتركونه يغرق.

وأكّد الوزير الفرنسي للراعي ان الوضع في لبنان يُشكّل حالة غير مألوفة في أي دولة، وقال: هل يعقل ان تقدّم الدول 11 مليار دولار للبنان، فيما الدولة التي رصد لها هذا المبلغ لا تقوم بأي مبادرات لتظهر جديتها في القيام باصلاحات.

وقد اعرب لودريان عن استيائه للوضع الراهن، وأبلغ الراعي انه أخذ وعوداً من المسؤولين بتنفيذ ما هو مطلوب، لكن فرنسا لن تحكم على الوعود بل على الأفعال.

وحسب بيان بعبدا، فإن البطريرك الراعي تناول «الظروف اللبنانية والاقليمية التي شجعته على طرح مشروع الحياد الايجابي والناشط في سبيل انقاذ لبنان، خصوصا وان لبنان تاريخيا هو بلد محايد ولطالما ادت سياساته السابقة المحايدة الى درء الاخطار العسكرية والسياسية والاقتصادية عنه، ما ادى الى ازدهاره وتميزه في محيطه».

واشار ايضا الى ان «نظام الحياد يقتضي قيام دولة قوية بمؤسساتها وجيشها لتتمكن من حل القضايا الداخلية العالقة والدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله».

من جهته عبر الوزير لودريان عن تقديره لـ«مبادرة البطريرك الراعي، لاسيما وان سيادة لبنان التي تتمسك بها فرنسا تستلزم ان يكون لبنان بلدا محايدا بعيدا عن الصراعات والمحاور» مؤكدا ان «لبنان يملك كل المقومات للنهوض من جديد».

وقالت مصادر ديبلوماسية مواكبة لزيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى لبنان إنها جاءت خالية من اي مبادرة سياسية او اي مسعى فرنسي كان لاخراج لبنان من ازمته، في حين أن مضمون لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين لم يخرج عن ثوابت الموقف الرسمي الفرنسي تجاه لبنان والذي اعلنه قبيل هذه الزيارة، وانما كان بمثابة إعادة تكرار وشرح من دون أي تغيير مع التشديد على التزام فرنسا بدعم سيادة واستقلال ووحدة لبنان وصيغة العيش المشترك بين جميع اللبنانيين.

وكشفت المصادر ان الوزير الفرنسي كان في منتهى الصراحة مع جميع من التقاهم بقوله، ان من يعتقد بحصول لبنان على مساعدات مالية دولية من دون القيام باتمام الاصلاحات المطلوبة فهو واهم وغير مطلع على حقيقة الموقف الفرنسي بهذا الخصوص.

واشارت الى ان ما ذكره لودريان في رده على أسئلة الصحفيين بالشروط والمطالب الواجب على الحكومة اللبنانية اتخاذها محددا بدايتها من ملف الكهرباء ومنع التهرب الضريبي والجمركي واصلاح القضاء وتقوية اجهزة الرقابة الحكومية بكل ما للكلمة من معنى يشكل المدخل المؤاتي لحصول الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لمساعدة لبنان ليتمكن من المباشرة بحل الأزمة المالية التي يمر بها، مشددا امام جميع من التقاهم ولاسيما الرؤساء الثلاثة بان كل ماقامت به الحكومة بما يتعلق بالاصلاحات هو خطوات خجولة وهزيلة لا تلبي ما هو مطلوب منها فعليا لاعطاء الثقة بصدقية الحكومة والتزامها القيام بما هو مطلوب منه مشددا على وجوب الاسراع بالتنفيذ دون تردد ولاسيما منها مايتعلق بتعيين الهيئات الناظمة في كل من الكهرباء والاتصالات وغيرها نظرا لاهميتها وتاثيرها في اعادة انتظام عمل وزيادة انتاجية هذه المؤسسات ووقف الهدر والاستنزاف لمواردها المالية.

