رغيف الخبز


سواء انعقد الحوار في القصر الجمهوري او في اي مكان آخر، وسواء لم ينعقد على الاطلاق، فهل سيشكّل كلا الحالين فرقاً عند الناس؟

فما يريده الناس ليس اكثر من جواب عن سؤال وحيد: متى ستتوقف هذه «التَمْسَحَة» التي تقابل فيها السلطة الحاكمة، اهتراء الدولة المتدحرج على مدار الساعة، وصرخات الموجوعين، الجائعين، وشريحة كبرى منهم انحدر وضعها الى حدّ انّها اصبحت عاجزة حتى عن اللحاق برغيف خبز؟
هذه هي حال الناس، الا تراها السلطة، ليس المطلوب اعترافاً بالجريمة، فالجاني معروف بالاسم والهويّة ومكان الإقامة، ومرئي في موقع مسؤوليته ومسموع على المنابر والشاشات. الحوار جيّد ويقرّب المسافات ويؤسس لتفاهمات على مساحات مشتركة، هذا هو منطق السلطة، ولكن هاوية الأزمة تزداد اتساعاً وعمقاً، والبلد كله صار قابعاً في اسفلها. ليس المطلوب كلاماً مكرّراً لا يُشبع جائعاً ولا يطمئن قلقاً، بل ما يطلبه الناس، لا بل ما يحلمون به، هو ان يروا تلك السلطة الغائبة، التي لطالما عرّفت عن نفسها بأنّها مسؤولة امام الناس لا عن الناس، فتبادر الى النزول اليهم وترى بأم عينها ماذا يجري على الارض.