أكثر ما ينطبق على واقع الحال قصة: La Cigale et la fourmie


الجميع يتذكر القصة التي تعلّمناها في المدرسة للكاتب الفرنسي La Fontaine وعنوانها La Cigale et la fourmie، هي قصة النملة التي جهدت في فصل الصيف لتخزين مؤونتها لفصل الشتاء، فيما الصرصور الذي امضى فصل الصيف باللهو والمرح عانى الجوع عندما حلّ الشتاء.
قصتنا في لبنان فيها شيء من روحية هذا الدرس.

فالطبقة السياسية بوجوهها القديمة والجديدة عاثت فساداً من خلال الذهنية التي ادارت بها الدولة ولا تزال.

وعندما سقط لبنان في هاوية الانهيار، كان الشتاء قد حلّ في المنطقة، وباتت ظروف الإنقاذ صعبة وكلفتها كبيرة وكبيرة جداً.

فالكباش الاميركي – الايراني يزداد صعوبة، فيما لبنان، والذي يشكّل ساحة من ساحات عضّ الاصابع، لا يبدو قادراً على تحمّل وِزَر المواجهة، في ظلّ الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يعانيه، بعدما بدّد قرشه الابيض والاسود. والمشكلة انّ لبنان غير قادر على تحمّل كلفة الانتظار الى حين فتح ابواب التفاوض، خصوصا وأنّ مختلف الاطراف تعيش أزمات داخلية خانقة، وكل طرف يراهن على تعب الفريق الآخر قبله.