وتتابع المصادر الدبلوماسية ان ملف الكهرباء كان الابرز الذي تصدر جميع اللقاءات التي عقدها لودريان مع المسؤولين ولاسيما مع بري ودياب، وقد استوضح رئيس المجلس النيابي مدى إمكانية استعانة لبنان بالخبرات الفرنسية للنهوض بقطاع الكهرباء في لبنان بسرعة باعتبار ان هذه المشكلة المزمنة لم يعد ممكنا التهاون بوضع حلول سريعة لها في حين كان إلحاح من لودريان في كل احاديثه على الاسراع بحل مشكلة النفايات في كل لبنان من دون استثناء. وفي تفسيرها لعدم لقاء الوزير الفرنسي لزعماء وسياسيين في زيارته قالت ان جدول زيارة لودريان كان حافلا بالمواعيد ولم يكن بالامكان عقد لقاءات مع سياسيين دون غيرهم كي لا يفسر ذلك بانه انحياز لفرقاء معينين ومخاصمة اخرين وهذا ليس واقعيا، ولذلك اقتصرت لقاءات ألوزير الفرنسي مع كبار المسؤولين مع استثناء البطريرك الماروني وذلك لتأكيد الجانب الفرنسي دعم وتاييد المبادرة التي طرحها مؤخرا لتحييد لبنان عن الازمات والصراعات بالمنطقة.

وبالرغم من التفسيرات الدبلوماسية لعدم لقاء الوزير الفرنسي للزعامات السياسية الاساسية كعادة اي مسؤول فرنسي يزور لبنان، اعتبر البعض ان سبب ذلك يعود إلى تجنب عقد اي لقاء مع حزب الله على اي مستوى كان في هذا الظرف الصعب والمعقد الذي يمر به لبنان والمنطقة، كي لا يعطى تفسيرات وتحليلات في غير محلها.

وفي الوقائع، في بعبدا، نقل الوزير الفرنسي إلى الرئيس عون رسالة شفوية من الرئيس ماكرون، تضمنت الوقوف إلى جانب لبنان، وهو الذي مارسته تاريخياً، وفي الرسالة:

{ تصميم فرنسيا على مساعدة لبنان.

{ المطلوب من لبنان إنجاز الإصلاحات الضرورية.

{ مفاعيل مؤتمر «سيدر» قائمة، وتتحرك بالتوازن مع تطبيق الإصلاحات.

واشار الوزير الفرنسي حسب بيان بعبدا، الى ان «باريس وضعت خطة لمساعدة المدارس الفرنسية في لبنان واللبنانية، لمواجهة الازمة الراهنة وهي تشمل اكثر من اربعين مدرسة ستتلقى دعما ماليا في اطار الدعم الذي تقدمه فرنسا للمدارس التي تدعمها في الشرق». ولفت الى «المساعدات التي قدمتها بلاده لمواجهة وباء «كورونا»، اضافة الى دعم انساني بلغت قيمته 50 مليون يورو».

وقالت مصادر مطلعة لـ «اللواء» ان لودريان، قال لعون ان فرنسا عندما استضافت مؤتمر سيدر كانت تدرك ان ذلك يدل على علاقة لبنان مع فرنسا وانه اصر على عقد مؤتمر باريس لمجموعة الدعم الدولية للبنان في كانون الأول الماضي وعلى الرغم من الظروف وذلك للتأكيد على ان المساعدات جاهزة انما اهم شيء الاصلاح.

وفي المقابل، سمع جان ايف لودريان من رئيس الجمهورية ان صعوبات وعراقيل كثيرة تواجه مكافحة الفساد، خصوصا مع وجود متورطين كثرٍ فيه، يمارسون ضغوطا عديدة لوقف العملية.

ولم يفت رئيس الجمهورية ان يكرر امام ضيفه الفرنسي، الإشارة إلى التداعيات التي خلفتها الحرب في سوريا على الاقتصاد اللبناني، ولا سيما بعد إغلاق الحدود، وكذلك مسألة النازحين السوريين التي كبدت لبنان خسائر تتجاوز الأربعين مليار دولار وفق المعطيات المتوافرة لدى المنظمات الدولية.

والأبرز في محادثات السراي: التطرق إلى الإصلاحات المطلوبة لترجمة مقررات مؤتمر «سيدر» والمفاوضات مع صندوق النقد.

واستطراداً جرى التطرق إلى ملف النازحين السوريين، والتجديد لليونيفيل.

وأفادت معلومات مصادر السرايا، ان الرئيس دياب قال للوزير لو دريان: انجزنا إصلاحات عديدة وواجهتنا عقبات، وضعنا جدولا زمنيا بباقي الإصلاحات أما تلك المتعلقة بسيدر، فقد أنشأنا لجنة وزارية لمتابعتها. ونحن نريد دعم فرنسا بملف الكهرباء وفي المفاوضات مع صندوق النقد، وقد اقرينا في الحكومة التدقيق الجنائي في مصرف لبنان لكشف الفجوة المالية وأسبابها وخلفياتها، لأننا حريصون على الشفافية، فالتدقيق الجنائي في مصرف لبنان يفتح نوافذ وأبوابا نحو المؤسسات الأخرى للتدقيق الجنائي فيها»

وأردف: «كما أقرينا قبل يومين إعتماد اجهزة كشف سكانر على الحدود وفي المرافىء والمطار، لأن هذا يضبط البضائع جمركياً ويؤمن للدولة مداخيل كبيرة كانت تذهب هدراً، خصوصاً في ظل الضغط المعيشي والإجتماعي على اللبنانيين، وأيضاً على النازحين السوريين، وهذا ما قد يؤدي إلى موجة هجرة لبنانية كبيرة، إلى جانب نزوح سوري للنازحين من لبنان في مختلف الإتجاهات».

وأشار الى أن «المجتمعات المضيفة للنازحين بدأت تشعر بهواجس من وجود النازحين، والنازحون بدأوا يشعرون بعدم الراحة، وهذا أمر خطير».

وطلب دياب «تفهم فرنسا ودعمها للبنان لتجديد مهمة اليونيفيل من دون تعديل في الوكالة والعديد، لحفظ الأمن والسلم الدوليين وتمكين القوات الدولية من تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 الذي يلتزم به لبنان».

وفي عين التينة، حضرت كل الملفات في لقاء الرئيس برّي مع لودريان، واستمر اللقاء ساعة، ولم تشأ مصادر عين التينة، الكشف عن معلومات عن اللقاء.

ونقل ان رئيس مؤسسة «عامل» الدكتور كامل مهنا، صارح الوزير الفرنسي، بالقول: يجب ان تسارعوا إلى مساعدة لبنان، قبل ان تتكرر تجربة تركيا معكم، ويتوجه النازحون إلى أوروبا، إذا انفجر الوضع، واهتز الاستقرار، بصرف النظر عن الإصلاحات فالبلد على شفير الانهيار.

ويختتم اليوم زيارته بزيارة مستشفى رفيق الحريري في بيروت، حيث تتركز جهود مكافحة وباء كوفيد-19. كما سيعقد اجتماعاً حول التعليم الفرنكوفوني مع مدراء المدارس الفرنكوفونية التي تعاني أيضاً من الأزمة الاقتصادية وخصصت لها فرنسا تمويلاً طارئاً.

وتلقى الرئيس عون اتصالا هاتفيا مساء امس من الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس استطلع خلاله عن الاوضاع في لبنان، مؤكدا تضامن الامم المتحدة مع لبنان في الظروف التي يمر بها ومتمنيا الخير للبنانيين، مشيرا الى دعم المنظمة الدولية كل ما من شأنه تحقيق معافاة لبنان وتجاوزه المرحلة الدقيقة التي يعيشها.

وشكر الرئيس عون لغوتيريس عاطفته مؤكدا العمل على تجاوز المحنة الراهنة بما يعود بالخير على لبنان واللبنانيين ويمكنهم من استعادة الدور الذي طالما لعبه لبنان في محيطه والعالم.

في مجال دبلوماسي افتراضي، أجرى الرئيس دياب اتصالا عبر «سكايب» مع الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط جيمس كليفرلي، في إطار زيارته «الافتراضية» إلى لبنان، في حضور السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلينغ والمستشار السياسي سيمون أودونيل، ومستشار رئيس الحكومة السفير جبران صوفان. وتم التداول في إصلاحات الحكومة والمساعدة التي يمكن أن تقدمها بريطانيا إلى لبنان.

وقال وزير المال غازي وزني ان التفاوض مستمر مع صندوق النقد الدولي، بناء للخطة الاقتصادية التي وضعتها الحكومة.

وفي الإطار المالي، لم تنفِ جمعية المصارف انها قد لا تشارك في الاجتماعات مع وزارة المال، والمستشار المالي للحكومة «لازارد».

ارتفاع قياسي بالاصابات: 3260

صحياً، ارتفاع قياسي بالإصابات بفايروس كورونا، إذ اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 156 اصابة كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 3260.

*******************************************

افتتاحية صحيفة الديار

«كورونا» يخرج عن «السيطرة» وعجز الاحتواء يهدد «النظام الصحي» بالانهيار

لودريان «يؤنب» الطبقة السياسية… «كباش» بين المصارف والحكومة حول «الهيركات»؟

اسرائيل قلقة من «تحركات» للمقاومة» و«عين» حزب الله على «جبهتها الداخلية»

ابراهيم ناصرالدين

كما كان متوقعا، لم يحمل وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى بيروت الا «التأنيب» للمسؤولين اللبنانيين المقصرين في عملية الاصلاح، لا حلول اقتصادية، ولا خطط للمساعدة، وانما «حض» على القيام بواجباتهم..هذا الكلام الفرنسي العلني والواضح «والمخجل» لبنانيا، حمل مضامين موازية تفيد بان باريس غير قادرة على التحرك بعيدا عن «الرضى» الاميركي، وهذا يعني ان لامفاعيل ملموسة للزيارة، فثـمة قرار واضح بعدم ترك لبنان «يموت» لكن ابقاءه على اجهزة «الانعاش» تبدو ضرورة اميركية ملحة في زمن الضغوط على ايران وحلفائها في المنطقة، واذا كــان رئيس الدبلوماسية الفرنسية، قد اشاد بطرح «الحياد» من بكركي، الا ان باريس «الواقعية» تعرف صعوبة تحقيقه، وفي هذا السياق كان الوضع على الحدود الجنوبية حاضرا في محادثات لودريان، من «بوابة» التجديد «لليونيفيل» حيث اكد «الزائر» الفرنسي على موقف بلاده الرافض لتعديل مهامها، في وقت لا تزال اسرائيل الغارقة في ازمتها «الكورونية» «متوترة» بانتظار رد حزب الله، «الصامت»، والذي يراقب على نحو «دقيق» مجريات الاحداث في الداخل الاسرائيلي…

«كورونا» ينتصر؟

في هذا الوقت، ينزلق لبنان دون «كوابح» نحو ازمة صحية «كارثية» بعدما دخل رسميا مرحلة الانتشار المجتمعي لوباء «كورونا»، ولم تعد تكفي التحذيرات في الحد من الانتشار، ولم يعد يكفي اعلان وزير الصحة حـمد حسن عدم العودة الى اقفال البلد او المطار، لان الاقتصاد لم «ينتعش» اصلا، واذا غرقت المستشفيات باعداد المصابين، وانهار النظام الصحي ستكون البلاد امام ازمة كارثية، ووفقا لمعلومات وزارية فان التدابيرالاولية ستكون عبر اجراءات عزل لاحياء ومناطق موبوءة، الا انه وفي ظل استمرار عداد الانتشار في الارتفاع ثمة ضغوط على الحكومة من الطواقم الطبية والصحية خصوصا ادارة مستشفى رفيق الحريري التي وصل الاشغال فيها الى نحو 60 سريرا خلال ساعات لاتخاذ اجراءات قاسية قد تصل الى اقفال البلد لمدة تتراوح بين اسبوع واسبوعين لمحاولة السيطرة على «الوباء».

ووفقا ما اعلنه وزير الصحة حمد حسن، دخل لبنان المرحلة الرابعة من فيروس «كورونا»، ونبه إلى «أننا دخلنا مرحلة الانتشار المجتمعي»، وقال نحن أمام منعطف خطير، الفيروس منتشر في 3 مناطق أساسية، وتخوف وزير الصحة من «عدم قدرة المستشفيات على الاستيعاب»، قائلاً «المشكلة ليست في الرقم بقدر ما هي في مزاحمة أسرّة العناية الفائقة، والوضع التصاعدي الخطير يجعلنا نأخذ جملة تدابير للدرس تماشياً مع الواقع الذي يتغيّر يومياً».

وكان العداد «الكوروني» سجل بالامس 165اصابة حيث تقبع في المستشفيات 17 حالة حرجة، ما يرفع العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 3260، وفيما اصيب أحد مخاتير فرن الشباك بـ «كورونا» اجريت فحوصات عشوائية لنحو 250 من سكان المنطقة الواقعة ضمن إطار مركز عمل المختار المصاب، فيما جرى عزل بلدة شحور الجنوبية بعد وصول عدد المصابين الى 35مساء امس، كما نقل9 مصابين «بالفيروس» الى المستشفى اللبناني الكندي، بعد ظهر امس، ونقل الصليب الاحمر 15 اصابة الى المستشفيات و 19 مخالطاً لاجراء فحوص… كما تم اكتشاف حالة في مستشفى الرسول الاعظم.

«تأنيب» فرنسي للمسؤولين

وكما كان صريحا امام مجلس الشيوخ الفرنسي، قبل ايام، «انب» وزير الخارجية الفرنسية المسؤولين اللبنانيين، وابلغهم عدم رضى بلاده عن الاصلاحات، واشار الى ان مفتاح اي مساعدات فرنسية او دولية، هو اتخاذ تدابير اصلاحية جدية، داعيا اياهم الى الاسراع فيها لان « الاوضاع خطيرة جدا»، مكررا مقولته «ساعدوا انفسكم لنساعدكم» ومؤكدا ان «ما رأيناه في الكهرباء لا يشجع» واننا نريد اصلاحات عملية ملموسة، آسفا لان «صرخات الناس في 17 تشرين للتغيير ومكافحة الفساد، لم تُسمع حتى الساعة»، وداعيا الجميع الى التقيد بالنأي بالنفس..

عون يقر بصعوبة الاصلاح؟

ووفقا للمعلومات، اقر الرئيس ميشال عون بوجود صعوبات، وعراقيل، تواجه جهود مكافحة الفساد، واشار الى وجود متورطين كثر يمارسون ضغوطا عديدة لوقفها، وابلغ لودريان ان ثمة قوى سياسية تريد افشال العهد وتعمل على منع حصول اصلاحــات، ولفت الى ان الخطوات التي تحققت في مجال مكافحة الفساد ومنها إقرار التدقيق الجنائي، إضافة إلى التدقيق الحسابي أظهر وجود خلل في ماليـة الدولة، وتحدث عن التداعيات التي خلّفتها الحرب في سوريا على الاقتصاد اللبناني بعد إغلاق الحدود، وكذلك مسألة النازحين السوريين التي كبّدت لبنان خسائر تتجاوز الـ40 مليار دولار وفق المعطيات المتوافرة لدى المنظمات الدولية، وكذلك شدد على تمسـك لبنان بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، مشيدا بالدور الذي تلعبه فرنسا دائماً في اطار التجـديد «لليونيفيل»، وفي هذا الاطار نقل لودريان إلى عون رسالة شفهية من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اكد خلالها وقوف فرنسا إلى جانب لبنان، ولفت الى ان بلاده متمسكة بعدم تعديل مهمة القوات الدولية، محذرا من التوتر على الحدود الجنوبية، مشيرا الى إن مفاعيل مؤتمر «سيدر» لا تزال قائمة لكن تحريكها لن يحصل الا بعد تطبيق الاصلاحات التي التزمتها الحكومة اللبنانية بهذا المؤتمر عند انعقاده في باريس.

محدودية التأثير الفرنسي؟

ومع أعلان لودريان أن باريس وضعت خطة لمساعدة اكثر من 40 مدرسة فرنسية، لفتت اوساط سياسية بارزة مطلعة على الموقف الفرنسي الى ان باريس تدرك حدود قدراتها على تجاوز «الضغوطات» الاميركية، وهي تدرك ان حدود مساعدتها يقتصر الان على «انعاش» جزئي للاوضاع الاجتماعية قد لا يغرق لبنان بالفوضى، لكن اي عملية انقاذ تبقى مرتبطة بالسياسة اولا واخـيرا، لان الفساد في لبنان ليس جديدا، والدول الغربية كانت تدعم الحكومات الفاسدة على مدى عقــود، لكن المستجد الان هو ان الاستراتيجية الاميركية لمعاقبة وحصار ايران وحلفائها في المنطقة في ذروتها، والجميع يعمل الان وفق «الاجندة» الاميركية التي تقضي بعدم «خنق» لبنان، لكن مع ابقائه على «اجهزة» الانعاش…

وكان لودريان اكد من الخارجية بعد زيارته السراي وعين التينة انه من الملح والضروري السير على درب الإصلاحات وقال «هذه الرسالة التي جئت لأحملها أي المفاوضات عبر صندوق النقد الدولي، إذ أن ليس هناك من حل بديل ليخرج لبنان من أزمته، إضافة الى محاربة الفساد ومكافحة التهريب واصلاح الكهرباء»، لافتا الى أن «ما تم القيام به بملف الاصلاح بقطاع الكهرباء ليس مشجعاً» وأكد دعم فرنسا للجيش اللبناني وقوى الأمن من اجل ضمان استقرار البلاد، قائلا: «من الضروري أن تؤكد الدولة على سيطرتها على كامل الاراضي اللبنانية وعلى السياسيين النأي بلبنان عن الأزمة التي تمر بها المنطقة». وختم كلمته بالقول «فرنسا ستقف دوما الى جانب لبنان ولكن كي ينجح المسعى على السلطات اللبنانية ان تؤدي حصتها من العمل و«ساعدوا أنفسكم كي نساعدكم».

لودريان «والحياد»؟

وبعد زيارته لمؤسسة عامل في حارة حريك، زار لودريان بكركي ونقل عنه قوله امام البطريرك المارونــي بشارة الراعي ان لا سيادة دون الحياد، ووفقا لبيان الصرح البطريركي عبر الوزير الفرنسي عن تقديره لطرح الراعي مؤكداً أن لبنان يملك كلّ المقومات للنهوض من جديد، فيما اشار الراعي إلى أن الحياد يقتضي قيام دولة قوية للدفاع عن سيادة لبنان وإستقلالها.

تعثر المفاوضات؟

في هذا الوقت، اكدت مصادر مصرفية مطلعة، ان المصارف اللبنانية رفعت مستوى ضغوطها وهددت بالانسحاب من المفاوضات مع وزارة المال وشركة لازار احتجاجا على اصرار الحكومة على اقرار «الهيركات» الذي ترفضه المصارف على نحو قاطع؛ من جهة أخرى قالت مصادر وزارية أن السبب الحقيقي وراء تهديد المصارف بالانسحاب من المفاوضات هو اصرارها على وضع الحكومة أصول الدولة على طاولة البحث، ما استدعى حصول اتصالات حثيثة خلال الساعات الماضية ادت الى قرار بحضور الاجتماع المقرر اليوم في وزارة المال والسراي الحكومي.

«صمت» حزب الله

وفيما لم تشمل لقاءات الوزير الفرنسي اي اجتماع مع حزب الله، يعمل الحزب «بصمت» على اكثر من خط، فمــن جهة يستمر في تجنب اي سجال داخلي مع البطريركية المارونية حول اقتراح تحييد لبنان، وهو «صمت» ايجابي يبقي الاقتراح بعيدا عن استغلاله سياسيا من قبل بعض القوى الراغبة في «حشره» بمعركة جانبية مع بكركي، مع ترجيح حصول حوار مــع الصرح، لكن الاهم في هذه المرحلة يبقى «الصمــت» المقلق الذي يواجه من خلاله الاستنفار الاسرائيلي على الحدود، حيث تعيش قوات الاحتلال حالة من الارباك وعدم اليقين حيال ما تحضر له المقاومة من رد على استشهاد احد عناصرها في الغارات على سوريا…

الغاء مناورات عسكرية

واذا كان من المفروغ منه ان حزب الله لن يسمح بتعديل قواعد «الاشتباك» في المنطقة، فان رده سيكون حتميا، وهادفا، دون الدفع بالجبهة الجنوبية نحو الاشتعال، هكذا يظن الاسرائيليون، لكن يبقى ان ما يشغل بال القيادة العسكرية والسياسية «الصمت» المغلف بتحركات ميدانية دالة على ان شيئا ما يتحضر، وفي هذا السياق تم الغاء مناورة عسكرية كانت مقررة الاربعاء في المنطقة الشمالية، ويبقى السؤال المركزي ان كان سيكون دون «بصمات» واضحة هذه المرة على «شاكلة» الاحداث المريبة في ايران، او باعلان رسمي يزيد ارباك «الجبهة الداخلية» الاسرائيلية الغارقة في فوضى «كورونا»، والقلق من الردود الايرانية الحتمية…

«العين» على «الجبهة الداخلية»

وفي هذا السياق، تبقى «عين» حزب الله على الداخل الاسرائيلي، حيث تتفاقم الامور «كورونيا» نحو الاسوأ وسط حالة من التخبط، والفوضى في «الشارع» المنتفض على رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، وبحسب صحيفة «يديعوت احرنوت» فان الحفرة التالية قد لا تكون اقتصادية ، بل وأمنية أيضاً، وتقول الصحيفة ان «عيون» «الاعداء» تتطلع إلينا، والصورة التي يرونها في عيونهم هي إسرائيل التي تضعف، وقد بات الوضع يبعث على ردود فعل دولية انتقادية واستخفافية.. فالصورة التي ترتسم في الخارج هي صورة إدارة وطنية مشوشة وعديمة الاتجاه، صورة سقوط اقتصادي وصورة جمهور يفقد من يوم إلى يوم الثقة بقرارات حكومته ويخرج للتظاهر في الشوارع.

وبحسب الصحيفة، تبدو إسرائيل اليوم تقريباً كتلك الدول العربية التي اندلع فيها «الربيع العربي» في بداية العقد وأدى إلى انهيارها. وبرأي الصحيفة فان آثار هذه الصورة على قدرة الردع لدينا في غاية الخطورة،وهو ما يؤكد «لأعدائنا» عمق الأزمة التي تقع فيها إسرائيل وتسحق قدرة الردع الأمنية أكثر فأكثر، وهو ما يشجعهم للمبادرة إلى خطوات معادية. وخصوصاً حين يكون رئيس الولايات المتحدة غارقاً بنفسه في أزمة عميقة في أعقاب كورونا عشية الانتخابات، وتبدو فرص انتخابه موضع شك… والآن، من شأن أزمة كورونا أن تتحول إلى حدث أمني ســتكون تداعياته أخطر بكثير من الأزمة الصحية الاقتصادية.

«البكاء والدماء»

من جهتها، اشارت صحيفة هارتس الى ان اسرائيل «تلعب بالنار»،ولفتت « الى ان الجنرال كينت ماكنزي، قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط اكد إنه على قناعة بأن إيران سترد على الدولة التي تهاجمها. وذكر اسم إسرائيل لسبب ما، ومرت أقواله تلك بتثاؤب ممل في إسرائيل، وقالت عندما يصل الأمر إلى إيران فإن الجميع يقفون بصمت، صمت متوتر، صمت هادئ. محذرة من خطر سينتهي بالبكاء والدماء؟..